التقويم التربوي
الخطوط العريضة للقسم
-
- اسم المقياس: التقويم التربوي
- وحدة إستكشافية
- السنة: أولى ماستر
- التخصص: علم الاجتماع التربوي
- السداسي: الثاني
- الرصيد: 03
- المعامل : 01
- عدد الساعات: ساعة ونصف أسبوعيًا
- نوع المقياس: نظري
- الأستاذ(ة): حميدة جرو
-
- أن يتعرف الطالب على المفاهيم الأساسية للتقويم التربوي.
- أن يميز بين أنواع وطرق وأدوات التقويم.
- أن يربط بين نظريات التقويم والنظريات السوسيولوجية في تحليل الفعل التربوي.
- أن يطور الطالب القدرة على نقد السياسات التقييمية في المنظومة التربوية من منظور سوسيولوجي.
- أن يوظف أدوات ومؤشرات التقويم في تحليل المناهج والبرامج التعليمية.
-
بنهاية هذا المقياس، يُتوقع من الطالب أن يكون قادرًا على:
- شرح المفاهيم الأساسية في التقويم التربوي.
- التمييز بين القياس، التقييم، والتقويم.
- تحليل العلاقة بين التقويم والمنظومة التربوية في سياقها الاجتماعي.
- تقديم قراءات نقدية لآليات التقييم في النظم التعليمية.
- تصميم أدوات تقويم تربوي وفق أهداف تعليمية محددة.
-
مدخل مفاهيمي حول التقويم التربوي
يُعد التقويم التربوي أحد الركائز الأساسية في العملية التعليمية، إذ يمثل الأداة المنهجية التي تتيح فحص مخرجات التعليم ومدى تحقق الأهداف التربوية، كما يُستخدم لتوجيه قرارات المعلمين والمخططين التربويين وتحسين البرامج التعليمية. فالتقويم ليس مجرد عملية قياس لنتائج المتعلمين، بل هو عملية أعمق تتضمن إصدار أحكام تستند إلى معايير علمية ومعطيات موضوعية بهدف التطوير المستمر. وتبرز أهمية المقاربة السوسيولوجية لفهم أبعاد التقويم، كونه لا يتم بمعزل عن السياقات الثقافية والاجتماعية والسياسية التي تُؤطر المؤسسة التعليمية.
في بدايته، عرف التقويم باعتباره عملية تهدف إلى التحقق من مدى تحقق الأهداف التعليمية، لكن مع تطور البحوث التربوية توسع المفهوم ليشمل تحليل المعطيات التعليمية وتقديم تغذية راجعة تساعد في تحسين الأداء وتطوير المناهج والبرامج الدراسية. تختلف أنواع التقويم باختلاف التوقيت والوظيفة؛ فهناك التقويم التشخيصي الذي يُستخدم قبل انطلاق العملية التعليمية لفهم قدرات المتعلمين ومدى جاهزيتهم، والتقويم التكويني الذي يُصاحب العملية التعليمية لتصحيح المسار وتقديم الدعم، والتقويم الإجمالي الذي يُستخدم بعد انتهاء التعلم لإصدار حكم نهائي على النتائج، بالإضافة إلى التقويم المستمر الذي يُواكب تطور المتعلم طوال السنة الدراسية.
تتنوع أدوات التقويم التربوي بين الاختبارات بأنواعها، والملاحظة الصفية، والاستبيانات، والمقابلات، وملفات الإنجاز، والعروض التقديمية، والمشاريع الجماعية. وتكمن أهمية تنوع هذه الأدوات في كونها تسمح بتقويم الجوانب المعرفية والمهارية والوجدانية للمتعلم، وتُراعي الفروقات الفردية بين المتعلمين.
من منظور سوسيولوجي، يُنظر إلى التقويم التربوي كآلية لها أبعاد رمزية واجتماعية. فبحسب علماء الاجتماع التربوي، لا يمكن فصل التقويم عن بنيات السلطة والمعايير الثقافية السائدة في المجتمع. وقد أشار "بيير بورديو" إلى أنّ التقويم قد يُستخدم كأداة لإعادة إنتاج الفوارق الطبقية من خلال فرض معايير ثقافية معينة على جميع المتعلمين دون مراعاة خلفياتهم الاجتماعية والثقافية، ما يؤدي إلى تهميش البعض وتعزيز نجاح فئات أخرى. ومن هذا المنظور، فإن التقويم ليس محايدًا كما قد يبدو، بل قد يكون وسيلة للفرز الاجتماعي والتمييز الرمزي داخل المدرسة.
كما أن أنظمة التقويم تختلف من مجتمع لآخر، وتعكس في جوهرها الفلسفة التربوية السائدة. فبينما تعتمد بعض الدول كفنلندا على نماذج تقويمية تشاركية وبنائية تُشجع التفكير النقدي والتعلم الذاتي، لا تزال أنظمة تعليمية أخرى، منها الجزائر، تركّز على الامتحانات الموحدة والتقويم الإجمالي، ما يُقيد فرص الابتكار ويُقلل من فعالية التقويم التكويني والبديل.
ومن هنا، أصبح من الضروري إعادة النظر في وظائف التقويم من حيث كونه ليس مجرد وسيلة للحكم على المتعلم، بل أداة للتوجيه والتحفيز والبناء. فالتقويم العادل ينبغي أن يكون تشاركيًا، يدمج المتعلم في عملية التقييم ويشجعه على تقييم ذاته وتطويرها. كما يجب أن يكون التقويم شموليًا، يأخذ في الحسبان مختلف أبعاد شخصية المتعلم، ويستخدم أدوات متنوعة تراعي الذكاءات المتعددة والأنماط المختلفة للتعلم.
في الختام، يمكن القول إنّ التقويم التربوي في ضوء المنظور السوسيولوجي لا يجب أن يُفهم فقط كآلية تعليمية، بل كظاهرة اجتماعية تعكس بنية المجتمع ومفاهيمه عن الجدارة والنجاح. وبالتالي، فإن تطوير منظومة التقويم يتطلب وعيًا نقديًا بأبعاده الثقافية والسياسية، وسعيًا جادًا نحو تقويم عادل، تشاركي، وهادف، يعزز من جودة التعليم ويسهم في تحقيق الإنصاف الاجتماعي داخل المدرسة وخارجها.
-
موجهة لطلبة ماستر 1 علم الاجتماع التربية
-
موجهة لطلبة ماستر 1 علم الاجتماع التربية
-
رابط فيديو المحاضرة لطلبة ماستر1 علم الاجتماع التربية
-
-
المحاضرة حول أنواع التقويم التربوي
يُعد التقويم التربوي عنصرًا أساسيًا في منظومة التعليم، لا يمكن الاستغناء عنه أو اختزاله في مجرد اختبارات أو امتحانات، بل هو عملية مستمرة وشاملة تهدف إلى دعم وتحسين التعلم في جميع مراحله. فالتقويم يسعى إلى تتبع تطور المتعلم، والكشف عن نقاط القوة والضعف، وتقديم تغذية راجعة فعّالة تساعده على تعديل مساره، إلى جانب كونه أداة يستخدمها المعلمون وصناع القرار لتطوير السياسات التعليمية. وهنا يجب التمييز بين القياس، الذي يعبر عن الكم من خلال الدرجات أو الأرقام؛ والتقدير، الذي يُعنى بالحكم النوعي أو الوصفي؛ وبين التقويم، الذي يدمج بين الاثنين معًا، ويُسخّرهما لاتخاذ قرارات تربوية هادفة. كما أن للتقويم التربوي أنواعًا مختلفة تخدم أهدافًا متعددة، منها: التقويم التشخيصي الذي يُستخدم قبل بداية التعليم لتحديد المستوى القبلي للمتعلمين، والتقويم التكويني الذي يصاحب مراحل التعلم ويوجهها، والتقويم الختامي أو الإجمالي الذي يُستخدم في نهاية مرحلة تعليمية لتحديد مدى تحقق الأهداف، والتقويم المستمر الذي يتابع الأداء التعليمي طوال العام. كما برزت حديثًا أشكال أخرى مثل التقويم الذاتي وتقويم الأقران، والتي تهدف إلى تنمية مهارات النقد الذاتي والتفكير التأملي لدى المتعلم. ويمثل هذا التنوع في أدوات وأنواع التقويم دليلاً على تطور الفكر التربوي، وتحول نظرة التربية من الحفظ والاستظهار إلى الفهم والتحليل. ومن هنا، فإن اعتماد تقويم تربوي شامل يراعي الفروقات الفردية، ويبتعد عن الاقتصار على الامتحانات النهائية، يسهم في تحقيق العدالة التعليمية ويضمن جودة مخرجات التعليم، ويعزز من دور المدرسة كمؤسسة لبناء الفرد والمجتمع.
-
موجهة لطلبة ماستر 1 علم الاجتماع التربية
-
محاضرة موجهة لطلبة ماستر 1 علم الاجتماع التربية
-
محاضرة موجهة لطلبة ماستر 1 علم الاجتماع التربية
-
-
محاضرة: الفروق المفاهيمية بين القياس والتقييم والتقويم التربوي وأدواته
في إطار العملية التربوية، تظهر ثلاثة مفاهيم مركزية ترتبط بجودة التعليم ومخرجاته، وهي: القياس التربوي، التقييم التربوي، والتقويم التربوي. يُقصد بالقياس التربوي تلك العملية الكمية التي تعتمد على أدوات رقمية لقياس قدرات المتعلم أو تحصيله المعرفي، مثل الدرجات والعلامات، دون الخوض في تفسير هذه النتائج أو توجيه قرارات تربوية بناءً عليها. أما التقييم التربوي، فهو أوسع من القياس، إذ يتضمن إصدار حكم على الأداء أو المحتوى أو البرنامج التعليمي، ويركّز على تقدير مدى تحقيق الأهداف التعليمية وجودة العملية التربوية. بينما يُعد التقويم التربوي المفهوم الأوسع والأشمل، حيث يجمع بين القياس والتقييم، ويُضاف إليهما هدف أساسي هو التحسين والتعديل واتخاذ قرارات تربوية مدروسة بناءً على نتائج القياس والتقييم، مما يجعل منه عملية مستمرة ترافق كل مراحل التعليم. ويُفرّق بعض الباحثين بين التقييم والتقويم بكون الأول يركز على الحكم، بينما الثاني يربط بين التشخيص والمعالجة. ولإنجاز هذه العمليات، يعتمد التربويون على عدة أدوات، منها: الاختبارات التحصيلية (الموضوعية والمقالية)، الملاحظة، المقابلات، قوائم التقدير، سلالم التقدير، ملفات الإنجاز، والاستبيانات، حيث تُستخدم كل أداة بحسب طبيعة الهدف التعليمي والمجال المُراد تقويمه سواء كان معرفيًا، مهاريًا أو وجدانيًا. إن فهم هذه الفروقات المفاهيمية وأدوات التقويم يُعد ضرورة لكل فاعل تربوي يسعى لتحسين الأداء التربوي وضمان تحقيق الأهداف التعليمية بكفاءة وعدالة.
-
محاضرات لطلبة ماستر1 علم الاجتماع التربية
-
رابط فيديو المحاضرة لطلبة ماستر 1 علم الاجتماع التربية
-
-
تتناول هذه المحاضرة العلاقة العميقة والمتداخلة بين التقويم التربوي والتنشئة الاجتماعية، باعتبار أن العملية التربوية لا تقتصر فقط على نقل المعارف والمهارات، بل تتعداها لتشمل بناء الشخصية وإكساب الفرد القيم والمعايير الاجتماعية. ويُعد التقويم التربوي أداة مركزية في هذا السياق، حيث لا يُستخدم فقط لقياس التحصيل الدراسي، بل يتجاوز ذلك ليؤدي دورًا في عملية الضبط الاجتماعي والتأثير في اتجاهات وسلوكيات المتعلمين. فكل قرار تقويمي – سواء كان امتحانًا، ملاحظة مستمرة، أو تقييمًا شاملًا – يحمل في طياته رسالة اجتماعية تُوجّه المتعلم نحو ما يُعتبر مقبولًا أو مرفوضًا في البيئة المدرسية والمجتمع ككل. كما أن أساليب التقويم، إذا كانت عادلة وشاملة وتراعي الفروق الفردية، فإنها تُعزز الإحساس بالمساواة والانتماء، وتُسهم في بناء الثقة والمسؤولية لدى التلميذ، أما إذا كانت تقليدية أو إقصائية، فقد تؤدي إلى تعزيز الإحباط والتهميش وتكريس الفوارق الاجتماعية والثقافية. من هنا، فإن التنشئة الاجتماعية لا تتم فقط عبر المنهج والمحتوى، بل أيضًا عبر ما يسمى بـ"المنهج الخفي" الذي يظهر من خلال طرق التقويم، والتفاعلات الصفية، وآليات المكافأة والعقاب. فالتقويم في بعده السوسيولوجي يُسهم في نقل الثقافة الاجتماعية وإعادة إنتاجها، ويساعد في ترسيخ الأدوار الاجتماعية المستقبلية للأفراد. وتُعد المدرسة، بهذا المعنى، فضاءً اجتماعيًا يعيد تشكيل الأفراد وفقًا لمتطلبات النظام الاجتماعي، حيث يكون التقويم أحد أدوات هذه العملية. وتؤكد النظريات السوسيولوجية الحديثة – كنظرية بورديو في "العنف الرمزي" – أن التقويم قد يحمل معايير طبقية وثقافية مضمَنة يتم تمريرها تحت غطاء الحيادية والموضوعية. ولذلك، تطرح هذه المحاضرة تساؤلات حول ضرورة تطوير أدوات تقويمية تراعي البُعد الاجتماعي والثقافي، وتُسهم في دمج كافة المتعلمين، وتحقيق أهداف التنشئة الاجتماعية العادلة، ما يجعل من التقويم التربوي وسيلة إصلاحية تربط بين التعليم والتنمية الاجتماعية المستدامة.
-
محاضرة موجهة لطلبة ماستر 1 علم الاجتماع التربية
-
مةجفة لطلبة ماستر1 علم الاجتماع التربية
-
-
المحاضرة: السياسات التربوية والتقويم في السياق الاجتماعي
اهداف المحاضرة:
فهم العلاقة بين السياسات التربوية والسياق الاجتماعي.
• تحليل دور السياسات التربوية في تكوين وتوجيه المنظومة التعليمية.
• دراسة آليات التقويم كأداة للضبط والتحسين داخل النظام التربوي.
• تقييم تأثير البنية الاجتماعية في صياغة وتنفيذ السياسات التربوية.
المحاضرة تبحث في التفاعل المعقد بين السياسات التربوية والتقويم التربوي داخل الإطار الاجتماعي، حيث تُعد السياسة التربوية انعكاسًا لتوجهات المجتمع ومصالحه الطبقية والثقافية، وتُصاغ في ضوء الظروف الاقتصادية والسياسية السائدة، ما يجعل التعليم أحيانًا وسيلة للتحرر، وأحيانًا أخرى أداة لإعادة إنتاج البُنى الاجتماعية القائمة. فهذه السياسات لا تُبنى بمعزل عن السياق، بل تعكس تصورات مجتمعية حول المعرفة، المواطنة، والعدالة، وهو ما يجعل من المناهج والبرامج التعليمية ميدانًا للصراع الأيديولوجي والثقافي. وفي المقابل، يلعب التقويم دورًا مركزيًا ليس فقط في قياس أداء المتعلمين، بل في تحديد مصيرهم داخل النظام الاجتماعي، إذ غالبًا ما يحمل في طياته رموزًا ومعايير تنحاز ضمنيًا إلى فئات دون أخرى، مما يُكرّس الفوارق بدل أن يُقلّصها، كما أشار بيير بورديو من خلال مفهوم "العنف الرمزي". ومن خلال تحليل بعض التجارب، كحالة الجزائر التي شهدت عدة إصلاحات لم تخرج بعد من إشكالات الفجوة بين التخطيط والتطبيق، مقابل نموذج فنلندا الذي يكرس المساواة التعليمية، يتضح أن السياسات التربوية الناجحة هي تلك التي تنطلق من الواقع الاجتماعي وتراعي التنوع الثقافي وتعمل على إرساء الإنصاف التربوي، لا فقط من خلال توزيع الموارد، بل أيضًا من خلال بناء تقويمات عادلة ومرنة. ومن هنا تبرز أهمية المقاربة السوسيولوجية في فهم السياسات التربوية ليس فقط كنصوص وقرارات، بل كآليات اجتماعية تعيد تشكيل المجتمع وتؤثر في فرص الأفراد ومستقبلهم.
-
موجهة لطلبة ماستر علم اجتماع التربية
-
موجهة لطلبة ماستر علم اجتماع التربية
-
عرض موجهة لطلبة ماستر علم اجتماع التربية
-
موجهة لطلبة ماستر علم اجتماع التربية
-
-
السوسيولوجية في تطوير نماذج تقويمية أكثر شمولية
أهداف المحاضرة
uفهم العلاقة بين البحث السوسيولوجي والنماذج التربوية للتقويم
uتوضيح كيف يمكن للبحوث الاجتماعية أن تكشف الجوانب غير المرئية في الأنظمة التربوية التقليدية.uتحليل أثر البنية الاجتماعية والثقافية في أدوات التقويمملخص موسّع لمحاضرة: دور البحوث السوسيولوجية في تطوير نماذج تقويمية أكثر شمولية
تسعى هذه المحاضرة إلى تسليط الضوء على الدور الحيوي الذي تلعبه البحوث السوسيولوجية في تطوير مقاربات جديدة وشاملة للتقويم التربوي. لقد أصبح من الواضح أن النماذج التقويمية التقليدية، القائمة في الغالب على الاختبارات الكمية والنتائج الرقمية، غير قادرة على استيعاب التعقيد الاجتماعي والثقافي والنفسي الذي يطبع واقع المتعلم داخل المؤسسة التربوية. وهنا يأتي دور علم الاجتماع التربوي باعتباره أداة تحليلية ونقدية تمكن من فهم أعمق للمؤسسات التعليمية وتفاعلاتها.
في البداية، تقدم المحاضرة تعريفًا للبحوث السوسيولوجية في سياقها التربوي، باعتبارها دراسات منهجية تهدف إلى تحليل العلاقة بين التربية والمجتمع، من خلال البحث في أوجه التفاوت الاجتماعي، والتمييز الثقافي، والبنية الطبقية التي تؤثر في فرص التعليم والتحصيل الدراسي. فالتلميذ لا يأتي إلى القسم وهو "صفحة بيضاء"، بل يدخل محمّلًا برأسمال اجتماعي وثقافي قد يسهم في تقدمه أو يعيق مساره، حسب مدى تطابقه مع النموذج الثقافي السائد في المدرسة.
ثم تنتقل المحاضرة إلى نقد النماذج التقويمية التقليدية، التي غالبًا ما تفترض أن جميع المتعلمين ينطلقون من نفس النقطة، وتُقيّمهم وفق معايير موحدة، متجاهلة الفروق في الخلفيات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية. هذا التجاهل يؤدي إلى إعادة إنتاج التفاوت بدل تجاوزه، ويؤسس لفكرة أن الفشل المدرسي ناتج عن قصور ذاتي، في حين أن البحوث السوسيولوجية تؤكد أنه ناتج عن عوامل بنيوية.
تؤكد المحاضرة أن البحوث السوسيولوجية قادرة على المساهمة في بناء نماذج تقويمية أكثر عدالة وشمولًا، من خلال:
- اقتراح أدوات تقييم تضع في اعتبارها البيئة الاجتماعية والنفسية للمتعلمين.
- إدماج مؤشرات غير تقليدية في التقييم، مثل القدرة على التعاون، روح المبادرة، والاندماج الاجتماعي.
- تحليل أداء التلاميذ في ضوء مؤشرات مثل الفقر، التهميش، التمييز الثقافي أو الجندري.
- تقديم رؤية نقدية تسهم في تحسين السياسات التعليمية وتوجيه برامج الدعم.
كما تم استعراض بعض التجارب البحثية التي أثبتت أهمية المقاربة السوسيولوجية في مجال التقويم، من بينها دراسات عالم الاجتماع الفرنسي "بيير بورديو" الذي بيّن كيف تساهم المدرسة في إعادة إنتاج الفوارق الطبقية عبر آليات تقويمية غير عادلة، وكذلك تجارب دول مثل كندا وفنلندا التي طورت تقويمات متعددة الأبعاد تراعي خصوصية كل متعلم وسياقه.
تُختتم المحاضرة بالتأكيد على أن البحوث السوسيولوجية لا تكتفي بوصف الواقع التربوي، بل تسعى إلى تغييره من خلال اقتراح نماذج تقويمية أكثر إنصافًا وشمولًا، تُمكّن من تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص والارتقاء بالعملية التربوية.
-
محاضرة لطلبة ماستر1 علم الاجتماع التربية
-
محاضرة لطلبة ماستر 1 علم الاجتماع التربية
-
لطلبة ماستر علم الاجتماع التربية
-
رابط فيديوا محاضرة: دور البحوث السوسيولوجية في تطوير نماذج تقويمية أكثر شمولية