منهجية البحث العلمي

أدت الجهود المتواصلة للمفكرين السياسيين على امتداد فترة طويلة من الزمن إلى تطور دراسة الظواهر السياسية على الصعيدين المنهجي والفكري، ما أدى بدوره إلى نشأة علم السياسة في سياق عملية التطور هذه، فعلم السياسة من أحدث العلوم الإجتماعية، والمفاهيم والقضايا التي يعالجها كانت ولا تزال موضع خلاف وجدل بين المفكرين السياسيين نظرا لتداخل المعطيات المكونة للظواهر السياسية، ولانتماء الباحثين السياسيين إلى مدارس فكرية مختلفة، انعكس كل ذلك على الشكوك التي تدور حول علمية هذا العلم.

   إن العلم بمنهجه لا بمضمونه فحسب، ذلك المنهج الذي يشكل جوهر التفكير العلمي أيا كان   موضوع هذا العلم وذاك التفكير، ويتخذ مجموعة إجراءات ذهنية بين العقل والظاهرة المستهدفة والتي اصطلح على تسميتها بالمناهج قصد بلوغ المعرفة، أي الكشف عن حقيقة الظاهرة، أو موقف العقل المتقدم منها للتعرف على حقيقة ما يحيط به من أشياء في المجتمع، فلم يعد البحث العلمي أمر يترك لاجتهاد الباحث ولا يعتمد فقط على قدراته الذاتية، وإنما أصبح اصطلاح البحث العلمي يعني الإلتزام بمجموعة من الخطوات والقواعد التطبيقية التي تحكم الإطار الفكري الذي يعمل بداخله عقل الباحث " الأسلوب العلمي ".