المحاضرة رقم (3): تفعيل طريقة التفكير الفردي والجماعي في فهم مدى الظواهر التربوية

 أنواع التفكير:

    من بين تصنيفات أنواع التفكير مايلي:

-التفكير بالمحاولة والخطأ (السلوك الترابطي)   

-التفكير في حل المشكلات ( اعادة بناء الموقف).

- التفكير الاستقرائي

-التفكير الاستباطي

-خصائص التفكير العلمي:

ينظر الكثيرون إلى التفكير العلمي كمهارة قابلة للتعلم والتدريب وبالتالي فمن الممكن تنميته، ومن خصائص التفكير العلمي أنه:

 

  • نشاط منظم وليس نشاطاً ارتجالياً.
  • نشاط مقصود وليس نشاطاً تلقائياً.
  • يتصف بالدقة والضبط.

 يتصف بأنه يقوم على الواقع والمشاهدة والحقائق الملموسة.

  • يتميز بالمرونة فهو بعيد عن الجمود والتعصب.

 

  • يتميز بالموضوعية.
  • يقوم على التعميم، فأحكامه ونتائجه لا تقتصر على تفسير حالة جزئية واحدة.
  • يتميز بإمكانية اختبار ومراجعة صدق نتائجه وتعميماته.
  • الحقائق العلمية التي يتوصل إليها تتخذ شكلاً تراكمياً، أي أنه يتشكل من خلال إضافات جديدة إلى ما هو قديم.
  • يهدف للبحث عن الأسباب ويكشف عنها بقصد التحكم بها.
  • يتميز بالتجريد من خلال استخدام رموز كمية واضحة متصفة بالدقة العالية

 يتصف باليقين الموضوعي القائم على أدلة منطقية مقنعة.

 حقائقه غير ثابتة، فالعلم لا يعترف بالحقائق النهائية.

وظائف التفكير العلمي:

    للتفكير العلمي وظائف فهو يقوم بفهم الظواهر البيئية المحيطة في الإنسان، كما أنه يؤدي إلى حل المشكلات المختلفة والتي تعترض الإنسان في حياته العملية والفكرية، وإلى التحكم بالظواهر والتنبؤ بها من خلال الكشف عن الأسباب المؤدية لها، ما يؤدي إلى إضفاء معان جديدة على تلك الأحداث والأشياء

كما أن للتفكير العلمي طريقة لتعلم الحقائق الجديدة، وهي ما يعرف بالطريقة العلمية أو المنهج العلمي، فالمعرفة العلمية بأشكالها المختلفة تنمو وتزداد نتيجة لاستخدام الطريقة العلمية، ومهارات التفكير العلمي في إجراء البحوث والتجارب العلمية.

ويتمثل المنهج العلمي في طريقة التفكير، وفي الأساليب التي يتبعها الباحثون، سعياً لاكتشاف المتغيرات في الطبيعة والإنسان والربط بينهما ومحاولة تفسيرها فيتسم التفكير بسمات هذا المنهج وينعت بتسمية (التفكير العلمي). وقد يتصور البعض أن خطوات هذا التفكير تمثل أساساً نظرياً ثابتاً يمكن الاعتماد عليه لحل مشكلة ما، إلا أن هذه التصور غير صحيح، فهو مجرد تصورات نظرية واضحة المعالم لحل المشكلات العلمية، تتمثل في كون المشكلات تأتي متباينة في أنواعها ومختلفة في أحجامها، ولا يوجد تصنيف ثابت لأحجام المشكلات وأشكالها، الأمر الذي يجعل العمليات التي قد تستخدم في حل مشكلة ما قد لا تستخدم في حلول مشكلات أخرى.

كما أن ترتيب خطوات التفكير العلمي بهذا التسلسل، قد يوحي بأن المشكلات العلمية يمكن حلها بإتباع هذه الخطوات بطريقة متسلسلة، إلا أن ذلك غير صحيح، فالمنهج العلمي ليس خطوات محددة ينبغي الالتزام بتسلسلها، بل هو مجموعة من العمليات العقلية المتداخلة، والتي يؤثر كل منها على الآخر. إذ لا توجد مجموعة من الخطوات المحددة، والتي يتبعها الباحثون دائماً، كما لا يوجد مسار محدد يقود إلى المعرفة العلمية، بل توجد ملامح معينة يمكن التدريب عليها من خلال التفكير بطريقة علمية.

إن طريقة التفكير هي المنهج الذي يتبعه الباحث للقيام بتنفيذ بحثه، وهو ما يعرف بالطريقة العلمية والمنهج العلمي. كما أن البحث ليس مجرد تجميع للبيانات والمعلومات والحقائق، ولكنها إضفاء تغيرات لتلك الحقائق وبيان صفاتها من قبل الباحث، ووضعها في إطار منطقي مفيد، وهذا هو الذي يميز التفكير العلمي عن سواه لذا فالبحث يتطلب الفكر، ومن هنا سميه التفكير الذي يتضمنه البحث التفكير العلمي أو الطريقة العلمية، وتتميز الطريقة العلمية بجملة من الخصائص منها:

  • الاعتقاد بان هناك تفسيراً طبيعياً لجميع الظواهر التي نلاحظها.
  • تفترض أن العالم هو كون منظم ولا توجد نتيجة فيه بدون سبب.
  • رفض الاعتماد على مصادر الثقة، وتؤكد بأن النتائج لا تعتبر صحيحة إلا إذا دعمها الدليل.
  • الاعتماد على الملاحظة المباشرة مادام ذلك ممكنا، واستبدالها بالمنطق، وان الأفكار والحقائق مهما كان الطريق الذي أوصلنا إليها، يجب أن تخضع للاختبار والتجربة لإظهار صحتها أو بطلانها.
  • أن تكون النتائج التي نصل إليها لا تتعارض مع الدليل أو الحقائق المعروفة أو مع التجربة داخل مجال الدراسة، أي أن تكون منطقية.

.

https://almanalmagazine.com  العلم والتفكير العلمي

كتبه: جودت شاكر محمودفى: مارس , 2016

ثانيا-بعض النماذج التدريبية في التفكير : 

لخص الباحث الدكتور القطامي عدة نماذج في مرجعه لتعليم التفكير و تنميته نذكر منها ما يلي :

. 1.5. نموذج التدريب على الاستقصاء : تصوغ هيلين كاربنتر Helen Carpenter  فهمها لهدف التعلم الاستقصائي بأنه العملية التي أكثر ما يكون فيها المتعلم مستقلا في إدراكه للعلاقات بين العوامل في بيئته أو بين الأفكار التي لم يكن لديه تجاهها روابط ذات معنى من قبل ، كما أن هذا النموذج لا يسعى إلى الحصول على الإجابات الصحيحة دائما لأن كل الاستنتاجات التي يتم الوصول إليها هي مؤقتة على ضوء ما تجمع من البيانات في وقت من الأوقات .

إن نموذج التدريب على الاستقصاء هو عبارة عن نموذج تعليمي تعلمي ، يحصل فيه المتعلم على حد أدنى من التوجيه من المعلم ، ليقوم بالبحث أو لإيجاد جواب لمشكلة واضحة و محددة ، أو للوصول إلى اكتشاف جديد بالنسبة له فيما يتعلق بمعلومة أو خبرة و ذلك من خلال :

1- تحديد المشكلة .

2- صياغة الفرضيات .

3- جمع البيانات .

4- تسجيل البيانات و ال

نتائج .

5- اختبار الفرضية أو الفرضيات .

6- صياغة النتيجة .

7- تقرير الالتزام الشخصي و تطبيق النتائج .

4.5. نموذج جيلفورد لحل المشكلات :

قدم جيلفورد Guilford  سنة 1986 نموذجًا مبسَّطًا لحل المشكلات، على أساس نظريته في التكوين العقلي، وأطلق عليه "نموذج التكوين العقلي لحل المشكلات ".

     حيث يلعب مخزونُ ذاكرة الفرد وحصيلتُه المعلوماتية أو مدركاته القابلة للتذكر دورًا حيويًّا في مختلف مراحل عملية حل المشكلة، كما أن هذا المخزون هو الذي يبقي على النشاطات الهادفة لإيجاد حل للمشكلة عن طريق عمليات الذاكرة.

   واستنادًا للنموذج تبدأ الخطوة الأولى في حل المشكلة باستقبال النظام العصبي للفرد، أو نظام الاتصالات لديه لمثير خارجي من البيئة أو مثير داخلي من الجسم قد يكون على شكل انفعالات وعواطف، ثم تتعرَّض المثيرات الخارجية أو المدخلات لعملية تصفية في الجزء السفلي من الدماغ، عن طريق نسيج شبكي يعمل كبوَّابة تتحكَّم في عبور كل المثيرات القادمة إلى مراكز الدماغ العليا حيث الإدراك والمعرفة.

   ويؤكِّد جيلفورد أهميةَ دور الذاكرة في عملية التصفية؛ حيث إن مخزون الذاكرة يتضمَّن بعض المفاهيم المسبقة والنزاعات التي تسدُّ الطريق أمام وعي الفرد وإدراكه لبعض المثيرات أو المشكلات، ويعرف هذا النشاط الانتقائي بـ"الانتباه".

 أما المثيرات المهيِّجة للنظام العصبي التي يسمح لها باختراق البوابة، فإنها تنبِّه الفرد لإدراك وجود مشكلة أولاً، وإدراك طبيعة المشكلة ثانيًا، وعندها يبدأ الفرد عمليةَ بحث في مخزونِه المعرفي لإيجاد الحل المناسب للمشكلة، وإذا لم يجد حلاًّ يلجأ إلى مصادرَ خارجيةٍ؛ بحثًا عن مساعدة أو معطيات وحقائق جديدة، وخلال هذه المرحلة تجري عملية تقييم مستمرة لمعظم المعلومات والأفكار التي تفرزُها عمليات الذاكرة، وفي بعض الأحيان يتوصَّل الفرد لحل المشكلة دون أن يُمارِس ما يُوصَف بأنه عمليات تفكير متشعبة، بمعنى أنه يتخطى مرحلة التفكير المتشعب وينتقل مباشرة إلى مرحلة التفكير المتقارب عندما يصل إلى الإجابة الصحيحة بمجرد إحساسه بالمشكلة وجاهزية ذاكرته للاستجابة.

   يشير جيلفورد إلى أن بعض المشكلات تستعصي على الحل؛ لأننا لم ندركها بصورة صحيحة، وقد نُصِرُّ على مواصلة المحاولة للوصول إلى حل للمشكلة الخطأ كما فهِمناها.

 إن وضعًا كهذا يتطلَّب إعادة النظر في طبيعة المشكلة، وعودة إلى الخطوة الأولى بعد استقبال المشكلة، والبحث عن معلومات وحقائق جديدة في مصادرِنا الخارجية؛ من أجل إعادة بناء المشكلة، والبَدْء بجولة جديدة من نشاطات التفكير المتشعِّب التي تتضمن بدائل جديدة للحل لم تطرح في المرة الأولى، وقد يكون من بينها الحل الصحيح.

https://educapsy.com/etudes/pense-action-275التفكير

ثالثا-بعض نماذج التفكير الجماعي في حل المشكلات التربوية

-تقنية العصف الذهني:

    تعريف العصف الذهني:

   هناك مسميات لهذا المصطلح (توليد الافكار-التفاكر-استمطار العقل) لكن الأكثر استخداما هو العصف الذهني . فالعقل يعصف بالمشكلة ويفحصها بهدف التوصل الى الحلول الابداعية لها . وهو اسلوب يستخدم للوصول الى افكار جديدة لحل مشكلة قائمة أو لاحداث تطور في وضع قائم . فهو يعمل على توليد أفكار جديدة تسهم في الوصول الى الهدف كما يستخدم العصف الذهني كأسلوب للتفكير الجماعي أو الفردي في حل المشكلات بقصد زيادة القدرات والعمليات الذهنية.

-القواعد الاساسية للعصف الذهني:

-تجنب نقد وتقييم الأفكار المطروحة : بمعنى عدم النقد أو الحكم أو تقييم الأفكار التي تطرح أثناء جلسات العصف الذهني.

-إطلاق حرية التفكير وقبول كل الأفكار المطروحة مهما كان نوعها.

-التأكيد على زيادة كمية الأفكار المطروحة: بمعنى التأكد على توليد أكبر عدد ممكن من الأفكار المقترحة  سواء أكانت غريبة أو غير منطقية ، ويستند هذا المبدأ على أن الأفكار والحلول المبدعة للمشكلات تأتي بعد عدد من الأفكار غير المألوفة ، لأنه كلما زاد  عدد الأفكار المقترحة كلما زاد احتمال الحصول على أكبر قدر من الأفكار الأصلية أو المعنية على الحل المبدع للمشكلة.

-تعميق أفكار الآخرين وتطويرها : يقصد بها اثارة حماس المشاركين في جلسات العصف الذهني لكي يضيفوا لأفكار الآخرين وتطويرها والخروج بأفكار جديدة.

-نموذج اشيكاوا ( نموذج عظمة السمكة) في تحليل المشكلات:

  منذ بداية الخمسينات من هذا القرن قام العالم الياباني "كارو ايشيكاوا" بتطوير اسلوب تحليل علاقة السبب بالنتيجة، ويساعد هذا النموذج على تسهيل التعرف على المشكلات التي تتميز بالتعقيد وتحليلها الى مشكلات صغيرة لسهولة ايجاد حلول لها، وتفسير المشكلة على نموذج يشبه عظمة السمكة.

-فوائد نموذج عظمة السمكة:

-يساعد الفريق الذي يقوم بحل المشكلة على تناول المشكلة بتركيز وبالتالي استبعاد العناصر غير الجوهرية وتوفير الوقت في دراسة المشكلة.

-يساعد النموذج الفريق في جمع معلومات تفصيلية عن المشكلة وأطرافها

-هذا النموذج يمكن استخدامه في تحليل جميع انواع المشكلات.

-خطوات تصميم النموذج:

   يعتبر من الأساليب السهلة في تحليل المشكلة وتحديد أبعادها ويساعد في تجزئة المشكلة وتوضيح أبعادها الرئيسية ثم أبعادها الفرعية الدقيقة، من خلال الخطوات التالية:

-تحديد المشكلة موضوع الدراسة : يجب أن يكون هناك اتفاق بين أعضاء الفريق الى أن المشكلة محددة وواضحة من خلال الأفكار المتنوعة لفريق العمل باستخدام أسلوب العصف الذهني.

-البدء في تحليل المشكلة: ارسم مثلث على يمين أو يسار الصفحة ويكتب بداخله المشكلة التي تم تحديدها من خلال فريق العمل .

-ثم رسم خط أفقي من قاعدة هذا المثلث يمثل العمود الفقري للمشكلة (جسم السمكة)

-تحديد الأسباب الرئيسية للمشكلة : ويتم رسم خطوط مائلة في شكل زاوية حادة وبالتالي يظهر الشكل كأنه جسم سمكة.

-دراسة الأسباب الفرعية للمشكلة : من تحديد الأسباب الرئيسية للمشكلة وهنا يتم التساؤل ما الذي أدى الى حدوث ولهذا السبب ثم تسجل الاجابة كتفرعات أو أسباب فرعية .

-تحليل الأسباب : يتم حذف العناصر غير المؤثرة أو التي يرى الفريق أنها ليست متعلقة  بشكل  مباشر بالمشكلة أو ليست سببا في حدوثها، ثم صياغة الحلول والبدائل لحل المشكلة.

خلاصة

 إن حل المشكلات التربوية وفهم مداها يتوقف على العديد من انماط التفكير كالتفكير الفردي والجماعي من بين الأساليب المتبعة في ذلك تقنية العصف الذهني وعظمة السمكة .


Modifié le: mardi 16 février 2021, 22:22