أداة المقابلة
تعد المقابلة من أدوات البحث مزدوجة الاستخدام بين الكم والكيف، ونظرا لأهميتها في مجال العلوم الاجتماعية سواء كأداة رئيسية أو مساعدة يتم اللجوء إليها في الكثير من المواضيع التي تتطلب ذلك، خاصة أنها تقنية هدفها الأساسي هو إثارة الخطاب مع المبحوث لأجل الحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات حول الموضوع المدروس، في حالة عدم كفاية الأدوات البحثية الأخرى بلوغ الهدف المنشود من إجراء البحث، ونشير أنه هناك شروط لإجراء المقابلة على الباحث والمبحوث، وفيما يلي سنعرض أهم هاته النقاط حول هاته التقنية، إلا أنه ما يهمنا هو توضيح الأخطاء في استخداماتها تركيبا ومعنى من جهة، وتحليلا وتفسيرا من جهة أخرى.
تعتبر المقابلة تفاعل لفظي يتم عن طريق موقف مواجهة يحاول فيه صاحب المقابلة أن يستثير معلومات وأفكار وأراء شخص أخر عن طريق طرح مجموعة من الأسئلة التي تتمحور حول قضية واحدة أو عدة قضايا (2)،[1] فعبارة " موقف مواجهة" تعني أن الباحث يكون بجنب المبحوث من أجل التوجيه والاحتواء، وقد عبر عنها روجرزRogers بـ" المرافقة الاجتماعية"، التي تعبر على أن المقابلة وهي عملية اجتماعية يقوم بها الباحث حيث يرافق المبحوث اجتماعيا وسيكولوجيا.
أنواع المقابلة
يمكن أن نجمع أنواع المقابلة في ثلاثة أنواع رئيسية:
المقابلة الحرة: نلجأ إلى هذا النوع من المقابلة في حالة المواضيع التي لا نملك فيها الكثير من المعلومات والمعطيات، لذلك من الأنسب إتاحة الفرصة للمبحوث للتحدث والإسهاب في الكلام حول الموضوع، لأنه هو الأعلم بالموضوع والأقدر على تقديم زخم من المعلومات حول الظاهرة وكل جوانبها، وهنا يكون هذا النوع غير مقيد بأسئلة يحضرها الباحث، بل يكتفي الباحث بطرح الموضوع فقط، وإفساح المجال أمام المبحوث للحديث. مثلا الحديث عن موضوع الثقافة الاستهلاكية داخل الأسرة، ونترك المجال لرب الأسرة للحديث دون مقاطعة لكن نقوم بتوجيه هذا الاسترسال لكي لا يخرج الحديث عن صياغ الموضوع.
المقابلة الموجهة: هذا النوع من المقابلة يحضر الباحث الموضوع بدقة ويعمل على تحضير الأسئلة بدقة حيث تكون موجهة نحو إجابة مباشرة وقصيرة، وعادة ما يكون هذا النوع من المقابلة في دراسة المواقف.
المقابلة نصف موجهة: ضمن هذا النوع تتوفر لدى الباحث معلومات عن الموضوع، لكن يبحث عن معلومات أكثر تفصيل ودقة، وهو ما يجعله يوجه حوار المبحوث وفق أسئلة مفتوحة ومغلقة لكي يحصل على المعلومات التي تنقصه عن الموضوع.
هندسة المقابلة
تم صياغة هذا العنوان لتقريب الصورة أكثر للباحث والطالب في مجال العلوم الاجتماعية، عن كيفية هندسة (بناء المقابلة) وما هي أهم الأجزاء المكونة لها، فعموما يمر بناء وهندسة المقابلة بثلاث مراحل وهي:
مرحلة البناء والصياغة: ينطلق بناء المقابلة من خلال الفرضيات المتبناة حول الموضوع إذ يفكك الباحث فرضياته أو تساؤلاته أو أهداف البحث إلى مجموعة من الأسئلة التي تغطي الفرضية أو المحور في دليل المقابلة، سواء كانت مقابلة موجهة (حرة)، أو نصف موجهة (حسب طبيعة أهداف البحث وطبيعة الموضوع وفرضياته)
مرحلة عرض المقابلة: بعد الانتهاء من بناء وصياغة أسئلة المقابلة وإجرائها مع المبحوث أو المبحوثين والحصول على المعلومات والأفكار، تأتي مرحلة عرض المقابلات التي تم إجراؤها كل على حدا، حيث يذكر الباحث في عملية العرض كل المعلومات التي وردت أثناء الحوار دون زيادة أو نقصان في مدونة المقابلة ، ويرتبها حسب ترتيب الأسئلة المرافق للدليل
مرحلة التحليل: بعد الانتهاء من عرض كل المقابلات تأتي مرحلة التحليل السوسيولوجي للمقابلة، أي الوقوف على تحليل الظاهرة موضوع الدراسة في مختلف مراحلها، والتحليل السوسيولوجي بالدرجة الأولى يعتمد على خيال الباحث العلمي ودرجة تحكمه واطلاعه على موضوع بحثه من مختلف الزوايا، فملكة التحليل نابعة من ثقافة الباحث السوسيولوجية التي من خلالها يستطيع التفكيك وإعادة التركيب للموضوع بشكل منهجي صحيح ودقيق يمكنه من الوصول إلى نتائج موضوعية.
ملاحظة : حول المقابلة
تختلف طريقة هندسة المقابلة من المقابلة الحرة إلى استمارة المقابلة من حيث الطريقة وطبيعة المحاور والأسئلة
للتوضيح أنظر https://www.youtube.com/watch?v=cTYBEQOLXBg