أداة الاستبيان
تعتبر الاستمارة أحد التقنيات المباشرة والموجهة، تستعمل في جمع المعطيات الكمية من ميدان البحث، عن طريق وثيقة تحمل مجموعة من الأسئلة تستهدف عدد كبير من المبحوثين قصد الإجابة عليها.
يعتبر التحليل المفهومي مصدر بناء كل الأدوات البحثية عموما، والاستمارة على وجه الخصوص وتكون وفق مخطط منهجي يتم فيه تفكك المتغيرات إلى أبعاد والأبعاد إلى مؤشرات تشكل أسئلة الاستمارة، حيث تصاغ هذه المؤشرات في شكل أسئلة تتسم بالبساطة والوضوح في مبناها ومعناها. وبما أن الهدف منها (الاستمارة ) هو جمع أكبر عدد ممكن من المعطيات الكمية قصد قياسها وإجراء مقارنات بينها بواسطة الأساليب الإحصائية، فلا بد من عدم الإكثار من الأسئلة المفتوحة التي يصعب تكميمها، ويستحسن وضع سؤال مفتوح في نهاية كل محور تعطى فيها الحرية للمبحوث بإبداء رأيه حول الموضوع أو المحور
أنواع الاستمارة
الأسئلة المغلقة: وهي تلك الأسئلة المرتبطة بخيارات الإجابة عنها، إما تكون تحمل خيارين
الأسئلة المفتوحة: وهي الأسئلة غير المحددة باختيارات للإجابة من طرف الباحث حيث يعطى للمبحوث حرية الإجابة عنها وفق رأيه وانطباعه، وضمن هذا النوع من الأحسن أن الباحث لا يكثر من هذه الأسئلة لأنه يصعب تكميمها وقياسها إحصائيا، لأن الاستمارة هدفها الأساسي هو قياس الظاهرة في الواقع ومدى انتشارها، ومقارنة إجابات المبحوثين حيال ذلك. غير أن هذه الأسئلة (المفتوحة) تساعد على التحليل خاصة إذا كانت طبيعة السؤال نصف مفتوح
الاستمارة ومغالطات البناء والتركيب
ما يمكن التنويه له والوقوف عنده في عملية بناء الاستمارة بداية ما تعلق بأسئلة البيانات العامة (متغيرات نوعية)، والتي أصبحت مسلمة منهجية في الكثير من الاستمارات، حيث نجد توظيف العديد من البيانات العامة لكن دون الحاجة إليها في علمية التحليل ولا تنسجم أصلا مع الفرضيات، لذا من الأنسب هو وضع البيانات العامة التي تخدم الموضوع فقط، فإذا كان المستوى التعليمي لا يخدم الفرضيات لا يتم وضعه، وعلى العكس إذا كان طرح الفرضيات على الشكل التالي مثلا: توجد علاقة بين نمط القيادة التنظيمية والمستوى التنظيمي
فهنا لا بد من وضع المستوى الإداري كأحد البيانات العامة.
أما ثاني ملاحظة وهي عدم انسجام الأسئلة مع طبيعة المحاور، وبأكثر تفصيل هو عدم تغطية الأسئلة للمحاور إضافة إلى إدراج مؤشرات غير قابلة للقياس ومنه يختل التوازن التركيبي للاستمارة، وفي هذه الحالة نجد أن الكثير من المبحوثين يمتنعون عن الإجابة على هذه الأسئلة وعليه يجب إلغاء الاستمارة لعدم كفايتها الحد الأدنى من الإجابات.
في حين تظهر الملاحظة الثالثة في محتوى الاستمارة وهو عدم تفريق الكثير من الطلبة بين البعد والمتغير والمؤشر، حيث نجد الكثير من الأسئلة تحمل أبعاد ومتغيرات وليس مؤشرات ومنه لا يمكن قياسها من جهة، وتشكل غموض لدى المبحوث خاصة في بعض الموضوعات التي تعتبر حديثة نسبيا، فمن شروط الاستمارة الجيدة هو التحكم في لغة الصياغة، فلا بد أن تصاغ الأسئلة بطريقة بسيطة وسهلة وتكون الأسئلة
غير مركبة لكي يفهمها المبحوث، فيحب أن تبسط حسب مستواه التعليمي والثقافي وإن كانت بعض الأسئلة تتطلب شرح فلا بد على الباحث إضافته تحت السؤال بين قوسين، مثال على ذلك، إذا كنا بصدد دراسة موضوع حول التمكين الوظيفي وتحقيق الفعالية الإدارية، في أسئلة الاستمارة لابد أن تكون دالة ومعبرة على الفرضيات المطروحات من حيث استخدام المؤشرات فتكون مبسطة ومفهومة للمبحوث.
خطوات بناء الاستمارة
تمر الاستمارة من حيث بنائها بمجموعة من الخطوات لكي تصل إلى مرحلة الجاهزية والتوزيع وهي:
مرحلة التحليل المفهومي والصياغة الأولية: هذه المرحلة تعد بمثابة الانطلاق والشروع في العمل الميداني وهنا تخص كل الأدوات البحثية، فبعد رسم المخطط المنهجي لموضوع البحث، وتحديد المفاهيم واستخراج الأبعاد والمؤشرات الخاصة بكل بعد، ينطلق الباحث في صياغة الأسئلة تحت كل محور، ولا بد منه أن يراعي مجموعة من الشروط لأجل بناء استمارة تتلاءم وموضوعه وفرضياته والأهداف المنطلق منها:
مراعاة لغة صياغة الأسئلة من حيث المبنى والمعنى
مراعاة البدائل الموضوعة لكل سؤال والتنويع فيها
التنويع في الأسئلة بين المغلقة (بين الترتيبية ومتعددة الاختيارات) والتقليل من الأسئلة المفتوحة لصعوبة تكميمها، وإدراجها في عملية التحليل والاستدلال بها إذا اقتضت الضرورة
الموازنة بين أسئلة المحاور من حيث العدد نسبيا
اعتماد أكبر قدر ممكن من المؤشرات للتمكن من قياس الموضوع بدقة وموضوعية.
مرحلة المراجعة:بعد الصياغة الأولية للاستمارة لا بد من مراجعتها من حيث التركيب ومدى ملائمة الأسئلة للمحاور والموازنة بين المحاور وطريقة صياغة الأسئلة، ويكون ذلك من خلال مناقشتها مع المشرف والأساتذة المتخصصين في المجال، كما يمكن تحكيمها لدى مجموعة من أهل التخصص للحكم على درجة مصداقيتها، وتجريبها على مجموعة من المبحوثين لمعرفة مدى موضوعيتها وتغطيتها للموضوع، بعد القيام بهذه الخطوة يتم تعديل ما طلب تعديله سواء بالتعديل في الصياغات أو الإلغاء أو في البدائل الموضوعة.
مرحلة التنفيذ: (التوزيع) : فبعد التعديل والمراجعة النهائية للاستمارة يتم النزول بها للميدان وتوزيعها على العينة المختارة الممثلة للمجتمع الكلي، فتوزع الاستمارة على فترة أو فترات محددة
مرحلة الاسترجاع والمعالجة: ضمن هذه المرحلة يتم استرجاع الاستمارات، وتأتي بعدها مرحلة المعالجة الكمية والكيفية لها، فحسب الفرضيات تظهر للطالب المقاييس الإحصائية المستعملة، فإذا كانت فرضيات ذات علاقة ارتباطيه فلا بد أن تقاس بمعاملات الارتباط، أو يكتفي الباحث بالنسب المئوية والتكرارات في شكل جداول بسيطة ومركبة تحلل الظاهرة كيفيا.
للاطلاع أكثر على أدوات البحث العلمي أنظر مقال الباحث على الرابط:https://www.asjp.cerist.dz/en/article/221656