مخطط الموضوع

  • الموضوع 1

    إن هذا الكائن الفريد الذي اسمه الإنسان كان دائما ولا يزال موضع التأمل والدراسة من قبل كثير من العلوم الطبيعية والإنسانية على حد سواء،  فمنذ قديم الزمان لاحظ الإنسان بصفة عامة الفروق القائمة بين شعوب الجنس البشري وإهتم بمعرفة الطبيعة الإنسانية وتفسير الاختلافات في الملامح الجسمية ولون البشرة والعادات والتقاليد والديانات والفنون وغير ذلك من مظاهر الحياة، وفي إطار هذا الاهتمام والتساؤل تطورت الدراسات خلال العصور وتبلورت بنشأة فرع جديد من فروع المعرفة اصطلح على تسميته الأنثروبولوجيا (Anthropology) (سيدي دريس عمار: 2015، ص. 13).

    والأنثروبولوجيا هي علم دراسة الإنسان طبيعيا واجتماعيا وحضاريا، إنها المعرفة المنظمة عن الإنسان، هو الدراسة العلمية للإنسان في كل زمان ومكان، ولا يتقيد بفترات الزمن أو بحواجز المكان، ولكنه يتقيد ببحث موضوع واحد لا يخرج عنه وهو الإنسان.

    وعليه يجمع الباحثون في علم الأنثربولوجيا على أنه علم حديث العهد، إذا ما قيس ببعض العلوم الأخرى كالفلسفة والطب والفلك...وغيرها. إلا أنّ البحث في شؤون الإنسان والمجتمعات الإنسانية قديم  قدم الإنسان، مذ وعى ذاته وبدأ يسعى للتفاعل الايجابي مع بيئته الطبيعية  والاجتماعية.

    لقد درج العلماء والفلاسفة في كل مكان وزمان عبر التاريخ الإنساني، على وضع نظريات عن طبيعة المجتمعات البشرية، وما يدخل في نسيجها وأبنيتها من دين أو سلالة، ومن ثم  تقسيم  كل مجتمع  إلى طبقات بحسب عاداتها ومشاعرها ومصالحها  (عيسى الشماس: 2004، ص.9).

    وقد أسهمت الرحلات التجارية والاكتشافية، وأيضا الحروب، بدور هام في حدوث الاتصالات المختلفة بين الشعوب والمجتمعات البشرية، حيث قربت  فيما بينها وأتاحت معرفة كل منها بالآخر، ولا سيما ما يتعلق باللغة والتقاليد والقيم...ولذلك، فمن الصعوبة بمكان، تحديد تاريخ معين لبداية الأنثروبولوجيا.



  • الموضوع 2

    لابد لكل علم أو نظرية أو منهج كان من أن يكون له امتداد تاريخي ينشأ ويتطور مستقيا جذوره وماء الحياة مما يحيط به من علوم أخرى، إذ لا يستطيع علم ما أن ينشأ منفردا عن غيره من العلوم، بل في ظلها وتحت رعايتها ينشأ وينمو.

    و السيميولوجيا كغيرها من المناهج والنظريات كان لها مسيرة حياة طويلة بدأت بوادرها منذ عهد اليونان والإغريق، وامتدت لتكتمل صورتها وتتضح أسسها العلمية في القرن العشرين.

    ولم تقتصر السيميولوجيا على لغة دون أخرى بل تجدها قد ظهرت عند العرب و المسلمين كما ظهرت عند الغرب، ولكنها اتخذت مسيرة مختلفة للنمو عند كل منهما، ولكنها نبتت من أصل واحد-أرجعه البعض إلى الإغريق-ثم امتدتا لتلتقيا على بساط النقد الأدبي الحديث في العصر الحالي.

    وبهذا فقد أصبح المنهج السيميولوجي تصورا ونظرية و"علما" لا يمكن الاستغناء عنه لما أظهر عند الكثير من الدارسين والباحثين من نجاعة تحليليه وكفاءته في شتى التخصصات وخاصة في ميدان علوم الإعلام والاتصال، وعلم الاجتماع اللغوي.

    وللامساك بحدود السيميولوجيا وجوانبها كان لابد من تتبع مراحل تطور  السيميولوجيا عند العرب والغرب لمعرفة أصولها وامتدادها في الفكر الإنساني .

    إذن فكيف نشأت وتطورت السيميولوجيا؟ وما المقصود بها؟ .

     


  • الموضوع 3

    أجمع الباحثون على أنَ " تشارلز ساندرس بيرس (Charles S. Peirce)" لم يلتقِِ، أو لم يقرأ عن "دي سوسير Saussure) (Ferdinand de" والعكس صحيح أيضاً، إلاَ أنَ معطياتهما تكاد تكون متقاربة ومنسجمة في بعض المواضع، فكلاهما أسس لعلم نقدي لغوي شامل، وهو علم العلامات، وكلاهما انطلق من تأسيس ذلك من خلال الحديث عن معطيات العلامة وتصنيفاتها ومداخلها، وميادين تنظيرها وتطبيقها، وكلاهما أسهم في إنعاش الحركة المعرفية، وعُدت معطياتهما طرائق يُهتدى بها في السلوك التحليلي للرسائل اللغوية والرسائل البصرية.

    وانطلاقا مما سبق نجد أنفسنا أمام مدرستين أساسيتين هما المدرسة الفرنسية بزعامة دي سوسير Saussure) (Ferdinand de" والمدرسة الأمريكية بقيادة " تشارلز ساندرس بيرس (Charles S. Peirce)".


  • الموضوع 4

    تتعدد الاتجاهات السيميولوجية في الحقل الفكري الغربي، إلى اتجاهين الاتجاه الأمريكي والاتجاه الفرنسي، ويقسم محمد السرغيني الاتجاه الفرنسي إلى فروع على النحو التالي (محمد السرغيني: دون سنة، ص ص:55-66):

    1.       سيميولوجيا التواصل والإبلاغ كما عند جورج مونان.

    2.       سيميولوجيا الدلالة الذي ينقسم بدوره إلى الأشكال التالية:

    ·        اتجاه "بارت وميتز" الذي يحاول تطبيق اللغة على الأنساق غير اللفظية.

    ·        اتجاه مدرسة باريس الذي يضم: "ميشيل أريفي" و"كلود كوكيه" و"غريماس".

    ·        اتجاه السيميوطيقا المادية مع جوليا كرستيفا.

    ·        اتجاه الأشكال الرمزية مع مولينو(J.molino) وجان جاك ناتيي (J.Natier)، أو ما يسمى مدرسة " أيكس (Aix)". 

    في حين يفضل مبارك حنون التقسيم التالي (مبارك حنون: 1987، ص. 85):

    سيميولوجيا التواصل، سيميولوجيا الدلالة، و سيميوطيقا "بيرسCh. Peirce"، ورمزية "كاسيرر Cassirer" و"سيميولوجيا الثقافة" مع الباحثين الروس "يوري لوتمان و أوسبانسكي وإيفانوف وطوبوروف"، والباحثين الإيطاليين "أمبرطو إيكو (Eco" و"روسي لاندي Landi"...).

                    ولكن على الرغم من هذه الاتجاهات العديدة يمكن التركيز على ثلاثة اتجاهات سيميولوجية هما: سيميولوجيا التواصل، وسيميولوجيا الدلالة، وسيميولوجيا الثقافة.

  • الموضوع 5

    تقسم العلامات، في التصنيف التقليدي، إلى إرادية ولاإرادية، إلى طبيعية وصناعية.لكن التقسيم الأكاديمي الفرنسي يميز بين أربعة أنواع القرينة (Indice) والإشارة (Singnal) والدليل (Signe) والرمز (Symbole).وذلك على خلاف العالم الأمريكي "تشارلز بيرس (Charles Pierce)" (1839/1914) الذي قسمها، في الثلاثينيات من القرن الماضي، إلي ثلاث مجموعات الإيقونات (Icones) والمؤشرات (Indexes)  والرموز (Symbols).