الأثار النفسية السلوكية المترتبة عن العنف ضد المراهق في الوسط المدرسي
إن إيذاء الأطفال والمراهقين ،قد لا يكون بالضرورة ظاهرة حديثة من حيث وجوده في المجتمعات المختلفة، ولكن قد يكون الإعلام عنه وتحديد مسمى له هو الجديد، كما قد يكون النظر إليه كظاهرة بحاجة إلى الاهتمام والبحث عن السبل لمواجهتها حديثا أيضا، وليس هناك حتى الآن اتفاق على ماهيته إن كان يعد مشكلة أو قضية أو ظاهرة وخاصة في الجزائر .
وتعد ظاهرة سوء معاملة الأطفال مشكلة عالمية تعاني منها العديد من المجتمعات الإنسانية، مما جعلها محور العديد من الاهتمامات البحثية في العديد من التخصصات مثل علم النفس، وعلم الاجتماع، والخدمة الاجتماعية والطب والقانون.(www.gulfkids.com)
ونظرا لتعدد أنماط هذه الظاهرة واختلاف أسبابها فلها من السعة ما يصعب الإلمام بها من جميع الجوانب، كما انه يصعب إيجاد تفسيرات محددة عامة لكافة أنماطها، فسوء معاملة الأطفال أو ما يسمى ب child abuse يختلف من مجتمع لأخر وفقا للثقافة السائدة في كل مجتمع، كما انه يختلف باختلاف الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وأساليب التربية في ذلك المجتمع .(منيرة آل سعود.2005.ص 9).
تعتبر مشكلة إيذاء الأطفال والمراهقين أو سوء معاملتهم من المشكلات التي تجاوزت الحدود من الناحية النفسية ومع أن بعض أشكال سوء معاملة مرتبط ثقافيا واجتماعيا ببعض الممارسات والمعتقدات وأساليب التنشئة الخاطئة، والتي يخلط فيها بين أساليب التربية والتأديب، وسوء المعاملة مما يجعل بعض هذه الجرائم مختفية ومقبولة اجتماعيا كالزواج من القاصرات أو العقاب البدني الشديد للطفل ولأسباب مختلفة أهمها افتقار المجتمع للثقافة النفسية وسيكولوجية المعاملة وسيكولوجية الطفولة والمراهقة وأيضا ما هو اجتماعي ومنها ما هو سياسي .و لا تظهر جرائم سوء معاملة الطفل في الكثير من الإحصاءات الرسمية للدولة، نظرا لارتباط سوء المعاملة الجسدي كثيرا بالمعتقدات الاجتماعية الخاطئة للتربية.
لا شك أن التعريف الواضح لإساءة معاملة الطفل والمراهق (العنف الموجه نحوه)، يمكن الباحثين من تحديد معدلات انتشار مشكلة إساءة معاملة الأطفال ،ومع ذلك لا يعرف على وجه الدقة الحجم الحقيقي لظاهرة ،على الرغم من المحاولات الجادة التي تبذلها المؤسسات المهتمة، وكذلك الجهود التي يبذلها الباحثون المهتمون بدراسة هذه الظاهرة للوصول إلى مثل هذه التعريفات .
.
- Créateur de cours: Aicha Nahoui