meet.google.com/aks-izkn-aqx 

أو اطلب الرقم: (US) ‏‪+1 601-840-3177‬‏ 

رقم التعريف الشخصي: ‏‪260 174 967#‬‏

من المُتعارف عليه أن دراسة تاريخ الجزائر الثقافي تكتسي أهمية بالغة وجب معرفتها ودراستها نظرا للدور الهام الذي يلعبه هذا الجانب في حياة الشعوب والأمم عامة، والجزائر على وجه الخصوص، وذلك بالنظر إلى المراحل التي مر عليها تاريخ الجزائر الثقافي على مدار عصور خلت، وخلفت آثارا لازالت معالمها إلى غاية اليوم.

ساهمت العديد من الأحداث التاريخية في بلورة الوعي الثقافي الجزائري منذ الدولة الزيانية والحفصية والوجود العثماني والاحتلال الفرنسي للجزائر سنة 1830م وإلى غاية 1962م، حيث أثرت تأثيرا مباشرا في حفاظ الشعب والأمة الجزائرية على إرثها الحضاري، فلعب المسجد دورا هاما كمؤسسة ثقافية في الحفاظ على الهوية وتعليم القرآن واللغة وفقه الحديث، كما كثرت الرباطات والمدارس والكتاتيب من أجل ترسيخ المُثل العُليا في أذهان الأطفال والمُتعلمين، فكانت العناية مثلا بالمساجد ظاهرة بارزة في المجتمع الجزائري، فلا تكاد تجد قرية أو حياً في المدن الجزائرية دون مسجد سواء في الريف أو في المدن.

اهتم العثمانيون بالجزائر كأفراد ببناء المساجد وتحبيس الأوقاف عليها، والإنفاق على الشعائر الدينية وكذا التعليم، ومع دخول الاستعمار الفرنسي اختفى بعضها جراء انعدام الصيانة فيها، وتحويل أغلبها إلى مصالح عمومية وكنائس في دعوة صريحة للقضاء على هوية الشعب وتجهيله، فعل الرغم من أن تاريخ الجزائر الثقافي قبل الاحتلال تنوعت ميادينه التي اشتملت إلى جانب التعليم والتثقيف فنون أخرى كالرسم، والموسيقى، والأدب الشعبي وغيرها من الفنون الأخرى، إلا أن فرنسا مارست كل صلاحياتها للقضاء على ذلك الإرث الثقافي الجزائري.

لعبت جمعية العلماء المسلمين وبقية التيارات الوطنية الأخرى كنجم شمال إفريقيا وغيرها من الأحزاب دوراً بارزاً في نشر الوعي الثقافي الوطني، فسجلوا بذلك انتصاراً على فرنسا، وأخرجوا المجتمع من حالة الركود التي كانت سائدة منذ الاحتلال بالاهتمام بالثقافة والعلم كسلاح قوي في مجابهة فرنسا الاستعمارية.