4. اختصاصي المعلومات في ظل الويب الدلالي والذكاء الاصطناعي

تزداد أهمية اختصاصي المعلومات في ظل الثورة الرقمية المتسارعة، حيث أصبح مسؤولًا عن تنظيم واسترجاع وتحليل البيانات في بيئات معقدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي والويب الدلالي. يهدف الويب الدلالي إلى تحويل البيانات غير المنظمة إلى معلومات قابلة للقراءة والفهم من قبل الآلات، من خلال استخدام الأنتولوجيات والمفردات الموحدة، مما يتيح استرجاعًا أكثر كفاءة وذكاءً (Vanitha et al., 2013; Madhu et al., 2011).

ثانيًا: دور اختصاصي المعلومات في تطوير الأنطولوجيا

تُعد إدارة الأنطولوجيا من الأدوار المحورية لاختصاصي المعلومات، حيث تساهم في تعزيز التوافق الدلالي بين الأنظمة المختلفة. تعمل الأنتولوجيات كتمثيل رسمي للمعرفة في مجالات محددة، مما يسمح للنظم الذكية بفهم ومعالجة البيانات بشكل أكثر فعالية (Mashwani & Khusro, 2018; Kumar & Dwivedi, 2011). ومن خلال تطوير وصيانة هذه الهياكل المعرفية، يضمن اختصاصي المعلومات إمكانية مشاركة البيانات وإعادة استخدامها عبر تطبيقات متعددة، مما يعزز من فاعلية استخدام المعلومات، 

  

ثالثًا: تحسين محركات البحث الذكية

يلعب اختصاصي المعلومات دورًا حيويًا في تطوير محركات البحث الدلالية الذكية، والتي تعتمد على فهم السياق والمعاني بدلاً من البحث التقليدي القائم على الكلمات المفتاحية فقط. وتستخدم هذه المحركات إطار وصف الموارد (RDF) ولغة الأنتولوجيا على الويب (OWL) لتحسين عمليات البحث واسترجاع المعلومات بدقة أكبر (Madhu et al., 2011; Dong et al., 2015).

رابعًا: التعليم ونشر الوعي بتقنيات الويب الدلالي

لا يقتصر دور اختصاصي المعلومات على الجانب التقني فقط، بل يشمل أيضًا تدريب المستخدمين ونشر الوعي حول تقنيات الويب الدلالي. نظرًا لأن هذه التقنيات لا تزال غير مفهومة على نطاق واسع، يمكن لاختصاصيي المعلومات المساعدة في إرشاد المستخدمين حول كيفية التنقل داخل هذه الأنظمة الجديدة والاستفادة منها بأقصى فاعلية (Yoo et al., 2013; Ibraheem & Mustafa, 2013).

وبذلك، يساهم اختصاصي المعلومات في استرجاع وتحليل وتنظيم المعلومات في ظل التقنيات الحديثة. سواء كان ذلك من خلال تعزيز البحث الوثائقي، تطوير الأنتولوجيات، تحسين محركات البحث الدلالية، أو تقديم التوجيه والتدريب للمستخدمين، فإن دورهم يشكل حلقة وصل أساسية بين الإنسان والتكنولوجيا. مع استمرار التطورات في الذكاء الاصطناعي والويب الدلالي، تزداد أهمية اختصاصي المعلومات في ضمان الوصول الفعّال إلى المعرفة وتحقيق الاستفادة المثلى من البيانات المتاحة.

وفي هذا الاطار ساهم تغير الويب والتكنولوجيا في تغير طبيعة دور اختصاصي المعلومات وفقا لتطور

نماذج خدمات المكتبات عبر العصور، بدءًا من Library 0.0المكتبة التقليدية) التي تعتمد على التفاعل الشفهي، وصولًا إلى Library 3.0 (المكتبة الذكية) التي تستفيد من الذكاء الاصطناعي والتفاعل المخصص للمستخدمين. يوضح هذا الجدول الفروق الرئيسية بين كل نموذج بناءً على عدة معايير، مثل طبيعة الشبكة، طرق البحث، بيئة المكتبة، وأنواع المعلومات المتاحة. Kwanya,, Stilwell, & Underwood2015).)

المعيار

المكتبة 0.0

المكتبة 1.0

المكتبة 2.0

المكتبة 3.0

البيئة التقنية

الويب الشفهي (Web 0.0)

ويب للقراءة فقط (Web 1.0)

الويب الاجتماعي (Web 2.0)

الويب الدلالي (Web 3.0)

طبيعة الشبكة

شبكة أفراد

شبكة صفحات ويب

شبكة روابط

شبكة بيانات (المعاني)

مصدر الذكاء

ذكاء الأفراد

ذكاء أمناء المكتبات

الذكاء الجماعي (حكمة الحشد)

الذكاء الانتقائي (حكمة الخبراء)

توفر المعلومات

ندرة شديدة في المعلومات

ندرة نسبية في المعلومات

وفرة في المعلومات (تشبع معلوماتي)

جودة المعلومات

تنظيم المعرفة

هوامش المخطوطات

تأثير الصدى (Echo Back Effect)

تصنيف شعبي (Folksonomy)

التصنيف الهرمي الدلالي (Ontology)

بيئة المكتبة

بيئة مقدسة جدًا

بيئة مقدسة

بيئة مجتمعية

بيئة مخصصة لكل فرد ("مكتبتي الشخصية")

طرق البحث

الكلام والنصوص

HTML

XML وAJAX

إطار وصف الموارد (RDF)

تقنيات البحث

تقليب الصفحات

البحث الزاحف (Web Crawling)

البحث العشوائي بالكلمات المفتاحية

البحث الذكي باللغة الطبيعية

الوصول إلى المحتوى

الكتب المتسلسلة

أقسام الحجز

بعض الموارد غير مرئية على الويب (Invisible Web)

الويب المفتوح بالكامل

هيكلة المجموعة

مجموعة مادية، شاملة (Just-in-case)

مجموعة جزئية رقمية، شاملة

مجموعة رقمية، عند الطلب (Just-in-time)

مجموعة رقمية مخصصة لكل مستخدم، تُنشأ لحظيًا (Just-for-you)

أنظمة التصنيف

هياكل صارمة

هياكل هرمية

مجتمعات موحدة

مجتمعات مصنفة

دور المكتبي(اختصاصي المعلومات)

الوسيط الحارس

الوسيط التقليدي

إلغاء الوساطة

التوجيه الذكي (Apomediation)

تحليل الجدول

  • Library 0.0: تعتمد على المعرفة الشفوية والنصية، مع وجود أمناء مكتبات يعملون كوسطاء حراس للمعلومات، ضمن بيئة مقدسة تحافظ على ندرة المعلومات.
  • Library 1.0: تمثل انتقال المكتبات إلى العصر الرقمي الأول، حيث يتم نشر المعلومات عبر صفحات ويب ثابتة، ويظل أمناء المكتبات هم الوسطاء الرئيسيون بين المستخدمين والمعلومات.
  • Library 2.0: تبرز مع انتشار الويب الاجتماعي، حيث تتطور الخدمات لتكون أكثر تفاعلًا وتشاركية، مع تعزيز الوصول إلى المعلومات من خلال تقنيات البحث الذكي والتصنيف الشعبي.
  • Library 3.0: تمثل مستقبل المكتبات الذكية، حيث يتم تخصيص المحتوى لكل مستخدم بناءً على الذكاء الاصطناعي والتحليل الدلالي، مما يتيح تجربة بحث متقدمة وشخصية.