المغرب العربي الحديث ما بين القرنيين 16-19

يتناول المقياس تاريخ البلدان المغاربية(تونس الجزائر والمغرب الأقصى وطرابلس) في الفترة الحديثة منذ بدايات القرن السادس عشر إلى منتصف القرن التاسع عشر، وهي حقبة تاريخية هامة على صعيد الداخلي والخارجي، حيث شهدت هذه الأقطار مرحلة التكوين السياسي وتأسيس الدولة الوطنية إذا استطعنا قول ذلك. وقد لعبت هذه الأقطار دورا بارزا ورياديا في حوض البحر الأبيض المتوسط، كما تميزت هذه الأقطار(الجزائر، طرابلس الغرب، تونس) بخصوصية في طبيعة علاقاتها بالدولة العثمانية التي تأرجحت بين التبعية وشبه الاستقلال، كما كان هناك نوع من الخصوصية في طبيعة العلاقة بين الحكام العثمانيين والسكان المحليين.

وفي أواخر هذه الفترة التاريخية من الدراسة بدأت تشهد هذه الأقطار تراجعا، وعدم استقرار سياسي تراجع في النمو الديمغرافي، توالي الكوارث الطبيعية، ومما زاد الأمر تعقيدا هو ذلك التطور الذي سوف تشهده أوروبا حيث بدأت تتبلور مميزات النهضة الأوروبية وبدأت النقلة النوعية التي ستدفع بتلك البلدان إلى شن حركة استعمارية واسعة كان المغرب العربي هدفا لها.