محاضرة للتحميل

لقد أدى انفجار المعلومات في عصرنا الرقمي إلى تحويل مشهد التعلم والبحث. فلم تعد المعرفة مقتصرة
على المكتبات ، بل تتدفق المعرفة الآن بحرية في متناول أيدينا. ومع ذلك، فإن هذه الوفرة ذاتها يمكن أن تكون مربكة. مع وجود عدد لا يحصى من مواقع الويب والمقالات ووسائل التواصل الاجتماعي التي تتنافس على جذب انتباهنا، الامر الذي يقود الى صعوبة تمييز جودة المعلومات والغرض منها  من جهة واكتساب مهارة بالغة الأهمية في ألية تقييمها من جهة أخرى.

وفي هذا الاطار ، فإن أساس أي مسعى بحثي ناجح، أو كتابة مقالة قوية، أو حتى محادثة مستنيرة، يكمن
 في فهم الأنواع المختلفة لمصادر المعلومات. هذه المصادر، التي تشمل المجلات العلمية والمقالات الإخبارية والتقارير الحكومية والمواقع الإلكترونية وحتى وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تساهم كل منها في في النظام البيئي للمعلومات. كما يحمل كل مصدر مجموعته الخاصة من نقاط القوة والقيود، مما يؤثر على مدى ملاءمته لمهمة معينة.

إن تعلم التمييز بين المقالة العلمية الخاضعة لمراجعة النظراء ومنشور المدونة، على سبيل المثال، يسمح لنا بتقييم مصداقية وموثوقية المعلومات التي نواجهها. سيبدأ هذا الاستكشاف في رحلة عبر الفئات المتنوعة لمصادر المعلومات، مما يزودك بأدوات التفكير النقدي لتصبح مستهلكًا مميزًا للمعلومات ومتواصلاً أكثر فعالية. من خلال فهم الفروق الدقيقة لكل نوع مصدر، كما سيتم تمكينك من التنقل في بحر المعرفة الواسع بثقة، مما يضمن أن المعلومات التي تستخدمها دقيقة ومؤثرة وتساهم بشكل مفيد في تحقيق أهدافك.

وإن  تقسم مصادر المعلومات تتعدد، وبذلك سنحاول عرض أهمها من خلال الجدول التالي :

جدول 02: يوضح أنواع وتقسيمات مصادر المعلومات

المصدر : حمزة مروة. دت .

كما يمكن أن نظيف التقسيمات التالية:

ورغم كل هذه التقسيمات غير أن أشهرها هو تقسيم دنيس جروجان الذي يشمل التقسيم وفقا للمضمون كما يوضح الشكل الموالي:

 

شكل 01: تقسم المعلومات وفقا للمضمون

-          المصادر الوثائقية:

حدى طرق تصنيف أنواع المصادر هي اعتبارها مصادر أولية أو ثانوية أو ثالثية. تعتمد هذه الفئات على مدى قرب الباحث/المؤلف من موضوع مصدر المعلومات

لمصادر الأولية: المستندات الأصلية التي تم إنشاؤها خلال فترة الدراسة. وهي تختلف بشكل كبير من مجال دراسي إلى آخر. في العلوم والهندسة يمكن أن يكون المصدر الأساسي هو:

·          مقالات أو أطروحات تتضمن تفاصيل دراسة أصلية، أو ملاحظات حالة أو ملاحظات، أو فحوصات سريرية، أو مؤتمرات، أو بروتوكولات تجريبية، أو رسومات صناعية، أو ملاحظات معملية، أو براءات اختراع، أو جدول دوري، أو مجموعات أو نتائج بيانات أولية، أو تقارير أو نماذج فنية، أو معايير قياسية.

المصادر الثانوية : الوثائق التحليلية التي تفسر المصادر الأولية. وتشمل، من بين أمور أخرى،

·          الكتب والموارد الإلكترونية والدريات العامة والدراسات ، والمصادر المرجعية

المصادر الثلاثية:  الوثائق الوصفية التي تجمع أو تفهرس المصادر الأولية والثانوية. بشكل عام، تهدف المصادر الثالثة إلى تحديد المصادر بدلاً من تقييم محتواها. وهي تشمل، من بين أمور أخرى:

·          الببليوغرافيات والفهارس والسجلات وكتالوجات المكتبات وقواعد البيانات المتخصصة. ( Service d'appui au succès scolaire de l'Université d'Ottawa)

المصادر غير الوثائقية:  وتتمثل فيما يلي:(راهي، 2019، ص.4)

المصادر الرسمية: هي المصادر الصادرة عن جهات رسمية معتمدة، مثل:

o        الحكومة (الوزارات، الهيئات، الدوائر الرسمية)

o        المؤسسات شبه الحكومية (الجامعات، المستشفيات، البنوك)

o        المنظمات الدولية (الأمم المتحدة، منظمة الصحة العالمية)

o        الهيئات التشريعية (البرلمان، مجلس النواب)

o        المحاكم

o        المؤسسات الصناعية (الشركات، المصانع)

·         خصائصها:

o        موثوقة ودقيقة

o        تخضع لمراجعة وتدقيق صارم

o        تُنشر في مجلات علمية أو تقارير رسمية

o        تُستخدم في البحث العلمي والدراسات الأكاديمية

المصادر غير الرسمية: هي المصادر الصادرة عن جهات غير رسمية، مثل:

o        المنظمات غير الحكومية (الجمعيات، المؤسسات الخيرية)

o        المنظمات الإقليمية (الاتحاد الأوروبي، رابطة الدول العربية)

o        الجمعيات

·         الأفراد (هي المعلومات التي يتم تبادلها شفهياً بين الأشخاص، مثل:

o     المناقشات والآراء

o     النقاشات العلمية

o     المُحاضرات

o     الندوات

o     اللقاءات الشخصية

·      خصائصها:

o        قد لا تكون موثوقة مثل المصادر الرسمية

o        قد لا تخضع لمراجعة وتدقيق صارم

o        تُنشر في مجلات غير علمية أو مواقع إلكترونية شخصية

o        تُستخدم في البحث العلمي والدراسات الأكاديمية بشكل محدود

تقسيم مصادر المعلومات حسب الشكل المادي:

ويمكن توضيحه من خلال الجدول الموالي:

الجدول رقم4 : تقسيم مصادر المعلومات حسب الشكل المادي

المصدر: GPT4؛ عليان، 2009، ص119-148)

نلاحظ من خلال الجدول اختلاف وتعقد تجميع المعلومات، ما يثير تسأولا مهما أيها أفضل، وفي هذا الاطار فإن اختلافها طبيعتها ونطاق استخدامها، يتوقف على المهمة المطلوبة والتخصص والموضوع الذي يدرس أو يبحث عنه الفرد. فعلى سبيل المثال، قد يكون فهرس الكتب مفيدًا للباحثين الذين يرغبون في العثور على مصادر ثابتة وشاملة، بينما قد يكون فهرس الأبحاث مفضلًا للمتخصصين الذين يسعون للوصول إلى أحدث الاكتشافات العلمية.

حيث أصبحت المصادر الالكترونية مطلبا أساسيا في العصر الحالي نظرًا لسهولة الوصول إليها وتنوع المواد المتاحة فيها، ومن المهم النظر في هذه الأدوات عند اختيار المصادر المناسبة للبحث والدراسة في مجالات مختلفة. غير أن تقسيم هذه المصادر يختلف عن المصادر المطبوعة حيث يقسم الى مصادر أولية وثانوية فقط ترجع الى طبيعة الاستخدام المباشر (أولية) أو أنها أدوات للبحث والوصول( ثانوية )، كما يوضح الجدول التالي:

الجدول رقم 05: مصادر المعلومات الالكترونية

المصدر: Spark Jones, K., R. Bennett, et al. (2005