تعريف الملاحظة

وكتعريف أولي لأداة الملاحظة " هي المشاهدة الحسية للظواهر، حيث تعتبر أداة الملاحظة التقنية الأساسية لدراسة بعض الظواهر الطبيعية والإنسانية والاجتماعية،ما يهمنا في هذا التعريف هو تحليل تعريف الملاحظة بشكل مبسط تعني المشاهدة باستخدام الحواس للأحداث والوقائع التي تحدث أمامنا"(1)[1] لأنها تعتبر نقطة الانطلاق لأي بحث علمي جاد وإدراك الحقيقة لا يكون إلا من خلال الحس (sensation) كما ذكر أرسطو (Aristo)، ولا بد من التفريق بين لفظة المشاهدة والملاحظة العلمية الهادفة، فالأولى (المشاهدة) هي الملاحظة السطحية التي لا يعطى لها أي تحليل أو تأويل، في حين أن الملاحظة العلمية الهادفة هي التي تنطلق من أهداف محددة ولأجل رصد أفعال وتصرفات وسلوكات ورموز ومدى تكرارها في زمان ومكان محدد،

تمر الملاحظة العلمية أساسا بثلاث مراحل أساسية نختصرها في الوصف ثم التصنيف ثم التحليل الكمي أو الكيفي حسب الموضوع وأهدافه وفرضياته

فتبدأ عملية الوصف من خلال مشاهدة ما نود رصده من رموز وتعابير وإشارات وأفعال وتكرارها وضبطها بوقت محدد في فضاء اجتماعي محدد، وتأتي بعدها مرحلة تصنيف الملاحظات بشكل منهجي صحيح من خلال طرحها حسب المشاهدات من الأكثر إلى الأقل أو من خلال مدى التكرار لما نريد رصده من الأعلى للأسفل فيما يسمى (بشبكة الملاحظة) التي تحدد أجزاء الملاحظة في شكل عناصر فرعية ، وتأتي أخيرا مرحلة التحليل السوسيولوجي للملاحظة أي الوقوف على أسباب حدوث الظاهرة ودوافعها، وكيف يفسرها الباحث في مجتمع البحث.

وهذا كله يكون بوضع إستراتيجية يتم من خلالها الإجابة عن الأسئلة: ماذا نلاحظ؟وكيف ومتى نلاحظ؟

حول الملاحظة

الملاحظة في علم الاجتماع تعبر عن ملاحظة السلوكات والأفعال كما هي في الواقع الاجتماعي، وهي مرحلة أولية للاستقصاء

أشكال الملاحظة

أشكال الملاحظة حسب درجة الضبط هناك :

  1. الملاحظة البسيطة :Simple Observation

هي الملاحظات التي تتم في الحالة الطبيعية دون تدخل او ترتيب مسبق وهي بعيدة عن إجراءات الضبط العلمي، وهذه الملاحظة مفيدة للباحث من أجل بناء صورة أو تصورات عن الموضوع وعادة تكون في الدراسات الاستكشافية .

  1. الملاحظة المنظمة:SystematicObservation

وهي تلك المشاهدات التي تتم في حالته الطبيعية، وهنا يتوجب على الباحث معرفة ماذا يريد أن يلاحظ، وفق خطة زمنية محددة وهذه الملاحظة ويتم الإعداد لها في وقت سابق، كما يمكن للباحث فيها بالاستعانة بكل الوسائل التي تجعل من الملاحظة أكثر وضوح ودقة.

وهناك تقسيم ثاني للملاحظات حسب دور الباحث هي:

  1. الملاحظة بالمشاركة:Participant Observationيعد استعمال هذا النوع من الملاحظات أكثر انتشارا في مجال الانثربولوجيا، حيث يتطلب هذا النوع من الباحث التعايش مع أفراد البيئة لفترة زمنية طويلة التي هو بصدد دراستها، وقد ظهر هذا النوع على يد الأنثربولوجي مالينوفسكي.

  1. الملاحظة من دون مشاركة:Non-ParticipantObservationهذا النوع من الملاحظة لا يتطلب طول مدة المعايشة وسط بيئة الدراسة

    وهو الأوسع والأكثر انتشارا واستعمالا من طرف الباحثين والطلاب أثناء إجراء الدراسة الميدانية وملاحظة ومعاينة ميدان الدراسة إذا تطلب العمل بها من الأساس،لذلك لا يمكن إن يستغني عنها الباحث في كل مراحل بحثه

    هذين النوعين من الملاحظة الأكثر استخداما في البحوث والدراسات الاجتماعية والإنسانية على العموم.

نموذج تطبيقي لبناء وتحليل شبكة الملاحظة