منتدى أنثروبولوجيا الدين والمقدس

المحاضرة الثالثة

 
photo personnelle
المحاضرة الثالثة
by Salim Dernouni - Friday, 1 February 2019, 1:47 PM
 

التصوف كسلوك زهدي بدأ في الثقافة الاسلامية منذ البدايات الأولى للاحتكاك مع الثقافة المسيحية في مصر وبلاد الشام، ومع الثقافات المشرقية الأخرى فيما بين فارس وحدود الصين. أما المعتقد الصوفي، فرغم أن ملامحه الأولى قد تشكلت على يد متصوفة من أمثال الجنيد منذ أواخر القرن الثالث الهجري، إلا ان صياغته النظرية المتماسكة لم تكتمل حتى القرن السادس الهجري، وذلك على يد الغزالي ومحي الدين ابن عربي، ومن بعدهما عبد الكريم الجيلي في القرن السابع.

مراتب الصوفية، التي وضعوها لبيان طبقات المتصوفة ومكانتهم، وقدرتهم واختيارهم على الخلق، وأعدادهم.

يرى الباحثون في الأنثروبيولوجيا وتاريخ الأديان أن هناك تداخلا بين السحر والدين سواء في النشأة أم في استراتيجية العمل.  يشير بعض الباحثين إلى أنّ السحر والدين نشأ معًا حينما واجه الإنسان الأوّل الطبيعة  وغوامض الكون وسعى إلى محاولة تأمين حياته.

يعدّ فريزر من أبرز من أسهم في دراسة السحر والدين في الدراسات الأنثربولوجية التطورية. فقد حاول الربط بين السحر والعلم اللذين يقفان موقف التعارض مع الدين، ولكنهما يقومان على أسس ومبادىء منطقية واحدة تعتمد علي تداعي المعاني وترابط الأفكار.

ما يميز السحر من الدين هو أن الأول من الطقوس الخاصة الفردية، والثاني من الطقوس العامة الاجتماعية، أي أن الساحر يقوم بعملية في مصلحة فرد أو بضعة أفراد بينما الكاهن يخدم المجتمع بأسره.

يلاحظ أنه ليس ثمة فارق كبير بين الساحر والنبي والولي من حيث العمل إذا نُظر إليه مجردا من النزعة الأيديولوجية؛ لكن الساحر يعتبر مرفوضا والنبي مقدسا والولي مكرما وفق النظرة الدينية، وهو أمر مهم في تقرير سمات كل صنف. تجدر الإشارة هنا إلى أن هناك باحثين يرون أن طبيعة الممارسة الصادرة من الساحر والنبي والولي تُصنف في خانة السحر.