المحور الثاني : المحاضرة الاولى (السؤال التاريخي والحضاري للمتوسط)

يظهر تنوع الحضارات والتاريخ الطويل من التفاعل والتواصل والصراع بين الشعوب التي عاشت في المنطقة عبر العصور. يمكن تلخيص الأفكار الرئيسية فيما يلي:

1. تعدد الحضارات وتأثيرها:
   تتنوع الحضارات التي نشأت في حوض البحر الأبيض المتوسط، من بينها الحضارة السامية (البابلية، الأشورية، الكنعانية، والعربية)، والحضارة الفرعونية، والفارسية، والإغريقية، والفينيقية، والرومانية، والقرطاجية، والإسلامية، والغربية، حيث ساهمت جميعها في تشكيل هويته الثقافية والحضارية.

2. امتزاج الصراع والتواصل:
   كان تاريخ المنطقة مليئًا بالجدلية بين الانفتاح والانغلاق، مما أدى إلى صراعات من أجل السيطرة والهيمنة، لكنها أيضًا شهدت فترات من التعاون والتكامل، حيث تطورت العلوم، والفلسفة، والأدب، والفنون، ما أطلق حضارات مزدهرة ومتنوعة.

3. تقاليد التنوع والثنائية:
   تنقسم المنطقة إلى ثلاث مجموعات حضارية رئيسية: العالم الغربي المسيحي الروماني اللاتيني، والعالم العربي الإسلامي، والعالم الإغريقي الأرثوذكسي، وهو ما أدى إلى تفاعل معقد بين هذه الثقافات، تعزز بصيغ مختلفة من الحوار والصراع.

4. الأثر المستمر والتحديات الراهنة:
   ما زال الإرث الحضاري والثقافي يمثل قوة فاعلة في الشعوب والمنطقة، حيث تتفاعل الضفتان وتتبادلان التأثيرات، رغم وجود هواجس الخوف والصراعات الناتجة عن عوامل دينية، حضارية، وتاريخية.
   وهذا التفاعل يتسم بطابع من التحدي والإرادة للحوار، حيث يُمكن أن يكون مصدر قوة وتنوع، يثري الحضارة الإنسانية ويعزز من مفهوم التجديد والتعايش.