تعتبر آفة المخدرات من بين الآفات الاجتماعية الخطيرة, التي أخذت في التزايد والانتشار في كل دول العالم وتعتبر من اشد الظواهر الإنحرافية التي تمس شخصية الفرد ويرى علماء النفس أن هذا الإدمان يعكس اضطرابا أساسيا في الشخصية.

ومن دوافع هذا الإدمان الرغبة في تحقيق النشوة, و الخروج عن المألوف وحب الاستطلاع و التأثر بجماعة السوء و التفكك العائلي و انهيار المفاهيم الأخلاقية والبعد عن الوازع الديني, ونقص التوعية و التحسيس بهذه الآفة الخطيرة. وفي هذا العصر أصبحت المخدرات تمثل الخطر الداهم الذي يفتك بأجساد البشر و خاصة شبابها الذي جعله أسيرا لها .فأصبح مدمن المخدرات عضوا مشلولا في مجتمع طريد شهواته ولذته و منتهى طموحه حصوله على جرعته من المخدرات حتى و لو أدى ذلك إلى القتل أو حتى بيع أغلى ما في حياته أولاده وزوجته فهدفه الأساسي هو حصوله على المخدرات بأية طريقة كانت و عامة لن يعجز متعاطي أو مدمن عن الحصول على هذه المواد مهما كانت الصعوبة فالمشكلة تكمن في أن السبب الرئيسي هو الإنسان قبل أن تكون المخدرات .

وتسبب المخدرات في إحداث أضرار على المستوى الاجتماعي و الفردي و الدولي لا تطاق حيث تمثل سببا رئيسيا في ظهور كافة الجرائم في المجتمعات مثل السرقات ,النصب ,الاحتيال, الجرائم الأخلاقية, هتك العرض وغيرها من الجرائم وكذا على المستوى الاقتصادي الدولي.

وتعتبر هذه خلاصة موجزة للمحاضرات التي قدمت خلال سنوات لطلبة علم النفس في مقياس المخدرات والمجتمع ضمن السداسي2 والذي يتناول تاريخ المخدرات

ثم تعريفها والمصطلحات الخاصة بالادمان كما نتناول فيه أيضا أنواع المخدرات، والنظريات المفسرة للإدمان ، اسباب واثار الادمان بالإضافة إلى الوقاية منه وطرق العلاج.


مما لايختلف في شأنه اثنان أن تقدم وتطور البشرية مرده للعلم وأن هذا العلم لم يكن كما هو عليه الآن من كثرة تشعباته وفروعه التي تكاد لاتحصى ولاتعد نظرا لتعدد الرؤى والنظريات والمدارس والفلسفات المختلفة للعلوم وحتى في العلم الواحد نجد اختلافات متباينة خاصة في العلوم الإنسانية ومن العلوم التي ظهرت إلى الوجود في عصرنا الحديث علم التوجيه والإرشاد الذي قام على نظريات مثله مثل بقية العلوم الأخرى ونظرا لأهمية التوجيه والإرشاد في حياة الأفراد والجماعات زادت الحاجة إليه فتفنن العلماء والمفكرون في بناء ركائزه وشرح فلسفته  كل حسب رؤاه الذاتية ومن هذا المنطلق تعددت نظرياته خدمة للفرد ليحقق التوافق في شتى المجالات الحياتية


ghjkdghjgfhjdgtkyulghklgjk