Aperçu des sections

  • مجالات علم الاجتماع

    محاضرات مجالات العلوم الاجتماعية

    السنة الأولى العلوم الاجتماعية  1ل.م.د 2019-2020 السداسي الثاني

    بروفيسور مليكة عرعور عمري

    قسم العلوم الاجتماعية _ جامعة محمد خيضر - بسكرة

    مقدمة
    تعد المعارف في العلوم الاجتماعية حلقة متكاملة من والحدات التعليمية التي تكمل بعضها البعض لأجل لتحقيق بناء معرفي عند الطالب، حيث يشير مصطلح العلوم الاجتماعيّة إلى أي فرع من فروع العلوم الذي يتعلّق بالسلوك الإنساني والذي يشمل جوانبه الاجتماعيّة والثقافيّة، ويستخدم أحياناً للإشارة إلى علم النفس، وعلم الاجتماع، وعلم السياسة، وعلم الاقتصاد، والتاريخ، والقانون، وغالباً يضم الجغرافيا الاجتماعيّة والاقتصاديّة، من هنا فقد اكتسبت مجالات العلوم الاجتماعية أهمية كبيرة، جعلت منها تستوعب جميع جونب الحياة الاجتماعية، وعليه فقد استحوذت مجالات العلوم الاجتماعية في المقابل لقيت الاهتمام في مجالات الرعاية الاجتماعيّة والرعاية الأوليّة، ونظام العدالة، وإدارة الأعمال وغير ذلك، كذلك لقيت دعم الحكومة والجامعات والاستثمارات لأجل تنمية البشرية وحل مشكلاته الحياتية.
    تدرس مختلف مجالات العلوم الاجتماعية الظاهرة الاجتماعية من جميع جوانبها باستخدام المنهج العلمي لأجل فهم الظاهرة الاجتماعية فهما حقيقياً ومتكاملاً، حيث أن جزء منها نظري يسعى من خلال ذلك الفهم والتفسير إلى وضع القوانين التي تمكنه من التنبأ بحدوث تلط الظاهرات والجزء الثاني مجالاً تطبيقي يسعى إلى إيجاد حلولاً للمشكلات التي يعيشها الإنسان سواء في ذاته بيولوجياً أو نفسيا أو أو بيئته الثقافية والاجتماعية، والأهم أنه من خلال معرفة العلوم الاجتماعية أن كل من المجالات على اختلافها تعمل سوياً متعاونة متساندة في تكوير ذاتها.    

    1.           مجالات علم الاجتماع:  

    يقوم علم الاجتماع بدراسة وتحليل الظاهرة الاجتماعية التي تتعدد فيها المظاهر وتتشابك فيها الأبعاد المختلفة الطبيعة، وعليه فإن موضوع علم الاجتماع يتشابك مع العديد من العلوم مما أفرز العديد من المجالات المشتركة بين علم الاجتماع، والعلوم الأخرى إنسانية واجتماعية، كعلم النفس، والأنثروبولوجيا، والعلوم السياسيّة، وغيرها، وبناءً عليه فقد حصر العلماء الاجتماع أكثر من ثلاثون مجالات، لكن يمكن تصنيفهم إلى أربع الرئيسة ويندرج تحت كل مجال عدد كبير من المجالات الفرعية التي هي في حالة تطوير ذاتي بناءً على تطور الظاهرة الاجتماعية ذاتها والمجتمع والتغيرات التي تعتيره، وتتمثل في الأتي:

    ·     الميكروسوسيولوجيا: هو وهو فرع مستقلّ عن علم الاجتماع، حيث يشير إلى محال معرفي علمي يقوم بدراسة الوحدات الاجتماعية الصغرى داخل المجتمعات، إذ تلك الوحدات هي عبارة عن وقائع اجتماعية تنشأ بين فردين فأكثر أولها الجماعات الاجتماعية على اختلافها كجماعات العمل أو فرق العمل، المؤسسات الاجتماعية، الأسرة  إضافة إلى العمليّات الاجتماعية، التفاعلات الاجتماعية والعلاقات الاجتماعية واختلافها وتنوعها وما مدى تأثيرها في البناء الاجتماعي فهو بذلك يدرس الحالات داخل نطاق علم الاجتماع، وفي حين يقوم على دراسة السلوك الإنساني، فهو بذلك يدخل في إطار علم النفس الاجتماعي، وينطوي تحت هذا المجال مجالات أخري عديدة كعلم الاجتماع العائلي، علم الاجتماع المشكلات الاجتماعية، علم اجتماع الجريمة، علم اجتماع التنظيم والعمل وعلم اجتماع الجماعات الصغيرة، علم الاجتماع الاتصال، علم الاجتماع الإعلام، علم الاجتماع النوع الاجتماعي.

    ·      الماكروسوسيولوجيا:  وهو مجال يقوم بدراسة الوحدات الاجتماعية الكبرى في المجتمعات، الترابط بين عناصره الأساسية ومؤسساته، كالنظام السياسي والاقتصاد والحياة الروحية، وتهتم الماكروسوسيولوجيا بالكشف عن القوانين العامة التي تحكم اتجاه التطور الاجتماعي وبنية النظام السياسي والاقتصادي والثقافي والديني والمدن والقرى والأرياف وتطوراتهم وتغيرات المجتمع، بالاستناد إلى التحليل السوسيولوجي للوقوف على القانون العام الذي يحكم تلك الوحدات، وغليه فإن الكثير من مجالات علم الاجتماع كعلم الاجتماع المدينة، علم الاجتماع الريفي، علم الاجتماع السياسي، علم الاجتماع الاقتصادي، علم الاجتماع الثقافي، علم الاجتماع الديني، علم الاجتماع التغير، علم الاجتماع البيئة، علم الاجتماع الطبي، علم الاجتماع التاريخي.    

    ·     علم الاجتماع النظريّ: أول من مارسه علماء الأوربيين وخاصة الفرنسيين يهتمُّ هذا المجال  من مجالات علم الاجتماع بدراسة النظريّات في مجال علم الاجتماع كنظريّة كارل ماركس وتمحيصها واستنباط الظروف الاجتماعية السياسية أو الاقتصادية والخلفيات التاريخية التي وجدت فيها النظرية، والفرضيات التي استندت عليها وموضوعيتها أو غير ذاك، وتحديد الأسس النظرية وركائزها المعرفية والواقعية والظاهرة التي تناولها تلك النظريات ومن ثم تقديم انتقادات مؤسسة على التطورات التي حدت في المجتمع والاختلافات الثقافية والاجتماعية، إضافة إلى رصد النقائص الواردة في النظرية، إضافة إلى تقديم فرضيات جديد لبناء نظريات أخرى، وعليه فإنه علم الاجتماع النظري يهتم بدراسة القوانين التي تحكم نشوء أي نظام اقتصادي اجتماعي معين وتطوره؛ ودراسة آلية تفاعل الأنساق الاجتماعية الفرعية في إطار بناء اجتماعي متماسك.  

    ·     علم الاجتماع التطبيقي: يطلق على هذا المجال بعلم الاجتماع الأمريكي أو علم الاجتماع المشكلات الاجتماعية، إذ أول ما ظهر عند العلماء الأمريكان لأجل دراسة المشكلات التي وجدت في المجتمع الأمريكي بادئ الأمر من خلال تطبيق مبادئ التي توصل إليها علم الاجتماع النظري حول مختلف الظاهرات الاجتماعية التي تم تفسيرها نظريا، وهي مشكلات اجتماعية تؤدي إلى حدوث خلل في الواقع الاجتماعي وعدم اتزان وللاستقرار كالصراع، الفوضى الاجتماعية، الجريمة، العنصرية، وبالتالي فإن علم الاجتماع التطبيقي جاء دراسة المشكلات الاجتماعية، ومن ثم فإنه مجال يهدف إلى تعجيل التغير الاجتماعي من خلال معرفة أسباب المقاومة ليحقق التقدم الاجتماعي بتبيان طرائق التطبيق المبادئ التي توصل إليها علم الاجتماع النظري وأساليبه فقط، وعليه فإنه يقدم الفروقات بين التغير والتغيير الاجتماعي، أي بين الفعل الطبيعي والفعل الاجتماعي المقصود.


    • مجالات علم النفس 1

      1.           مجالات علم النفس

      يعرف علم النفس بأنه هو علم يهتمُّ بالبحث عن سلوك الفرد وصفاته ودراسة تصرّفاته الشّعوريّة واللاشعوريّة التي تصدر عنه بهدف تحقيق التفاعل والتّكيّف مع بيئته المحيطة به، ويهدف علم النّفس إلى فهم السّلوك الفردي وتفسيره وتنظيمه وضبطه، كما يقوم بتفسير الأسباب التي جعلت الشخص يسلك سلوك ما بمرجعية الدوافع الذاتية والحاجات الإنسانية والرغبات الباطنية، ولأن السلوك الإنساني متشابك الأبعاد والعناصر والمؤثرات والموجهات والرواسب والآثار فإن علماء النفس كشفوا عن أزيد من ثمانون مجالاً من مجالاته وبعض منها الآتي:

      ·     علم النفس النظري : يهتم بالجوانب النظرية والفلسفية للعلم، حيث يركز على الجمع بين نظريات علم النفس القائمة ودمجها وتطويرها بشكل غير تجريبي عملي، وبالتالي علم النفس النظري هو مجال متعدد الاختصاصات يضم علماء نفس متخصصين في مجموعة واسعة من الفروع النفسية التي عمل فيها كل من فيلهلم فونت ووليام جيمس وسيغموند فرويد وجون واطسون، ألان كازدين وروبرت ستيرنبرغز

      ·      علم النفس البيولوجي هو دراسة علمية للقواعد البيولوجية الحاكمة للسلوك والعمليات العقلية، ومن ثم فإنه علم ينظر إلى جميع السلوكيات على أنها معتمدة على الجهاز العصبي، ويدرسون الأساس العصبي للسلوك. حيث أن الهدف من علم النفس البيولوجي هو فهم كيف يرتبط هيكل ووظيفة الدماغ بعمليات سلوكية ونفسية محددة. كما يهتم بإصابات الدماغ في محاولة لفهم الوظيفة النفسية الطبيعية، وبالتالي فإن يستخدم أدوات التصوير العصبي، والتي يمكن أن تساعد العلماء فيه على مراقبة مناطق الدماغ التي تنشط خلال مهمة معينة..

      علم النفس الهندسي: هو فرع علم النفس الذي يستخدم معرفة العلوم النفسية في الأنشطة العملية المهنية، يدرس نظام التفاعلي القائم بين الإنسان والتكنولوجيا من أجل تحقيق كفاءتها العالية وتطوير الأسس النفسية للتصميم الهندسي للسلوك الإنساني وتنظيم عملية التحكم، وهذا لأجل تصميم الآلات وأدوات العمل المناسبة للعامل وتهيئة كافة ظروف العمل له. وبالتالي فإنه العلم من عوامل جذب العامل إلى العمل لأنه يشعر في إثناء العمل بأنه في مأمن من الأخطار وبعيد عن الأمراض المهنية، وتدريب العامل على تلك الآلات التي يستخدمها في القيام بعمله لأجل تحقيق الكثير من الأمن الصناعي والتقليل من مخاطر العمل والأمراض المهنية. وأهم العناصر التي تؤدي إلى زيادة دوافع العاملين نحو العمل منها: الأجر، الترقية، عدد ساعات العمل، جودة الخامات والآلات يهتم هذا المجال في الدراسة العلمية لتطوير فهم السلوك البشري، وتحسين كفاءة التفاعلات بين البشر والآلات، وعليه فإن هدف علم النفس الهندسي لهدف من علم النفس الهندسي هو عامل بشري، شخص يشارك في أنشطة العمل، والذي أساسه هو التفاعل مع آلة، وموضوع العمل والبيئة الخارجية، وبالتالي فإن هذا المجال يتقاطع مع علم النفس المهني وعلم النفس الصناعي.


      • مجالات علوم النفس 2

        ·     علم النفس التجريبي: يمثل علم النفس التجريبي مدخل منهجيا لعلم النفس بدلا من كونه موضوع محتوى. ويُفسح علم النفس التجريبي المجال لمجموعة متنوعة من المجالات داخل علم النفس، بما في ذلك علم الأعصاب، وعلم النفس التنموي، والإحساس، والإدراك، والانتباه، والتعلم، والذاكرة، والتفكير، واللغة، والاهتمام، وحل المشاكل وعلماء النفس التجريبي هم باحثون يستخدمون أساليب تجريبية للمساعدة في اكتشاف العمليات الكامنة وراء السلوك والإدراك الدوافع والحاجات، كما أنه يستهدف إلى ابتكار طرق جديدة للبحث العلمي الذي تتمشى وموضوع علم النفس عموماً، وتطوير أساليب إجراء وتصميم التجارب العلمية خاصة وأن تكنولوجية تتطور باستمرار ومحاولات هذا العلم باللجوء إليها في تصميم التجارب في علم النفس ومختلف مجالاته الفرعية.


        • مجالات علوم النربية

          1.           مجالات علوم التربية

          تعد الظاهرة التربوية ظاهرة مركبة من تفاعل كل من المعلم، المتعلم والعملية التعليمية والبيئة التعليمية، حيث أن كل عنصر من هذه به انتماءه المعرفي، مما يجعل من لعلوم التربية عدة مجالات، وقد حددها العلماء والباحثين في ثلاث مجالات هي:

          ·      البحوث التربوية: تركز مجال البحوث التربوية التي تقدم معرفه دقيقة حول التعليم والتعلم منذ ما يفوق 100 عام في مجالات مختلفة، وهي البحوث التربوية العملية وهي تهدف إلى تطبيق نظريات التربوية في البيئة التعليمية الواقعية وما يتغلغلها من مشكلات، ومن ثم التعرف على مدى قدرتها في تقديم الحلول للمشاكل التربوية، وبالتالي يمكن الاستناد إلى هذه البحوث التجريبية الهائلة للاطلاع على العديد من الممارسات التربوية بالشواهد والأدلة الواقعية المتعلقة بأحد القضايا التربوية، قد لم تكن تلك البحوث على درجة عالية من الدقة العلمية لأنها غي غالبها لم تعتمد على أسلوب البحث العلمي، لكن المفيد فيها أنها مصدر قوي وعالي المصداقية للمعلومات التربوية.

          ·     علم التربية القائم على المباحث العلمية: وهي بحوث تجريبية متخصصة حول مختلف القضايا التربوية، وبالتالي فإن نتائجها مؤكدة ومعلوماتها ذات مصداقية عالية لأنها تقوم الدراسات في المباحث العلمية على استقراء الواقع التربوي وفق أسس وقواعد تندرج ضمن النهج العلمي التجريبي، مما جعلها تكتسب أهميتها معرفية وعلمية، إن هذا النوع من المباحث العلمية التربوية يركز على مشكلات التعليم والتعلم المتعلقة إما بالمعلم أو المتعلم أو الأساليب التعليمية، إن التركيز على المباحث العلمية يمنعنا أيضًا من إدراك أهمية الشواهد والأدلة التي تتراكم في مواد دراسية بعينها، إضافة إلى تطوير المحتوى وتحسين مهارات التفاعل الجماعي الصفي.

          المعرفة بالتجربة والخبرة الذاتية: وهو مجال في علوم التربية يعد عصارة خبرات تجربة ذاتية لأعضاء هيئة التدريس من الحياة المهنية لهم وممارستهم التعليم ذاته، والتي على إثرها تم تشكيل رصيد معرفي حول أساليب التعليم ومواكبتها لطبيعة المادة المقدمة للمتعلم، والمتعلم ومستواه ومكتسباته، وعليه فإنه غالباً ما تحظى المعرفة بالتجربة والخبرة الذاتية بثقة أعضاء هيئة التدريس ويعتبرونها المعرفة الحق مقارنة بالمجالين السابقين باعتبارها مستقاة من الواقع التربوي حقيقي المتعلق بالتعليم والتعلم والمعلم والمتعلم والبيئة التعليمية وشروطها ومشكلاتهم، وعليه فإنها معرفة صالحة معظم الوقت، لكنها تمثل إشكالية عندما تصبح المعرفة المستمدة من الخبرة الذاتية المصدر الرئيسي لتفهم عملية التدريس، فالتدريس يحتاج اكتساب معلومات والتعرف على أفكار جديدة من الخارج باستمرار لترسيخ المعتقدات التربوية النابعة من الممارسات الذاتية.

          • مجالات علم الانسان أو الأنثروبولوجية 1

            1.           مجالات علم الإنسان

            علم الإنسان أو الأنثروبولوجية هو علم يهتم بدراسة كل أصناف وأعراق  الكائن البشري التي عمرت الأرض، وبكل الأبعاد الإنسانية الاجتماعية، وهو عمل يقوم المقارنات للكشف عن الاختلافات التي أحدتها الظروف الطبيعية أو المكانية أو الزمنية في الكائن البشري من جميع الأبعاد، ولأن المعلومات التي يستند إليها علماء الأنثروبولوجية غير موجودة في الوقت الراهن فإن العلماء يستعينون بالمخلفات التي تركها الإنسان المندثر قد تكون مخلفات عضوية، أو مادية كالآثار أو معنوية كالثقافة بأنواعها، ومن هنا فقد انقسم علم الإنسان أو الأنثروبولوجية إلى عدة مجالات بمرجعية تلك الأبعاد، ومن أهم علماء الانثروبولوجيا،  العالمان الانجليزيان ايفانس بريتشارد ورادكلف براون والعالم الألماني ليفي شتراوس والعالمتان الأمريكيتان روث بندكت وماكريت ميد، وتتمثل مجالات علم الإنسان أو الأنثروبولوجية في الآتي:

            ·     الأنثروبولوجيا الطبيعية: يرتبط هذا المجال بالعلوم الطبيعية وخاصة علم التشريح وعلم وظائف الأعضاء، وعلم الحياة، وتتناول الأنثروبولوجيا الطبيعية دراسة ظهور الإنسان على الأرض كسلالةٍ مُتميزة، واكتسابه صفات خاصة كالسير منتصباً، والقدرة على استعمال اليدين، والقدرة على الكلام، وكبر الدماغ، ثم تدرس تطوره حياتيا، وانتشاره على الأرض، وتدرس السلالات البشرية القديمة وصفاتها، والعناصر البشرية المُعاصرة وصفاتها وأوصافها الجسمّية المُختلفة، وتوزيع تلكَ العناصر على قارات الأرض، وتضع مقاييس وضوابط لتلكَ العناصر، كطول القامة، وشكل الجمجمة، ولون الشعر وكثافته، ولون العين وأشكالها، ولون البشرة، وأشكال الأنوف. وتدرس الوراثة، وانتقال ميزات الجنس البشري من جيلٍ لآخر.

            ·     الأنثروبولوجيا الاجتماعية: وتتركز الدراساتُ فيها على المُجتمعات البدائية سواء زالت أو مازالت موجود في المناطق النائية، ومُنذ الحرب العالمية الثانية أخذت تدرس المجتمعات الريفية والحضرية في الدول النامية والمُتقدمِة، حيث تدرس بناءها الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية والنظم الاجتماعية كالعائلة، القرابة، الزواج، والطبقات والطوائف الاجتماعية، والنظم الاقتصادية، وطرائق الإنتاج، كما تدرس النظم العقائدية، كالسحر والدين. كما تدرس النسق الإيكولوجي وتأثيره على البناء الاجتماعي للمجتمعات الإنسانية وخاصة المُجتمعات البدائية التي يظهر فيها بوضوح تكامل ووحدة البناء الاجتماعي.


            • مجالات علم الإنسان أو الأنثروبولوجية 2

              ·     الأنثروبولوجيا الثقافية: الموضوع الأساسي لهذا المجال هو الثقافة المادية وعير المادية التي أوجدها الإنسان البدائي، وعليه فإن الأنثروبولوجيا الثقافية تدرس مُخترعات الشعوب البدائية، وأدواتها، وأجهزتها، وأسلحتها، وطرز المساكن، وأنواع الألبسة، ووسائل الزينة، والفنون، والآداب، والقصص، والخرافات، أي كافة إنتاج الشعب البدائي المادي والروحي، كما تركز على الاتصال الحضاري بين الشعب ومن يتصل بهِ من الشعوب، وما يقتبسهُ منهم، والتطور الحضاري، والتغير الاجتماعي، ومنذُ الحرب العالمية الثانية أخذت تدرس المجتمعات الريفية والحضرية في الدول المتقدمة والنامية.

              ·     الأنثروبولوجيا التطبيقية: نشأ هذا الفرع من الأنثروبولوجيا نتيجة الحاجة إلى فهم الشعوب البدائية بقدر ما تقتضيهِ مصلحة الأوربيين في حكم الشعوب واستغلالها، كما يدرس مشاكل الاتصال بتلكَ الشعوب البدائية ومعضلات إدارتها وتصريف شؤونها ووجوه تحسينها. ويُدعى هذا ليشمل البحوث الانثروبولوجية التطبيقية مجالات كثيرة أهمها: التربية والتعليم، والتحضّر والسُكان، والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، خاصة تنمية المُجتمعات المحلية، والمجالات الطبية والصحة العامّة، والنفسية، والإعلام، والاتصال وبرامج الإذاعة والتلفزيون، إضافة إلى المجالات الصناعيّة والعسكرية والحرب النفسية، والسياسة ومُشكلات الإدارة والحكم، والجريمة والسجون، وغيرها.

              الأنثروبولوجية النفسية: الأنثروبولوجية نفسية أو علم الإنسان النفسي هو مجال فرعيّ متعدد الاختصاصات للانثروبولوجية، يدرس تفاعل العمليات الذهنية للفرد المتمثلة في الإدراك والفهم، التفكير، التذكر مع البنية الثقافية للمجتمع، والتي يترتب عنه أنماط شخصية، حيث الشخصية هي إجمالي الصفات التي يمتلكها الشخص. تُكتسب كل هذه الصفات ضمن ثقافة، وعلى أي حال، عندما يغير شخص ثقافته، تتغير شخصيته تلقائيًا بسبب تعلم الشخص إتباع مبادئ وقيم الثقافة الجديدة، ما يؤثّر على صفات الفرد الشخصية، وبالتالي فإن هذا المجال الفرعي يميل للتركيز على الطرق من خلال تقدم البشر والتثقف ضمن مجموعةٍ ثقافيةٍ محددةٍ مع تاريخها ولغتها وتطبيقاتها وأصنافها العقلانية، ومن أهم العلماء العاملين في هذا المجال كل كلايد كلوكون وجيفري غورير.

              • مجالات علم السكان أو الديموغرافية 1

                1.          مجالات علم السكان

                يقوم علم السكان أو الديموغرافية على الدراسة العلمية لخصائص السكان في منطقة جغرافية محددة المتمثلة في الحجم والتوزيع والكثافة والتركيب والأعراق ومكونات النمو الإنجاب والوفيات والهجرة ونسب الأمراض، والحالات الاقتصادية والاجتماعية، ونسب الأعمار والجنس، ومستوى الدخل، كما تهدف الدراسات السكانية لمعرفة سبب امتلاك العائلات لعدد أطفالها، والأسباب المؤثرة على زيادة نسب الوفيات، وأسباب الهجرة والتوزيع السكان الجغرافي، وتلك المعرفة ضرورية لتحديد الاحتياجات البشرية الحالية والمستقبلية وبناء الإستراتيجية الاقتصادية والتخطيط السياسية، وهذا يعني أن علم الإسكان له عدة مجالات تتمثل في الآتي:

                ·      علم السكان تاريخي: يدرس المجتمعات القديمة، والتوزيع السكاني على مختلف المناطق الجغرافي وفق مؤشرات الجنس، المواليد، الوفيات، والهجرة، ذلك من خلال استخدام الدراسة الكمية لحجم وهيكل السكان للمجتمعات السابقة، ومكونات التغير السكاني لها (الخصوبة والوفيات والهجرة)، والعوامل التي أثرت عليهم.

                ·      علم السكان وصفي: يقوم هذا العلم على إجراء دراسات وصفية حول السكان في منطقة جغرافية محددة، بدءً من تعداد السكان في مجتمع من المجتمعات المعاصرة أو الراهنة، إضافة إلى تحديد توزيعهم على كل مؤشرات الجنس، السن، الوفيات والمواليد وحتى التوزيع السكاني بين الحضر والريف، وتقديم إحصائيات الوصفية دقيقة وواضحة وهي معاملات وصفية موجزة تلخص مجموعة بيانات معينة حول السكان، والتي يمكن أن تكون إما تمثيلًا لكامل أو عينة من السكان. يتم تقسيم الإحصاءات الوصفية إلى مقاييس الاتجاه المركزي ومقاييس التقلب (الانتشار).


                • مجالات علم السكان أو الديموغرافية 2

                  ·      علم السكان نظري: يدرس القضايا السكانية، التي تحول دون تطبيق السياسيات الاقتصادية، التي تضعها الدول لأجل تنظيم سوق العمل واليد العاملة المهنية والكوادر الأكاديمية في مختلف التخصصات والملكية الوطنية والخاصة سواء كان سيولة مالية أو وسائل إنتاج...الخ وكلها مؤشرات تفعل اقتصاد الدول، وبالتالي فإن الخلل الذي يصيب هذه المؤشرات  كهجرة الخارجية (هجرة الأدمغة) التي تستنزف القوة العاملة المؤهلة أو الشابة، والهجرة الداخلية من الريف إلى المدن التي تهدر الأراضي الزراعية، ارتفاع الوفيات المواليد الذي يتطلب أموال كثيرة تصرف على المعدات والأدوية الطبية التي تعد سبيل لهدر الأموال، غموض الإحصائيات السكانية وتوزيع السكان حسب المناطق الجغرافية والجنس والسن وبالتالي تصبح الهجرة بنوعيها وغيرها من القضايا السكانية التي تعد مشكلات تعرق تجسيد السياسات الاقتصادية في أي بلاد، ومن ثم فإن مهمة أو هدف علم السكان نظري دراسة وفهم هذه الظاهرات السكانية والكشف عن أسبابها وتحديد كيفية تفادي هذه المشكلات وتجنبها لأجل وضع سياسات اقتصادية قابلة للتطبيق وفق مواردها الحقيقية، ومن هنا فإن هذا المجال يعمل على الكشف عن الموارد السكانية الحقيقية التي يجب أن تعتمد عليها السياسات الاقتصادية، بمعنى أنه مجال يزود الساسة بالبنك معلوماتي حقيقي عن السكان.      


                  • مجالات الأرطفونية 1

                    1.          مجالات الارطوفونية

                    تعتبر اللغة من الأنظمة المعقدة التي نستخدمها في التواصل ونقل أفكارنا إلى الآخرين من حولنا، ويعبر عن اللغة الفمية من خلال الأصوات الكلامية أو اللغوية التي تتوحد مع بعضها لإنتاج وتكوين الكلمات والجمل، كما تعد اللغة عامل أساسي من عوامل التكيف مع الوسط الاجتماعي مستخدم وسيلة من وسائل التواصل اللغوي، وعليه جاءت الارطوفونية كعلم يقوم بالدراسة العيادية والعلاجية للاضطرابات اللغوية والصوتية عند الطفل، المراهق والراشد، مهما كان سن المريض أو سبب الاضطراب، حيث أن هذه الأخيرة تعني هي أي صعوبة في إنتاج أو استقبال الوحدات اللغوية وعموماً فإن هذا الميداني العلمي المعرفي ينقسم إلى ستة مجالات علمي للبحث العلاجي العلمي في الأرطفونية، وبالتالي فإن المنهج الأكثر فاعلية في تحقيق الأهداف العلاجية هو المنهج العيادي والذي يطلق عليه اسم منهج دراسة الحالة أولا التشخيص والكشف عن سبب الاضطراب ثم العلاج وهي الآتي:  

                    ·     اضطرابات اللغة الشفهية: من منطلق أن اللغة هي سلوكًا لفظيًا يقوم به الفرد للتواصل به مع غيره والتفاعل معهم، وبناء عليه تتطور شخصيته وملكاته وتنمو من خلال اكتسابها من البيئة المحاطة وبتأثير من الفاعلين المحيطين بالطفل، وعليه فإن هذا الأخير يتعلم الكلام عن طريق التقليد وكذلك التعزيز، ومن هنا فإن هذا المجال الفرعي من الأرطفونية يدرس كل الاضطرابات اللفظية النطقية التي يحدثها خلل في الوظيفية المؤداة من طرف العضو المسئول على الكلام والنظق أو الخلل في العضو ذاته، مما يؤدي إلى تأخر الكلام، تأخر اللغة بما يضمه من تأخر بسيط و تأخر النمو اللغوي، اضطراب الكلام المتمثل في التأتأة.

                    ·     اضطرابات اللغو المكتوبة: يطلقون مصطلح الديسليكسيا والديسغرافيا كتشخيص على الطفل فهل هدا التشخيص دقيق التي تشمل على عسر القراءة والكتابة، عسر الحساب، وهي إضطربات ناتجة عن تأخر عقلي في النمو الطبيعي للطفل، كذلك ناتجة عن اضطراب نطقي والبحث عن العلاج المناسب يكون هنا بالتركيز على علاج اضطراب النطق عند الطفل بعدها نمر إلى اللغة المكتوبة، حيث ينطق حرف بطريقة مشوهة حرف الزاي كلها بنفس الصوت مثلا ثاء.  

                    ·     اضطرابات اللغة الناجمة عن الاعاقة السمعية: في الغالب يحدث النمو اللغوي عند الطفل من خلال استخدامه للسمع، وبالتالي فإن هذا المجال يدرس حالات تضم الإعاقة السمعية الخلقية والمكتسبة بمختلف أنواعها الإعاقة السمعية الإرسالية، الإعاقة السمعية الإدراكية، الإعاقة السمعية المختلطة، حيث أن للمعاقين سمعيا طريقتهم الخاصة سواء أن كانت التواصل الكلي بما فيها لغة الإشارة وقراءة الشفاه، وعليه فان المعاقين سمعيا يعانون من تأخر واضح في النمو اللفظي، وتتضح درجة هذا التأخر كلما كانت درجة الإعاقة اشد، وبالتالي فإن هذا المجال يرمي إلى إيجاد العلاج المناسب للأطفال ذوي الإعاقة السمعية.


                    • مجالات الأرطوفونية 2

                      ·     اضطرابات اللغة الناجمة عن إصابات عصبية دماغية التي يطلق عليها الحبسة عند الراشد وعند الطفل، حيث تشير الحبسة إلى بفقد القدرة على التعبير بالكلام تاو الكتابة، أو عدم القدرة على فهم معنى الكلمات المنطوق بها،  بالنسبة للراشد تنقسم الى الحبسة الحركية: وهي الحبسة الحسية، الحبسة الكلية، الحبسة التواصلية، أما عند الطفل تنقسم الى الحبسة الخلقية، الحبسة المكتسبة، يشير مصطلح الحبسة إلى الفقدان الجزئي أو الكلي للقدرة على التكلم وفهم اللغة، سواءً كانت منطوقة أو مكتوبة وهذا بالرغم من سلامة الأعضاء التشريحية والوظيفية لجهاز النطق (اللسان، الحنجرة)، هذا يعنى أن اللغة نقلت للطفل بطريقة خطأ وكما رسخت في ذهنه خطأ، هذا ليس أنها من مصدر خطأ لأن الوالدين سالمين، وبالتالي فإن هذا النوع من الاضطراب راجع إلى إصابة عصبية دماغية لنصف الكرة المخية المهيمنة، حيث أن القشرة المخية لجزء الذي يُعطي الإنسان صفاته البشرية ويميزه بالعقل والشخصية واللغة والوعي، وهو الفص الصدغي في الدماغ.

                      ·     اضطرابات الإنتاج الصوتي لدى الطفل والراشد: إنتاج الصوت بالقوة والشدة والوضوح . تشترك في إنتاج الصوت عند الإنسان جملة من الأعضاء المتمثلة كاللسان والحلق، وهي المسئولة عن إنتاج الصوت بالجودة المطلوبة للحوار أو التخاطب بين الناس، وعليه فإن اضطرابات اللغة هي حالات طِبية تتضمن علو الصوت أو جودة ونبرة صوت غير طبيعية تَنتج من الحنجرة مريضة وبالتالي تُؤثر على إنتاج الكلام تتضمن هذه الاضطرابات كصوت البلوغ، التهاب الحبل الصوتية، عقيدات الحبل الصوتي، خزل الحبل الصوتي، متلازمة اللكنة الأجنبية، التهاب الحنجرة تجهر الصوت لدى الأطفال والبحة النفسية أو استئصال الحنجرة لدى الراشد وهذا على سبيل المثال .

                      اضطرابات اللغة لدى المصابين بالأمراض النفسية والنفس-حركية والعقلية: تشير الأمراض النفسية والتي يطلَق عليه اضطرابات الصحة العقلية، إلى مجموعة من أمراض أو اضطرابات إلى الاكتئاب، واضطرابات القلق، والفصام، واضطراب الشهية والسلوكيات التي تسبِّب الإدمان وهي اضطرابات تؤثر على مزاج الإنسان طفل كان أو راشد وتفكيره وسلوكاته ، ومن ثم عادة ما تأثر الاضطرابات النفسية والعقلية للطفل أو الراشد على قدراته التواصلية اللغوية مع الآخرين كانعدام الأمن النفسي، غياب الإشباع العاطفي أو الوجداني الوالدي، يؤثر على نموه اللغوي  حيث  مثل: الإعاقة الحركية الدماغية التوحد.

                      • مجالات الفلسفة 1

                        1.          مجالات الفلسفة

                        هي علم المبادئ العامّة كما عرّفها ديكارت في كتابه مبادئ الفلسفة،بأنّها دراسة الحكمة؛ لأنّها تهتمّ بعلم الأصول، فيدخل فيها علم الله، وعلوم الإنسان والطَّبيعة، وركيزة الفلسفة هي في الفكر المُدرِك لذاته، الذي يُدرك شموليّة الوجود، وبالتالي فإن الفلسفة تدرس الوجود في كليته أو العناصر الكبرى أو الكلية التي تشكل المجتمع الإنساني الكبير، العلم وطرق كسبه، أساليب التفكير ومنطقيتها، ومن ثم تسعى الفلسفة للإجابة على الأسئلة العامة باستخدام أسلوب التأمل والاستبطان كطريقة للبحث والتقصي في تلك الموضوعات للوصول إلى إجابات منطقية، ومن ثم فإنه الفلسفة أبواب عدة تدخل منها المتأمل كل باب ينفتح على زحم كبير من الموضوعات مما جعل الفلسفة مجالات المتكاملة ونافذة على بعضها البعض، وهي كالآتي:    

                        ·     الفلسفة ما وراء الطبيعة: يطلق على هذا المجال اسم الميتافيزيقا أو الماورائيات هو فرع من الفلسفة يدرس جوهر الأشياء الحدود المكان والزمان، كما تتجاوز الحس واللمس، وبالتالي يجاوز الوجود ذاته، وعليه فإنه هذا المجال يشمل ينطلق من طرح جملة من الأسئلة حول نشأة الوجود والصيرورة والكينونة والواقع، حيث تشير كلمة الطبيعة هنا إلى طبيعة الأشياء مثل سببها والغرض منها، بعد ذلك تدرس ما وراء الطبيعة أسئلة حول الأشياء ذاتها بقدر تبحث عن ماهية الوجود وكينونته وأسبابه ونشأته، وتسعى للتعرف على الله، وعلى الخلق بطريقة مجردة.

                        ·     الفلسفة المعرفة: تشير المعرفة إلى الإدراك والوعي وفهم الحقائق الواقعية والحسية عن طريق العقل المجرد أو بطريقة اكتساب المعلومات واكتسابها من خلال القيام بالتجارب أو بالملاحظة والتأمل، وعليه فإنها تعد من أهم وأعقد فروع الفلسفة وتبحث في ماهية المعرفة وطرقها ووسائلها وآلياتها وتعريفها وفهمها مرهون بفهم الفلسفة نفسها، وبالتالي فإن فلسفة المعرفة هي مجال دراسة البنية المعرفية بشكل متخصص والإجابة عن بعض التساؤلات التي تتعلق ماهية المعرفة، وكيفيات كسبها، والتساؤلات التي صيغت لأجل تكوين تلك المعرفة، وهنا توصل هذا المجال إلى ثلاث أنواع من المعرفة عادية أو ساذجة، فلسفية أو ميتافيزيقية وأخيراً معرفة علمية، كل نوع سماته وخصائصه، كما ربط كل نوع بطريقة كسبه، بحيث أنها (الفلسفة المعرفة) النوع الول من المعرفة بالانسان العادي والملاحظة البسيطة، النوع الثاني بالفلاسفة وطريقة التأمل، أما المعرفة الفلسفية ربطته بالتجريب.   

                        ·     فلسفة العلوم: ظهر منذ قرون انفصال واضح بين الفلسفة والعلوم على اعتبار أن موضوع  ومنهج الأولى يختلف جوهرياً الثاني، إذ موضوع الفلسفة تجريدي ومنهجها التأمل والاستنباط، الثاني أي العلم منهاجه الاستقراء أي التجريب وموضوعه وضعي واقعي، غير أن كثير من علماء الفلسفة فيما بعد وجدوا كثير من الفرضيات الوضعية للعلوم التجريبية قاعدتها فلسفية وبناءها فلسفي، وأن استقراءات المنهج ذاته يتخللها قراءات فلسفية لغربلته وتمحيصه ونقده ومن ثم تطويره وتطوير أساليبه وإجراءاته، وهنا تجلى الرابط الروحي أو الجوهري العميق بين الفلسفة والعلم، ومن هنا ظهرت حاجة العلوم التجريبية الوضعية للفلسفة، لفتح منافذ لا يقدر العلم الوضعي للوجود إليها على خلاف الفلسفة، مما أدي إلى ظهور فلسفة العلوم، واعتبرها العلماء هي أحد فروع الفلسفة، الذي يهتم بدراسة الأسس الفلسفية للعلم المتمثلة في طبيعة العلم وطبيعة موضوعه، التنظير في العلم وضرورة النظريات وبُعدَها التأملي أي الفلسفي، قدرة النظريات على التفسير ما وجدت له، حدود العلم المكانية والزمنية وتراكميته ...الخ، إضافة إلى الافتراضات التي تحولت إلى نظريات لتفسير مختلف الظاهرات المادية والحية والإنسانية والاجتماعية، والتي لم تثبت بعد وتحتاج إلى المزيد من التطور العلمي، وبالتالي تحتاج إلى تدخل فلسفي ليجلي بعض الغموض عنها من خلال الطروحات الفلسفية، وعليه فإن فلسفة العلوم هي أسئلة وصفية وضعية، تتطلب إجابات تتسم بالمنطقية، والشمولية، والقدرة على التنبؤ بالمستقبل.

                        • مجالات الفلسفة 2

                          ·     فلسفة مناهج البحث: باختلاف طبيعة الموضوعات البحثية من مجال طبيعي إلى الانساني والاجتماعية، من النفسي إلى الاجتماعي فإنه يواكبه اختلاف مناهج البحث وأساليب التقصي العلمي الكمي والكيفي، وعليه فإن طبيعة التعامل مع المواضيع والمشكلات البحثية سواء كان واقعية أو نظرية، والتي تتناولها العلوم الاجتماعية والإنسانية أو حتى طبيعية تختلف عن طبيعة التعامل مع المواضيع لأن التعامل العلمي مع المادة يختلف عن التعامل العلمي مع الإنسان، وتختلف طبيعة المواد كما تختلف طبيعة المجتمعات، فلا يمكن الحكم على طبائع المجتمع الغربي لطبائع المجتمع العربي، نظرًا لوجود الخصوصية التي لا تسمح بالتعميم، ولهذا لا يحق للباحث إصدار أحكام مطلقة عند دراسته للمجتمعات الإنسانية، وألا يأخذ ما وصل إليه الذين سبقوه بأنه مسلمات على كل شيء ينبغي أن يكون قابلًا للشك، وللجدل الحاد، إلا القوانين الطبيعية التي تعبر عن حقائق ثابتة، ويحتك الناس إليها كوحدة قياس، تبيان الأهمية العلمية والفنية لمناهج البحث، من خلال تبيان الدلائل والعلل والبراهين المناسبة لطبيعة فئات الموضوعات، ثم تناول أهمية أدواتها والفلسفة التي تكمن في استخداماتها العلمية، وما تمتاز به وما يؤخذ عليها، إلى أن وصل إلى فلسفة تصنيف وتبويب وتحليل وتفسير المعلومات والبيانات التي تؤخذ من مصادرها، سواء كانت بشرية أو غير بشرية.

                          ·     فلسفة الدين: هي فرع من فروع الفلسفة تتمحور حول التفكير الفلسفي حول الدين المعتقدات الدينية الدراسة العقلية للمعاني والمحاكمات التي تطرحها الأسس الدينية وتفسيراتها للظواهر الطبيعية وما وراء-الطبيعية مثل الخلق والموت ووجود الخلق، وعليه فإن فلسفة الدين تتعلق بالأسئلة المختصة بالدين، كماهية خالق الكون وطبيعته وقضية وجوده صفاته، وتفحّص التجربة الدينية، وتحليل المفردات النصوص الدينية، والعلاقة بين الدين والعلم، وهو منهج قديم وجد في أقدم المخطوطات المتعلقة بالفلسفة التي عرفتها البشرية،  كما أنه يرتبط بين الفلسفة والفكر العام كالميتافيزيقيا والمنطق في التحليل وتاريخ الأديان السماوية أو الوضعية، كما أنها تناقش أطروحات وجود الإله وقضية الشر، كما تقوم فلسفة الدين بالدراسة العقلية للمعاني والمحاكمات التي تطرحها الأسس الدينية وتفسيراتها للظواهر الطبيعية وما وراء الطبيعية مثل الخلق والموت ووجود الخالق، وأخيراً فلسفة الدين تهتم بالبحث والاستقصاء وعرض المعلومات الخاصة لكل دين دون النظر إلى صحتها أو خطأها.

                          الفلسفة الاجتماعية: موضوع الفلسفة هو المعرفة ككل في شموليتها، حيث أن أحد جزء من تلك المعرفة مرتبط بالحياة الاجتماعية وعناصرها البنائية والوظيفية، وعليه فإن الفلسفة الاجتماعية جاءت لأجل تطبيق مفهوم الفلسفة في إطار المجتمع، فلسفة القانون والسياسة والإيديولوجيات، وهي تسعى إلى معرفة طبيعة، موضوع وغاية العلاقات الإنسانية، وإطارها يشمل كونية هذه العلاقات انطلاقا من مظهرها العددي ،النمطي أو الكيفي، وتنطلق الفلسفة الاجتماعية ككائن علائقي وتأخذ بعين الاعتبار هذه العلاقات التي تخص الجماعة بدءً من أشكالها الأكثر بساطة إلى أشكالها الأكثر كونية: العلاقات، العمليات، إلى الأسرة والدولة، الثقافية، هذه بعض أنماطها، هي الدراسة الفلسفية للأسئلة المتعلقة بالسلوك الاجتماعي المرتبط بالجماعة الاجتماعية، خاصة السلوك الإنساني منه والمتعلق بالمجتمع الإنساني كله، كذلك تتطرق الفلسفة الاجتماعية إلى الآراء الفردية وشرعية القوانين المعتمد في ضبط وتنظيم الحياة الاجتماعية، من العقد الاجتماعي إلى شروط الثورة، من وظائف الأفعال اليومية إلى تأثيرات العلم على الحضارة.