فالقياس في التّربية يعنى بتكميم الظواهر التّربويّة وذلك من خلال التّعبير عنها بواسطة أرقام مضبوطة بمجموعة من القواعد والقوانين، وذلك عن طريق توظيف الأساليب الإحصائية المناسبة لإشكالية الدراسة وتساؤلاتها وفرضياتها. وعليه تم الحرص على تغطيّة معظم الموضوعات الأساسيّة التّي يحتاجها الطالب، وذلك من خلال تقديم خلفيّة نظريّة للقياس في التّربية من حيث مفهومه، وعناصره وخصائصه والعوامل المؤثّرة فيه بالإضافة إلى التّطرّق إلى أهميّة القياس في التّربية وأغراضه المتعدّدة. ليتم التّركيز على مستويات القياس وتبيان الفرق بينها من حيث استخدامات الأرقام، مع التّركيز على المعالجات الإحصائية الملائمة لكل مستوى من مستويات القياس، حسب الفرض البحثيّة التي تبحث عن الفروق ّأو العلاقات...إلخ . حيث تمّ التطرّق إلى بعض المعالجات الإحصائية مثل كاي تربيع ومعامل ماكنيمر، بالنسبة للمستوى الاسمي، ومعامل فريدمان ومان وتني وولكوكسون للعينات الكبيرة والصّغيرة بالنسبة للمستوى الرتبي. أمّا بالنسبة للمستوى الفتري فقد تم التّركيز على اختبار "ت" للعينات المتساوية وغير المتساويّة وكذلك المتوسّطات المرتبطة وغير المرتبطة، كما تم تناول اختبار"ت" في حالة عدم توفّر شرط التجانس. بالإضافة إلى تحليل التباين وقد تمّ التّركيز على تحليل التباين الأحادي.

   كما تم تناول المقاييس على الاختبارات التحصيليّة وخطوات بنائها وإعدادها وضبط خصائصها السّيكومتريّة من صدق وثبات، وكذا التحليل الكمي لمفرداتها ككيفيّة حساب معاملات السّهولة والصّعوبة ومعاملات التّمييز وفعالية البدائل أو المموّهات. لنقف في الأخير على كيفيّة تفسير نتائج الاختبار وذلك عن طريق التحليل الإحصائي كاستخدام المتوسّط الحسابي والانحراف المعياري والمئينيات، والدرجات الزّائيّة والتّائيّة وغبرها. وما يجدر ذكره هنا أنّه تم بقدر الإمكان تبسيط الشّرح بما يتناسب ومستويات الطّلبة مع الأخذ بعين الاعتبار مكتسباتهم السّابقة، كما يمكن أن نشير أيضا أنّه من بين عوامل اكتساب كفايات وأهداف المقياس هو السؤال الدائم والتفاعل النّشط من طرف الطالب.