Options d'inscription

ا

د-علية سماح

مقياس التربية الخاصة

السنة ثانية ماستر تربية

الموسم الجامعي 2020-2021

المحاضرة الأولى:

-         الفرق بين التربية العامة والخاصة.

-تمهيد:

الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة، يختلفون عن الأفراد العاديين. والتباين لاختلاف يمكن ملاحظته من الأداء المستمر أو المتكرر، وهو أداء يظهر من خلاله الإخفاق في القدرة على التكيف والنجاح عند ممارسة الأنشطة الأساسية التربوية والشخصية الاجتماعية مثل الأسوياء.

ويعتبر مجال غير العاديين أو ذوي الاحتياجات الخاصة من المجالات التي واجهت الكثير من المشكلات والصعوبات بسبب الخصوصية التي تميز هذه الفئة والنظرة القاصرة للمجتمع اتجاهها ،حتى نما وتطور هذا المجال وأصبح يحتل مكانة بارزة بين الميادين التربوية الأخرى على المستوى العربي، الإقليمي والمستوى العالمي.

أولا-الإطار المفاهيمي لذوي الاحتياجات الخاصة وتصنيفهم:

 أ- تعريـف ذوي الاحتياجـات الخاصـة:

المقصود بذوي الاحتياجات الخاصة هم: المعوقون، حيث يذكر أن هناك اتجاهات تربوية حديثة لاستخدام مسمى ذوي الاحتياجات الخاصة بدلا من مصطلح (معوقين) لأن المصطلح الثاني يعبر عن الوصم بالإعاقة وما لها من آثار نفسية سلبية على الفرد(محمد النوبي محمد علي، 2010: 164)

ذلك وينظر إلى الأطفال ذوي الحاجات الخاصة على أنهم الذين يختلفون عن الأطفال العاديين اختلافا ملحوظا وبشكل مستمر أو متكرر، الأمر الذي يحد من قدرتهم على النجاح على تأدية النشاطات الأساسية الاجتماعية والتربوية والشخصية. (خولة أحمد يحي، أيمن يحي عبد الله، 2010: 23 )

ويذكر "نــور" وهو يفرق بين الطفل السوي والطفل ذوي الاحتياجات الخاصة بأن الطفل السوي هو من يشب وينمو نموا عاديا خاليا من الأمراض والمعوقات البدنية أو الحسية أو الفكرية، أما الطفل ذوي الاحتياجات الخاصة فهو الذي يعوقه أسباب بدنية أو حسية أو فكرية عن إشباع حاجاته واستكمال تعلمه بالطرق العادية في التربية والتعليم (شاكر مجيد سوسن، 2008: 23)

و يمكن حصر المصطلحات العربية الخاصة بهذه الفئات والتي تستخدم في هذا المجال وتعريفاتها وهي: (محمد النوبي محمد علي، 2010: 164)

* ذوو الاحتياجـات الخاصـة:

 وهو يعني أن في المجتمع أفرادا لهم احتياجات خاصة تختلف عن احتياجات باقي أفراد المجتمع، وتتمثل هذه الاحتياجات في برامج أو خدمات أو أجهزة أو تعديلات، وتحدد طبيعة هذه الاحتياجات الخصائص التي يتسم بها كل فرد منهم، وذلك يعني أنها تشمل المعوقين الموهوبين، المرضى، الحوامل، المسنين...الخ.

- الفئـات الخاصـة: ويدل هذا المصطلح على أن المجتمع يتكون من عدة فئات ومن بينها فئات تتفرد بخصوصية معينة، وذلك يعني أن المصطلحان السابقان مترادفان.

- الأفـراد غيـر العادييـن: غالبا ما يطلق هذا المصطلح على الأطفال الذين يختلفون عن أقرانهم إما في قدراتهم العقلية أو الحسية أو الجسمية أو التواصلية. وهذا المصطلح مرادف للمصطلحين السابقين إلا أنه يستخدم غالبا مع الأطفال.

- ذوو الاحتياجـات التربويـة الخاصـة: ويطلق هذا المصطلح على الفئة العمرية لتلاميذ المدارس أو ما قبل مرحلة الدخول إلى المدرسة، كما أن طبيعة احتياجاتهم تربوية.       ( محمد النوبي محمد علي، 2010: 164- 165 ) كما نجد في معجم أكسفورد التاريخي إشارة إلى أن مصطلح crippled استخدام بمعنى يحرم جزئيا أو كليا من احد أطرافه أو يعوق وبمعنى يعيق وأيضا للدلالة على الإصابة بالشلل.

أما مصطلح needs those of special هو المصطلح المقابل والأنسب للمصطلح ( ذوي الاحتياجات الخاصة ) في اللغة العربية والذي شاع استخدامه في الأدبيات العربية المتصلة بالموضوع في التسعينات من القرن العشرين. ( محمد النوبي محمد علي، 2010 :164- 165)

- الطلبـة ذوو الاحتياجـات الخاصـة: تقدم خدمات التربية الخاصة لجميع فئات الطلاب الذين يواجهون صعوبات تؤثر سلبيا قدراتهم على التعلم، كما أنها تتضمن أيضا الطلاب ذوي القدرات والمواهب المتميزة ويطلق اصطلاحا على تلك الفئات بالطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة أو الطلبة غير العاديين.

ويشير فاروق الروسان إلى أن هؤلاء الطلاب ينحرفون عن التوسط انحرافا ملحوظا على جوانبهم الجسمية أو الحسية أو العقلية بحيث يتطلب ذلك تغييرا في ممارسات المدرسة تجاه هؤلاء الطلبة ويقتضي ذلك تعديلا على المناهج أو الأساليب التعليمية     أو الظروف البيئية المحيطة بهم لتلبية حاجاتهم ويشمل ذلك الذين ينحرفون سلب       أو يتطورون إيجابا (أبو النصر مدحت، 2004: 117-118)

ب- تعريـف مصطلـح الإعاقـة:

يشير مصطلح الإعاقة إلى عدم القدرة على الاستجابة البيئية أو التكيف معها نتيجة مشكلات سلوكية أو عقلية أو جسمية. ( خولة أحمد يحي، أيمن يحي عبد الله، 2010: 24) ويقصد بالإعاقة المتطلبات البيئية أو الوظيفية التي يواجهها الفرد العاجز في موقف معين أي أن الإعاقة ترجع إلى عجز الشخص عن مواجهة مقتضيات التكيف مع البيئة أو الوظيفة كما يواجهها الأسوياء، ومن هنا يلاحظ بأن العجز صفة ملازمة للفرد بينما لا تعد الإعاقة كذلك بمعنى أن الفرد العاجز أو المصاب بخلل يمكن أن يكون معاقا في موقف ولا يكون معاقا على موقف آخر(الوقفي راضي، 2008: 13)

وقد حاول "مايرسون" (1971) التفريق بين استخدام مصطلحي العجز والإعاقة، فالعجز يمكن تعريفه على أنه خاصية ملحوظة قابلة للقياس يحكم عليها بالانحراف أو الاختلاف عن المعايير المقبولة ، أما الإعاقة فيمكن تعريفها على أنها الحواجز والعوائق، والمتطلبات، والضغوط البيئية فيمكن تعريفها على أنها الحواجز والعوائق والمتطلبات، والضغوط البيئية العامة المفروضة على الشخص من قبل البيئة بما فيها الأشخاص الآخرون.(خولة أحمد يحي، أيمن يحي عبد الله، 2010: 24- 25 )

أو هي كما عرفها "بيترسون 1987" ترجع إلى نتائج الصعوبة التي تترك الشخص أقل قدرة على أداء الوظيفة أو القيام بالمهام بالطريقة التي يقدر عليها الشخص السوي، ويصبح العجز إعاقة عندما لا يقوى الشخص العاجز على مواجهة أهدافه الشخصية وتحصيلها. (الوقفي راضي، 2008: 13)

ويعرف محمد عبد المؤمن حسين: الإعاقة هي نقص أو قصور مزمن أو علة مزمنة تؤثر سلبا على قدرات الشخص الأمر الذي يحول بين الفرد والاستفادة الكاملة من الخبرات التعليمية والمهنية التي يستطيع الفرد العادي الاستفادة منها.

وتعرف منظمة الصحة العالمية WHO الإعاقة على أنها حالة من عدم القدرة على تلبية الفرد لمتطلبات أداء دوره الطبيعي على الحياة المرتبطة بعمره وجنسه وخصائصه الاجتماعية والثقافية وذلك نتيجة الإصابة أو العجز في أداء الوظائف الفسيولوجية والسيكولوجية.

 وعلى ضوء التعريفات السابقة يمكن تعريف الإعاقة بأنها حالة من القصور     أو الضعف أو العجز أو النقص أو الخلل في القدرات الحسية أو الجسمية أو العقلية أو النفسية أو الاجتماعية، ترجع إلى عوامل وراثية أو بيئية أو الاثنتين معا، تحد من قدرة الشخص على القيام بأدواره على العمل والحياة بالشكل الطبيعي والمستقل.( أبو النصر مدحت، 2005: 22-23).

 في معظم الحالات تؤدي الإعاقة إلى عدم القدرة على توافق المعوق مع ذاته من ناحية ومع المحيطين به من الناحية الأخرى، ومع المجتمع الذي يعيش فيه من ناحية ثالثة. (نصر الله عمر عبد الرحيم، 2008: 32)

ويقصد بالإعاقة المتطلبات البيئية أو الوظيفية التي يواجهها الفرد العاجز في موقف معين، أي أن الإعاقة ترجع إلى عجز الشخص عن مواجهة مقتضيات التكيف مع البيئة أو الوظيفة كما يواجهها الأسوياء، أو هي كما عرفها بيترسون Peterson ترجع إلى نتائج الصعوبة التي تترك الشخص أقل قدرة على آراء الوظيفة أو القيام بالمهام بالطريقة التي يقدر عليها الشخص السوي، ويصبح العجز إعاقة عندما لا يقوى الشخص العاجز على مواجهة أهدافه الشخصية وتحصيلها.(الوقفي راضي، 2008: 13)

 

كذلك ينظر للإعاقة على أنها القيود التي تفرضها بنية الفرد عليه في الوقت الذي يعاني فيه هذا الفرد من عجز في مواجهة هذه القيود. (سيسالم كمال سالم، 2002: 165)

 أو هي قصور في جهاز أو أكثر من أجهزة الجسم، وتؤدي إلى عدم قيام هذا الجهاز أو الجزء من الجسم بوظائف كاملة، ويؤدي إلى العجز إلى إعاقة قيام الفرد بدوره الذي يفرضه عليه سنه وجنسه و الإعتيادات الاجتماعية والحضارية في مجتمعه. (عبد الكافي إسماعيل عبد الفتاح، 2005: 38 ).

ويرتبط مفهوم الإعاقة handicap بالكثير من المفاهيم الأخرى التي تتداخل معه ومن أهم تلك المفاهيم مفهوم الإصابة impairment والعجز disability وغيرها، وقد تختلف الآراء حول تلك المفاهيم واستخداماتها وطبيعة الاهتمامات التي توجه للمعاقين  أو العجز أو المصابين، كما قد تتباين وجهات النظر بين العامة والمتخصصين حسب طبيعة تلك الإعاقات والعجز والإصابة، فمحاولة هاريز harris من المحاولات التي سعت إلى توضيح مفهوم الإصابة يقصد بها عجز أو قصر في أحد أعضاء الجسم يؤدي إلى خلل وظيفي لعضو معين في جسم الفرد، بينما يرى هوونج wing بأن الإعاقة هي مميز في القدرات الوظيفية للجسم، وعلى أية حال تحليل مفهوم العجز والإعاقة لابد من تفسيره في ضوء ثلاثة عناصر أساسية وهي:

1- أن تفسير درجة العجز والإعاقة ترجع لطبيعة كل من المجتمع أو الفرد نفسه ونوعية القيم والاتجاهات التي ترتبط بنوعية الإعاقة وتحديدها اجتماعيا أو حسب ما يتفق عليه في المجتمع.

2- أن تفسير كل من القيم والاتجاهات تحدد في إطار البناء الثقافي والحضاري العام في المجتمع فالفرد يمكن أن يكون معاقا في مجتمع ما ولا يمكن أن يعتبر كذلك في مجتمع آخر مثال ذلك مرض الجزام.

3- كثير ما تكون تلك القيم والاتجاهات المجتمعية ونظرتها وتفسيرها للإعاقة آثار سلبية وخاصة على كل من المعاق وأسرته.

وهكذا فغن الأمر يقتضي عند تناول مشكلة المعاقين ضرورة النظر في المعنى التقليدي للمعاقين وكيفية العمل على الاستفادة من إمكاناتهم وقدراتهم وتوظيفها لصالح كل من المعاقين والمجتمع معا.( مروان عبد المجيد إبراهيم، 2002: 24-25-26-27 )

ج-تعريـف مصطلـح المعـاق:

يعرف صالح هشيان المعاق بأنه الشخص الذي ينحرف عن مستوى الخصائص الجسمية أو العقلية أو الانفعالية أو الاجتماعية وفقا للمعايير السائدة بحيث يحتاج إلى خدمات خاصة لعدم قدرته على إشباع حاجاته بنفسه.

ويعرفه جولدسنون بأنه الشخص غير القادر على المشاركة بحرية في الأنشطة التي تعد عادية لمن هم على مثل سنه وجنسه، وذلك بسبب شذوذ عقلي أو جسمي     أو حركي.

ويعرفه أيضا عبد المجيد عبد الرحيم بأنه الشخص الذي يعاني نقصا جسميا      أو نفسيا ( سواء كان خلفيا منذ الولادة أو مكتسبا بسبب مرض أو حادث) أو كان محدود القدرة العقلية، وهذا المصطلح (معاق) يتسع ليشمل الأعمى وضعيف البصر ضعفا شديدا والأصم والأبكم وضعيف القدرة على الكلام.(يوسف محمد عباس،2003: 14)

ويعرف الطلبة المعوقون على أنهم طلبة بحاجة إلى خدمات تربوية خاصة وخدمات داعمة كونهم يعانون من حالة عجز حسي أو عقلي أو جسمي تفرض قيودا شديدة عليهم. (الخطيب جمال، 2004: 13 )

وبالنسبة لهذا المصطلح (المعاقين) فقد تطور وتغير حيث ظهر في البداية بمصطلح العاجزين ثم تطورت النظرة إليهم على أساس أن العجز بين وليس مطلق وجزئي وليس كلي ثم ظهر على نفس الميول اصطلاحا المعوقين إلا أن المصطلح تغير إلى معاقين لكون مصطلح المعوقين يعني على اللغة تعويق الآخرين وشغلهم، أما مصطلح المعاقين فلا يشير إلى تعويق الآخرين ويعني ضمنا أنهم ليسوا المسؤولين عن إعاقتهم، بل قد ترجع إعاقتهم كما تم الإشارة سابقا إلى عوامل وراثية أو عوامل بيئية، ثم ظهر مصطلح الفئات الخاصة أو ذوي الاحتياجات الخاصة ليشير إلى هؤلاء المعاقين وحقهم على معاملة ورعاية خاصة دون الإشارة إلى كلمة الإعاقة في التسمية.(أبو النصر مدحت، 2005: 19-20 )

*- تصنيف ذوي الاحتياجـات الخاصـة:

إن الغرض من تصنيف المعاقين هو مواجهة احتياجاتهم التربوية و التأهيلية وليس الغرض منه بأي حال من الأحوال أن يكون مجرد تصنيف إحصائي يدفع فريق من المواطنين بدافع معين أو نسبهم إلى طبقة لها سماتها وأوصافها لذلك وتماشيا مع فلسفة التأهيل واتجاهاته ونظرا لأن أعداد من المعاقين يكون لديها أكثر من عائق كأن يكون بجانب العائق البصري عائق آخر مثل الصم أو الإقعاد، فإن الأمر يقتضي وضع قاعدة بين المعاملة التأهيلية التي يعامل بها أصحاب الإعاقات المزدوجة. ( مروان عبد المجيد إبراهيم، 2002: 30 )

 وتتمثل فئات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة على:

-         الإعاقة العقلية.

-         الإعاقة البصرية.

-         الإعاقة السمعية.

-         الإعاقة الانفعالية.

-         الإعاقة الحركية.

-         صعوبات التعلم.

-         اضطرابات التواصل.

-         الموهبة والتفوق.

-         التوحد.

-         الإعاقة الصحية.

-         الإعاقة الحسية المزدوجة.

-         الإعاقة المتعددة. (شاكر مجيد سوسن، 2008: 28. 29.)

ثانيا- مفهوم التربيـة الخاصـة والتربية العامة:

1-مفهوم التربية العامة:

هي التربية التي تهتم بالافراد العاديين وتتبنى منهاجا موحدا في كل فئة عمرية أو صف دراسي بالإضافة إلى طرق تدريس الجمعية في تدريس الأطفال العاديين في المراحل العمرية المختلفة وتستخدم وسائل تعليمية عامة في المواد المتنوعة.(الروسان فاروق،2010:70)

2- مفهوم التربيـة الخاصـة:

ينظر للتربية الخاصة على أنها مجموعة البرامج التربوية الخاصة المتخصصة والتي تقدم لفئات من الأفراد غير العاديين وذلك من أجل مساعدتهم على تنمية قدراتهم إلى أقصى حد ممكن وتحقيق ذواتهم ومساعدتهم على التكيف (الروسان فاروق، 1989: 56) وكما ذكرنا سابقا.

وفي هذا الاتجاه يشير فاروق الصادق إلى الأطفال العاديين الذين يحتاجون إلى خدمات تعليمية خاصة تمكنهم من تحقيق نموهم وتأكيد ذواتهم لكي تحقق لهم أكبر قدر ممكن من استثمار إمكانياتهم طوال حياتهم ولصالح المجتمع.  ( فاروق محمد الصادق، 1982: 52)

وتجدر الإشارة هنا بان التربية الخاصة موجهة إلى الفئات التالية: التوحد، الإعاقة العقلية، الإعاقة السمعية، الإعاقة البصرية، الإعاقة الحركية، الإعاقة الانفعالية، صعوبات التعلم، اضطرابات النطق واللغة، الموهبة والتفوق (الروسان فاروق، 1988: 56)

 يعرف القانون الأمريكي للمعاقين (IDEA) عام 2004 التربية الخاصة على أنها التعليم المصمم بشكل خاص والضروري للتأكد بان الطالب المعاق يتلقى تعليما عاما مناسبا ومجانيا ويستطيع أن يحقق تقدما في المنهاج العام. ويحدد التعريف بوضوح أن التربية بخاصة ليست مكانا يتلقى فيه المعاقين تعليمهم، ولكنها مجموعة الخدمات وأشكال المساندة التي يمكن تقديمها في أوضاع تعليمية منتظمة، ويدعو القانون أن تقوم المدارس بتقديم المعينات المساعدة والخدمات اللازمة للطلاب المعاقين، ليتم تعليمهم مع أقرانهم غير المعاقين وليرجزوا تقدما في المنهاج العام في المدارس الحكومية (عبدات روحي، 2010: 91 )

وهي جزء من الحركة التربوية السائدة في المجتمع والموجهة إلى الأطفال غير العاديين exceptionnel children الذين يحتاجون إلى خدمات تعليمية خاصة تمكنهم من تحقيق نموهم، وتأكيد ذاتهم وتؤدي في النهاية إلى اندماجهم مع العاديين في المجتمع لكي يتحقق لهم أكبر قدر ممكن من استثمار إمكانياتهم المعرفية والاجتماعي والانفعالية والمهنية طوال حياتهم ولصالح المجتمع. (عيسى نور نعمان، 2004: 11)

ولأن فئة الأطفال غير العاديين أو الأطفال المعوقين جزء من كيان كل أمه بحاجة إلى عناية ورعاية متخصصة، ليتسنى لهم المشاركة والمساهمة في دفع عملية التنمية والتقدم، وإن إهمال هذه الفئة من كيان الأمة يعتبر خروجا عن مبادئ التكافل الاجتماعي وتكافؤ الفرص.  (السنبل عبد العزيز بن عبد الله، 2003: 146)

لذلك لابد من النظر إلى تربية الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بوصفهم جزءا لا يتجزأ من المنظومة التربوية الرسمية وتدعم بالإمكانيات اللازمة لتمكينها من تحقيق الهداف المرتبطة بها وإعداد الكفاءات البشرية المؤهلة للعمل في هذا الميدان. وتعرف التربية الخاصة على أنها مجموع البرامج التربوية المتخصصة والتي تقدم الفئات من الأفراد غير العاديين، وذلك من أجل مساعدتهم على تنمية قدراتهم إلى أقصى حد ممكن وتحقيق ذواتهم ومساعدتهم على التكيف في المجتمع.  الذي ينتمون إليه          ( الروسان فاروق، 2000: 41-42 )

وتعود البدايات العلمية المنظمة لهذا الموضوع إلى النصف الثاني من هذا القرن حيث يجمع موضوع التربية الخاصة بين عدد من العلوم إذ تمتد جذوره إلى ميادين علم النفي والتربية وعلم الاجتماع والقانون ومتناولا الأطفال غير العاديين، والذين ينحرفون انحرافا ملحوظا عن الأطفال العاديين في نموهم العقلي والجسمي والانفعالي والحركي واللغوي، مما يستدعي اهتماما خاصا من قبل المربين لهؤلاء الأطفال من حيث تشخيصهم، ووضع البرامج التربوية واختيار طرق التدريس الخاصة بهم، وهذه الفئات هي فئة الأطفال الموهوبين، وذوي صعوبات التعلم، وبطئي التعلم والاضطرابات الانفعالية واضطرابات النطق واللغة والمعاقين عقليا وسمعيا وبصريا وحركيا.

 وعلى ذلك تعرف التربية الخاصة بأنها مجموع البرامج المتخصصة والتي تقدم لفئات الأطفال غير العاديين، وذلك من اجل مساعدتهم على تنمية قدراتهم إلى أقصى حد ممكن وتحقيق ذواتهم ومساعدتهم على التكيف. (الروسان فاروق، 2000 :42 )

ومن أجل مواجهة النتائج السلبية لتعريف الطفل غير العادي يقدم "سميث" smith 1975 تعريفا للتربية الخاصة على أنها ذلك المجال المهني الذي يهتم بتنظيم المتغيرات التعلمية التي تؤدي إلى الوقاية من أو خفض أو تجنب الظروف التي ينتج عنها قصور واضح في الأداء الوظيفي للأطفال في المجالات الأكاديمية والتواصلية والحركية والتوافقية. (عبيدات ماجدة السيد، 2000: 17-18 )

كذلك تعرف التربية الخاصة على أنها البرامج التربوية التي تقدم للفرد الذي يختلف أداؤه (الحركي، اللغوي، الاجتماعي، الانفعالي) عند المتوسط سواء كان بالسلب         أو الإيجاب. ( سعيد محمد السعيد وآخرون، 2006: 11 )

وهناك من ينظر إليها على أنها ذلك التنظيم المتكامل الذي يضم جميع الخدمات التي يمكن للمدرسة الخاصة أن تقدمها للأطفال ذوي الحاجات الخاصة وتشمل هذه الخدمات الجوانب التعليمية، الاجتماعية والنفسية. (عيسى نور نعمان، 2004: 12) وهناك من يرى التربية الخاصة على أنها مهنة متخصصة تعتمد على العلم وأساليب البحثية في تقديم خدمات خاصة تقتضيها حاجات جماعات من الأفراد في المجتمع لأنهم يختلفون عن الناس العاديين، وتسعى من خلال برامجها المختلفة التي تتطلبها كل فئة لمساعدة هذه الجماعات على التكيف مع المحيط الاجتماعي التي تعيش فيه وعلى تطوير ما لديها من طاقات.

ويعمل على هذه المهنة أخصائيون على مجالات متعددة كالطبيب العام، والطبيب النفسي ورجل القياس النفسي، وعالم النفس، والباحث الاجتماعي والطبيب المختص على مجال الإعاقات الجسمية والتأهيل والإرشاد النفسي والمهني ومعلم التربية الخاصة، وتقدم برامج قد تكون تربوية ونفسية واجتماعية وتدريبية بحسب الحاجات التي تحتاجها كل فئة.  (الفرة سعيد حسين، 2009: 12 )

 

فهي مصطلح شامل يستخدم للتعبير عن البرامج والخدمات المقدمة للأطفال الذين ينحرفون عن أقرانهم العاديين (سواء على الجانب الجسمي أو العقلي أو الانفعالي) بدرجة تجعلهم بحاجة إلى خبرات أو أساليب أو مواد تعليمية خاصة: تساعدهم على تحقيق أفضل عائد تربوي ممكن سواء في الفصول العادية إذا كانت مشكلاتهم أكثر حدة. ( الدمياطي عبد الغفار عبد الحكيم عبد العزيز السيد شخص، 1992 )

ومن خلال ما سبق نستطيع أن نضع تعريفا للتربية الخاصة على أنها هي التي تساعد التلميذ على استيعاب المعلومات بحسب حاجاته وقدراته، وهي التي تهدف إلى تعديل المواد وتكييفها للوصول إلى الأهداف المطروحة الملائمة لحاجات معينة عن التلميذ، وترتكز التربية المختصة على النقاط التالية:

1)  تصوير مواد ووسائل إيضاح لشرح المعلومات بحسب حاجات التلميذ.

2)  التعليم بالحواس الملائمة لطريقة استيعاب التلميذ.

3)  تطوير برامج فردية مختصة لكل تلميذ.

 وقد تطورت التربية المختصة أخيرا، فضاءات تبحث عن أفضل طرائق التعليم لمواجهة الصعوبات عند التلميذ، وتعددت الأبحاث على هذا المجال بعد اكتشاف الكثير من التلاميذ الذين هم بحاجة إلى مساعدة، وأصبح من أهم أهدافه التربية المختصة الوصول بالتلاميذ ذوي الحاجات الخاصة إلى نتائج استقلالية واجتماعية أفضل.

وفي هذا الصدد أشار هاوارد (2003 Heward) إلى ثلاث نقاط أساسية في التربية الخاصة هي الوقاية والتأهيل والتعويض، لذا تهدف البرامج في هذا المجال إلى:

1)  الوقاية لتجنب الصعوبات الصغيرة التي يواجهها التلميذ.

2)  التأهيل وعلاج الصعوبات التي يعانيها التلميذ.

3)  التعويض بتدريب التلميذ على مهارات معينة على الرغم من الصعوبات التي يواجهه. (نشابة ريم معوض، 2006: 31)

ويشير فاروق الصادق للتربية الخاصة على أنها ذلك الجزء من الحركة التربوية السائدة في المجتمع والموجهة للأطفال غير العاديين الذين يحتاجون إلى خدمات تعليمية خاصة تمكنهم من تحقيق نموهم وتأكيد ذواتهم، وتؤدي في النهاية إلى تكاملهم مع العاديين في المجتمع لكي نحقق لهم أكبر قدر ممكن من استثمار إمكانياتهم المعرفية والاجتماعية والانفعالية والمهنية طوال حياتهم لصالح المجتمع. (فاروق محمد الصادق، 1982 :52)

وأشار تقرير لجنة وارنوك WARNOCK 1978 التي شكلها البرلمان البريطاني لمراجعة أساليب رعاية الأطفال والشباب ومشكلات التربية الخاصة في انجلترا، إلا أن الاحتياجات الخاصة تتطلب توفير وسائل خاصة تمكن الطفل من الاستفادة القصوى من المنهج، وذلك عن طريق أجهزة وتسهيلات ومصادر خاصة وتعديلات معينة في البيئة الفيزيائية وأساليب التدريس، كما تتطلب توفير منهج خاص أو معدل واهتمام خاص بالبناء الاجتماعي الجو الانفعالي الذي تتم فيه عملية التربية، وعليه فالتربية الخاصة هي تنظيم متكامل يظم جميع الخدمات التي يمكن للمدرسة أن تقدمها للطفل غير العادي، وتشمل هذه الخدمات الجوانب التعليمية والاجتماعية والنفسية والصحي.  (القريطي عبد المطلب أمين، 2001: 64 )

ويمكن إجمال مختلف التعاريف الواردة للتربية الخاصة كالتالي: هي كل البرامج التربوية المتخصصة التي تتناسب مع ذوي الحاجات الخاصة، بحيث يمكن تقديم هذه البرامج التربوية إلى فئات الأفراد غير العاديين، وذلك من أجل مساعدتهم على تحقيق ذواتهم وتنمية قدراتهم إلى أقصى حد ممكن، ومساعدتهم على التكيف في المجتمع الذي ينتمون إليه.

أما الأفراد غير العاديين EXCEPTION DE INDIVIDUALS فهم الذين ينحرفون عن المتوسط بالاتجاه السلبي أو الاتجاه الإيجابي، انحرافا ملحوظا عن العاديين في نموهم العقلي أو الانفعالي أو الاجتماعي أو الحسي أو الحركي أو اللغوي، ما يتطلب بناء على ذلك الانحراف اهتماما خاصا من قبل المربين من أجل إعداد طرائق تشخيص لهم، ووضع برامج تربوية تتناسب مع هذه الإعاقات. وكذلك اختيار طرائق التدريس التي تتناسب معهم، من أجل تحقيق إمكانياتهم وتنميتها إلى أقصى مستوى، وأن يدرك ما لديه من قدرات ويتقبلها، وأن يمر بخبرات تعمل على تطور قدراته. (كوافحة تيسير مفلح، 2007: 41-42)

 - ويقصد بفئات الأطفال غير العاديين:

1. الموهبة والتفوق  Giftedness and Talents

2. الإعاقة العقلية  Mental Retardation

3. الإعاقة السمعية  Heuring Impairment

4. الإعاقة البصرية  Visval impairment

5. صعوبات التعلم  learning Disabilites

6. الإعاقة الجسمية والصحية  Physical anf Healtnimpairment

7. الاضطرابات السلوكية والانفعالية  behavior disorders

8. التوحد  autisim

9. اضطرابات التواصل  communication disorders

 

 

 

 

 

 

 

 

3- تاريـخ التربيـة الخاصـة:

شهدت العصور المختلفة بما لا يدع مجالا للشك أطفال غير عاديين ومع ذلك لم نشهد تقديم خدمات تربوية تعليمية خاصة لهم للوصل إلى تحقيق إشباع حاجاتهم المختلفة بالشكل الذي يرجع عليهم بالفائدة المرجوة.

أ- بدايـات التربيـة الخاصـة:

 يشير وينزر Winzer 1998 أنه قد تم خلال القرن 18 وبالتحديد خلال تلك السنوات التي تلت قيام الثورتين الأمريكية والفرنسية اتخاذ العديد من الإجراءات الفعالة لتعليم أولئك الأطفال المعوقين حسيا، أي الذين يعانون إما من الإعاقة البصرية         أو الإعاقة السمعية. (دانيال ب.هالاهان، جيمس.م.كوفمان، ت.عادل عبد الله محمد، 2008: 62)

وكان لأفكار فلاسفة هذا العصر مثل الانجليزي جون لوك والفرنسيان روس وديدرو، وظهور أعمال الكثيرين من رواد التربية الخاصة التي كانت الريادة فيها في بادئ الأمر لفرنسا، تأثير عميق في ظهور نوع من التربية المنظمة للأطفال غير العاديين، ولكن أفكار الرواد الفرنسيين ما لبثت أن انتقلت إلى أمريكا الشمالية وأثرت على مبادئ وفلسفة التربية الخاصة فيها، واستلمت أزمة تطورها وتقدمها وبدأت تعطي ثمارها في القرن التاسع عشر. (الوقفي راضي، 2008: 31)

ب- التربيـة الخاصـة فـي القـرن 19:

وترجع الجذور التاريخية للتربية الخاصة على الأساس إلى تلك السنوات الأولى التالية لعام 1800 أو إلى ما ساد القرن التاسع عشر عامة من اهتمام بها ومن السهل أن نقوم بتتبع جذور الأساليب التربوية المعاصرة التي يتم استخدامها مع أولئك الأطفال غير العاديين، وذلك بالعودة إلى تلك الأساليب الرائدة التي تم استخدامها آنذاك. (دانيال ب هالاهان، جيمس. م. كوفمان، ترجمة عادل عبد الله محمد، 2008: 62)

وقد بدأ الاهتمام بتربية المعوقين في القرن التاسع عشر على فرنسا ثم امتد ذلك إلى عدد من الدول الأوروبية ومن ثم إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وقد كان شكل خدمات التربية الخاصة في ذلك الوقت متمثلا في الحماية والإيواء في الملاجئ لحمايتهم، ثم تطورت تلك الخدمات وأصبحت تأخذ تعليم الأطفال المعوقين مهارات الحياة اليومية في مدارس خاصة بهم ويعتبر الطبيب الفرنسي "إيتارد" (1838- 1775) من أوائل المهتمين والمؤرخين لبدايات التربية الخاصة في فرنسا كما تعتبر متشوري (1952- 1870) من الرواد الأوائل الذين اهتموا بتعلم الأطفال العاديين والمعوقين عقليا (الروسان فاروق، 1998: 21-22 )

أما على الولايات المتحدة الأمريكية فيعتبر هوي (1801- 1876) من رواد التربية الخاصة حيث أسس أول مدرسة للمكفوفين كما يعتبر توماس جاليدت" 1851- 1787 من المربين الأوائل الذين اهتموا بتعلم الصم وأسس أو مدرسة أمريكية للصم وقامت مدرسة أخرى للمكفوفين في انجلترا عام 1791 على يد إدوارد شتين في مدينة ليفربول ثم نالت في عام 1799 وانتشرت بعد ذلك مدارس المكفوفين عل الدول الأوروبية، وقد كان اهتمام لويس برايل بفئة المكفوفين حيث ابتكر طريقة برايل لتعليم القراءة والكتابة للمكفوفين ( عبد المحي محمود حسن صالح، 2002: 24-25 )

ج- التربيـة الخاصـة في القـرن العشريـن:

لقد كان للحربين العالميتين أثرهما البالغ خلال القرن الحالي في الاهتمام برعاية ذوي العاهات فقد أسهمت الدول والحكومات في تسيير أسباب وسبل تعليم ذوي العاهات، وتأهيل مشوهي الحرب وأصبح هذا واجب من واجبات الدولة لذلك أنشئت العديد من المدارس الخاصة. ( عبد المحي محمود حسن صالح، 2002: 25)

وقد كان من آثار الحركة النازية في ألمانيا هجرة الكثير من المربين والأطباء الألمان إلى الولايات المتحدة الأميركية، ومن هؤلاء ماريان فروسنج 1938 التي ساهمت في نمو وتطور التربية الخاصة على مجال تعليم الأطفال المعاقين عقليا وذوي صعوبات التعلم، وكذلك ألفرد ستراس طبيب الأعصاب المشهور وتروك شانك وهيلمر مايكل، إذ يعود الفضل لهؤلاء الرواد إلى تطور موضوع صعوبات التعلم كأحد الميادين الرئيسية في التربية الخاصة، وكذلك هنز فرنر الذي ساهم في تطور الأبحاث في ميدان التربية الخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم نيكولاس هوبس 1960 الأخصائي في علم النفس والتربية، والذي اهتم بتربية وتعلم الأطفال المضطربين انفعاليا وأخيرا، جولد برج 1972 الذي أشار إلى تقدم الدول الإسكندنافية في تربية ورعاية الأطفال المعوقين عقليا. (الروسان فاروق، 1998: 22 )

ذلك أسهم علماء النفس والتربية والاجتماع والطب والقانون الذين كان لهم بصمات واضحة في تقدم موضوع التربية الخاصة، خاصة فيما يتعلق بطرق القياس والتشخيص، كذلك في إعداد برامج التربوية والمهنية و التأهيلية لذوي أصحاب هذه الاحتياجات.  (العزة سعيد حسين ،2009: 15)

-         ثالثا-الفرق بين التربية العامة والتربية الخاصة:

-         - تهتم التربية العامة بالافراد العاديين بينما تهتم التربية الخاصة بالافراد ذوي الاحتياجات الخاصة.

-   -يوجد في التربية العامة مستوى لكل صف دراسي لا يتغير من فئة لاخرى بينما في التربية الخاصة لكل صف خاص بكل فئة من هذه الفئات.

-         -يستخدم المدرسون في التربية الخاصة إستراتيجيات تدريس فردية مع ذوي الاحتياجات الخاصة.

-   -تتبنى التربية العامة وسائل تعليمية عامة في المواد المختلفة بينما تتبنى التربية الخاصة وسائل تعليمية خاصة بفئات الافراد ذوي الاحتياجات الخاصة فعلى سبيل المثال قد يستخدم النطق الصناعي مع المعاقين سمعيا ولا يستخدم مع المكفوفين أو العاديين بينما يستخدم الصور الفوتوغرافية مع جميع الأفراد العاديين وفي مختلف المواد مع المحتوى التعليمي.

-   -تتبنى التربية العامة منهجا موحدا لكل فئة عمرية أو صف دراسي بينما تتبنى  التربية الخاصة منهجا مختلفا لكل فئة من فئات التربية الخاصة والتي يشتق منه الأهداف التربوية الفردية. (عماد حسين،2018 :11-12)

-   -كثافة الفصول الدراسية في التربية الخاصة تكون صغيرة وفي حدود (8-10)طالب في حين في التربية العامة قد يصل إلى 30 طالب أو أكثر.

-   -المباني المدرسية والمرافق في التربية الخاصة لا بد أن تهتم بطريقة تتناسب مع خصائص كل فئة من فئات المعاقين من حيث عدم وجود الحواجز وإزالة كل من يعوق حركة هؤلاء الأفراد سواء كانوا معاقين حركيا أو بصريا.....إلخ على عكس العاديين يكون تصميم المباني والطرق موحدة لجميع الأفراد في نفس المرحلة التعليمية الواحدة.

-   المعلم في التربية الخاصة يفضل أن يكون حاصلا على دبلوم في التربية الخاصة بالاضافة إلى الدبلوم في المهنية في التربية الخاصة أو الماجستار في فئة من فئات الإعاقة،في حين معلم العاديين قد يكون حاصلا على الدبلوم فقط.(سعيد حسني العزة،2002  :23)

-   تشترك التربية الخاصة مع التعليم العام في السعي إلى تحقيق غاية تربوية عامة وهي إعداد المواطن الصالح، ولكنها تنفرد بأهداف خاصة هي :

-         - تنمية قدرات ذوي الإعاقة جسمياً وعقلياً واجتماعياً وانفعالياً إلى أقصى ما تسمح به قدراتهم.

-   - اكتساب الطالب من ذوي الإعاقة المهارات الممكنة التي تساعده على أن يحيا حياة كريمة مستقلة داخل الجماعة والمجتمع.

-   - استفادة الطالب من ذوي الإعاقة بجميع الأشكال الممكنة للتعليم البديل، وإتقان الأساليب التعويضية بما يناسب قدراته وإمكاناته وحاجاته. وهذا لأنها موجهة لذوي الاحتياجات الخاصة.

رابعا-الفرق بين مناهج الأطفال العاديين والأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة:

 من الملاحظ أن مناهج الأطفال في التعليم العام تختلف اختلافا كلياً عن مناهج التربية الخاصة، وذلك من حيث طريق الأعداد وطريقة التدريس. فالمنهاج للعاديين توضع مسبقاً من قبل لجنة متخصصة والتي تتناسب مع المرحلة الدراسية.

 والجانب العمري لهذه المرحلة، أما الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة لا يمكن فيها وضع المناهج مسبقاً، ولكن يتم وضع منهج لكل طفل على حده وفقاً لقدراته واستعداداته ومدى أدائه في تعليمه للمهارات المختلفة فكل طفل له خطة فردية خاصة به توضع وفقاً لقدراته الأدائية وتوضع الخطة الفردية وفقاً لمعايير معينة مثل الفترة الزمنية مدى أداء الطفل في تعليم المهارة، وتحديد الأهداف طويلة المدى، والأهداف قصيرة المدى. ويتم وضع الأهداف الفرعية في الخطة وتحديد المواد أو الوسائل التعليمة اللازمة لتحقيق المهارة.

*الفرق في طريقة التدريس :

-    كما هناك اختلاف في طريقة وضع المناهج بين الأطفال العاديين ومناهج الأطفال في التربية الخاصة، فهناك أيضاً اختلافا في طريقة التدريس، والوسائل المستخدمة في العملية التعليمية، إن الهدف من تدريس أو تعليم من الأطفال المعاقين هو مساعدتهم حتى يصبحوا إلى حد ما مثل أقرانهم العاديين، وقد نصل إلى ذلك الهدف من خلال تغيير أو تعديل سلوك هؤلاء الأطفال. وخاصة في مجال مهارات الحياة اليومية مثل التدريب على استعمال الحمام - إطعام نفسه - أن يلبس نفسه - أن يعتمد ويستقل بذاته دون الحاجة إلى أي مساعدة من الآخرين، وعلى المعلم عندما يشعر أن الطفل اكتسب مهارة معينة فعليه أن ينتقل إلى مهارة أصعب منها.

-         ( www.gulf kids.com)

ولتعليم هذه المهارات لا بد من وجود نوع من الأساليب الخاصة في عملية التعليم. لذلك من المهم أن نلقي نظرة على نظريات التعلم التي تكون مرشد لمعلم الصف في تعليم المعاقين.

لكن رغم كل هذه الفروقات بين التربية الخاصة والتربية العامة إلا أنهما يتفقان في أن كل منهما تهتم بالفرد وكل منهما هدفها هو مساعدة الفرد أيا كان على تنمية قدراته وإستعداداته إلى أقصى حد ممكن، والعمل على تحقيق أهدافه، وذلك من خلال تهيئة الظروف المناسبة لتحقيقها.

خلاصة:

وهكذا فالتربية الخاصة هي في الأساس محاولة تكييف المناهج التربوية خاصة على مستوى طرق وأساليب ووسائل التدريس بما يتماشى ومتطلبات واحتياجات هذه الفئة، لكي تندمج بشكل طبيعي ولائق داخل المجتمع وهو الهدف الأساسي من التربية الخاصة.


-المحاضرة الثانية:

-         المبادئ التي ترتكز عليها التربية الخاصة.

-         تمهيد:

إن التربية الخاصة هي كل البرامج التربوية المتخصصة التي تتناسب مع ذوي الحاجات الخاصة، بحيث يمكن تقديم هذه البرامج التربوية إلى فئات الأفراد غير العاديين، وذلك من أجل مساعدتهم على تحقيق ذواتهم وتنمية قدراتهم إلى أقصى حد ممكن، ومساعدتهم على التكيف في المجتمع الذي ينتمون إليه.وفيما يلي سنحاول تحديد أهم مرتكزات ومباديء التربية الخاصة.

أولا- الأساس القانونـي:

تمثل الإعانات العالمية والتشريعات والنصوص القانونية التي صدرت عن مختلف المؤشرات وهيئات الأمم المتحدة، والمواثيق المتعلقة بحقوق الإنسان والإعلانات العالمية لحقوق المعاقين وما تضمنته من توجيهات وأبعاد إنسانية، اعترافا عالميا بحقوق المعاقين. إن الحصول على فرص التعلم المناسبة حق يكفله القانون، وهناك إعلان عالمي لحقوق الإنسان ينص على أن: جميع الأفراد ولدوا أحرار يتمتعون بالكرامة الإنسانية ولهم نفس الحقوق في التعلم والعمل والراحة والاستمتاع، ولا فرق بين فرد سوي وفرد الاحتياجات الخاصة في شي أبدا، وكذلك ما صدر سنة 1975 من وجوب احترام الكرامة الإنسانية كذوي الاحتياجات الخاصة وحماية حقوقهم الأساسية أسوة بأقرانهم في المجتمع، بغض النظر عن مصدر أو طبيعة أو ترد الإعاقة.

ثانيـا- الأسـاس الدينـي:

الدين الإسلامي الحنيف أقر مبادئ وأسس عامة تكفل لكافة أفراد المجتمع حياة هانئة آمنة، أن تنير لهم الطريق الذي يجب عليه سلوكهم، والمعاقين جزء لا يتجزأ من ذلك المجتمع، وانطلاقا من ذلك فقد اعتنى الدين الإسلامي الحنيف بهم عناية لم يعرف تاريخ البشرية لها مثيلا، سابقا بذلك كافة المواثيق، وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار أيضا الدساتير والمواثيق العالمي، سواء ما يتعلق منها بحقوق الإنسان، أو الإعلانات العالمية بحقوق المعاقين، وما تضمنتها من توجيهات أخلاقية لوجدنا أن المجتمع بأسره يعتبر خدمات المعاقين واحدة من المؤشرات الحضارية لأي مجتمع من المجتمعات.

ثالثـا- الأسـاس الاقتصـادي:

يؤكد على الاهتمام بتقديم الخدمات التعليمية العامة والمهنية للمعاقين، وتدريبهم وفق قدراتهم حتى لا يشكل هؤلاء الأشخاص عبئا على مجتمعهم. ولما كان من أهداف التربية إعداد الفرد للحياة، وتزويده بالمهارات والمعلومات اللازمة ليكون عضوا فاعلا نافعا للمجتمع، وقادرا على تحقيق درجة كافية من الاستقلالية والكفاية الذاتية، فإن إهمال تعليم الطلاب الذين يواجهون صعوبات مختلفة بحاجة إلى نمط خاص من التعليم، سيحرم المجتمع من جزء غير يسير من طاقة أبنائه كما سينجم عن ذلك خلق فئة إشكالية ستكون عبئا على المجتمع وتتطلب رعايته المستمرة.  (العبسي محمد مصطفى، 2010: 17-18-19)

رابعـا- الأسـاس الاجتماعـي:

وهو الاهتمام بالفرد ضمن المجموعة التي ينتمي غليها وتعليم متطلبات العيش الكريم بها، وهذا ساعد على ظهور الاتجاه التربوي المسمى التأهيل المعتمد على المجتمع المحلي" ( خولة أحمد يحي، أيمن يحي عبد الله، 2010: 28 )

وتستند التربية الخاصة إلى جملة من المبادئ التي لابد من مراعاتها إذا كنا نسعى إلى تصميم وتنفيذ البرامج التربوية الخاصة الفاعلة، وهذه المبادئ هي:

-   يجب تعليم الأطفال ذوي الحاجات الخاصة في البيئة التربوية القريبة من البيئة التربوية العادية، فالتربية الخاصة، كما هو معروف، تنادي بعدم عزل الشخص المعوق عن مجتمعه، وهذا ما يعرف عادة باسم الدمج والذي يتضمن توفير بدائل تربوية بعيدا عن الحياة المعزولة في المؤسسات الخاصة.

-   إن التربية الخاصة تتضمن تقديم برامج تربوية فردية وتتضمن البرامج التربوية الفردية: تحديد مستوى الأداء الحالي، تحديد الهداف طويلة المدى، تحديد الهداف قصيرة المدى، تحديد معايير الأداء الناجح، تحديد المواد والأدوات اللازمة، تحديد موعد البدء بتنفيذ البرامج وموعد الانتهاء منها.

-   إن توفير الخدمات التربوية الخاصة للأطفال المعوقين يتطلب قيام فريق متعدد التخصصات بذلك حيث يعمل كل اختصاصي على تزويد الطفل بالخدمات ذات العلاقة بتخصصه (الروسان فاروق، 1989: 56 ).  وغالبا ما يشمل الفريق معلم التربية، والمعالج النفسي، والمعالج الوظيفي وأخصائي علم النفس، والمرشد وأخصائي التربية الرياضية المكيفة، وأخصائي العلاج النطقي، والأطباء والممرضات، وأخصائي العمل الاجتماعي.

-   إن العلاقة لا تؤثر على الطفل فقط ولكنها قد تؤثر على جميع أفراد الأسرة، والأسرة هي المعلم الأول والأهم لكل طفل (الخطيب جمال، الحديدي منى، 2009: 22 )

-   إن التربية الخاصة المبكرة أكثر فاعلية من التربية في المراحل العمرية المتأخرة في مرحلة الطفولة المبكرة مرحلو حساسة على صعيد النمو ويجب استثمارها إلى أقصى حد ممكن. (الروسان فاروق، 1989 :56)

 

 

 

 

 

 

 

 

المحاضرة الثالثة:

-         اهداف التربية الخاصة.

تمهيد:

يرى أحمد محمد الزعبي أن التربية الخاصة تهدف إلى العناية بالأفراد ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة وذلك من خلال اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بمنع حدوث الإعاقة والكشف المبكر عن الاضطرابات والإعاقات، والعمل على التخفيف من شدة تأثيرها، وتجنب الظروف التي من شأنها أن تعمل على تطور الإعاقة.

كما تهدف التربية الخاصة إلى تنمية المهارات الأساسية واستثمارها لدى هذه الفئات كل حسب استعداداته وإمكاناته وفق خطة مدروسة وبرامج للوصل بهم إلى أفضل مستوى ممكن، وتمكينهم من الاندماج في المجتمع الذي يعيشون فيه بنجاح ويمكن تحقيق هذه الأهداف من خلال ما يلي: (أبو النصر مدحت، 2004: 115-116)

إذن فالهدف الذي تتوخى التربية الخاصة تحقيقه لا يقتصر على توفير منهاج خاص أو طرائق تربوية خاصة أو حتى معلما خاصا لكن الهدف تضمن إيضاح حقيقة أن كل شخص يستطيع المشاركة في فاعليات مجتمعه الكبير وأن كل الأشخاص أهل للاحترام والتقدير وأن كل إنسان له الحق في أن تتوافر له فرص النمو والتعلم (عبيدات ماجدة السيد، 2000: 18)

* وتتحدد الأهداف الرئيسية للتربية الخاصة في ثلاثة نقاط رئيسية وهي:

1.                تحقيـق الكفـاءة الشخصيـة pessonal competene:

وتعني مساعدة الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة على الحياة الاستقلالية والاكتفاء والتوجيه الذاتي والاعتماد على النفس وتمكنهم من تصريف أمورهم وشؤونهم الشخصية لا يكونون عالة على الآخرين، وذلك بتنمية إمكاناتهم الشخصية واستعداداتهم العقلية والجسمية والوجدانية والاجتماعية. وقد تعني الكفاءة الشخصية بالنسبة للعميان إتقان مهارات الحركة والتوجه والتنقل بما يساعدهم على أن يكونوا أكثر اعتمادا على أنفسهم وأكثر اتصالا ببيئاتهم وتحكما فيها، وأكثر شعورا بالأمن. (هلال أسماء سراج الدين، 2009: 131- 132 )

2.                تحقيق الكفاءة الاجتماعية Social copetency:

 وتعني غرس وتنمية الخصائص والأنماط السلوكية اللازمة للتفاعل وبناء العلاقات الاجتماعية المثمرة مع الآخرين وتحقيق التوافق الاجتماعي لذوي الاحتياجات الخاصة، وإكسابهم المهارات التي تمكنهم من الحركة النشطة في البيئة المحيطة والاختلاط والاندماج في المجتمع والتي تمنحهم الشعور بالاحترام والتقدير الاجتماعي وتحسين من مكانتهم الاجتماعية، وإشباع احتياجاتهم النفسية إلى الأمن والحب والثقة بالنفس والتقليل من شعورهم بالقصور والعجز والتدني.  ( سعيد محمد السعيد وآخرون، 2006: 14-15 )

3.                تحقـيق الكفـاءة المهنيـة:

 وتعني إكساب ذوي الاحتياجات الخاصة لاسيما المعاقين منهم بعضا من المهارات اليدوية والخبرات الفنية المناسبة لطبيعة إعاقتهم واستعداداتهم والتي تمكنهم بعد ذلك من ممارسة بعض الحروف المهنية كأعمال البياض والنجارة والتريكو والزخرفة والتطريز وغيرها.

* وتحت هذه الأهداف الرئيسية تتدرج مجموعة من الأهداف الفرعية للتربية الخاصة نوجزها فيما يلي:

‌أ-       مساعدة أفراد هذه الفئات على أن يكونوا أفرادا نافعين في المجتمع يشعرون بأنهم أناس غير مختلفين عن الآخرين.

‌ب- أشتمل ما لدى هذه الفئات من قرارات متباينة والسعي إلى تنميتها وتطويرها إلى أقصى مدى ممكن ليشعر ذوي هذه الحاجات بوجودهم ومكانتهم في المجتمعات التي يعيشون فيها.

‌ج- التعرف على الأطفال غير العاديين وذلك من خلال أدوات القياس والتشخيص المناسبة لكل فئة ومعرفة نسبة انتشار الفئة أو تلك في المجتمع من اجل معرفة حجم الخدمات المختلفة التي يجب تقديمها لهم.

‌د-     إعداد البرامج التعليمية والتربوية والتأهيلية والتدريبية التي تحتاجها كل فئة تقتضيها طبيعة حاجاتها.

‌ه- إعداد الكوادر العلمية لتدريس وتأهيل وتدريب أصحاب هذه الفئات سواء في أثناء الخدمة أو قبلها ليتعاملوا باقتدار مع فئة من فئات التربية الخاصة وإيفادهم في بعثات للخارج للإطلاع على كل جديد في مجال تقديم الخدمات الخاصة لهذه الفئات.    (الفرة سعيد حسين، 2009: 13 )

‌و-    مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب وذلك بحسب توجيههم ومساعدتهم على النمو وفق قدراتهم واستعداداتهم وميولهم.

‌ز-  احترام الحقوق العامة التي كفلها الإسلام وشرع في حمايتها حفاظا على الأمن وتحقيقا لاستقرار المجتمع المسلم في الدين والنفس والنسل والعزة والمال.

‌ح-   العناية بالمتخلفين دراسيا والعمل على تطوير إمكاناتهم وقدراتهم ووضع برامج خاصة ومؤقتة وفق حاجاتهم.

‌ط-    تهيئة وسائل البحث العلمي للاستفادة من قدرات الموهوبين وتوجيهها وإتاحة الفرصة أمامهم في مجال بنوعيهم.

‌ي- اختيار طرق التدريس لكل فئة من هذه الفئات ولكل حالة من الحالات وذلك عن طريق الخطة التربوية الفردية لاختلاف هذه الفئات عن العاديين، حيث يعتبر كل شخص معاق حالة منفردة، وكذلك كل فئة تعتبر وحدة قد تختلف عن غيرها.

‌ك-  إعداد برامج الوقاية من الإعاقة بشكل عام والعمل قدر المستطاع على تقليل حدوث الإعاقة عن طريق إعداد البرامج الخاصة بذلك.

‌ل-  تأكيد كرامة الفرد وتوفير الفرص المناسبة لتنمية قدراته حتى يستطيع المساهمة في نهضة الأمة. (كوافحة تيسير مفلح، 2007: 44)

‌م-  إتاحة فرص التعليم واكتساب المعرفة ونموها في مختلف مراحل التعليم النظامي وغير النظامي سواء في مؤسسات التربية الخاصة أو في برامج تعليم الكبار بما يناسب كل فئة من فئات المعوقين، وتنويع مجالات وأساليب التعلم تمكينا للمعوقين من تنمية مختلف طاقاتهم إلى أقصى حد يمكن أن تصل إليه استعداداتهم وقدراتهم الفكرية واليدوية والفنية.

‌ن-  توسع مجالات التدريب والتأهيل للمعوقين، وتطوير مجالات هذا التدريب بما يناسب قدراتهم، وبما يتمشى مع احتياجات التنمية وسوق العمل ( إعداد إدارة المكفوفين بالمديرية العامة لبرامج التعليم الخاص، تجربة المملكة العربية السعودية في مجال تربية وتعليم المكفوفين، وزارة المعارف، المديرية العامة لبرامج التعليم الخاص، مطابع الفرزدق التجارية، الرياض، 1985: 129 ) مما يساعد على تنمية بعض المهارات النفسية مثل:

1)  الثقة بالنفس والاعتماد على النفس.

2)  ضبط الانفعالات الدافعية.

3)  الانتباه والتي تمكنهم من المشاركة الفعالة.

4) التكيف مع الآخرين في حدود ما تسمح به قدرتهم.  (الإمام محمد صالح، الخوالدة فؤاد عبد، 2010: 89-90 )

خلاصة:

تسعى التربية الخاصة إلى ضمان إيضاح حقيقة أن كل شخص من فئة ذوي الحاجات الخاصة يستطيع المشاركة في فاعليات مجتمعه الكبير وأنه أهل للاحترام والتقدير وأن كل إنسان له الحق في أن تتوافر له فرص النمو والتعلم.

 

 

 

 

-المحاضرة الرابعة:

-         الحاجات التربوية لذوي الاحتياجات الخاصة.

-         تمهيد:

الحاجات هي أشياء ضرورية يشعر الفرد بأنه محروم منها، فيشعر بالتوتر والقلق وعدم الاتزان ويصاحبه شعور قوي بضرورة إشباعها وتتطلب منه بعض الأنشطة التي تؤدي إلى إشباعها، وإذا تم إشباعها يعود إليه اتزانه ويزول الشعور بالتوتر والقلق، علما بأن هذه الحاجات لا يمكن إشباعها تماما لأنها تتجدد بصورة دائمة، ونجد أن الدكتور "عزة راجح" عرف الحاجة بأنها: "حالة من النقص أو الافتقار أو الاضطراب الجسمي أو النفسي، إن لم تلق إشباعا، أثارت لدى الفرد نوعا من التوتر أو الضيق لا يلبث أن تزول متى أشبعت الحاجة".(راجح أحمد عزت،1973: 23)

وإن لفئة المعوقين متطلبات تربوية ونفسية وجسمية واجتماعية تختلف عن المتطلبات الأخرى للأشخاص العاديين، وتختلف أيضا تبعا لنوع الإعاقة وما يترتب عنها من مؤثرات كما أنه لو تركت هاته الفئة دون اهتمام بمشاكلهم وتذليل الصعوبات التي تواجههم قد يتحول البعض منهم إلى وجهات انحرافية قد تعوق تقدم المجتمع، فالاستفادة من جهود هذه الفئة في الإنتاج هو في حد ذاته توفير لطاقات إنتاجية في المجتمع، ويمكن تقسيم هذه الاحتياجات كما يلي:

، 1978، Butlen.R et Rosenthall.G  P14.

1. الاحتياجات التعليميـة:

 المعاق كغيره من الأفراد في المجتمع بحاجة إلى تعليم لذا يجب أن يتوفر التعليم المتكافئ لمن هم في سن التعليم ورفع الاهتمام بتعليم الكبار، وذلك عن طريق مؤسسات خاصة بهم وإمكانياتهم، وإشباع احتياجاتهم الثقافية مثل الحاجة إلى القراءة والإطلاع والاستفادة من مجالات المعرفة المتعددة وذلك بتوفير الأدوات والوسائل الثقافية اللازمة والكتب التي تناسب ميولهم، مثل الندوات والمحاضرات والمسابقات الثقافية. ( محمد شمس الدين، 1976: 254 )

2. الاحتياجـــات الصحيـة:                    

احتياجات المعوقين الصحية لا تقل أهمية عن بقية الاحتياجات الأخرى، ومن احتياجاته الصحية استعادة اللياقة البدنية، والحصول على الأجهزة التعويضية اللازمة لكل منهم حسب حالته واحتياجاته، وكذلك احتياجاتهم لخدمة العلاج الطبي بالإضافة إلى احتياجاتهم لخدمة العمليات الجراحية.

 

3. الاحتياجـات الاجتماعية والنفسيـة:

حاجات المعوقين هامة وضرورية ولابد من مساعدتهم على إشباعها حتى يتمكنوا من التكيف مع وضعهم الجديد ويتجنبوا مواقف الإحباط ومشاعر الألم والحزن، والتوتر والقلق، التي تجعلهم عاجزين عن إقامة علاقات مع الآخرين ما يترتب على ذلك من عدم الاتزان، أو اختلال أو اهتزاز الشخصية مما يجعلهم مهيئون لانحراف والأمراض النفسية إن احتياجات المعوقين الاجتماعية والنفسية، احتياجات رئيسية وهامة لأنها تؤكد لهم استمرار ارتباطهم وبيئتهم بأسرهم وبيئتهم الخارجية ويمكن إيجازها فيما يلي:

4- الحاجـة إلـى الشعـور بالانتمـاء:

الانتماء عبارة عن علاقة متبادلة بين طرفين، المعوق والطرف الذي ينتمي إليه سواء كان جماعة أو أسرة أو وطن أو عملا، ولابد لهذه العلاقة المتبادلة أن تكون بها أخذ وعطاء، وإحساس بالرضا والإشباع والحب والانتماء لا يكتمل إلا بتوافر هذه المفاهيم كلها، والمعوق إذا شعر بعزلته وعدم انتماءه لمثل هذه الجماعات أصابه القلق والضيق والألم.

ويرى « Cooly » أن قدرة الفرد وكفاءته في التفاعل مع هذه الجماعات تتوقف على حقيقة حاجته للانتماء داخل هذه الجماعة.

والمعوق قد تسبب له إعاقته عدم الشعور بالأمن على صحته، ودخله وأسرته ومستقبله، مركزه الاجتماعي، ولذلك فهو في حاجة ماسة إلى الشعور بالأمن، وإذا لم تشبع له هذه الحاجة الهامة، فيعيش خائفا قلقا، غير آمن نفسيا واجتماعيا وصحيا وماديا والمحاور الأربعة للشعور بالأمن هي: الأمن المادي- الأمن الصحي- الأمن الاجتماعي- الأمن النفسي.

تبعد عن المعوق أشباح الخوف والقلق وعدم الاطمئنان واختلال الشخصية وعدم الاتزان ويعيد إليه الشعور بالأمن والطمأنينة كحاجة هامة من حاجاته الرئيسية.

 (، 1966، P65. Albert. J. Lott et Bernice، E.lott)

5- الحاجـة إلى الشعــور بالحـب والتناغـم الوجدانـي:

عندما يصاب الإنسان بالعجز، أو عندما يعيش معوقا، ولا يجد يقف بجانبه ويساعده، أو عندما تسبب له الإعاقة البطالة والحرمان والوحدة، فيشعر بنفس محطمة، وعزيمة خائرة، ووحدة خانقة، ويأس قاتل، فسيلجأ على الداخلية، وأسير إعاقته وعجزه، بعد أن أغلقت أمامه المنافذ التي كانت متفتحة أمامه على الحياة، وفي هذه الحالة البائسة، والظروف القاسية، نجده في أمس الحاجة الشعور بالحب والتناغم الوجداني، ويتمنى أن ينهل من حب أهله، وحب من حوله، ويريد أن يعبر لهم عن حبه نحوهم، وهذه الحاجة للحب والتناغم الوجداني، لا يمكن إشباعها إلا من خلال بيئة المعوق الطبيعية وهي أسرته ومجتمعه والجماعات التي يتفاعل معها. (غباري محمد سلامة، 2003: 69 )

حيث يحتاج الطفل بصفة دائمة مستمرة إلى أن يشعر بحب واهتمام الآخرين به عن طريق احتضانه وتقبيله وإشعاره بأهميته في حياة أفراد الأسرة، كما أن الطفل يحتاج أيضا إلى التعبير عن حبه لأمه وللآخرين، وحرمان الطفل من إشباع هذه الحاجة الرئيسية قد يؤدي إلى شعوره بالحرمان العاطفي وفقدان الثقة بمن حوله في المستقبل، ووجود طفل آخر بالأسرة يشارك الطفل اهتمام الآخرين به وحبهم له قد يساعد على ازدياد حاجته إلى الحب والاهتمام.

6-الحاجـة إلى احتـرام الـذات:

الحاجة إلى احترام الذات بالنسبة للمعوقين لا تقل أهمية عن باقي احتياجاته الأخرى، إن لم تكن أكثرها أهمية، وهي متممة لعاطفة اعتبار الذات واعتبار الذات من أهم العواطف بالنسبة للمعوق. حيث يشعر الطفل بحاجته إلى أن يكون موضع احترام وتقدير الآخرين لا أن يكون موضع إهاناتهم وسخريتهم، وحرمان الطفل من هذه الحاجة قد يؤثر في تقديره لنفسه في المستقبل.

والحاجة إلى احترام الذات تكملها الحاجة على تأكيد الذات التي تتمثل في حاجة المعوق في أن يظهر إمكانياته وقدراته، وأن يعبر عن نفسه، وبمعنى آخر تتمثل في حاجة المعوق أن يؤكد ذاته، وهذه الحاجة هي نواة لثلاث حاجات فرعية، الحاجة إلى الانجاز، والحاجة على النمو والتقدم، والحاجة إلى الاستقلال والاعتماد على النفس والحاجة إلى احترام الذات ترتبط إلى حد كبير بالحاجة إلى التقدير الاجتماعي والمعوق عندما يشبع حاجته إلى تقدير الذات، فسيشبع أيضا حاجته إلى التقدير الاجتماعي.

وعندئذ يحتفظ بمكانته الاجتماعية وتقوي شبكة علاقاته بالآخرين، فيشعر بالانتماء والأمن، فتقل توتراته وقلقه، تزول مخاوفه بعد، أن أصبح له من جديد أدوار في الحياة تشعره بمكانته الاجتماعية بين أسرته، ومع بيئته الخارجية. (القوصي عبد العزيز، 1974: 98 )

7-الحاجـة إلـى الاستقـلال والثقـة بالنفـس:

الحاجة إلى الاستقلال والثقة بالنفس من أهم الحاجات النفسية التي يحتاجها معظم الناس بصفة عامة والمعوق بصفة خاصة بعد أن حرمته الإعاقة منها معا، قد حرم من الاستقلال والاستقرار في العمل، والاستقلال والاستقرار في أسرته الخارجية وضعفت ثقته بنفسه، وأصبح مترددا منكمشا، متوقعا الشر في كل وقت ومن كل الناس، وقد يلجأ إلى أساليب إنسحابية أو سلبية، كالكسل والانزواء والجبن... وما إلى ذلك.

ومن مظاهر عدم الثقة بالنفس الجبن، والتردد، وتوقع الشر، وأحيانا يكون من مظاهر يكون عدم الاهتمام بالعمل، والخوف منه واتهام الظروف عند الإخفاق فيه، وقد تكون من مظاهره التشرد والمبالغة في الرغبة في الإتقان للوصول إلى الكمال، وهذا الاندفاع إلى الكمال يدل على ما وراءه من خوف من نقد من الآخرين ومن مظاهره أحيانا اليقظة، وسوء السلوك والمبالغة في التظاهر بطيب الخلق، وقد يؤدي إلى أساليب انسحابية كالكسل والانزواء والجبن. (غباري محمد سلامة،2003 : 73  )

ويساعد في إشباع هذه الحاجة لدى الطفل أن يشعر بحريته في التعبير عن آرائه دون خوف، وكذلك شعوره بقدرته على تحمل التعبير عن آرائه دون خوف، وكذلك شعوره بقدرته على تحمل المسؤولية (من خلال طاعة الأوامر البسيطة والمساعدة في بعض الأعمال المنزلية السهلة)، مما يشعره بأهميته في حياة الأسرة، وحرمان الطفل من إشباع هذه الحاجة قد يؤدي إلى معاناته في المستقبل من التبعية للآخرين واهتزاز الشخصية والعجز عن اتخاذ القرارات.

8- الحاجة إلى الشعور بالأمن :

 من المعروف أن الحاجات النفسية لا تشبع إلا من خلال بيئة اجتماعية يمكنها أن تتيح فرص للإنسان لإشباع حاجاته النفسية ومنها الحاجة إلى الأمن التي تعني شعور الإنسان بالأمن على صحته ودخله وأسرته ومستقبله ومركزه الاجتماعي، حيث يحتاج الطفل بصفة خاصة إلى الشعور بالأمن والطمأنينة، من خلال شعوره بأن أسرته تحميه وتدفع عنه الأخطار وتلبي حاجاته، مما يؤدي إلى شعوره بالاستقرار النفسي، وتؤثر العلاقة بين أفراد الأسرة بصفة عامة وبين الوالدين بصفة خاصة (من حيث الاستقرار والبعد عن الخلافات) في شعور الطفل بالأمان، وحرمان الطفل من إشباع هذه الحاجة قد يؤدي إلى شعوره بعدم الأمان والخوف من المستقبل.

 ولذا يجب على المجتمع أن يقدم لأفراده أنواعا مختلفة من التأمين الاجتماعي، ضد حوادث العمل وضد البطالة والعجز، كما أن الثقة بالنفس والتقدير الاجتماعي يدعمان الشعور بالأمن، فعدم شعور الإنسان بالأمن يؤدي إلى الشعور بالخوف وعدم الاطمئنان والشعور بالوحشة، وفقدان اعتبار الذات وعدم الاستقرار النفسي.  

والمعوق قد تسبب له إعاقته عدم الشعور بالأمن على صحته ودخله وأسرته ومستقبله ومركزه الاجتماعي، ولذلك فهو في حاجة ماسة إلى الشعور بالأمن.

 وهناك محاور أربعة للأمن ينبغي أن يحرص الأخصائي الاجتماعي على مساعدة المعوق لإشباعها من خلال أدواره الاجتماعية وأساليبه الفنية، فهو يساعده على استثمار ما تبقى من قدراته في تدريبه وتأهيله وتشغيله، ليضمن له دخلا يكفي حاجته هو وأسرته وهذا هو الأمن المادي، كما يساعده على الاحتفاظ بمكانته في الأسرة وتدعيم مركزه الاجتماعي وعلاقاته الأسرية والمجتمعية وهذا هو الأمن الاجتماعي.

 كما يساعده على إشباع حاجاته النفسية المختلفة التي تجنبه التوتر والقلق واختلال الشخصية، وعدم اتزانها ا وتشعره بالرضا والإشباع والحب والشعور بالانتماء والأمن، وهذا هو الأمن النفسي، كما أن الأخصائي يساعده على الاستفادة من أوجه الرعاية الصحية المختلفة من كشف وعلاج ودواء وعمليات جراحية كحقوق له من الدولة وليست منحة من أحد وهذا هو الأمن الصحي.  (جعيجع سعاد ،2004 : 158 -159 )

9- الحاجة إلى الاحتفاظ بالمكانة الاجتماعية:

إن هذه الحاجة تعد احتياجا رئيسا وهاما للمعوقين، بعد أن اهتزت مكانتهم بعد الإصابة بالإعاقة، وبعد فقدانهم لوظائفهم أو في حالة عدم وجود عمل لهم بما أدى إلى تقلص أنشطتهم في الحياة.

10- إحتياج المعوقين إلى تكوين شبكة من العلاقات الاجتماعية:

إن حاجة المعوقين إلى تكوين شبكة من العلاقات الاجتماعية مع المحيطين بهم لا تقل أهمية عن الحاجة بالاحتفاظ بالمكانة الاجتماعية، وكلما قويت شبكة العلاقات الاجتماعية، كلما زاد شعورهم بالانتماء والأمن، وكلما قل خوفهم وقلقهم، ويعيد إليهم بالدفء العاطفي النابع من العلاقات القوية، سواء كانت علاقات أسرية، أو علاقات مع البيئة الخارجية.

11- الحاجة إلى الوجود في الجماعة:

احتياج المعوقين إلى وجودهم في جماعة يعد احتياجا هاما لهم، بعد أن سببت لهم الإعاقة ضعف ارتباطهم بالأسرة، وتفكك ارتباطهم بالمحيطين، وتدهور علاقاتهم وارتباطهم بالعمل، وأصبحوا يفتقرون إلى العيش في جماعة تشعرهم بالدفء العاطفي المليء بالحب والتعاطف الذي يجدد عندهم الأمل ويحببهم في الحياة.(غباري محمد سلامة، 2003: 58-59-63 )

 

 

12-الحاجة إلى الاتصال communication:

يحتاج الأطفال المعاقين إلى رسائل واضحة ومفهومه ودقيقة والبعض يحتاج أن يعرف ما هي جوانب القصور لديه وكيف ستؤثر هذه الجوانب على حياتهم وكذلك يحتاج هؤلاء الأطفال أن يعرفوا كيف يقتنعون بحياتهم على أكمل وجه، وكذلك يصلون إلى أقصى طاقاتهم في حياة لها معنى ويحتاج هذا الطفل أيضا إلى أن تصله رسائل (تعبيرات) مباشرة ومتطابقة مع الآخرين فيما يخص مشاعرهم نحوهم ولكن بعض الآباء والمختصون يقللون من أهمية هذه المشاعر بمعنى أنهم لا يأخذونهم في اعتبارهم بشكل مناسب، وأيضا قد تجرح مشاعرهم وتؤذيها وذلك

في حضورهم كما لو كان الطفل لا يسمع، ولا يشعر ولا يفهم، وهذه كلها أخطاء يجب على الآباء والمختصين أن يتفادوها ويأخذونها في الاعتبار وهي أن مشاعر هذا الطفل لها مصداقيتها مثل مشاعر الكبار.(غباري محمد سلامة،2003: 64)

 

13- الحاجة إلى التقبل :Acceptation

إن الحاجة للتقبل تعتبر واحدة من الحاجات الأساسية لكل البشر، ولا يختلف الأطفال المعاقون عن أي إنسان آخر في هذا الجانب فهم في حاجة إلى أن يتقبلهم الآخرون كأشخاص لهم قيمة، وكذلك أن يتقبلوا أي أيضا أنفسهم وأن فقدان الآباء لتقديرهم لذاتهم ومشاعر الاكتتاب التي تعمهم، يمكن أن تجعل حبهم للطفل المعاق أمرا صعبا، وأيضا ما يصاحب المعاق من عيوب جسمية وسلوكية تعوق الارتباط الأبوي السوي مع الطفل، وتكون الآثار كبيرة حيث يحاول أن يجد شخصا يتطابق معه أو يكون قدوة طيبة له، فيجب على المتخصصين تقديم النماذج لهم وأيضا عليهم أن يتعرفوا على الجوانب الإيجابية لدى هؤلاء الأطفال لبرزوها أمام أبائهم وأن يساعدهم على تقبل طفلهم المعاق ذهنيا ويقدروا قيمته.   (Gaytam. W.F، 1995، P 561- 565)

 

وللوصول إلى تقبل الأخر لا بد من البدء بتقبل الطفل المعاق لذاته أولا، وهي حاجة أساسية حيث يشعر الطفل بحاجته إلى أن يتقبل ذاته وشخصيته كما هي بما فيها من عيوب، ويتركز دور الوالدين هنا في تدريب الطفل على تقبل ذاته وإشعاره بتميزه على الآخرين في المجالات الأخرى، حتى لا يعانى في المستقبل عدم الرضا وكراهيته لذاته وحقده على الآخرين، كما يجب أن يدرب الوالدان الطفل على تقبل الآخرين بما يحملونه من عيوب ومحاولة التكيف معهم اجتماعيا حتى يحظى بحياة سعيدة بعيدا عن الخلافات.

14- الحاجـة إلـى تحقيـق الـذات (الشعـور بالنجـاح):

يحتاج الطفل في هذه المرحلة إلى الشعور بالنجاح، سواء فيما يفعله من أعمال أو على المستوى الاجتماعي كشعوره بالتفوق على الآخرين، ويتمثل دور الوالدين في هذه الحالة في إشعار الطفل بنجاحه في أداء ما يؤثر مكافأته عليه، وتكيفه في البداية بأعمال بسيطة يتمكن من أدائها بسهولة ليكتسب بذلك الثقة بنفسه، كذلك يجب أن يتعلم الطفل كيف يواجه الفشل.

15- الحاجـة إلـى شغـل أوقـات الفـراغ:

حيث يحتاج الطفل إلى إشباع حاجته إلى اللعب والحركة والاستمتاع بأوقات الفراغ، وحرمان الطفل من ذلك يشعره بالقلق والملل والتوتر بصفة مستمرة.

16- الحاجـة إلـى الراحـة والاسترخـاء:

حيث يحتاج الطفل إلى فترات من الهدوء والاسترخاء بعد اللعب والحركة والنشاط، وحرمان الطفل من ذلك يشعره بالتوتر والقلق والانفعال العصبي الزائد.

17- الحاجـة إلـى تـذوق الجمـال:

حيث يتمثل دور الوالد لتلبية هذه الحاجة في تدريب الطفل على ملاحظة واكتشاف مظاهر الجمال في البيئة المحيطة به، ومساعدته في تنمية ذوقه والتعبير عما يحيط به من جمال، فحرمان الطفل من ذلك يؤثر إلى جمود مشاعره تجاه مظاهر الجمال المحيطة به، وعدم حرصه عليها ومحافظته على وجودها.

18- الحاجـة إلـى المعرفـة والاستكشـاف:

حيث يحتاج الأطفال بشكل خاص إلى استكشاف البيئة من حولهم والإطلاع على جميع الأشياء، وقد يدفعهم هذا الفضول المعرفي إلى توجيه كم هائل من الأسئلة والاستفسارات إلى الكبار؛ لذلك يجب على الوالدين تلبية حاجات الطفل إلى المعرفة وانتهاز هذه الفرصة لإكساب الطفل العديد من المعلومات عن نفسه وعن الآخرين وعن الأشياء المحيطة به في أسلوب مبسط وسهل، وحرمان الطفل من إشباع هذه الحاجة يعوق تنمية معارفه وتنوع خبراته.

وبصفة عامة فإن إشباع الحاجات السابقة لدى الطفل يجعله أكثر سعادة وتفاعلا مع الآخرين، ومن ثم فإن الطفل السعيد يكون أكثر حماسا للتعلم من غيره.

·        احتياجـــات أخـرى للمعاقيـن:

بالإضافة إلى الاحتياجات السابق ذكرها، هناك أخرى من الاحتياجات نوجزها فيما يلي:

1. احتياجات توجيهية وإرشادية لمواجهة المشكلات النفسية وبقية المشكلات الأخرى وعواملها المسببة، لمساعدة المعوقين على التوافق النفسي والاجتماعي.

2. احتياجات تدريبية وتأهيلية لتشغليه ولمساعدة المعوقين للعودة إلى المجتمع كأعضاء عاملين منتجين.

3. احتياجات المعوق لخدمات تدعيميه مثل المساعدات المادية، والتسهيلات المختلفة في الانتقال والاتصالات، والإعفاءات الجمركية والضريبية.

4. احتياجات المعوقين لخدمات تشريعية مثل التشريعات المناسبة في المحيط تشغيل المعوقين وتسهيل حياتهم.

5. احتياجات مجتمعية مثل توفير الخدمات الممكنة التي تقدمها الدولة والمجتمع لفئات المعوقين بالمجان، أو بأجور رمزية كأماكن الترفيه والمواصلات العامة والمحلات التجارية والندية وما إلى ذلك.

6. احتياجات ترفيهية لشغل أوقات فراغ المعوقين عن طريق برامج ترفيهية يعدها ويصممها أهل الاختصاص لتناسب ظروفهم واستعداداتهم وقدراتهم.

7. احتياجات أسرية لمواجهة مشكلاتهم الاقتصادية والصحية والاجتماعية لتمكين المعوق من الحياة الأسرية السليمة.      (Randall M. prker ; 1987، P109 )

خلاصة:

إن الطفل أوالفرد من ذوي الحاجات الخاصة له حاجاته الأساسية التي يرغب في إشباعها ويعمل على ذلك بالأساليب والطرق المناسبة له والتي تتفق وقدراته وإمكانياته، كما وله حاجاته الخاصة به والتي تظهر لديه بسبب الإعاقة والظروف التي مر بها وتلبيتها وإشباعها ضروري ليندمج بشكل طبيعي في مجتمعه .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

-المحاضرة الخامسة:

-         المشكلات التربوية لذوي الاحتياجات الخاصة.

-         تمهيد:

إن طبيعة الإعاقة لدى فئة ذوي الحاجات الخاصة تستدعي إجراء تعديلات خاصة وتكييف على مستوى طرق وأساليب التدريس والأنشطة التربوية والمناهج التربوية عموما في إطار التربية الخاصة ليتمكن كل معاق من الاندماج والنجاح التربوي.

1. مشكلات تتعلق بالخدمات التعليمية:

يحتاج المعوق إلى خدمات تعليمية متعددة منها:

§   يحتاج المعوق إلى وجود مدارس خاصة أو فصول لكل فئة من فئات المعوقين، تناسب ظروفهم واستعداداتهم وقدراتهم المتبقية، كما تناسب نوعية إعاقتهم.

§   إذ لم تتوفر هذه الفصول أو المدارس الخاصة بهم، فإنهم يحتاجون إلى المساعدة في اندماجهم في التعلم العام، أو البرامج التعليمية الخاصة بهم، لمن يستطيع مسايرة زملائه في المدارس العادية، ومساعدتهم على التخلص من مشاعرهم السلبية التي ترتبت على الإعاقة مثل: مشاعر النقص، وعدم الانتماء...الخ من هذه المشاعر.

§   مساعدة المعوقين في مراحل تعليمهم المختلفة على تكوين العلاقات وتدعيمها مع الجماعات التي يتفاعلون معها في المدرسة أو خارج المدرسة حتى لا يشعروا بالعزلة بين زملائهم أو في مجتمعهم.

§   كما يحتاجون إلى تخليصهم من ضغوطهم الداخلية سواء داخل الأسرة أو داخل المدرسة، وكذلك يحتاجون إلى تخفيف ضغوطهم النفسية، ومشاعرهم السلبية، وعلاج مشكلاتهم النفسية بقدر الإمكان، ومساعدتهم على استعادة ثقتهم بأنفس حتى يتمكنوا من مسايرة زملائهم العاديين، حتى يستطيعوا التوافق مع مجتمعهم.

2. مشكلات تتعلق بالخدمـات التأهيليـة:

يحتاج المعوقون إلى الخدمات التأهيلية، وخاصة التأهيل المهني الذي يساعد المعوق على إيجاد عمل يناسبه، ويستغل ما لديه من قدرات ومهارات ثم تدريبه على هذا العمل وإلحاقه به، وما يتبع ذلك من تأهيلهم نفسيا لتخفيف ما تركته العاهة في نفسه من آثار، وهذه الخدمات التأهيلية هي التي تساعده على التكيف في جميع النواحي الجسمية، والنفسية والاجتماعية والمهنية والاقتصادية والخدمات التأهيلية تعود على المعوق بفوائد اقتصادية حيث تستمر طاقاته المعطلة حتى يصبح عضوا عاملا منتجا وليس عالة على غيره، وعن طريق العمل يعود إليه اعتباراته الاجتماعية، كما يعيد إليه شعوره بالانتماء إلى المجتمع بعد أن استعاد ثقته بنفسه، وشعر بأهميته، وتحرر من خوفه، وعاد إليه أمنه الاقتصادي والاجتماعي والنفسي.(محمد سلامة غباري، 2003، ص 81)

3. مشكلات تتعلق بالخدمات الصحية والطبية:

الخدمات الصحية والطبية التي يحتاجها المعوقين كثيرة ومتنوعة منها مايلي:

§   خدمات الكشف والفحوصات الطبية والأدوية اللازمة في حالات الأمراض المختلفة، بالإضافة إلى العمليات الجراحية وما يتبعها من تكاليف باهظة، لا يقدر عليها المعوقين وحدهم.

§   كما يحتاجون إلى الخدمات المادية في الأمراض التي تحتاج لفترات علاجية طويلة مثل أمراض القلب، والسرطان، والدرن، والسكر...الخ.

§   يحتاج المعوقون إلى خدمات مراكز العلاج الطبيعي، بما فيها من أدوات وإمكانيات حديثة تستدعي الكثير من النفقات التي يعجز عنها المعوقون.

§         وأيضا يحتاجون إلى خدمات مراكز التأهيل الطبي، وما يتبعها من خدمات تدريبية وتشغيلية.

§   المعوقون يحتاجون أيضا إلى الخدمات التي تمكنهم من الحصول على الأجهزة التعويضية اللازمة، مثل الأطراف الصناعية والكراسي الخاصة بالمعوقين، والسماعات الطبية...الخ.

§   كما يحتاجون إلى خدمات مراكز الرعاية اليومية التي تساعدهم على تنمية قدراتهم المتبقية واستثمارها ليتمكنوا من مساعدة أنفسهم.

§         وأيضا يحتاج المعوقون إلى خدمات المراكز العلاجية الإيوائية التي تقدم لهم الخدمات الإيوائية اللازمة.

§   كما يحتاج المعوقون إلى خدمات بيوت التمريض والبيوت الجماعية الخاصة بالمعوقين عقليا، ومن لديهم مشكلات عاطفية أو جسمية ولا يستطيعون المعيشة مع أهلهم.

وأخيرا يحتاج المعوقون إلى خدمات المكاتب، والوحدات الصحية التي ترسل لهم الممرضين والممرضات في زيارات دورية لتقديم العلاج والخدمات اللازمة لهم في منازلهم، وخاصة الذين لا يستطيعون الوصول لهذه الخدمات، وأقعدتهم الإعاقة للحصول على هذه الخدمات. (غباري محمد سلامة، 2003: 79 )

4. مشكلات تتعلق بالخدمـات الترفيهيـة:

يحتاج المعوقون للخدمات الترفيهية، حيث أنها ضرورية عضوية ونفسية واجتماعية لأن المعوق إذا انصرف إلى التفكير في عجزه ازداد خوفه وقلقه وانتابته مشاعر النقص، وعدم الثقة بالنفس، مما يؤدي إلى عزلته وانسحابه من المجتمع.

وبما أن المعوق تمنعه الإعاقة من الاستمتاع بوقت فراغه سواء بالنشاط الترويحي الذاتي، أو بالنشاط الترويحي الجماعي، وكذلك قد تدفعه إلى سوء استغلال وقت فراغه بما يعرضه للسلوك الانحرافي، أو بعض الأمراض الاجتماعية الأخرى، مثل الجريمة، وتفكك الروابط والعلاقات الإنسانية، لذلك فهو أمس الحاجة لتنظيم وقت فراغه تنظيما حسنا، بحيث تتيح له فرصة استغل مواهبه، وعضلاته وقدراته.

 وفي النشاط الذي يساعده على تكوين شخصية تكاملها، هذا النشاط الذي يمده بمشاعر الرضا، وما يترتب عليه من توثيق وتدعيم العلاقات بين زملائه المتماثلين معه في الظروف الخاصة التي جمعتهم الإعاقة فيها وهذه العلاقات تعتبر إحدى الوسائل التي يكتسب بها المعوق خبراته ومهاراته، وغايات اجتماعية، كما يتدربون على تحمل المسؤولية من خلال الأنشطة، وتبث في نفوسهم روح المسؤولية الاجتماعية وتشبع لهم احتياجاتهم الصحية والبدنية والترويحية، وكذلك تتيح الفرص لإثبات ذاتهم وإظهار أنفسهم ويدربهم على استعادة ثقتهم بأنفسهم.

 ويعتبر برنامج التربية البدنية مناسب للمعوق عقليا ويمكن أن يستخدم في وظيفة أساسية هي نمو القدرات الحركية، وحصول الطفل على قاعدة كبيرة يتعلمها خصوصا في سنواته الأولى، لأنها لازمة وضرورية لنمو الإدراك العقلي، فالخبرات الحركية تعتبر قاعدة لأسس التعليم.(عطية عبد الحميد، سلمى جمعة، 2001: 244 )

5. مشكلات تتعلق بالخدمـات النفسيـة:

لمواجهة العوامل النفسية التي نتج عن الإعاقة وكان لها تأثيرها الواضح على المعوق. وهناك مجموعة من الحاجات النفسية التي يجب إشباعها عند المعوق مما يساعد المعوق على أن يكون في صحة نفسية جيدة.

ومن أهمها الشعور بالأمن والاطمئنان الشعور وبالاستقرار، أن يحاط ممن حوله بالثقة والتعاون كما يجب أن نحاول أن نشعر المعوق بالاتزان الانفعالي، كما يجب أن نجنبه العزلة والانطواء وان نجعله محبوبا من الآخرين من خلال إقامة علاقات مع كثير من الأفراد. كل هذا يعتبر مجالا واسعا لإشباع الحاجات النفسية كما يعطي الفرصة للنجاح والنمو

(De Poy. Elizabeth et Miller Monte، 1996، P.P 54. 57. )

6. مشكلات تتعلق بالخدمـات التشريعيـة:

يحتاج المعوقين إلى الخدمات التشريعية التي تهتم بإعداد تشريع خاص شامل لحقوقهم وتنظيم تأهيلهم.

حيث أن خدماتهم التأهيلية تحتاج إلى جهود أجهزة متعددة مثل: المدارس وكليات التربية، ومراكز البحوث التربوية النفسية والتوجيهية، والإعداد والتأهيل المهني، والبحوث الاجتماعية الاقتصادية والطبية والجامعات وضرورة ترابط هذه الخدمات، ضمانا لشمولها وتكاملها من جهة، وتجنبا لأي صراع ينشأ حول اختصاصات الوزارات المختلفة ومسؤوليتها.

وكذلك منعا لتكرار الخدمات وتكرارها وازدواجها، أو التضارب في إجراءاتها، بما يحول ازدهار الخدمات وانطلاقها لتحقيق مصالح هذه الفئات من الأطفال والشباب، فسوف يكون من الضروري أن يوضع تشريع خاص شامل لحقوق المعوقين، وتنظيم تربيتهم ورعايتهم وتأهيلهم وتشغيلهم.

 (.De Poy. Elizabeth et Miller Monte، 1996، P.P 54. 57)

خلاصة:

إن رعاية ذوي الحاجات الخاصة قد عرفت انتكاسات أثناء عملية التحول والتطور، لأن طريق التنمية يتسم بالتغير التدريجي الصاعد، والدائم بالإضافة إلى آليات محددة لتصحيح السلبيات التي تظهر في وأثناء الممارسة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المحاضرة السادسة:

-         المدارس المتخصصة (صغار الصم البكم، صغار المكفوفين، ...).

تمهيد:

الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة، يختلفون عن الأفراد العاديين. والتباين لاختلاف يمكن ملاحظته من الأداء المستمر أو المتكرر، وهو أداء يظهر من خلاله الإخفاق في القدرة على التكيف والنجاح عند ممارسة الأنشطة الأساسية التربوية والشخصية الاجتماعية مثل الأسوياء.

1. المدارس المتخصصة للمتخلفيـن عقليـا:

هم الفئة الذين يعتبرون غير قادرين على تعلم المهارات الأكاديمية الأساسية كالقراءة

والكتابة والحساب وإنما يكونون قابلين للتدريب وينقسمون إلى ثلاث فئات (التخلف العقلي الشديد، والتخلف العقلي المتوسط والتخلف العقلي البسيط).

2. المدارس المتخصصة لذوي صعوبـات التعلـم:

مفهوم يشير إلى عجز في واحد أو أكثر من العمليات النفسية الأساسية التي تدخل في الفهم أو استخدام اللغة المكتوبة أو المنطوقة والتي تظهر على عدم القدرة على الاستماع، التفكير، الكلام، القراءة، الكتابة، الهجاء، إجراء العمليات الحسابية ويشمل على حالات الإعاقة الأكاديمية، الإصابة المخية، الخلل الوظيفي المخي البسيط، و ديسليكسيا، والحسية النمائية، ولا يشمل الذين يعانون من مشكلات تربوية ناتجة عن إعاقة بصرية، سمعية حركية، تخلف عقلي اضطرابات انفعالية أو حرمان بيئي، ثقافي، اقتصادي.

3. المدارس المتخصصة للإعاقـة البصريـة:

تشمل الإعاقة البصرية العمى( فقدان البصر الكلي)، وضعف البصر ( فقدان البصر الجزئي)، ومن الناحية الطبية القانونية يعتبر الطفل كفيفا إذا كانت حدة إبصاره أقل من 20/200 أو إذا كان مجال بصره لا يتعدى 20 درجة وذلك بعد تنفيذ الإجراءات التصحيحية باستخدام العدسات أو النظارات الطبية أو الجراحة.

ومن الناحية التربوية فالطفل يعتبر كفيفا إذا لم يكن باستطاعته التعلم من خلال حاسة البصر واعتمد على طريقة برايل، أما الضعف البصري فهو حدة بصر تتراوح بين 20/70- 20/200 وفقا للتعريف القانوني ومن الناحية التربوية فحالة الضعف لا تمنع الطفل من استخدام بصره كاملا فثمة قدرات بصرية متبقية لديه للقراءة باستخدام أدوات التكبير.

4. المدارس المتخصصة للإعاقـة السمعيـة:

تشمل الإعاقة السمعية الصمم والضعف السمعي، والأصم هو الشخص الذي يعاني من فقدان سمعي يزيد عن 90 ديسبل، أما الشخص ضعيف السمع فهو الذي يتراوح مدى الفقدان السمعي لديه بين 25- 90 ديسبل، وتصنف الإعاقات السمعية تبعا لمدى الفقدان السمعي إلى الفئات التالية:

‌أ.         إعاقة سمعية بسيطة (25- 40 ديسبل).

‌ب.     إعاقة سمعية متوسطة (40- 65 ديسبل).

‌ج.      إعاقة سمعية شديدة (65- 90 ديسبل).

‌د.        إعاقة سمعية شديدة جدا لأكثر من 90 ديسبل.(خولة أحمد يحي، أيمن يحي عبد الله، 2010: 35-36-37)

أما من الناحية التربوية، فالطفل الأصم هو الطفل الذي تمنعه إعاقته السمعية من اكتساب المعلومات اللغوية عن طريق حاسة السمع باستخدام السماعات الطبية         أو بدونها، أما الطفل ضعيف السمع فهو الطفل الذي يعاني من ضعف سمعي إلا أن القدرة السمعية المتبقية لدية وظيفية.  (الخطيب جمال، 2004: 20 )

 

 

5. المدارس المتخصصة لاضطرابـات السلـوك:

يعد السلوك مضطربا إذا اختلف جوهريا من حيث تكراره أو مدته أو شدته أو شكله وبشكل متكرر عما يعتبر سلوكا طبيعيا على ضوء الموقف أو العمر الزمني للفرد أو جنسه أو مجموعته الثقافية، ويظهر لدى الأشخاص المضطربين سلوكيا أو المعوقين انفعاليا جملة من الخصائص أهمها:

عدم القدرة على التعلم، عدم القدرة على بناء علاقات اجتماعية طبيعية مع الأقران والمعلمين، والإحساس العام بالكآبة والحزن، والشكوى من أعراض نفسية جسمية (مخاوف وآلام) ليس لها جذور جسمية واضحة واستجابات غير تكيفية وأنماط سلوكية غير عادية في المواقف العادية.

6. المدارس المتخصصة للتوحـــــــد:

التوحد إعاقة نمائية تنتج عن اضطراب عصبي يؤثر سلبا على وظائف الدماغ، وتظهر هذه الإعاقة عادة في السنوات الثلاث الأولى من الحياة، وترتبط بمظاهر عجز شديد على الأداء العقلي والاجتماعي والتواصلي.

 

7. المدارس المتخصصة لاضطرابـات التواصـل:

تشمل اضطرابات التواصل: اضطرابات اللغة وتتمثل في ضعف أو غياب القدرة على التعبير عن الأفكار واضطرابات الكلام وهي ضعف القدرة الفسيولوجية على تشكيل الأصوات بشكل سليم واستخدام الكلام بشكل فعال (خولة أحمد يحي، أيمن يحي عبد الله: 37- 38- 39.)

 

وهناك تصنيف آخر سائر بين العلماء والباحثين كالتالي:

1. المدارس المتخصصة للمعاقـين جسميـا:

هم الأفراد الذين يصابون إصابة جسدية دائمة وتأثر تأثيرا حيويا على ممارسة الفرد لحياته الطبيعية، بصورة تامة أو نسبية ويقصد بالإعاقة الجسدية، جميع الجوانب التي لها علاقة بالعجز على وظيفة الأعضاء الداخلية للجسم.

2. المدارس المتخصصة للمعاقـين حسيـا:

الصفة المميزة والخاصة لدى الإنسان هي قدرته على الاتصال مع الآخرين من حوله لذلك نستطيع القول أن الأفراد المعوقين هم أولئك الذين لديهم عجز في أحد أجهزتهم الحسية مثل المكفوفين والصم والبكم وغيرهم. (عمر عبد الرحيم نصر الله، 2008: 23- 24.)

3. المدارس المتخصصة للمعاقـين عقليـا:

وهم مرضى العقول وضفافها وتتضمن الإعاقة العقلية إما نقصا في التكوين العقلي أو على أعضاء المخ مثل حالات الضعف العقلي وإما خلل في التفكير مثل حالات المرض النفسي والمرض العقلي بأشكاله المختلفة.

4. المدارس المتخصصة للمعاقـين اجتماعيـا(إنحراف الاحداث):

وهم الأفراد الذين يعجزون عن التفاعل والتكيف السليم مع بيئاتهم وينحرفون عن معايير وثقافة مجتمعهم كالمجرمين الجانحين والمتشردين وغيرهم. ( مروان عبد المجيد إبراهيم، 2002 :33 )

* حجم مشكلة ذوي الاحتياجات الخاصة عالميا وجهود الجزائر في هذا المجال:

يقدر عدد ذوي الاحتياجات الخاصة سواء أكانت جسدية أم نفسية أم عقلية نحو: 450 مليون شخص، وهو ما يقدر بعشر(1/10) سكان العالم ويتمركز معظمهم على الدول النامية، حيث إن (85%) من الأطفال المعوقين تحت سن 15 سنة يعصون في تلك الدول، وبمنظور آخر فإنه وحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية فإن من (10%)، (12%) من سكان الدول النامية معوقين إعاقات مختلفة.

حيث نجد(4%) معوقون ذهنيا، (3.5%) معوقون بصريا، (3.5%) معوقون سمعيا، (برنامج UNDP 1997) وتشكل مشكلة الإعاقة على المنطقة العربية خطورة خاصة، إذ يقدر حجم المعوقين بحوالي 9 ملايين عربي معوق، ويتراوح عدد الأطفال دون سن الخامسة عشرة بين (3.5) (7.5) مليون طفل عربي معوق، وتتوقع عمليات الاستقصاء التي أشرفت عليها مؤسسات دولية متخصصة زيادة مضطردة في عدد المعوقين حيث ينظر أن يبلغ عددهم نحو 14 مليون معوق. ( زيتون كمال عبد الحميد، 2003: 13 )

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

*اهتمام الجزائر بذوي الاحتياجات الخاصة:

بدأ الاهتمام بالمعوقين من الستينات من القرن العشرين حيث تأسست العديد من المدارس والمراكز للمكفوفين والتي تقدم تعليما في المرحلة الابتدائية والمتوسطة مثل المنظمة الوطنية للمكفوفين الجزائريين (1963) ومدرسة المكفوفين (1963) ومدرسة صغار المكفوفين بسكرة (1975) ومدرسة المكفوفين في ولاية بشار (1978) كما ظهرت مدارس الصم والبكم والتي تقدم خدمات تربوية وتعليمية للصم في المرحلة الابتدائية مثل مدرسة الصم والبكم في ولاية الشلف ومدرسة الصم والبكم في ولاية تلمسان (1982) ومدرسة الصم والبكم في الجزائر (1980) ومدرسة الصم والبكم بالجزائر (1976)، ومدارس الصم في ولايات البليدة (1981) وولاية عنابة (1976) وولاية قسنطينة وولاية سطيف، وولاية وهران (1976)، وولاية جيجل، وولاية سعيد (1976) وولاية باتنة (1980) الخ.

كما تأسست العديد من المؤسسات أو المراكز للإعاقة الذهنية مثل المركز الطبي التربوي و البيداغوجي والفيدرالية الوطنية لأولياء المتخلفين عقليا (1973) وجمعية المساعدة للمتخلفين عقليا (1974)، والمركز الطبي البيداغوجي (1982).

 كما ظهرت العديد من المؤسسات ومدارس الإعاقة الحركية أن تقدم خدمات تعليمية للأطفال المعوقين في مرحلة رياض الأطفال بل اقتصرت الخدمات التربوية على المرحلة الابتدائية والمتوسطة فقط.( الروسان فاروق، 2000: 75 )

بالنسبة لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة تسهر الفدرالية الجزائرية الرياضية المعاقين على تفعيل التظاهرات الرياضية، التي تشهد حضور مكثف الرياضي ألعاب القوى من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين لم يمنعهم إعاقتهم من المشاركة وإظهار إمكاناتهم وحصد الميداليات للتأكيد دائما وأبدا على أن الإعاقة الحقيقية ليست في الجسد وإنما في التفكير والعمل، فالمعاق الحقيقي هو من يخفي إمكاناته ولا ينميها بالعمل الجاد.

 

ويؤكد فيصل يوعسوق مدرب فريق كرة السلة أن التعامل مع فئة ذوي الاحتياجات الخاصة صعب للغاية ويحتاج إلى الكثير من الانضباط والعمل الجاد والصبر الطويل بالخصوص، إذا لم تتوفر الإمكانيات اللازمة، فباعتقاده إذا كان الرياضي العادي يحتاج إلى الدعم المادي والمعنوي فالمعاق يحتاج إلى ضعف هذا الدعم خاصة وأنه لا تنقصه الإرادة والعزيمة.

وأجمع معظم الرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة أنهم يعانون وفرقهم من نقص الإمكانيات من الناحية المادية والتمويل لشراء الكراسي المتحركة و العكازات وكذا مختلف العتاد المخصص الرياضة المعاقين، بالإضافة إلى صعوبات التنقل والتدريب، هذا دون الحديث عن النقص الفادح في الأماكن المخصصة للتدريب واكتظاظ هذه الأخيرة، إذ وجدت كما عبر لنا العديد من الرياضيين عن نقص الدعم المعنوي وكذا الاعتراف بأهمية وقيمة ما يقوم به المعاق وتشجيعه على مواصلة العمل. ( وفاي حنان، لامية نقيب، ب س: 4- 6-7)

 

خلاصة:

       إن الحكم على فرد بأنه مُعاق، وأنه يُعاني من إعاقة معينة، يجب أن نُميز بين المفاهيم التي تستخدم عندما نحدد مفهوم وتصنيف ذوي الاحتياجات الخاصة والتطرق بالتفصيل إلى احتياجاتهم، والخدمات المقدمة لصالحهم من أجل إدماجهم اجتماعيا.

 

 

 

 

 

المحاضرة السابعة:

-         الاقسام المدمجة.

-         تمهيد:

الدمج بمفهومه الحالي وحسبما جاء في القوانين والتشريعات الدولية لا يعني فصل التلاميذ إلى فئتين: الأولى مكانها فصول التعليم الخاص، وأخرى لها أوضاع تعليمية وتربوية خاصة، ولكن يعني اندماجهم مع برامج الفصول العادية.

-          

1- تعريف الدمـج الاجتماعـي والاندمـاج المهنـي:

 يعرف الإدماج الاجتماعي في اللغة بأنه: من الفعل دمج مصدره الاندماج ويقصد به تحقيق الانضمام الشيء إلى جماعته.

أما اصطلاحا: هو عملية سلوكية ديناميكية، الغرض من ورائها العمل على تحقيق التوازن بين الفرد وتغييرات المحيط فيكسب بذلك فعالية التغيير لتحقيق التوازن بين محيطه النفسي والمحيط الاجتماعي.

( Dictionnaire de PSU Cam Aly- Version française: 1972-P33)

2-أهداف الدمج الاجتماعي لذوي الاحتياجات الخاصة:

ويستند الدمج إلى البرمجة الفردية فلا يدفع بجميع المعاقين إلى الفصول العادية بل لابد من المواءمة والتدرج، فقد يقتضي الدمج حضور بعض الحصص في مكان أو مدرسة أخرى، ومبررات الدمج تكمن في أن تعليم المعاقين عندما بدأ بشكل رسمي في جميع دول العالم كان يركز على برامج العزل والمدارس الداخلية، ثم عندما تبينت الآثار السلبية لعزل الأفراد ذوي الحاجات الخاصة - سواء على أنفسهم أو المجتمع - بدأ يتبلور اتجاه جديد نحو دمج المعاقين في المدارس العادية، وهو ما يعرف بمرحلة "التكامل والاندماج"، أي التكامل التام بين شرائح المجتمع المختلفة، وتهيئة الظروف التعليمية والنفسية والاجتماعية.

 وتقر الدول بحق جميع الأشخاص ذوي الإعاقة، مساواة بغيرهم، في العيش في اﻟﻤﺠتمع، بخيارات مساوية لخيارات الآخرين، وتتخذ تدابير فعالة ومناسبة لتيسير تمتع الأشخاص ذوي الإعاقة الكامل بحقهم وإدماجهم ومشاركتهم بصورة كاملة في اﻟﻤﺠتمع.

ويشمل ذلك كفالة ما يلي:

o   إتاحة الفرصة للأشخاص ذوي الإعاقة في أن يختاروا مكان إقامتهم ومحل سكناهم والأشخاص الذين يعيشون معهم على قدم المساواة مع الآخرين وعدم إجبارهم على العيش في إطار ترتيب معيشي خاص.

o   إمكانية حصول الأشخاص ذوي الإعاقة على طائفة من خدمات المؤازرة في المنزل وفي محل الإقامة وغيرها من الخدمات اﻟﻤﺠتمعية، بما في ذلك المساعدة الشخصية الضرورية لتيسير عيشهم وإدماجهم في اﻟﻤﺠتمع، ووقايتهم من الانعزال أو الانفصال عنه.

o   استفادة الأشخاص ذوي الإعاقة، على قدم المساواة مع الآخرين، من الخدمات والمرافق اﻟﻤﺠتمعية المتاحة لعامة الناس، وضمان استجابة هذه الخدمات لاحتياجاﺗﻬم، (الجمعية العامة الأمم المتحدة) لتمكين الأفراد ذوي الحاجات الخاصة من الاندماج في المجتمع بعد معاناة تاريخية طويلة من العزلة.

وكون الإدماج هو تعليم الطلاب المكفوفين مع الطلاب العاديين في نفس الوقت والمكان، هذا يستلزم تأهيل المعلم بحيث يدرس كلا من الطلاب المكفوفين والعاديين في نفس الزمان أو الاستعانة بمعلم متخصص، ووجود حجرة للوسائل التعليمية خاصة بالمكفوفين، ومنح المكفوفين حصصا إضافية يتعلم من خلالها بطريقة برايل بالقراءة والكتابة. ( محمد إبراهيم محمد بدر- موقع أطفال الخليج)

ومن البديهي أن الدمج المهني للمعوقين يشكل العنصر الأساسي الاجتماعي، فالشغل يمنح استقلالية وتثمينا ذاتيا للشخص المعوق يخرجه من التبعية ويضمن له موردا ماليا لما يسمح له الحصول على دور اجتماعي ومكانة مرموقة بين أفراد المجتمع، كما أنه يقضي على الإحساس بأنه يشكل عبئا على المجتمع.

إن الحصول على منصب شغل يمثل اعترافا اجتماعيا ويسمح ببرود اجتماعية للإعاقة، فصدور هذا القانون يهدف إلى ضمان دمج الأشخاص المعوقين على المستوى الاجتماعي والمهني وذلك بإحداث مناصب للشغل خاصة بهم.

المادة 23: يتم إدماج الأشخاص المعوقين واندماجهم، لاسيما من خلال ممارسة نشاط مهني مناسب أو مكيف يسمح لهم بضمان استقلالية بدنية واقتصادية.

المادة 26: يتعين على المستخدم إعادة تصنيف أي عامل أو موظف أصيب بإعاقة مهما كان سببها، بعد فترة إعادة التدريب، من أجل تولى منصب عمل آخر لديه.

المادة 27: يجب على كل مستخدم أن يخصص واحد بالمائة نسبة 1% على الأقل من مناصب العمل للأشخاص المعوقين المعترف لهم بصفة العامل.

وعند استحالة ذلك يتعين عليه دفع اشتراك مالي تحدد قيمته عن طريق التنظيم يرصد في حساب صندوق خاص لتمويل نشاط حماية المعوقين وترقيتهم.

المادة 28: يستفيد المستخدمون الذين يقومون بتهيئة وتجهيز مناصب عمل للأشخاص المعوقين بما في ذلك التجهيزات، من تدابير تحفيزية حسب الحالة، طبقا للتشريع المعمول به.

كما يمكن أن يتلقى المستخدمون إعانات في إطار الاتفاقيات التي تبرمها الدولة والجماعات الإقليمية وهيئات الضمان الاجتماعي.

المادة 29: من أجل ترقية تشغيل الأشخاص المعوقين وتشجيع إدماجهم واندماجهم الاجتماعي والمهني، يمكن إنشاء أشكال تنظيم عمل مكيفة مع طبيعة إعاقتهم ودرجتها وقدراتهم الذهنية والبدنية، لاسيما عبر الورشات المحمية ومراكز توزيع العمل في المنزل أو مراكز المساعدة عن طريق العمل.

أما فيما يخص الإدماج المهني للأشخاص المعوقين، فهذا التنظيم التشريعي الجديد يقحم بداخله المعطيات الاجتماعية والاقتصادية، غير أنها تبقى بعيدة عن الاستجابة للهدف الذي سطره المشرع.

ويجدر بنا أن نعترف أن البعد الاجتماعي للحصول على منصب عمل وهو الشرط الضروري لضمان الاستقلالية البدنية والاقتصادية للشخص المعوق.

فالشغل، لا يعيد اعتبار للشخص المعوق في نظر الجماعة الاجتماعية (الأسرة، الأخوة، والأخوات، الجيران، زملاء العمل فحسب) ولكنه يشكل كذلك ضمان تفتح شخصيته.

إذ أن الأحكام المسبقة والوصمات التي تلصق بهذه الشريحة تجعل حظوظ حصول الأشخاص المعوقين القادرين على العمل والراغبين فيه أقل، وبالتالي يجبرون على التهميش وفي أفضل الأحوال يصبحون عالة اجتماعية.

ومن خلال تحقيق حول بعد الدمج المهني للشخص المعوق بولاية قسنطينة، حاولنا تحليل العوامل المرتبطة مباشرة بقطاع التشغيل خاصة آراء مسيري بعض المؤسسات العمومية والخاصة التي بإمكانها مساعدة أو الوقوف في وجه الدمج المهني والاجتماعي للأشخاص المعوقين.

تبرز الملاحظات الأولى عند التحاق المعوقين بميدان الشغل، حيث لا  حسب قدراتهم المهنية ولا رغباتهم بل يتم على أساس مكانتهم داخل المجتمع فمكانة الشخص المعوق تشكل سببا رئيسيا للرفض، إذ أن قطب التشغيل يبدي ترددات وتحفظات فيما يخص قبول تشغيل المعوقين.

 - إن معظم مسيري المؤسسات الاقتصادية العمومية والخاصة:

01)  يجهلون التنظيم التشريعي الذي يساعد المعوق للحصول على منصب شغل.

02)  يجهلون حقيقة هذه الشريحة من المجتمع ومشاكلها الحقيقية المطروحة من جراء التهميش.

03)  يجهلون القدرات الفعلية والإمكانيات المهنية لبعض الأشخاص المعوقين.

 

فهؤلاء تشكل لديهم رد فعل بالرفض للشخص المعوق المترشح لأي منصب عمل، ولو توفرت فيه شروط ومؤشرات المردودية.

هذا الرفض هو نتيجة الوصمات والأحكام المسبقة التي نقلتها التصورات الاجتماعية للإعاقة. هذا ما يجعلنا نتأكد بأننا "نجهل ونرفض ما هو موصوم" وفي المقابل هؤلاء يصرحون عموما وينشرون فكرة أن: الشخص المعوق تتكفل به الدولة"(*).

غير أن معظم أرباب المؤسسات يخلطون غالبا بين: "إعاقة وعدم القدرة أو العجز"، فمفهوم الإعاقة شمولي أي أنهم لا يميزون بين الإعاقة والعجز" نحن نعرف أن المعوق ليس بقدرته فعل أو إنجاز عمل ما ولكن نجهل ما يمكنه القيام به".

كما أنهم يظهرون كذلك تخوفا من كل التزام أخلاقي أو قانوني عند تشغيل شخص معوق ضنا منهم أم ذلك يتبعه آثارا سلبية على نوعية وكمية الإنتاج، على الرغم من أن تشغيل العمال المع لذلك فكل شخص معوق يبحث عن منصب عمل ينحصر في زاوية أو ركن اجتماعي، غير أن المشكل يعد اقتصاديا تقنيا وارغونوميا. (علي قوادرية، 2004: 9-16 ).

-3-الدمج الاجتماعي في الجزائر:

إن سياسات الدمج الاجتماعي المعتمدة من طرف الجزائر لفائدة الأشخاص المعوقين تتأقلم بالتدريج مع المضمون الاجتماعي والتطور الاقتصادي حيث مرت بثلاثة مراحل متتالية:

مرحلة الأولى: المنبثقة غداة الاستقلال، حيث وجد المجتمع الجزائري نفسه مدين لقدماء المجاهدين فتم سن تشريعات تخدم معطوبي حرب التحرير الوطني وتمنح لهم إمكانية العلاج، وتعويضات مادية عن الأضرار التي تعرضوا لها وتضمن لهم إعادة تصنيفهم مهنيا:

ويعتبر هذا التشريع حسب رأي الأستاذ أ. بلطرش بمثابة أول نص قانوني يعطي لكل شخص الحق في عمل مأجور، كما أعطى المشرع الجزائري أهمية الوقاية وإعادة التأهيل الوظيفي والتكوين المهني، بحيث يضمن سهولة الالتحاق بالعمل للأشخاص المعاقين وذوي الامتيازات، لكن في الواقع تبقى عملية التكفل عشائرية حيث الأسرة التقليدية تدمج وترعى الشخص المعوق بتوفير له الحماية والحنان الضروريين.

وعرفت المرحلة الثانية خلال السبعينات نزوح ريفي متتالي لم تعرفه البلاد من قبل، تلك الظاهرة التي بدأت في تفكيك الأسرة الموسعة (التقليدية)، التي أصبح الطفل المعاق فيها لا يحضى بنفس الرعاية السابقة، الشيء الذي يستدعي حتمية إنشاء مؤسسات خاصة تضمن التكفل به.

كما التزمت الدولة في الثمانينات التي اعتبرت (العشرية الاجتماعية) بتطوير قطاع الحماية الاجتماعية بترقيته من كتابة الدولة للشؤون الاجتماعية إلى وزارة، حيث بدأت تهتم بالأطفال واحتياجاتهم التربوية الخاصة، بخلق شبكة من المؤسسات الاجتماعية عبر التراب الوطني (مدارس صغار الصم)، (مدارس صغار المكفوفين)، (مراكز طبية بيداغوجية للأطفال المعوقين ذهنيا) و(مراكز بيداغوجية للأطفال المعوقين حركيا).

لكن يجب أن نعترف بأن تمدرس الأطفال المعاقين حسيا في المدارس الخاصة كان له ماض في الجزائر، حيث دعم ابتداء من سنة 1982 السنة العالمية للشخص المعوق بدون تعميمه على مستوى جميع الولايات.  تلك المدارس الخاصة التي لها الامتياز والاستحقاق في العمل على تطوير الممارسات البيداغوجية بالتربية وإعادة التربية وتأهيل الطفل المعوق.

 فيتم التكفل في هذه المرحلة الثانية بالأشخاص المعاقين من طرف المؤسسات الخاصة بغرض تأهيل ودمج الشخص المعوق اجتماعيا، غير أن هذا التكفل أدى إلى بروز نوع آخر من التفرقة، وذلك بخلق حواجز بين تمدرس الأطفال العاديين والأطفال المعاقين، فلا يتم تمدرس والتعايش الجماعي للطفل الأصم إلا مع نظيره، أما الطفل الكفيف لا يستطيع اللعب في فترة الاستراحة إلا مع طفل كفيف مثله، وكذا الحال بالنسبة للطفل المعاق ذهنيا فلا يتردد إلا على المراكز الطبية البيداغوجية التي لا تستقبل سوى الأطفال الذين لا يتمتعون بقدرات ذكائية كاملة، وهذه المغالاة في التكفل من طرف المؤسسات أعطت دلائلها وحصرت أهدافها في إطار ضيق، إن لن الدمج الاجتماعي والمهني للأشخاص المعاقين.

- يؤدي هذا التشتيت إلى عزل الطفل المعاق بإبعاده عن المجتمع تحت غطاء مشروع إدماجهم.

كما عرفت المرحلة الثالثة صدور قانون 2002 والمتعلق بالحماية الاجتماعية وترقية الأشخاص المعاقين، أخذا بعين الاعتبار التحولات الاجتماعية التي عرفتها البلاد ودرجة التحرر التي عرفتها الحركات الجمعوية التي تفرض على المجتمع احترام الحق الاجتماعي والاختلاف، وذلك بتهيئة الظروف التي تساعد في عملية الدمج الاجتماعي المهني هذا على الأقل من خلال روح القانون الصادر في 8 ماي 2002 الذي يطمح إلى تشجيع الدمج الاجتماعي المهني للأشخاص المعادين والتأكيد على حق هؤلاء ف المجتمع وواجب هذا الأخير نحوهم.

المادة 2: تشمل حماية الأشخاص المعوقين وترقيتهم في مفهوم القانون، كل شخص مهما كان سنه وجنسه يعاني من إعاقة أو عاهة وراثية أو خلقية أو مكتسبة، تحد من قدرته على ممارسة نشاط أو نشاطات أولية في حياته اليومية الشخصية والاجتماعية نتيجة لإصرار وظائف الذهنية و أو الحركية و أو العضوية- الحسية.

المادة 3: تهدف لحماية الأشخاص المعوقين وترقيتهم إلى ما يأتي:

01)                      الكشف المبكر للإعاقة والوقاية منها ومن مضاعفاتها.

02)                      ضمان العلاجات المتخصصة وإعادة التدريب الوظيفي وإعادة التكييف.

03)        ضمان الأجهزة الاصطناعية ولواحقها والمساعدات الضرورية لفائدة الأشخاص المعوقين، وكذا الأجهزة والوسائل المكيفة مع الإعاقة وضمان استبدالها عند الحاجة.

04)                      ضمان تعليم إجباري وتكوين مهني للأطفال والمراهقين والمعوقين.

05)                      ضمان إدماج الأشخاص المعوقين واندماجهم على الصعيد الاجتماعي والمهني، لاسيما بتوفير مناصب عمل.

06)                      0ضمان الحد الأدنى من الدخل.

07)        توفير الشروط التي تسمح للأشخاص المعوقين بالمساهمة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، توفير الشروط التي تسمح بترقية الأشخاص المعوقين وتفتح شخصيتهم لاسيما المتصلة بالرياضة والترفيه والتكيف مع المحيط.

08)                      تشجيع الحركة الجمعوية ذات الطابع الإنساني والاجتماعي في مجال حماية المعوقين وترقيتهم.

09)        الدمج المدرسي للأطفال والمراهقين المعوقين في المدارس العادية إن وضع هذا الحق في حيز التطبيق سيؤدي بالأطفال والمراهقين من استقبالهم من طرف المؤسسات المختصة (مدارس صغار الصم وصغار المكفوفين) إلى إدماجهم في المدارس العادية للتربية الوطنية.

10)         كما سيسمح لعدد معتبر من المراهقين المتكفل بهم في المراكز البيداغوجية الطبية لإدماجهم في مؤسسات التكوين المهني، ومن الضروري خلق الظروف التي لا تجعل من الإدماج المدرسي والمهني مجرد إدماج صوري، أي بمعنى الدمج من أجل دمج الأطفال ذوي الحاجات الخاصة في المدارس العادية جسديا فقط.

لذلك يجب توفير كل الشروط التي لا تجعل من عملية الإدماج المدرسي مرحليا فقط، بل يجب تطبيق سياسة موحدة بين جميع الوزارات المعنية تضمن للطفل المعوق الحق في التمدرس في الوسط المدرسي العادي، هذا الدمج الذي سيسمح للمعوقين الكبار بالاندماج المهني والاجتماعي بشكل أفضل:

01)                      يشجع على التبادل والاعتراف المتبادل بالاختلاف.

02)        يخلق الظروف المناسبة لتحسين العلاقات الإنسانية الاجتماعية وتطوير مفهوم التضامن الوطني والتعايش والتسامح وتقبل الآخر بجميع اختلافاته من خلال مفهوم كلمة مواطنة.

03)                      يجب أن يكون الإدماج مبني على أساس القدرات العقلية للطفل المعوق.

 يحفز على تفحص شخصية وذهنية الشخص المعوق وقدراته في استيعاب المعارف. (علي قوادرية، 2004 : 9-16 )

 

خلاصة:

أصبح الدمج الاجتماعي حق وواجب اجتماعيين يضمنه القانون، ولكن يجب معرفة متى يمكن أن ندمج ونميز، متى يكون الدمج ضروري، الشيء الذي يجعلنا نقول بأنه يجب قبل كل شيء وضع سياسة موحدة وواضحة ومتناغمة بين المؤسسات المعنية بهذه الفئة  حتى تستطيع الاستجابة للحاجيات الخاصة للطفل المعاق المدمج في أي مدرسة عادية.

 

 

 

 

 

 

 

 

المحاضرة الثامنة:

-         التمييز الايجابي لذوي الاحتياجات الخاصة.

-         تمهيد:

-   يدخل العالم مرحلة جديدة في تعامله مع فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وتقوم في عديد من دول العالم محاولات جادة لإيجاد طرق وأساليب علمية وعملية إيجابية، حديثة وفعالة من أجل تلبية جل احتياجاتهم قدر الإمكان، لعلمها أن تنمية المجتمع تحتاج إلى جهود الجميع سواء كانوا عاديين أو من ذوي الاحتياجات الخاصة.

-         1-تعريف التمييز الايجابي لذوي الاحتياجات الخاصة :

التمييز الإيجابي يعني الإجراءات التي تقوم على مساعدة من يعانون من إعاقة معينة اقتصادية، اجتماعية، او طبيعية). في النظام المدرسي على سبيل المثال اخذ التمييز الإيجابي في فرنسا شكل مناطق تربية تعطى لها الأفضلية، وهذا يعني ان تقدم للتلاميذ الذين يعانون صعوبات معينة وسائل تساعدهم على تجاوز اعاقاتهم، تبعا للصيغة التالية: "اعط أكثر للذين يملكون اقل. https://annabaa.org/arabic/authorsarticles/6761)

وهي السياسات التي تعتمد مبدأ الأفضلية أو بآليات إنعاش ملائمة مع الأقليات   تأخذ بعوامل كالعرق واللون والدين والجنس والتوجه الجنسي أو الأصل في التعامل والتي

في التوظيف أو التعليم. بغية السعي لإصلاح التمييز الذي مورس ضدهم في السابق.
وتختلف طبيعة سياسيات التمييز الإيجابي من دولة إلى أخرى، في بعض الدول مثل الهند يُستخدم نظام الحصص الذي تكون فيه نسبة معينة من الوظائف الحكومية والمناصب السياسية والمقاعد الدراسية محجوزة لأعضاء من مجموعة معينة، وفي بعض الدول الأخرى التي لا يتم استخدام نظام الحصص فيها، تكون الأفضلية للمنتمين إلى الأقليات أو تكون لهم اعتبارات خاصة عند عملية الاختيار.https://ar.wikipedia.org/wiki/

 

2-الفئات المستفيدة من التربية الخاصة :

 إن الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة هم أولئك الذين يختلفون أو ينحرفون عن غيرهم في جانب أو أكثر من جوانب الشخصية، بحيث يبلغ هذا الاختلاف من الدرجة التي تشعر عندها الجماعة التي يعيش معها ذلك الفردلأسباب خاصة إنه بحاجة إلى خدمات أو احتياجات معينة ؛ تختلف عن تلك الاحتياجات التي تقدم إلى العاديين.

وقد يكون هذا الاختلاف في أي جانب من الجوانب:العقليالجسمي اللغويالانفعالي الاجتماعيالحركي. وقد يجمع بين عدد من الجوانب في وقت واحد.

وقد نجد أن فئة غير العاديين أو ذوي الاحتياجات الخاصة فئة ليست متماثلة، وإنما يختلفون فيما بينهم وفقاً لنوع أو لمظهر الاختلاف، وإن كانوا في خصائصهم الشخصية قد يكون بينهم شيء ومن التشابه أكثر مما نجده بينهم وبين فئة العاديين، وأن مدى الاختلاف بين أفراد فئة معينة أقل من مدى الاختلاف بين أفراد هذه الفئة وأفراد الفئات الأخرى في الصفات موضع الاختلاف، فعلى الرغم من أن المتخلفين عقلياً يختلفون عن العاديين من حيث القدرة العامة للذكاء، إلا أن أفراد هذه الفئة يختلفون أيضاً فيما بينهم وفقاً لدرجة الذكاء التي يمتلكها كل منهم، بحيث يصعب في بعض الأحيان التعامل معهم، وينطبق هذا أيضاً على فئة المتفوقين عقلياً.

 ويمكن تقسيم ذوي الاحتياجات الخاصة والذين يستفيدون من خدمات التربية الخاصة إلى ثلاث مجموعات أساسية في ضوء ثلاث جوانب، حيث يعتبر الانحراف في أي منها يتطلب تقديم خدمات خاصة:

 أ الجانب العقلي المعرفي:

 تحتل الانحرافات في الجانب العقلي المعرفي مركزاً خاصاً بين أنواع الانحرافات الأخرى، وذلك لأن هذه الانحرافات تضم مجموعتين كبيرتين من الأطفال تختلفان فيما بينهما اختلافا شاسعا، وهما مجموعتان متناقضتان، إحداهما يطلق عليها مجموعة المتفوقين عقليا ، والأخرى يطلق عليها مجموعة المتخلفين عقلياً.

 

بالجانب الانفعالي الاجتماعي:

 إن الطفل العادي من حيث الجانب الانفعالي والاجتماعي هو الطفل الذي ينمو في الاتجاه السوي كما تحدده الثقافة التي ينتمي إليها، أو هو ذلك الطفل المتمتع بالصحة النفسية، وهناك فئة أخرى تناقض ما هو صحي ونعتبرهم أطفال غير عاديين، أو ذوي احتياجات خاصة. وتتعدد مظاهر الاضطراب في الصحة.

 النفسية فمنها ما هو عقلي ومنها ما هو نفسي ومنها ما هو اضطراب في الشخصية، هذا بجانب الاضطرابات النفس جسمية.

جالجانب الجسمي:

* هناك فئة من الأفراد تعاني نقص أو اضطراب أو مرض جسمي وتشمل:

1)  كل من ينقصه قدرة جسمية لأي سبب من الأسباب كالحوادث، ويندرج تحت فئات ذوي العاهات الجسمية المشلولين والمبتورين مقطوعي الأيدي أو القدمين أو واحد منها والمشوهين وغيرهم.

2)  كل من ينقصه قدرة حسية خاصة وتشمل الصم والبكم والمكفوفين. فالفئة الخاصة، هي كل مجموعة من أفراد المجتمع يتميز أفرادها بخصائص أو سمات معينة تعمل إما على إعاقة نموهم وتفاعلهم وتوافقهم مع أنفسهم ومع الآخرين، وإما أن تعمل هذه الخصائص كإمكانيات ممتازة يمكن استغلالها وتوجيهها بحيث تفيدهم في هذا النمو والتفاعل والتقدم، ففي النواحي السوية، نجد العباقرة أو الموهوبين، وأصحاب القدرات الخاصة، وفي النواحي المرضية نجد كافة ألوان الإعاقة من النقص أو المرض أو الاضطراب الجسمي أو العقلي أو النفسي أو الخلقي الذي يعوق نمو الشخصية وتقدمها في كافة مجالات النشاط الإنساني.( www.pdffactory.com )

 

 

 

ويمكن تقسيم الفئات الخاصة إلى مجموعتين:

أ- المجموعة السوية: وتشمل المتفوقين عقلياً ؛العباقرة، والموهوبين وأصحاب القدرات الخاصة.

ب- المجموعة المرضية: وتشمل ضعاف العقول وذوي العاهات أو ذوي الأمراض النفسية والعقلية والمنحرفون.

* وهناك من يصنفها على الشكل التالي:

1 الإعاقة العقلية ( Mental Impairment ) 

2 الإعاقة البصرية ( Visual Impairment )

3 الإعاقة السمعية ( Hearing Impairment )

4 الإعاقة الانفعالية ( Emotional Impairment )

5 الإعاقة الحركية ( Motor Impairment )

6 صعوبات التعلم ( Learning Disabilities )

7 اضطرابات التواصل ( Communication Disorders )

8 الموهبة والتفوق ( Giftedness and Talents )

9 التوحد ( Autism )

10 الإعاقة الصحية ( Helth Impairment )

11 الإعاقة الحسية المزدوجة ( Deaf Blindess )

12 الإعاقات المتعددة ( Multiple Disabilitis )( الروسان فاروق، 1989 :57 )

 

3-تطور الفكر التربوی في رعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة:

-         * معاملة اليونان للمعاقين:

-   لقد سيطرت الفلسفة التأملية الذاتية التي نبعت في اليونان منذ ثلاثة آلاف سنة، حيث كان ينظر إلى الذكاء على أنه المثل الأعلى وإلى الإعاقة على أنها انحطاط ذهني، فقد أقام اليونانيون دعائم حضارتهم على القوة الجسدية، وبلغ بهم الأمر أنهم كانوا لا يتورعون من إلقاء الأطفال الضعفاء والمرضى وناقصي النمو في العراء لتجد الوحوش فرصة في الفتك بهم والتخلص منهم، وكانت السلال تباع علناً في أسواق، إسبرطة وأثينا ليوضع فيها الصغار المشوهون والمعاقون خارج المدينة إهلاكا وخلاصاً منهم.

-         ولعل هذا ما دفع أفلاطون إلى الدعوة للتخلص من المعاقين، إما بالنفي أو النبذ    أو الطرد إلى خارج البلاد وحرمانهم من كافة الحقوق والواجبات المتاحة للأسوياء، وبعضهم كانوا يلقون بهم في البحر.      (http://uqu.edu.sa )

 

-         معاملة الرومان للمعاقين:

-          وتمثل نفس الاتجاه في الدولة الرومانية القديمة حيث كانت التقاليد الدينية تستلزم أن يوضع الطفل عقب ولادته مباشرة على الأرض أمام والده، فإما أن يرفعه الأب عن الأرض ليصبح الوليد بذلك عنصراً مقبولاً في الأسرة، وإما أن يعرض عنه بسبب تشوهات خلقية    أو قصور في تكوينه، فيصبح في هذه الحالة إما من الرقيق أو من المهرجين إن سمح له بالحياة.

-          ولقد وجد الرومان حلاً للمعاقين والمتخلفين عقلياً حيث جعلوهم مادة للترفيه والتسلية في عصر المجون والانحلال التي سادت الحضارة الرومانية في فترة من الفترات. ولقد ظل الناس أجيالا عديدة يغرقون الأطفال غير مكتملي النمو في الأنهار، غير أن هناك فئة أثرت فلسفتها على التفكير الروماني، حيث كانوا يمثلون اتجاهاً آخر يربط بين الخير والشر وحسن معاملة المرضى والمعاقين.

-         *معاملة المعوقين في العصور الوسطى:

-    رغم ظهور بعض الحقائق التي توضح رعاية المعوقين في العصور الوسطى الأوربية إلا أن المعوقون لم يكونوا أوفر حظا من غيرهم في العصور السابقة بل ازدادت الإساءة إليهم خاصة في مراحل الانتقال من تلك العصور إلى العصر الحديث، وأصبحت بصورة عامة مشكلة رعاية المعوقين ضمن المشاكل الصحية الاجتماعية الأخرى، والتي لم تنل أدنى اهتمام لها نتيجة لطبيعة الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتدهورة والتي كان يعيشها المجتمع الأوربي بصورة عامة.

-          (http://uqu.edu.sa )

-   فمعظم حالات المعوقين كانت تعالج بصورة سيئة في العصور الأوربية الوسطى خلال مراحل الانتقال إلى العصر الحديث والمجتمع الحديث، فقد كانت الكنيسة تصدر حكمها على المتخلفين عقلياً لاتصالهم بالشياطين من وجهة نظر الكنيسة، لهذا سجنوهم وكبلوهم وأذاقوهم ألوان العذاب لعل الشيطان يهرب من الجسد المعذب، وظل هذا الوضع حتى نهاية القرن الثامن عشر وحتى عام 1790 م.

-         * رعاية المعوقين في ظل الأديان السماوية:

-          جاءت الديانات السماوية، لتطور رعاية المعاقين بعد الحضارة الرومانية واليونانية التي قامت في ظل الوثنية، وأهم ما يميز هذه المرحلة أنها جاءت مليئة بتعاليم المحبة والتسامح والإخاء بين البشر، فكانت نبراساً تستضيء بهدايته البشرية، فقد حثت جميع الأديان السماوية على الرعاية والاهتمام بالمعاقين. كانت الشرائع السماوية تهدف إلى إصلاح الفرد في الجماعة من الناحية الروحية والمادية، وبدأت بالجانب الروحي لتؤهله للجانب المادي. كما احتوت على أحكام عقائدية تنظم علاقة الإنسان مع نفسه وجماعته وتدعو إلى تهذيب النفوس والتحلي بمكارم الأخلاق والربط بين البر والدين.

-    حيث أكدت الأديان السماوية على ضرورة الاهتمام بالفئات المحتاجة وتقديم العون لها بما يحفظ عليها كرامتها ويقيها من الإهمال والعنف والاضطهاد وفي مقدمة هذه الفئات المرضى والمعوقون وناقصي النمو.

-         - عنـــد المصريين:

-   أما في الديانة المصرية القديمة فإن الإحسان ورعاية المرضى كان ينظم عن طريق الدولة ويدل على ذلك الصور والرسوم الكثيرة المنقوشة على جدران معابد القدماء وقبورهم فكان رئيس الدولة يرأس الحفلات التي تجمع فيها التبرعات وتقدم القرابين في المواسم المعينة وتوزع على الفقراء والمحتاجين، كما كان الملك يأمر لبعض الفقراء بمنحهم الطعام والملبس.

-    كذلك كانت أغلب المعابد تستعمل كمراكز للبر والإحسان بجانب تلقين العلوم والفنون والآداب، كما استعمل بعضها كملاجئ للعجزة والمقعدين والمرضى، ومرضى العقول، فقد تسامت

-    فلسفة قدماء المصرين عن فكرة اليونان والرومان في التخلص من المرضى والمعاقين، والتي تمثلت في عزل هؤلاء المرضى ومنحهم حق الحياة ومدهم بما يحتاجون إليه. (http://uqu.edu.sa ) 

 

- عنــد اليهــود:

-    بالرجوع إلى بعض آيات التوراة التي نزلت على سيدنا موسى عليه السلام فإنه يمكن استخلاص أهم مبادئ الرعاية الاجتماعية في رعاية المرضى والمعوقين" : الاتحاد عماد الحياة الاجتماعية، الفرد يحب لجاره ما يحب لنفسه، حياة الفرد هي أغلى شيء لديه وهي مرتبطة بحياة الجماعة فتجب المحافظة عليها ووقايتها من الشرور، ثروة الفرد ملك لله، فيجب رعايتها وصرفها فيما يعود على الجماعة بالخير والرفاهية، وأن الفرد من صنع الله، كل الأفراد أخوة، والعطف وحسن المعاملة واجبة على كل قادر وهذه يجب أن تكون أساس الإحسان وهي أهم من المال نفسه". ولتنظيم ذلك الإحساس أوجدت اليهودية نظام العشور وهو تقديم عشر المحصول أو الثمار والخيرات لتوزع على الفقراء والأرامل والأيتام والمعاقين، كما جعلت اليهودية للمريض وضعاً خاصاً لرعايتهم والاهتمام بالنظافة التي تقي من الأمراض.

-         - عنــد المسيحيين:

-    سارت الأمور على النهج الروحي السمح الذي سارت عليه اليهودية، حيث اتجهت إلى تطهير البشر من كل الرذائل ومحاربة المادية البشعة التي أدت إلى تفاوت طبقي ملحوظ والرجوع إلى مظاهر التخلف والانحراف، التي كانت سائدة قبل نزول الرسالات السماوية، وجاهد المسيح عليه السلام لكي تعود للبشرية قيمتها الروحية، وترجع التعاليم والمبادئ السمحة ليقم العدل وينتشر الإخاء ويعيش الناس في سلام.

-    ولقد حافظت المسيحية على كل أوجه الرعاية التي جاءت بها اليهودية، وإن غيرت في نظام العشور الذي أصبح حقاً مشروعاً للفقراء والمعاقين وذوي الحاجة بعد أن كانت وصية فقط، كذلك زخرت تعاليم المسيحية بكل ما يتعلق برعاية الأرامل والأيتام والمرضى وذوي العاهات كما تخصص كثير من الرجال في الطب.

-         (http://uqu.edu.sa )

-   وقد كان "لوقا " وهو أحد الحواريين طبيباً، وكان لذوي العاهات حظا وافراً من الرعاية، يقول "بطرس" الرسول "اسندوا الضعفاء". ولقد اهتم أحد الرهبان وكان مكفوفاً بالمكفوفين، وتأهيلهم وهو أول من أنشأ قسم المرتلين بالكنيسة وجعله وقفاً على المكفوفين حيث يحفظون الأناشيد الكنائسية عن ظهر قلب.

-   وعلى مر التاريخ اهتمت المسيحية ورجالها بمعاملة المرضى والمعوقين بروح الأخوة ومن بينهم رجال الكنيسة "يوحنا" و"جيروم"، و"جريجوري" ولقد اهتموا ببناء المنشآت الخاصة بهذه الفئات، ومن هذه المنشآت بناء الأديرة، وكذلك بناء الملاجئ لرعاية أصحاب العاهات، وقد انتشرت مثل هذه المنشآت في أوربا حيث كان يتم في بعضها مساعدة بعض المعاقين على الشفاء. وتفاوت الاهتمام برعاية المعوقين عقلياً من الاهتمام إلى الازدراء في فترات متفاوتة ما بين القرن العاشر الميلادي وحتى القرن الثاني عشر الميلادي.

-   ففي هذا العصر ظهر الاهتمام بمسئولية الفرد عن أفعاله وما تترتب عليها مهما كانت ظروفه، ولم يعف المتخلفين عقلياً ولا المجانين من هذه المسئولية، واضطهدوهم أينما وجدوهم، حتى أطلق عليهم " مارتن لوثر " أعداء الله !!، كما أطلق عليهم العامة "أولاد الشياطين" وزعموا أن أرواح الشر بأيديهم وفسروا سلوكهم وتصرفاتهم على أنها أفعال غير مقصودة، وعاقبوهم علناً بأبشع أساليب العقاب، فأحرقوهم بالنار وعذبوهم بقسوة واستخدموا أساليب العنف والإرهاب بقصد طرد روح الشر من أيديهم، لذلك كان عصر النهضة أسوأ عصر بالنسبة للمتخلفين عقلياً وغيرهم من ذوي الاضطرابات العقلية والنفسية، وسمي هذا العصر كذلك بعصر السلاسل الحديدية.

-   وشهد بداية هذا العصر رعاية للمعوقين إلا أن هذه الرعاية اقتصرت على أبناء الأعيان والأمراء والأثرياء فقط، وفي أواخر العصر توالت الاهتمامات برعاية المعوقين فظهرت المدارس الخاصة بمعالجتهم وكان ذلك في عام 1760 م.

-   إلا أن الرعاية التربوية ذات الصيغة العلمية لم تتضح معالمها إلا في أواخر القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر الميلادي حيث ظهر مربون وأطباء اهتموا بدراسة حالات الإعاقة العقلية بروح علمية ومن بينهم العلماء "ايتارد" وسيجان ومنتسوري، الذين قاموا بتحليل شخصيات المعاقين عقلياً ومعرفة سبل علاجهم بالمستشفيات.

-         (http://uqu.edu.sa )

 

 

 

-         ه- حقوق المعاقون في الإسلام:

-   إن الشريعة الإسلامية تقتضي منح الحقوق الأساسية للإنسان من حيث هو إنسان وأدخل ضمنهم فئة المعاقين، ولقد أكدت النصوص الشرعية على تقديم الرعاية المختلفة للمعاقين، ويشمل:

-         1 رفع الحرج عن المعاقين:

-    قال تعالى رافعاً الحرج عن المعاقين( "لَيس عَلى الأعمى حرج ولا علَى الأعرجِ حرج ولا علَى المرِيضِ حرج. ..." سورة النور الآية 61) ومعنى هذا أن الله رفع الحرج عن الأعمى فيما يتعلق بالتكاليف التي يشترط فيها البصر، وعن الأعرج بالنسبة لما يشترط فيه المشي وقد يتعذر من أفعال مع وجود الحرج.

-         2 إسقاط التكليف:

-    إن فاقد الإدراك يسقط عنه التكليف، وما يترتب عليه من جزاء ومسئولية مع عدم مؤاخذته بما اقترف من جرائم مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاث: عن الصبي حتى يبلغ، وعن النائم حتى يستيقظ وعن المجنون حتى يفيق. لذلك سقطت الجنايات التي يرتكبها المعاق عقلياً ولا تقام عليه الحدود في القصاص في حالة الجنون.

-         3 بث روح الثقة في نفس المعاق:

-   لقد جاء الإسلام بتعاليم تكرم المعاق وتبث روح الثقة في نفسه حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم ليخفف عن المصاب"إن الله عز وجل قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته عنهما الجنة

-         4 النهي عن الشماتة بالمعاقين:

-   نهي الإسلام عن الشماتة بالمعاقين عموماً، وقد ورد بالحديث الشريف "لا تظهر الشماتة لأخيك فيعافيه الله ويبتليك". (http://uqu.edu.sa )

-   لذلك على الفرد بدلاً من السخرية والشماتة بالمعاقين أن يحمد الله تعالى على المعافاة والصحة. فالمعاق فرد من أفراد المجتمع، والمعاقين فئة من خلق الله عز وجل أرادها بأن تكون على هذه الصورة، ولذلك فالمسلمون مطالبون بأن لا يسخروا من بعضهم البعض، وقد حفظ الإسلام كرامة المعاق وصان إنسانيته حتى لا يكون موضع سخريه من الأصحاء، فقد تكون هذه الإعاقة رافعة من شأنه ومن عزته أمام الخالق عز وجل أفضل وأعظم من الفرد السليم، والأمثلة على ذلك كثيرة منها: إكرام الصحابة لعبد الله بن مسعود لعرجه في رجله ونهى الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة عن مجرد تذكيره بها.

-          

-    وعين عبد الملك بن مروان إبان بن عثمان بن عفان وهو أصم ومصاب بالفالج والشلل الوجهي أميراً على المدينة المنورة، وكان إبان أميراً فقيهاً، وأمر عبد الملك بن مروان المنادي أن ينادي في موسم الحج: أن لا يفتي الناس إلا عطاء بن أبي رباح إمام أهل مكة وعالمها وفقيهها، وكان عطاء أسود، أعور أفلس، أشل، أعرج، لا يتأمل فيه المرء طائلاً، وعلى كل هذا جعله ديننا الحنيف بكل ما فيه من معاني التسامح والتعاطف مع أفراده إماما يرجع إليه الناس في الفتوى، ومدرسة يتخرج منها على يده الألوف من البيض، وهو عندهم محل الحب والتقدير.

-    وفي هذا يقول الله عز وجل ("يأَيها الذين آمنوا لا يسخر قَوم من قَومِ عسى أَن يكونوا َ خيراً منهم، ولا نساء من نساء عسى أَن يكن َ خيراً منهن، ولا تَلمزوا أنفسكم ولا تَنابزوا بالألَقاب(. ..." سورة الحجرات الآية 11

-   ومن هذا المنطلق فإنه لا يجوز مناداة الشخص المعاق بهذا المسمى بل علينا مناداته بأفضل الأسماء لديه، كذلك يجب أن تنادي هذه الفئة من المجتمع بمسميات تفتح لهم أبواب الحياة وتشجعهم على العيش داخل هذا المجتمع الواسع كمناداتهم بالأبطال والأسود أو الفرسان، فإن مثل هذه الألقاب تدعمهم وتزود الأمل لديهم.

-   ويوجب الإسلام علينا أن نحسن الاعتذار إلى المعوق إذا أخطأنا في حقه، أو أسأنا إليه عامدين وغير عامدين، فإن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول "أتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن ". رواه الترمذي.

-         5 المساواة والعدل:

-   قال الله تعالى (يأيها الناس إنا خَلَقَناكم من ذَكَرٍ وأنَثى وجعلَناكم شعوباً.وقبائلَ لِتعارفوا إِن أكرمكم عند اللهِ أتَقاكم( سورة الحجرات آية 13.  ومن عدل ورأفة هذا الدين العظيم على هذه الفئة بأنه لم يتركهم سدى بل رتب لهم مزيداً من الحقوق وأعفاهم من بعض الواجبات قدر استطاعته ليحدث التوازن بين قدرات الإنسان والتزاماته، فيعيش الجميع حياة طيبة كريمة سواء في ذلك الأصحاء المعاقون أو المرضى المعاقون.

-         6 الرعاية المالية للمعاقين بالإضافة للجوانب الأخرى:

-   إذا كان الإسلام قد أعطى للمعاقين حقوقهم الكاملة، في عزة وكرامه ودون أي استعلاء، فقد فتح لهم أيضاً بيت المال ليأخذ منه عند الإعسار ما يكفيهم، فقد أوجب الإسلام على الأمة رعاية المعاق والاهتمام به ابتداء من السلطات كونه ولي على من لا ولي له وتأسياً بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم.  فلقد حرص الإسلام على توفير الموارد المالية اللازمة لتأمين الحد الأدنى من الاحتياجات المعيشية للمعاق، ومن أهم هذه الموارد، الزكاة، وخمس الغنائم والصدقات.

-   يقول الله تعالى (واعَلموا أنما َ غنمتم من شَيء فإِن للهِ خمسه وللرسولِ ولذي القربى واليتَامى والمساكين وابن السبِيل) الأنفال 41. ويرى الفقهاء أنه من الأفضل أن يشترى للمعاق بأموال الزكاة أو بغيرها من بيت المال عقاراً يدر عليه دخلاً أو أن يشتري له أدوات مهنية، لممارسة مهنته، وذلك حتى لا يتكرر احتياجه للزكاة فيعيش عالة على الناس ويعف بذلك نفسه عن أي حاجة. (http://uqu.edu.sa )

-         وإذا تأملنا معاملة ورعاية واهتمام المعاقين في مختلف مراحل التاريخ الإسلامي منذ عهد النبوة، وحتى اليوم، نجد كثير من الصفحات المشرقة والتي تدل على مبلغ العناية والرعاية التي لقيها المعاقون من مجتمعاتهم الإسلامية ليس على اندماجهم في مجتمعاتهم وعدم شعورهم بالاغتراب فيها، بل أيضاً مساهمتهم مساهمة جادة في بنائها وازدهارها.

-   ولقد بقى المجتمع المسلم طيلة هذه القرون تربة مباركة لتلك القيم الربانية، يحافظ عليها وينمي ما فيها من مبادئ وأسس تربوية، والمتأمل في تاريخنا العلمي، يجد فيضا من العلماء ممن أصبحت عاهاتهم علما عليها، وعدداً كبيراً من المعاقين ممن نبغوا في شتى أنواع العلوم والفنون والآداب: كالأحول، والأخفش، والأصم، والأعرج، والأعمش، والأعمى، والأفطس، لقد بلغ هؤلاء في تاريخنا العلمي والفكري مكاناً عظيماً حيث ذاع صيتهم واشتهروا بألقاب ما ابتلاهم به الله من عاهات ولقد يكفينا أن سطوع عبقريتهم لم يطفئه مر السنين، ولا جهل الأحفاد. ويمكن أن نرجع ذلك من تفوق وتقدم لمثل هؤلاء العلماء إلى رعاية واهتمام الحكام وأولياء الأمور لتلك الفئة من الأفراد حتى تمكنوا من إثبات قدراتهم وإمكاناتهم ووصولهم إلى ما وصلوا إليه.

-         ومن الأمثلة التي تدل على رعاية أولياء الأمور أو الحكام لفئة المعوقين في مجتمعاتهم الإسلامية ما يلي:

-          مبادرة سيدنا عمر رضى الله عنه إلى سن أول تشريع اجتماعي في العالم لحماية المستضعفين والطفولة بإنشاء ديوان للطفولة والمستضعفين، مع فرض للمفطوم والمسن،   أو المعاق فريضة إضافية من بيت المال.

-   وقد كان ذلك قبل أربعة عشر قرناً من الزمن، وهذا يحتم عليه إحصاءهم ومعرفة حاجاتهم ومناطق تواجدهم، والأسباب المؤثرة في ضعفهم وقوتهم.  كما كان رضى الله عنه يقوم بنفسه بقضاء حوائج المقعدين، حيث خرج مرة على عادته يتفقد أحوال رعيته فرآه الصحابي الجليل طلحة يدخل بيتاً، فلما أصبح طلحة ذهب إلى البيت، فإذا بعجوز عمياء مقعدة، فقال لها: ما بال هذا الرجل يأتيك فقالت: إنه يتعهدني منذ كذا أو كذا وكذا ويأتيني بما يصلحني ويخرج الأذى عني.  (http://uqu.edu.sa )

-    كذلك يظهر التاريخ لنا أنه أول المستشفيات في الإسلام كانت خيمة رفيدة، ثم أنشئت البيرامستانات في دمشق ولقد كانت في الأصل تقدم العلاج والدواء ثم بعد ذلك هجرها النزلاء وبقيت للمعاقين عقلياً، وكانت تقدم لهم البرامج الترفيهية والطبية والترويحية، وخصص عمر بن عبد العزيز مرافقاً لكل كفيف، وخادماً لكل مقعد لا يقوى على القيام مع عمل إحصائية للمعوقين.

-   بلغ من اهتمام الوليد بن عبد الملك بالمعاقين أن انشأ لذوي العاهات دارا خاصة للعناية بهم، وتم تشييد أول مستشفى لمعالجة المجذومين من ذوي العاهات في عام 88 ه وكان هذا أول مستشفى من نوعه في العالم.

-    أما في أوربا فإن مستشفيات الجذام لم تبن قبل القرن الثاني عشر، وقد نقلها الصليبيون عن مستشفيات بلاد الشام، ومع ذلك ففي سنة 1313 ه. أمر الملك فيليب بإحراق جميع المجذومين في فرنسا، وهذا مخالف للدين الإسلامي. ومن هنا نجد أن نظرة الإسلام إلى الإعاقة والمعوقين وقضاياهم بعيدة عن مفهوم الطبقية، والاقتدار، والتمكن والأفضلية، فإن الله لا ينظر إلى صورنا ولا إلى أشكالنا ولكن إلى قلوبنا وأعمالنا (http://uqu.edu.sa )

 

 

 

 

 

-         4- التطور التربوي في رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في العصور الحديثة:

لم تتضح الصبغة العلمية في الرعاية التربوية للمعوقين وذويهم إلا في أواخر القرن الثامن عشر حيث اهتمت فئة من الأفراد بحالات الإعاقة المختلفة بروح آسرة، ويمكن إيجاز هذه الجهود فيما يلي:

-         1 الأعمال التي قام بها إيتارد:

-   لقد كان ايتارد من أنصار المذهب التجريبي الذي يؤمن بأن الحواس هي مصادر المعرفة، ولقد وضع برنامجاً لطفل عثر عليه أحد الصيادين في الغابة. وكان من طبقة المعتوهين، واستمرت التجربة أو البرنامج لمدة خمس سنوات، واستطاع ايتارد فيها تعليم الطفل مبادئ بسيطة في القراءة والكتابة، مع إخضاع الطفل لبعض الالتزامات في الحياة كاحترام التقاليد واستطاع ايتارد أيضاً أن يحرز تقدماً في تنبيه الطفل إلى استخدام حواس التذوق والشم واللمس، وإدراك العلاقات بين الأشياء، كما دربه على التمييز بين هذه الأصوات المختلفة ثم سرعان ما أخفق في متابعة التمييز بينهم، كذلك فشل ايتارد في تعلم الطفل الكلام وظل أصماً كما هو.

-         2جهود منتسوري:

-   بدأت اهتماماتها بالمعوقين في أواخر القرن التاسع عشر حيث كانت ترى أن مشكلة الإعاقة مشكلة تربوية أكثر منها مشكلة طبية، لذلك أقامت مؤسسة خاصة للمعوقين عقلياً، وصممت لها أجهزتها المعروفة التي تكونت من ست وعشرين جهازاً، منها أجهزة لتدريب القدرات البصرية.

 

 

 

         كما قامت بتدريب المعاقين عقليا بالتدريب على الإحساس بالحرارة والبرودة استخدمت الماء الدافئ والماء البارد للتمييز بينها، وكانت تقدم للمعوق ورقاً ناعماً وآخر مصنفراً لتدريبه على اللمس، وللتدريب على الألوان استخدمت لوحة مكونة من ثمان وأربعين بكرة مقسمة إلى ثمانية ألوان مختلفة الدرجات، واستخدمت صناديق مملوءة بالرمل والحصى وقطع من المعادن للتمييز بين الأصوات المختلفة والتدريب على السمع.  (http://uqu.edu.sa )

خلاصة:

إن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة والتي تعتبر ثروة حقيقية لشعوبها في حال تلقت هذه الشريحة المهمة من المجتمع كافة الاهتمام والعناية والرعاية، والاهتمام بتنميتها واستثمارها وإزاحة من طريقها كافة المعوقات التي تحول دون تفجر طاقاتها وتنميتها النمو السليم.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المحاضرة التاسعة:

-         مراكز اعادة التربية.

تمهيد :

ان ظاهرة جنوح الاحداث ظاهرة اجتماعية وجدت في جميع المجتمعات واختلفت نظرة كل مجتمع الى هذه المشكلة  ، حيث اعتبر الحدث المنحرف في المجتمعات القديمة انه يستحق العقاب ، أما حديثا اختلفت نظرة المجتمع للحدث المنحرف تبين ان الاحداث المنحرفة هم ضحية لظروف اجتماعية ادت بيهم الى الانحراف وبالتالي تهيئة الظروف الاجتماعية بما يخدم التنشئة السليمة والصالحة لهؤلاء الاحداث وبالتالي صنع مواطنين صالحين منهم

وبسبب التقدم الحضاري والتكنولوجي الحديث فقد ازدادت هذه المشكلة خاصة في المجتمعات النامية مما ادى الى المزيد من التفكك الاسري ، فالاحداث هم نواة المجتمع البشري ومرحلة الحداثة يتوقف عليها بحد بعيد ببناء شخصيات وتحديد سلوكياتهم في المستقبل ، واي جهد يوجه لرعايتهم وحمايتهم هو في نفس الوقت تامين لمستقبل الامة وتدعيم سلامتها لذلك تعتبر رعاية والطفولة العملية البناءة والاساسية في اي مجتمع يسعى الى تحقيق التطور المتوازن بعيد الانحرافات والعلل الاجتماعية والقادرة علر الابتكار والتجدد المتمسك في القيم والاخلاق الفاضلة

   

1 _الإطار المفاهيمي لفئة جنوح الأحداث:

أ-مفهوم  الحدث :

-اصطلاحا :

 يعرف بانه شخصا لم تتوفر فيه ملكية الادراك والاختبار لقصور عقله عن ادراك حقائق لاشياء واختيار النافع منها والابتعاد عن الضار وذلك بسبب عدم اكتمال نموه وضعف في قدرته الذهنية والبدنية بسبب وجوده في سن مبكرة ليس في استطاعته بعد وزن الامور بميزانها الصحيح وتقديرها حق التقدير ( معوض عبد التواب ،1995 ، ص 14 )

-الحدث في علم النفس:

الصغير منذ ولادته حتى يتم نضجه النفسي وتتكامل لديه عناصر الادراك والرشد

( محمد عبد القادر ،1992 ، ص 49 )

-اما الحدث في علم الاجتماع :

الصغير منذ ولادته حتى يتم نضجه اجتماعيا وتتكامل لديهعناصرالرشد والمتمثلة في عناصر الادراك التام والقدرة على تكيف سلوكه وتصرفاته طبقا بما يحيط به من ظروف ومتطلبات الواقع الاجتماعي ( صالح علي الزين ،1995 ،ص 212 )

-اما التشريع او القانون الجزائري :

هو صغير لسن الذي يقل عن سن الثمانية عشر عاما ، وبوصول الصغير الى هذه السن يكون قد بلغ سن الرشد الجنائي ( ابراهيم حرب محيسن ، 1999 ، ص11 )

ب-مفهوم الانحراف :    

-شرعا :

هو مجانبة الفطرة السليمة واتباع الطريق الخطأ المنهى عنه دينيا او الخضوع الى والاستسلام للطبيعة الانسانية دون قيود

ب-الانحراف اصطلاحا:

ويتمثل في مظاهر السلوك غير الموافق مع السلوك الاجتماعي السوي والتي تمهد بعد ذلك الى انزلاقه نحو الإجرام

ويعرف على انه الابتعاد عن المسار المحدد او هو انتهاك لقواعد ومعايير المجتمع  ووصمة تلتصق بالأفعال او الأفراد المبتعدين عن طريق الجماعات المستقيمة داخل المجتمع ظن  او هو انتهاك القواعد ، الذي يتميز بدرجة كافية من الخروج على حدود التسامح العام في المجتمع

و نعني به كذلك بمخالفة المعايير التي سطرها  المجتمع للحفاظ على استقراره ، كالهرب من المدرسة واعتياد التدخين في سن مبكرة والتمرد على سلطة الولدين او الاولياء  الى غير ذلك ( فوزي محمد جبل ، 2000 ، ص 411 )

ج- انحراف الاحداث :

- يعرفه احسان محمد الحسن الحدث المنحرف من الوجهة القنونية بأنه : الصغير الذي يقل عمره عن سن معينة يختلف تحديدها من بلد الى اخر ، ولكنها لاتتجاوز الثالثة عشر سنة في معظم البلدان ويصدر عليه حكم من محكمة الاحداث وهذا يعني انه قد ارتكب عملا او اعمالا تخالف قانون البلاد ( احسان محمد الحسن ، 1999 ، ص 228 )

- اما العالم النفساني سيريل بريت يعرف الجنوح بأنه : حالة تتوافر في الحدث كلما اظهر ميولا مضادة للمجتمع لدرجة خطيرة تجعله او  يمكن ان تجعله موضوعا لاجراء رسمي  وحسب انصار مدرسة التحليل النفسي فيعرف الحدث المنحرف بأنه : الحدث الذي تتغلب عنده الدوافع الغريزية والرغبات على القيم والتقاليد الاجتماعية الصحيحة

- حسب دوركايم فان الحدث المنحرف من المنظور الاجتماعي هو الذي تصدر عنه افعال منحرفة عن النموذج السليم ، تلك الافعال التي ارتكبها الكبارفانهم يعاقبون عليها كمجرمين

اذن فانحراف الاحداث يشير الى السلوك الذي يخرجون به عن قواعد وتوقعات الاخرين في المجتمع والذي يفرض عليهم وعلى كل من يخرج عليه المعارضة واتخاذ التدابير اللازمة اي ان الانحراف ليس صفة السلوك ( مجمد طلعت عيسى واخرون ، د.ت ، ص 49 )         

2_ اثر العوامل الاجتماعية في جنوح الاحداث:

-العامل الاسري :

تتمثل مهمة الاسرة كونها البيئة الاجتماعية الاولى التي تتقبل الطفل منذ الولادة وتضل معه مدة قد تطول او قصيرة ، وتعتبر السنوات الخمس الاولى من حياة الطفل من اهم السنوات في اكتساب الطفل للصفات والخصائص الاجتماعية الاساسية والدعائم الاولى للشخصية ( جعفر عبد الامير الياسين ، 1981 ،  ص 16 )

فهي مسؤولة عن نمط سلوك الطفل وقيمه وغرس الصفات والاخلاق الحميدة فيه وهناك عدة درسات تناولت اسباب الجنوح وعلاقته بالاسرة ، بحيث ترىهذه الدراسات ان الاسرة المتكفلة لها دور فعال في تكوين السلوك الاجرامي لدى الطفل وهذا ماسنراه في النقاط التالية :

 انحراف الاحداث والتفكك:  ويقصد به انفصام الروابط الاسرية الناتج عن الطلاق والهجر ، فقد قام الكثير من لباحثين بدراسة بين التفكك الاسري والجنوح حيث ان النتائج تختلف من دراسة لاخرى وذلم حسب اختلاف طبيعة كل مجتمع وصفاته  ومميزاته فان معظم الدراسات اثبتت ان نسبة 70 / الى 90/ من الاحداث المنحرفين اتو من بيوت عمها التفكك وعدم الانسجام

فالحدث عندما يفتح عينه في بيت يسود فيه الخصومات او المشاكل بين الوالدين فاكيد يتهرب من محيط الاسرة الموجود ليبحث عن رفقاء اخرين يستمعون له وهذا يمهد له سبيل الانحراف ونعني هنا ان هناك تقصير من قبل الاسرة ( حسن شحاتة ، 1966 ، ، ص 118 )

-العلاقة بين انحراف الاحداث والتربية :

يمكن ان يكون اسلوب التربية الوالدية مصدر عطف ومان وثقة ويمكن ان يكون مصدر ألمه وذلك من خلال اسلوب المعاملة التي يتلقاه ، وكما ان تفاوت في المعاملة داخل الاسرة يمكن ان يولد بعض الرغبة في الانتقام قد تؤدي الى الانحراف والجريمة فمواقف الوالدين يجب يجب ان لا تتم بعد العدالة ، ويجب التاكيد على حاجات الطفل للحب والامان وتاكيد الذات عند عدم اشباعها قد تنفجر بصورة او باخرى بشكل عدواني ( جعفر علي ، 1996 ، ص 65 ) 

-المدرسة وانحراف الاحداث :

تمثل المدرسة المؤسسة الثانية التي اعدها المجتمع لتربية وتعليم الاطفال و في قيام المدرسة بهدا الدور تعتمد على المتخصصين من المعلمين  و الإداريين لذا فوضيفتها تتمثل في :

_ تنقية وتطهير التراث  الثقافي مما يفسد نمو الطفل ويؤثر في تربيته

_ التأثير سلبيا ، من حيث ان عمل البيئة المدرسية هو حذف كل ماهو غير ملائم من البيئة الخارجية كي لا يؤثر في عادات الطفل واتجاهاته

_ توفير بيئة اجتماعية اكثر اتزانا من البيئة الخارجية مما يؤثر في تنشئة التلميذ وتكوين شخصية تكوينا يمكنه من تفاعل والتكف مع المجتمع والعمل على تطوره

فالمدرسة الان هي المحك الاول الذي تقاس به قدرة الحدث او عدم قدرته على التكيف مع مجتمع يسوده النظام والقواعد الملزمة التي يتعرض الحدث للعقاب اذا خالفها ، ويكون عتابه بواسطة سلطة اخرى خلاف سلطة والديه، حيث تفرض عليه اوضاعا سلوكية لم يسبق له ان صادفها من قبل ، وفيها يتعرض لانواع العقوبات والجزاءات وقد تعتريه الددهشة اذ يجد حتى  والديه عاجزين عن حمايته منها فالمدرسة بالنسبة للحد تجربة جديدة فلابد وان تكون ذات اثر فعال في سلوكه وفي بناء شخصيته ( منير المرسي سرحان ، 1981 ، ص 192 )

-اثر جماعة الرفاق :

تعتبر جماعة الرفاق ومايطلق عليها اسم الشلة وهو عبارة عن جماعة صغيرة تتوفر فيها العلاقات الجماعية بين اعضائها من اشخاص ينتمون الى المراكز الاجتماعية الواحدة وينفقون فيما بينهم على استبعاد الافراد الاخرين فهم يعتبرون المؤثراتخارجه لها اهمية بالغة في حياة الفرد

حيث ان اثر هذه الجماعة يتمثل غالبا في تهيئة الجو الملائم للحدث اين يشعر بالحرية والانطلاق خاصة اذا كان جو البيت والمدرسة مشحون بضغوط انفعالية تحرم الطفل من التمتع بحرية التعبير عن رغباته بممارسة كل ما حرم منه ليشعر بمتعة بالغة بانضمامه لهذه الجماعة

ان الحدث بحاجة ماسة للعب واقامة علاقات اجتماعية مع اقرانه لكي يمضي معهم الوقت خاصة اذا لم يجد في المنزل وسائل للعب والترفيه اذا لم يكن للاسرة علاقة باختيار اصدقائه ان يعمل الشارع مسرعا لنشاطه التلقائي فهو يحمل الكثير من الاغراءات الدافعة التي تبني السلوك المنحرف

وغالبا مايبدا الجنوح عند الفشل في تحقيق الطموحات او عند صعوبة تكيفه مع الجماعة واحساسه بالاهمال من قبل الاهل والمجتمع الذي يعيش فيه من جهة ثانية فعندما يلجا الى اصدقائه فيهتم بارائهم واحكامهم ويقلدهم حتى في سلوكاتهم المنحرفة بالاضافة الى قسوة الاياء احيانا ، من هنا تتحول هذه الجماعة من عادية الى عصابات تمارس نشاطها كنوع من الهواية كسد فرا ، فيقومون بالسرقة والاعتداء على غيرهم ، وما هذه الا بداية صعبة نحو جنوح الاحداث ( عبد المنعم وعدلي سليمان ،1970 ، ص 333  

3_ مظاهر وانواع جنوح الاحداث :

أ-مظاهر الجنوح :

يمكن تحديد اهم مظاهر الانحراف لدى الاحداث في الحالات التالية :

1_ السرقة : تعرف على انها الاستحواذ على اشياء الغير لاشباع حاجة من الحاجات التي لا يتمكن الفرد من اشباعها داخل الاسرة ، او الاضطرار الى مجاراة اصدقاء السوء ومن اسبابها لدى الاحداث :

التعويض عما ينقصهم بسبب فقرهم وعدم توفر مال لديهم لشراء مايحتاجونه

حب تقليد الاخرين كالاصدقاء او الاولياء او غيرهم ممن لهم التاثير على حياة الحدث

استحسان مثل هذا السلوك من قبل الاهل

2_ الكذب المرضي : ويهدف من ورائه الحدث الى تغطية اخطائه اومخالفاته

3_ الفشل الدراسي والهروب من المدرسة : حيث ترتفع نسبة الاحدث من بين الفاشلين والمنقطعين عن المدرسة ويرجع محمد فوزي جبل انقطاع او هروب الطفل من المدرسة لاسباب منها :

* عدم مواكبة المنهج الدراسي لقدرات التلاميذ وقسوة المعلمين

* غياب انشطة مدرسية ترويحية للتلاميذ الترويح عن انعالاتهم

* عدم توافر الامكانيات المادية المناسبة لمتابعة الدراسة والاضطرار للعمل لمساعدة الاولياء مما يؤدي الى هروبهم

*طموح وضغوط الاباء لالحاق ابنائهم بنوع من التعليم لا يتناسب مع قدراتهم فيؤدي الى القلق والاحباط

4_ ممارسة جمع اعقاب السجائر ومخالطة المعرضين للانحراف او المشتبه فيهم

5_ التخريب والشغب والخطورة على الامنوالتزييف

6_ تعاطي المخذرات والمسكرات والادمان وكذا التدخين

7_ الضرب والجرح العمدي ( حامد عبد السلام ، د.ت  ، ص ص 528.529 )

ب_ انواع المنحرفين :

صنفت انواع المنحرفين المنحرفين الى الاصناف التالية :

1- الاحداث المنحرفين : اي الذين يرتكبون افعالا وضع القانون له عقوبة معينة ،او بعبارة اخرى الاحداث الذين يرتكبون الجرائم التي ينص عليها قانون العقوبات والقونين الجنائية الاخرى

2- الاحداث المعرضين للانحراف : وينقسمون الى ثلاثة اقسام هي :

§        الحدث المتشرد : هو الحدث الذي لا عايل له ، وليست له وسيلة مشروعة للتعيش ولا مأوى يأويه

§        الحدث المشكل : هو الحدث الذي يعاني من مشاكل سلوكية وخلاقية ونفسية

§   الحدث في خطر : هو الحدث لذي يفتقد الرعاية لسبب من الاسباب او يتعرض لعدوى مخالطة غيره من المنحرفين او يرتد على الاماكن التي تعتبر مرتعا للانحراف والمنحرفين

3- الحدث فاقد القوى العقلية : يخرج هذا القسم من الاحداث من طائفة الاحداث المنحرفين فلا تطبق عليه التشريعات الخاصة بالاحداث العاديين ويرى التشريع بشانه انه اذا ثبت ارتكاب احد اعضائه سلوكا منحرفا يعاقب عليه القنون  ، ضرورة ايداعه في احد المراكز لخاصة بالامراض العقلية ( عبد الحميد محمد الشادلي ، 2001 ، ص ص 179.180 )

4_ المراكز المتخصصة بالاحداث الجانحين :

1- المراكز المتخصصة  باعادة التربية :

مرت مراكز اعادة التربية في العهد الاستعماري بمراحا لاتختلف عن السجون ولمعتقلات المخصصة للكبار ، فقد كان الاحداث يوضعون في السجون والمعتقلات المخصصة للكبار و يعزلون في زنزانة خاصة بهم ولا تفرق المعاملة بينهم وبين الكبار والصغار ، اما بعد عام 1962 تاسست مديرية فرعية لحماية الطفولة ولمراهقة وهي مديرية متعلقة بالتنسيق مع وزارتي العدل والداخلية ، فهي تعتني فقط بالاحداث المنحرفين لكل اطفال الجزائريين لذين استشهد  اباؤهم في الحرب وليس لهم من يتكفل بهم ففي بداية الامر كانت المراكز تحت اشراف وزارة الشباب والرياضة استمرت واحد وعشرون سنة ثم  تحولت عام 1984 تحت وصاية وزارة العمل و الشؤون الاجتماعية وقد تطورت هذه المراكز بصورة فعالة ففي عام 1976 كان عدد المراكز 26 مركز اما  في عام 1990 وصل عددها الى 34 مركز موزعة على مستوى الوطن

      حيث نص قانون حول كيفية معاملة الاحداث خلال تواجدهم بالمراكز او الجناح المخصص لهم بالمؤسسات العقابية يراعي فيها مقتضيت سنه وشخصيته  ، ويستفيد الحدث المحبوس على جه الخصوص على وجبة غذائية متوازنة وكافية ، لباس مناسب ، رعاية صحية وفحوص طبية مستمرة ، محادثة زائريه مباشرة من دون فاصل ، استعمال وسائل الاتصالعن بعد تحت رقابة الادارة

-التدابير تمثلت في النذار ، التوبيخ ، الحرمان من بعض الانشطة الترفيهية ويكون حرمان مؤقت ، المنع من التصرف في مكسبه المالي .....

   - وتشمل هذه المراكز على ثلاث مصالح وهي  ( نوار الطيب ، 1989 .1990 ، ص ص 153 .156 )

 

* مصلحة الملاحظة :

تقوم بدراسة شخصية الحدث والتصرفات الخارجية له ومراقبة السلوك العام عن طريق الملاحظة المباشرة ،ولا يمكن ان تقل الاقامة للحد في مصلحة الملاحظة عنثلاث اشهر ولا تزيد عن ستة اشهر ، وعند انتهاء هذه المدة  يوجه تقرير مفصل متبوع بالطريقة لعلاجية  والاقتراحات  المناسبة الى قاضي الاحداث المختص

* مصلحة اعادة التربية :

تعمل على تزويد الحدث بالتربية الاخلاقية والوطنية والرياضية والتموين المدرسي والمهني قصد ادماج الحدث اجتماعيا

* مصلحة العلاج البعدي :

تتكفل بالعمل على رجوع الحدث الى الوضع الطبيعي الاجتماعي له  والعمل ايضا على ايجاد التدبير العلاجي المناسب بعد اخذ رأي لجنة العمل التربوي التي تتكون من ستة أعضاء يرأسها بالضرورة قاضي الاحداث

2- المراكز المتخصصة في الحماية :

تعتبر مؤسسات داخلية مخصصة لايواء الاحداث الذين لم يكملوا 21 عاما من عمرهم قصد تربيتهم وحمايتهم من الفساد والضياع ولا تختص هذه المراكز بقبول الاحداث المتخلفين عقليا او بدنيا وتشتمل هذه المراكز بدورها ثلاثة مصالح رئيسية على مستوى كل ولاية

3- مصالح الملاحظة والتربية في الوسط المفتوح :

تتلخص مهام هذه المصلحة في العناية بالاحداث الموضوعين تحت نظام الحرية الرافبة بسبب الخطر الخلقي او عدم الاندماج الاجتماعي  كما تقوم هذه المصلحة بجمع الابحاث والاعمال التي تتعلق بالحدث ضمن اطار الوقاية من عدم تكيف الاحداث ، يتفرع من هذه المصلحة على مستوى كل ولايو قسمين هما :

* قسم المشورة التوجيهية والتربوية

* قسم الاستقبال والفرز

 

4- المراكز المتعددة الخدمات لوقاية الشبيبة :

وهي مركز تجمع مهام ومسؤوليات المراكز الثلاثة المذكورة اعلاه عندما تقتضي الظروف ويلاحظ ان هذه الانواع في المراكز قليلة جدا بالقياس مع المراكز الاخرى ، نظرا لصعوبة المهام التي تختص بها طبعقا لهذ الامر ، ويحتم على مسؤولي هذه المراكز اشعار قاضي الاحداث بجميع الافعال التي تصيب الاحداث وخاصة الحالات المرضية او وضعه في المستشفى او هربه من المركز او وفاته ، كم يعملون الجهات القضائية عن القضاء مدة الوضع والائيواء بالمركز بشهر واحد قبل انتهاء المدة المحددة  وللحدث الحق في يارة عائلته بصفة استثنائية في حالة الوفاة او الافراج كم يتمتع الاحداث في هذه  المراكز بعطلة سنوية لدى عائلاتهم لمدة لا تتجاوز 45يوما خلال فترة لصيف ( حومر سمية ، 2005.2006 ، ص ص56.55

 

خلاصة :

مما سبق نصل الى ان مفهوم انحراف الاحداث يختلف تحديده باختلاف اهتماهات دراسية وتخصص كل  واحد منهم ،سواء في القانون او في علم النفس او في علم الاجتماع ، كما تتنوع مظاهر الانحراف لدى الاحداث لتشمل سلوكات منحرفة كثيرة تتراوح بين البسيطة والمتوسطة والخطيرة ، وكلها تستدعي تظافر الجهود للتصدي لها عن طريق الوقوف على اسبابها والظروف الملائمة لوجودها من اجل ازالتها او التخفيف من وطأتها على الأقل.

 

 

المحاضرة العاشرة:

-         المناهج التربوية للمؤسسات المتخصصة.

تمهيد:

غير العاديين أو ذوي الاحتياجات الخاصة هم أولئك الأفراد الذين ينحرفون عن المستوى العادي في الجوانب الجسمية والحسية والعقلية بما يجعل من الضروري إجراء جملة من التغييرات والتعديلات على مستوى المؤسسات التربوية، أي إحداث تعديلات على مستوى المناهج التربوية بما يتلاءم واحتياجاتهم التعليمية والاجتماعية مستقبلا. وسنتعرف هنا على مناهج ذوي الاحتياجات الخاصة والاستراتيجيات المختلفة التي تستخدم في تعليمهم.

1-تكييف المنهاج التربوي في التربية الخاصة:

تلجأ مناهج التربية الخاصة إلى تصنيف النشاطات التربوية تبعا للمجال النمائي والمجالات النمائية الأساسية التي تركز عليها هذه المناهج عموما هي:

o       المهارات الحركية الكبيرة والدقيقة.

o       المهارات اللغوية التعبيرية والاستقبالية.

o       المهارات الاجتماعية والانفعالية.

o       المهارات المعرفية الإدراكية.

o       مهارات العناية بالذات (الخطيب جمال، الحديدي منى، 2009: 51 )

* وبصرف النظر عن فئة الأطفال التي يتم تصميم المنهاج لها، ينبغي إتباع الخطوات التالية:

o تحديد الأهداف العامة طويلة المدى والأهداف قصيرة المدى.

o تحديد طبيعة وأنواع الخبرات التعليمية.

o اختيار المحتوى.

o تنظيم الخبرات والمحتوى وضمان تكاملها.

o تقييم مدى شمولية و ملاءمة الأهداف والخبرات والمحتوى. (سلامة عبد الحافظ، أبو مغلي سمير، 2007: 30)

2-تصنيف المنــــاهج في التربية الخــاصة:

وفي هذا الإطار تصنف بيجي (Bigge، 1982) مناهج الأطفال المعوقين إلى ثلاثة أنواع وهي:

 

أ-منهـاج البيئـة التعليميـة المبرمجـة:

لقد تم تطوير منهاج البيئة المبرمجة في ميدان التربية الخاصة لتقديم الخدمات التعليمية للأطفال ذوي الإعاقات الشديدة أو المتعددة، ومن أفضل الأمثلة على هذا النوع من المنهاج وأكثرها شمولية المنهاج الذي طوره توني ورفاقه (1979)، بحيث يتضمن برامج فرعية عديدة تشمل المهارات اللغوية التعبيرية والمهارات اللغوية الاستقبالية والمهارات المعرفية والمهارات الحركية الدقيقة والمهارات الحركية الكبيرة ومهارات العناية بالذات.

ب- منهاج التطور النمائي:

هذا المنهاج يستند إلى افتراض مفاده أن معلم التربية الخاصة لن يستطيع تلبية الحاجات الفردية للطفل المعوق دون أن يكون ملما بمبادئ النمو الإنساني وخصائصه.

ج- المنهاج التقليدي:

هو المنهاج المدرسي العادي الذي تم تطويره دون الأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات الأطفال المعوقين، ومع أن الإعاقات أنواع مختلفة ومستويات متباينة إلا أنه هذا المنهاج والذي يمكن أن يستخدم جزئيا أو ربما كليا في بعض الحالات لتدريس التلاميذ المعوقين، فالتوجه المعاصر نحو الدمج أو ما أصبح يعرف باسم "المدرسة للجميع" جعل مثل هذه الممارسة ممكنة. (جمال الخطيب، منى الحديدي،2009 :59-61-64-65)

نستطيع القول أن الخوض في منهاج التربية الخاصة يشكل تحديا حقيقيا إذ ليس هناك منهاج موحد لفئات الإعاقة أو حتى لفئة واحدة منها، ومع ذلك فلن تكون العملية التربوية فعالة وملائمة ما لم تستند إلى إطار وخطة واضحة ومحكمة، ولما كان المنهاج هو الذي يرسم ملامح هذا الإطار ويحدد عناصر هذه الخطة، فلا بد أن يبحث المعلمون عن دليل يوجه جهودهم ويرشدهم إلى تحديد الأهداف وتطوير الأدوات والوسائل، وتنفيذ النشاطات التي تساعد الأطفال المعوقين على اكتساب المهارات وتطوير القدرات والمفاهيم، وتمثل القيم اللازمة للاعتماد على النفس في الموقف الحياتية اليومية(سلامة عبد الحافظ، أبو مغلي سمير، 2007 : 30)

ولعل من أهم خصائص التربية الخاصة تركيزها على تكييف المنهاج على نحو يسمح بتلبية الاحتياجات التعليمية الفريدة للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة. (الخطيب جمال، الحديدي منى، 2009 : 69)

ويعتبر النموذج الذي خدمة ويهمان (wenmen، 1981) في بناء المنهاج للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، من النماذج المقبولة والمعتمدة في مجالات التربية الخاصة، وهو يمر على خمس خطوات رئيسية:

1.  التعرف على السلوك المدخلي: يعتمد بناء مناهج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة على معرفة خصائص هؤلاء الأطفال فنحن بحاجة أولا إلى معلومات أولية سريعة عن الفئة التي تتعامل معها بشكل عام، حتى نتمكن من السير قدما في بناء المنهاج.

2.  قياس مستوى الأداء الحالي: تهدف هذه العملية إلى معرفة نقاط القوة ونقاط الضعف في أداء الطالب، باستخدام مقياس أو أكثر من المقاييس التي تقيس المهارات السلوكية المختلفة في كل بعد من الأبعاد المختلفة التي يتضمنها محتوى المنهاج.

3.  إعداد الخطة التربوية الفردية: وهي خطة تصمم بشكل خاص لطفل معين لكي تقابل حاجاته التربوية، بحيث تشمل كل الأهداف المتوقع تحقيقها وفق معايير معينة في فترة زمنية محددة.

4.      إعداد الخطة التعليمية الفردية.

5.      تقويم الأداء النهائية. (أحمد يحي خولة، 2006 : 30-34 )

 وفي هذا الإطار من الضروري الإشارة إلى إن رعاية ذوي الحاجات الخاصة قد عرفت انتكاسات أثناء عملية التحول والتطور، لأن طريق التنمية يتسم بالتغير التدريجي الصاعد، والدائم بالإضافة إلى آليات محددة لتصحيح السلبيات التي تظهر في الممارسة، وذلك عكس العملية الإيوائية، حيث هناك إجابات وحلول جاهزة مقدما لكل المشكلات وذلك لأن التنمية نظام تقتضي إصدار قرارات وتحمل مسؤوليات، والاعتراف مسبقا بأن هذه القرارات تؤدي إلى صراعات وضرورة إبداع وسائل واستراتيجيات لمواجهتها، وفي ضوء ذلك يمكن القول إن عملية التحول التنموي تقتضي إعادة صياغة القيم السائدة وتغيير أنماط السلوك من خلال مجموعة كبرى متكاملة من التحولات ومن بين أهم هذه التحولات ما يلي:

التغير من الاعتماد على الدولة في تحمل المسؤولية الفردية في مجال صنع القرارات المناسبة لحالات ذوي الحاجات الخاصة على قدر تباينهم.

                 i.  التغيير من السلبية إلى المشاركة الإيجابية والتي تعني الالتزام بالدفاع عن قضايا معاصرة في التربية الخاصة قد تؤدي إلى صراع مثل ( قضية الابتكار لدى ذوي الحاجات الخاصة)

01)    التغير من اتخاذ مواقف ثابتة إلى تبني منظورات تعاونية، تميل إلى قبول الاختلاف.

02)  التغير من مناخ اليأس والقدرية إلى مناخ الثقة بالذات والقدرة على التحكم في المصير وتحمل المسؤولية.

03)    تغير زاوية التفكير التي تقوم على ثنائية متعاكسة مغلقة وهي الخطأ والصواب إلى المنظور التنموي في التفكير الذي ينزع إلى قبول الحلول المتعددة والمتنوعة والفريدة.

04)    الانتقال من الإشكالية التي يسيطر عليها الماضي إلى التوجهات المستقبلية.

05)  التغيير من الشك بمبدأ عدم الإتيان بأبدع مما كان إلى الثقة الفعالة والمقدرة الخفية في كل أفراد ذوي الاحتياجات الخاصة والذين هم على اشد الحاجة إلى فن إزاحة الستار عند القدرات الدفينة التي يمتلكوها.

06)  الانتقال من عزل أولادنا ذوي الحاجات الخاصة داخل زنزانة منزلية إلى الانفتاح في ضوء الرعاية والتحدي للصعاب بالصبر والعمل.

07)  الانتقال من عدم الكفاءة اللاتخصصية إلى المؤمنين بقدرة ذوي الحاجات الخاصة والقدرة على العمل لاستخراج أقصى طاقاتهم وقدراتهم وإبراز ميولهم واستعداداتهم.

08)  الانتقال من الروتينية في التعامل مع ذوي الحاجات الخاصة إلى الالتزام الشخصي والانضباط الذاتي والمعيار الأخلاقي الذي يؤتي المعرفة والإبداع في المجال هو الإتقان في المهارات اللازمة.

09)  الإطلاع على التجارب العالمية في رعاية ذوي الحاجات الخاصة والاقتياد بإبداعات البعض منهم عبر التاريخ.

10)  ويمكن القول أنه قد لا تكفى الصياغة النظرية لقواعد المنهج على إصلاح التربية الخاصة ولكن ينبغي الالتفات إلى تحديات التطبيق العملي. ( محمد صالح الإمام،2010 :15- 16)

        إن المنهاج العام مدعما بالوسائل والأدوات المساعدة ساعد التوجه المعاصر نحو الدمج أو ما يعرف باسم (المدرسة للجميع) وجعل حتى الأطفال المعوقين يمكن لهم الاستفادة من المنهاج العادي إذا توفر لهم القليل من الدعم الخاص. ( بطرس حافظ بطرس، 2009 : 174)

 

3- مصـــادر منهاج التربية الخاصة:

ثمة ثلاثة مصادر لمنهاج ذوي احتياجات الخاصة وهي:

1-  حاجات المجتمع الآنية: دراسة بيئة الطفل التي أتي منها.

2-  حاجات المتعلم واهتماماته يتم تقويم اهتماماته، قدراته، حاجاته، خبراته ونمطه التعليمي وطبيعة شخصيته.

3-  المحتويات والموضوعات: مراعاة التكامل بين الموضوعات الأكاديمية

* نستخلص: إن الغرض العام من المنهج المتكامل هو تحضير الطالب للعمل بأقصى حد ممكن في البيئة الطبيعية، التدريس على المهارات، شمولية الأهداف، تحمل المسؤولية، حاجات المتعلم، خبرات الطفل، تغذية راجعة.  (محمد صابر وآخرون، 2006 : 23)

4-خطوات وضع المنهاج في التربية الخاصة:

1. اختيار الأهداف وتحديدها: عند اختيار الأهداف العامة السنوية، هناك بعض الأسئلة يجيب عليها الفريق للتأكد من محتوى المنهج:

-       موافقة الأهداف مع فلسفة تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة

-       تلبية الأهداف لرغبات وحاجيات الطالب في مجتمعه

-       قيمه الأهداف

2. التقويم التربوي:

-       هل يعكس المنهج تفهما لخصائص الطفل وقدراته وضعفه.

-       هل صياغة الأهداف على نهج تحليل المهارات من العام للخاص ومن السهل للصعب ومن الملموس للمجرد.

3. الأهداف التعليمية:

-       هل الأهداف التعليمية واضحة ومحددة.

-       هل الأداء المطلوب واضح.

-       أساليب القياس واضحة محددة

-       معايير النجاح واضحة

-       الأهداف متناسبة مع الأهداف العامة للمنهج.

4. تقويم فاعلية البرنامج:

-       تتم عن طريق التحقق من الأساليب التقويمية ومدى ملائمتها

-       تناسب أساليب القياس والأهداف

-       قياس متواصل

-       صلاحية الاختيارات وأنواعها.  (الخطيب منذر هاشم، 2007 : 133 )

5- تكييف المنهاج التربوي في التربية الخاصة وكيفية تعديله:

 بدل من السؤال هل باستطاعتنا بناء منهاج أكاديمي واحد لتلبية حاجات كل المتعلمين نطرحه كالتالي: ما المنهاج الذي يوفر الحد الأقصى من لاحتمالات لأن يمر معظم المتعلمين بخبرات مدرسية ناجحة ؟

 فكما تعتقد بوجاش ووارجر ( Pugagh et warger ) أن من خصائص التربية الخاصة تركيزها على تكييف البرنامج على نحو يسمح بتلبية الحاجات التعليمية الفردية ويتعين تحديد الأداء الحالي، ثم تعيين الأهداف طويلة وقصيرة الأمد والطرائق والوسائل للتحقيق والفترة الزمنية لذلك.

 فالمنهاج في التربية الخاصة يتمركز حول المهارات الأكاديمية الأساسية والوظيفية وتكاد تقصر على المهارات المدخلية في مجال القراءة والحساب، فترى كل من بوجاش و وارجر، أن مبدأ تكافؤ الفرص في التعليم لا يلبي الاحتياجات و الفروقات الفردية رغم النوايا الحسنة، فالمنهاج التقليدي لا يضمن إلا جرعات بسيطة. (سالم كوثر جميل، 2009 : 55 )

 وهناك من هم أكثر تفاؤل حيث يعتقدون أن التوصل إلى منهاج أكثر قبولا وفائدة من خلال تعاون المعلمين العاديين ومعلمو التربية الخاصة، حيث أن التربية العادية تقدم أفكارا حول ما ينبغي تعلمه في المدرسة، والتربية الخاصة تركز على الحياة التي تنتظر المعلمين، ولذلك نركز على مصادر المنهاج للمتعلمين، المجتمع والمواد الدراسية.

01)                       تفاعل فئات الإعاقة المختلطة مع المنهاج بوجه عام.

02)        ذوو الإعاقة البسيطة أو الذين يكونون غالبا مروا بخبرات مع المنهاج الأكاديمي العام قبل إخراجهم من الصف.

03)        مدى ما ستحققه المناهج أين أخفقت الأخرى في استثارة دافعيتهم ومدى إمكانية خلق التوازن بين الأهداف المتوخاة من الدمج والأهداف الاكادمية.

04)        ذوى الإعاقة الشديدة:المنهاج المصمم لهم يتمركز حول مهارات وظيفية وأخرى ترتبط بتأدية المهارات الحياتية اليومية، وكذا الأمر لذوى الإعاقات المتوسطة الأهداف تكون اجتماعية.

05)        الإعاقة الجسمية ( سمعية وبصرية ) والجسمية غالبا ما يتعلق الأمر بالمنهاج الأكاديمي بحد ذاته مع تكيف تفاعل الطلاب من خلال تعديل وتكييف الوسائل والطرق التعليمية واستخدام الأجهزة والأدوات التقنية. (سالم كوثر جميل، 2009 : 56)

06)        ثم تطوير التربية الخاصة ومنهاجها استنادا إلى افتراض مفاده أن الاحتياجات التعليمية تنبثق من عوامل داخلية للطفل وليس من عوامل خارجية ( الوضع التعليمي ) ولذا اتسمت المناهج بالمحدودية والبساطة.

07)        فالنموذج التشخيصي العلاجي ينطوي على افتراض أن المشكلات التي يعاني منها الطفل نتاج اضطراب في العمليات النفسية الداخلية تصف هذه الاضطرابات إلى إدراكية – حركية بصرية - إدراكية نفسية – لغوية سمعية – ولكن مثل هذا المنحنى أدى إلى التركيز على مهارات وعمليات محددة غير شمولية مختلة عن المنهاج التقليدي.

08)                       و نتيجة لذلك أصبح النموذج السلوكي أكثر قبولا لتصميم المنهاج وأساليب التدريس.

09)        يركز هذا المنحنى على تعليم مهارات قابلة للملاحظة باستخدام أساليب متنوعة مثل التشكيل،تحليل المهارات – تعزيز ايجابي – نمذجة وتغذية راجعة.

10)        يستخدم هذا المنحنى التقييم المتكرر للأداء للحكم على فاعلية البرامج وإذا لم يتقدم الطفل، لا يتهم الطفل ويعدل البرنامج.

11)        تقترح ( بيفريجbeveridge ) تطوير منهاج يتصف بتلبية الاحتياجات التعليمية الخاصة ونقصد بذلك العلاقة المتبادلة بين المتغيرات الرئيسية في البيئة التعليمية ( تنظيم غرفة الصف، تقسيم الأطفال إلى مجموعات، والعلاقة بين المعلمين والمتعلمين (www.gulf kids.com )

12)        اقتراح البعض الأخر أن يتم التمييز بين شكلين أساسيين من التعلم ضمن المنهاج التعلم الوظيفي (المهارات الأساسية للطلبة ) والتعلم المتعلق بالمحتوى في حين يركز الشكل الأول على التعلم الصحيح والدائم والدقيق فإن الشكل الثاني يركز على تطوير الوعي والتقدير

 - هناك أربعة نماذج عملية وهي :

1)      المنهاج العام مدعما بالوسائل والأدوات المساعدة.

2)      المنهاج العام مع تعديلات جزئية.

3)      المنهاج العام مع تعديلات جوهري.

4)      منهاج خاص جزئي أو كليا 1993 .beveridje .

01)    يشتمل النموذج الأول على توظيف المنهاج العادي مع توفير دعم خاص للطلاب ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة بمعنى التوازن بين العمل الفردي والجماعي، وتقسيم الطلاب إلى مجموعات مع توفير تكافؤ الفرص ليتعلموا بأساليب ووسائل متنوعة بهدف الدمج في المدرسة

02)    يعتمد على المنهاج العادي مع تعديلات جزئية بغية تلبية الاحتياجات التعليمية كالمكفوفين الذين يحتجون إلى طريقة برايل والوسائل اللمسية في تعلم القراءة والكتابة، كما أن ذوى الاحتياجات الكلامية واللغوية بحاجة إلى وسائل وأجهزة معينة لتتطور التواصل

03)          كذا ذوى الاحتياجات الحركية، الجسمية والسمعية حيث كل فئة تحتاج إلى تكيف وتعديل.

04)    لما تكون الصعوبات لمدى الطالب متضمنة معظم عناصر المنهاج، مما يتطلب اهتماما متزايدا بالاحتياجات التعليمية الخاصة، وكلما كان الاحتياجات شديدة كلما كانت الحاجة إلى مناهج بديلة.

* مـــرونة المنهاج:

أشار البيان الصادر عن المؤتمر العالمي حول تعليم ذوى الاحتياجات الخاصة إلى ضرورة مرونة المنهاج الدراسي.

1-    مواءمة المنهاج لاحتياجات الأطفال وليس العكس.

2-    توفير الدعم التعليمي الإضافي في إطار المنهاج الدراسي وليس تطوير منهاج خاص بهم

3-    التقييم المستمر.

4-    توفير المساعدة في الصف في المدرسة وخارج المدرسة.

5-    توظيف التكنولوجيا لتسيير الاتصال والحركة والتعلم.(www.gulf kids.com)

6-   الخدمات الانتقائية:

                يواجه المعلمون تحديات في تصميم برامج التربية المهنية للطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة:

ü     اختيار المعايير لتقييم الحاجات.

ü     اختيار الأساليب الأكثر فاعلية.

ü     تحديد الوسائل لتقييم النتائج .

ü     نقص فرص التربية المهنية لذوي الاحتياجات الخاصة.

فالدول المتقدمة اهتمت بهذه الحاجيات من خلال الخدمات الانتقالية والتي تعني التدريب والإرشاد والدعم للانتقال إلى مرحلة ما بعد الدراسة.

ولذا اقترح هرش ورفاقه (1982 hurch et al) نموذج لتنفيذ وتقييم برامج التربية المهنية، ويشمل خمس خطوات متتالية :

           أ‌-   تقييم حاجات الطالب: جمع المعلومات الممكنة عن ماضيه وحاضره، استعداداته الدخول في عالم العمل، تحديد مستوى الدافعية، تحليل الأبعاد العلاجية الإرشادية.

                              ب‌-       تحديد الأهداف المهنية: تقييم حاجات المعوق وتحديد أهداف قابلة للقياس المباشر وواقعية بالنسبة للفرد.

          ت‌-  تحديد العوامل المعيقة والمسهلة لعملية التطور المهني: تتمثل هذه في التشريعات، طبيعية المباني، اتجاهات الناس، والظروف الأموية والمحيطية لوضع خطط مناسبة للتغلب على الحواجز.

          ث‌-   تحديد الأهداف الوسيطة: هي الأهداف والخطوات التي تقود إلى تحقيق الهدف المهني، ويتطلب ذلك تحديد الأهداف الوسيطة والعوامل الإيجابية والسلبية ذات علاقة بتأدية النشاط.

تقييم فاعلية البرنامج: وذلك للحكم على مدى ملائمة البرامج التدريبية مدى الإفادة من التقييم في عملية البرمجة.

- الحكم على فعالية البرنامج في الإفادة من الموارد المتوافرة محليا.

- الحكم على مستوى تنسيق الخدمات.

- الحكم على آلية تنفيذ البرامج والنتائج التي تم تحقيقها. (إبراهيم عباس الزهيري، 2004:29)

 

خلاصة:

وهكذا فالتربية الخاصة هي في الأساس محاولة تكييف المناهج التربوية خاصة على مستوى طرق وأساليب ووسائل التدريس بما يتماشى ومتطلبات واحتياجات هذه الفئة، لكي تندمج بشكل طبيعي ولائق داخل المجتمع وهو الهدف الأساسي من التربية الخاصة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



 

 


Les visiteurs anonymes ne peuvent pas accéder à ce cours. Veuillez vous connecter.