تصنيفات للمعرفة:
ارتبط تصنيف المعرفة في كثير من الأحيان بالتخصصات العلمية، والمدارس الفكرية، وهو مايجعل لها تصنيفات عدة ومتعددة، فحسب تقسيم شيلر لها فهي نوعان يسمي الأول منها بالمعرفة المصطنعة وهي تتضمن الأساطير والخرافات إلى جانب المعرفة المتضمنة في اللغة الفلكلورية الطبيعية ثم المعرفة الدينية إضافة إلى الأشكال الأولية للمعرفة الصوفية والمعرفة الفلسفية الميتافيزيقية والمعرفة الوضعية ثم المعرفة التكنولوجية، أما النوع الثاني فيعرف بالمعرفة الطبيعية إلى حد ما وهي معارف لا تكون صادقة أو ثابتة.
ثم أن هناك تصنيف آخر يصنفها إلى معرفة اجتماعية أولية التي تنشأ عبر الخبرة الشخصية نتيجة للتكرار، وكذا معرفة عامية تابعة من العواطف والأحاسيس لا العقل، في حين نجد المعرفة المصطنعة التي تتفق مع ما جاء في تصنيف شيلر لها، ثم تأتي المعرفة الضارة التي تتجسد في الادعاء والتلفيق والانتحال والدهاء، ثم المعرفة المتجسدة في الإفساد والأضرار الناتجة عن سوء استخدام التقنيات، وأخيرا المعرفة الفلسفية والتي تعتبر امتدادا لسلطات المعرفة العامية.
لقد حدد سبندر Spender عدة أنواع للمعرفة، فنجد منها المعرفة التنظيمية وهي معرفة صريحة واضحة تتجسد في الحقائق والنظريات والمفاهيم التي تعلمها الفرد أو تم اكتشافه لها عن طريق الخبرة، ثم المعرفة الموضوعية وهي معرفة ضمنية مشتركة، وتأتي المعرفة الآلية المكتسبة من خلال المهارات والمواهب والآراء الشخصية النابعة عن التفاعل، وأخيرا المعرفة التجميعية هي معرفة ضمنية تتمثل بمعرفة الجماعة.
كما أن هناك من يصنفها في ثنائيتين، فنجد منها المعرفة العامة والتي تنتج كمحصلة لمعالجة كمية كبيرة من البيانات فهي تتسم بطبيعة ديناميكية محتواها متغير باستمرار، كما نجد نوع آخر من المعرفة وهو المعرفة الشخصية التي ترتبك بالفرد الواحد وهي على ارتباط كبير بإمكانيات بالعقل البشري للفرد وكذا درجة الذاكرة التي يمتلكها.
ثم أن البيلاوي بدوره قدم هو الآخر تصنيف للمعرفة يختلف نوعا ما عن التصنيفات السابقة حيث إنه قد حصرها في نوعين فالنوع الأول هو المعرفة الداخلية وتشير هذه المعرفة إلى تلك التي تنتج من أنشطة وتفاعلات الأفراد فيما بينهم وكذلك تفاعلهم وعلاقاتهم بعناصر البيئة الخارجية المحيطة بهم ونتائجها وتأثيراتها. أما النوع الثاني فهو المعرفة الخارجية وهذا النوع من المعرفة يتضمن المعرفة التي يستمدها الأفراد العاملون أو المنظمة نفسها من مصادر خارجية توجد في البيئة المحيطة بها.
ومما سبق يمكن تصنيف المعرفة إلى:
- المعرفة التنظيمية:
المعرفة التنظيمية هي معرفة متخصصة داخل التنظيمات المختلفة، فالمنظمات اليوم تحوز على كم كبير من المعارف التي تحتاجها والتي يمكن حتى أن تولده في ظل بيئة احتدمت فيها التنافسية وانتقل فيها العالم من اقتصاد الندرة إلى اقتصاد الوفرة.
- والمعرفة التنظيمية تشير إلى ما تملكه المنظمة في ذاكرتها التنظيمية من معلومات، وإلى العمليات العقلية في ذهن المديرين وبقية العاملين في المنظمة من إدراك وتعلم وتفكير وتسيب، وبما يسهم في تكوين آراء واتجاهات وتوقعات تهيئ رؤية دقيقة عن بيئة المنظمة ونوع الاختيار الاستراتيجي المعزز لبقائها، فهي إذا جميع الوسائل التي تستخدمها المنظمة لاكتشاف سلسلة السلوك الممكن والتي ستتبع فعليا.
- كما أشار بيكلي وكورتر Bukley and Corter إلى أن المعرفة التنظيمية هي الحافز للعمل والتي تجعل الأفراد مدركين لإمكانياتهم وكيف يمكن لهم تحقيقها، ويضيفان أن المعرفة التطبيقية هي ذلك النوع الضروري للأعمال حيث تستخدم في اتخاذ القرارات وإنجاز العمال.
ويمكن تحديد أنواع المعرفة التنظيمية إلى عدة تصنيفات وذلك من خلال ما قدمه المختصين في الموضوع حيث نجد منها ما يلي:
• لقد حدد سبندر Spender عدة أنواع للمعرفة وهذه الأنواع تتقاطع بدرجة كبيرة مع الدراسات الخاصة بالتنظيمات وهذه الأنواع هي:
- المعرفة التنظيمية الصريحة: وهي معرفة صريحة واضحة تتجسد في الحقائق والنظريات والمفاهيم التي تعلمها الفرد أو تم اكتشافه لها عن طريق الخبرة.
- المعرفة الموضوعية: هي نوع من المعرفة يتم تقاسمه بين أفراد المنظمة أي المعرفة الضمنية المشتركة.
- المعرفة الآلية: وهي معرفة يكتسبها الفرد خلال العملية وهي تتجسد من خلال المهارات والمواهب والآراء الشخصية كنتيجة ومحصلة للتفاعلات القائمة.
- المعرفة التجميعية: هي معرفة ضمنية تتمثل بمعرفة الجماعة.
كما أضاف أيضا سبيندر Spender تصنيفا آخر للمعرفة ارتكز فيه على أفكار شستر برنارد C. Bernard في نظرته للمنظمة كنظام اجتماعي يقوم على التعاون بين الفرد والمنظمة، حيث نظر إلى المعرفة من منظور اجتماعي مشيرا إلى أنها حصيلة للتفاعل بين الفرد والمجتمع حيث ميز في هذا الصدد بين أربعة أنماط من المعرفة وهي:
- المعرفة الواعية Conscious Knowldge : وهي عبارة عن معرفة فردية وصريحة تتجسد في الحقائق والمفاهيم والأطر والنظريات التي يمكن للفرد تعلمها واكتشافها.
- المعرفة الموضوعية Objective Knowldge : وهذا النوع من المعرفة تتقاسمه الجماعة داخل المنظمة والقسم يكونها معرفة صريحة.
- المعرفة الآلية Automatic Knowldge : وهذا النوع من المعرفة يكتسبه الفرد من خلال العمل وتراكم الخبرات التي اكتسبها من خلال أدائه لالتزاماته، فهذا النوع من المعرفة يتميز بكونه معرفة ضمنية تتجسد في مختلف المهارات الفنية والمواهب والآراء الصادرة من الأفراد.
- المعرفة الجماعية Collective Knowledge : في المعرفة الضمنية الموجودة لدى الجماعة وتتميز بكونها معرفة اجتماعية كامنة.
في الأخير نصل إلى نقطة مهمة وهي ضرورة الوقوف على العديد من القضايا التي ترتبط بمنظمات المعرفة كنوع جديد من المنظمات الذي يشتغل بصورة أساسية بمورد المعرفة، كما يجب الإشارة أيضا إلى أن الاهتمام بمجال منظمات المعرفة لازال بحاجة ماسة للمزيد من الجهود لأجل التحكم في مداخل ومخارج الموضوع.