يعتبر مقياس المناهج التربوية أساسيًا لطلاب الماستر في علم الاجتماع، حيث يوفر فهماً عميقًا للعوامل التي تؤثر في تصميم وتطوير المناهج التعليمية. يساهم هذا المقياس في تعزيز القدرة على تحليل كيف تؤثر المناهج على التفاعلات الاجتماعية والثقافية داخل المؤسسات التعليمية. كما يمكّن الطلاب من استكشاف العلاقة بين التعليم والمجتمع، مما يساعدهم على تطوير استراتيجيات تعليمية فعالة تعكس تنوع الاحتياجات الثقافية والاجتماعية. من خلال دراسة هذا المقياس، يمكن للطلاب اكتساب مهارات بحثية وتحليلية تعزز من قدرتهم على إجراء دراسات اجتماعية متعمقة، وتقديم حلول مبتكرة للتحديات التعليمية المعاصرة، مما يسهم في إعدادهم لمهنة أكاديمية أو مهنية في مجالات التعليم والاجتماع.

علم النفس التربوي هو احد فروع علم النفس العام ويركز على الجانب التربوي وما يخص التعليم والتعلم وهذا المقياس يسمح للطالب بمعرفة المبادئ والتقنيات الخاصة بالمعلم والمربي والتعليم بصفة عامة.

جامعة محمد خيضر بسكرة

كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية

قسم العلوم الاجتماعية.

السنة الأولى ماستر علم اجتماع التربية

مقياس فلسفة التربية

الرصيد : 05

المعامل: 02

نظام التدريس: محاضرة 01.30 سا    + أعمال موجهة 01.30 سا.

زمن التدريس : الأربعاء 13.10 إلى غاية 16.20 سا.

أستاذ المقياس: أد.ميمونة مناصرية

البريد الالكتروني: m.menasria@univ-biskra.dz

 

مقياس تاريخ الفكر التربوي

محاضرات موجهة لطلبة السنة أولى ماستر علم اجتماع التربية

 - المحاضرة الاولى:

 مقدمة:

      تعتبر التربية جانبا أساسيا من جوانب المعرفة والتقدم الحضاري للمجتمع، لذا فان كل المجتمعات ومنذ زمن بعيد اهتمت بها اهتماما بالغا، وتعتبر من العوامل الأساسية في تكوين شخصية الفرد و المجتمع.

واهتمام الإنسان القديم بالتربية عبر الحضارات المتعاقبة أدى به إلى وضع نظريات في التربية توضح لنا الأساليب المختلفة التي تشكل شخصية المجتمعات المختلفة، لذلك فان على دارس التربية التعرف على تاريخ الفكر التربوي أو على الأصول التاريخية للتربية وذلك من خلال تعرفه على تطورها عبر مختلف العصور والتعرف على مختلف القوى المؤثرة فيها، إذ تعتبر التربية انعكاسا للأوضاع  السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات،كما أنه من الضروري للباحث في المجال التربوي الاطلاع على الجذور الأولى للتربية في مختلف المجتمعات الإنسانية أي الأصول التاريخية التي تقوم عليها  التربية في مختلف المجتمعات.

وبناءا عليه سنتعرض في هذا المقياس أولا لماهية تاريخ الفكر التربوي والذي سنتعرف فيه على التعريف بتاريخ  الفكر التربوي وأهمية دراسته وكذا أهم اتجاهات البحث فيه،ثم بعد هذا المدخل التمهيدي سنتطرق إلى تاريخ الفكر التربوي بدءا من المجتمعات البدائية والحضارات الشرقية القديمة بدءا من التربية الصينية  والمصرية  وحتى التربية اليونانية والرومانية ،ثم تحدثنا عن التربية في العصور الوسطى والتعرض فيها للتربية عند المسلمين والمسيحيين واهم أعلام التربية في تلك الحقبة الزمنية،ثم خصصنا المحور الرابع للوقوف عند الفكر التربوي في العصور الحديثة حتى وقتنا الحالي وتطرقنا الملامح للفكر التربوية واهم مميزاته .

وفي هذه الرحلة التربوية سنتعرف على أهم خصائص التربية في هذه المجتمعات واهم المراحل التعليمية فيها وكذا أهم الاتجاهات التي سادت في تلك الحقب الزمنية ،إضافة إلى كل ذلك حاولنا من خلال هذه المطبوعة أن نتعرف على الأفكار التربوية لعدد من أعلام الفكر التربوي الذين ساهموا في إرساء قواعد تربوية واسسو للعديد من النظريات التربوية الحديثة وتركوا بصمتهم في مسيرة الفكر التربوي عبر العصور المختلفة .

 

 

1-المحور الأول:ماهية تاريخ الفكر التربوي:

1-1.تعريف الفكر التربوي:   

  لا يمكننا الحديث عن تاريخ الفكر التربوي دون أن نبدأ أولا بالتعرف على معنى التربية ومن ثم التعرف بعد ذلك على مفهوم تاريخ الفكر التربوي.  

 لقد اختلفت معاني التربية على مر العصور ومن مجتمع لآخر تبعا لفلسفة المجتمعات وتبعا لأهداف التربية، ويمكن التعرف على ذلك من خلال استعراض معاني التربية التالية:

فقد عرف أفلاطون "التربية هي أن تضفي على الجسم والنفس كل جمال وكمال ممكن لهما"(تهذيب النفس )

وعرفها أرسطو:"التربية هي إعداد العقل كما تعد الأرض للبذر ".

أما أبو حامد الغزالي فيرى أن "صناعة التعليم هي اشرف الصناعات التي يستطيع الإنسان أن يحترفها وان أهم أغراض التربية هي الفضيلة والتقرب إلى الله" .

ويذهب جان جاك روسو"بأن واجب التربية لن تعمل على تهيئة الفرص الإنسانية كي ينمو الطفل على طبيعته انطلاقا من ميوله واهتمامه ".

في حين يرى جون ديوي "أن التربية تعني مجموعة العمليات التي يستطيع بها المجتمع أو زمرة اجتماعية كبرت آو صغرت  أن تنقل سلطانها وأهدافها المكتسبة ،بغية تامين وجودها الخاص ونموها المستمر ،إن التربية هي الحياة" .

أما احدث النظريات التي تناولت معنى التربية فهي "نظرية التكيف"القائلة "بان التربية هي عملية تكيف أو تفاعل ما بين المتعلم والبيئة التي يعيش فيها"ويقصد ببيئة المتعلم كل ما يحيط به في هذا العالم من العوامل التي لها مساس بحياته ويطيب له أن يتفاعل معها .

يلاحظ  تباين في التعريفات السابقة بين الفلاسفة و المربين  وهذا راجع إلى الإنسان وطبيعته ،والى المعرفة ومصادرها وإلى فلسفة المعرفة في كل مجتمع والأهداف المتوخاة من التربية ،ومن هنا يمكن القول انه من الصعب الاتفاق على نموذج واحد من التربية تكون صالحة لجميع البشر وفي جميع المجتمعات وتحت كل الأنظمة . (محمد حسن عمايرة،2010،ص9-11)  

إضافة إلى تغير مفهوم التربية تبعا لتغيرات الزمن وتطورات المجتمع ثقافيا واقتصاديا، واتساع النظرة إلى ميدان التربية وتطورها.

أما فيما يخص تعريف تاريخ الفكر التربوي، فقد عرف  على انه إسهام شعب ما أو امة بعينها بجملة من الآراء والنظريات و الأفكار في مختلف مجالات التربية والتعليم  ،وذلك في لحظة تاريخية معينة لها قسماتها وتفاعلاتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية . فيما يخص مجال التعلم الإنساني وتنمية الشخصية الانسانية وشحذ قدراتها ،وهذا يتضمن إنتاج النظريات والمفاهيم والآراء والأفكار التي وجهت عملية تربية الإنسان وحددت مسارها  (محمد سلمان الخزاعلة ،2012،ص11)

كما يعرف على انه استعراض ونقد وتقييم نماذج التربية في المجتمعات البشرية ودراسة المراحل التي مر بها وما تضمنته من مناهج وأساليب و أنظمة تعليمية والأفكار والفلسفات التي وجهت التربية وأثرت فيها.