تقديم الأسس النظرية والمنهجية التي تسمح بالتحليل السوسيو-أنثروبولوجي للظواهر الدينية. الأنثروبولوجيا الدينية التي تطورت في أفق قائم على المقارنة لا ترتكز فقط على الأديان السماوية، ولا كذلك على الظواهر الدينية المتعارف عليها. فهي تتجاوز الحقل الديني التقليدي لتهتم بالتمثلات والممارسات الموصوفة بالدينية. هذه المادة تهدف إلى اكتشاف الطرائق المستعملة لتحليل وفهم الديني من خلال جذور وطبيعة الفكر الديني والمعتقد ووظائف الدين والطقوس والشعائر.

أنثروبولوجيا الدين: لا تقتصر أنثروبولوجيا الدين على وصف الأمور الدينية وتفنيدها وتصنيفها، بل ترى أن الدين جزء من الثقافة، ويبحث عن تفسير أوجه الشبه والاختلاف بين المظاهر الدينية في المجتمعات المختلفة، دون ان تميز مؤسسة التوحيد التي شكلت ضمائرنا، ولا يقتصر ذلك فقط علة دراسة العهود القديمة أو العالم الثالث، بل يهتم أيضا بالطقوس النيبالية، والأساطير الإفريقية في غينيا، والشامانية السيبيرية، وسحرة إقليم بريطانيا...وتركز الأنثروبولوجيا على المجتمعات صغيرة الحجم، ذات الثقافة المحدودة، والعتيقة أحيانا، والتي ينصهر فيها العادات القبلية والدين. مع تخصصات مشابهة، تبحث جميعها عن فهم الأمور الدينية.

علم الاجتماع الديني: يتناول علم الاجتماع الديني الذي بدأه ماكس فيبر Max Weber دراسة الأديان السماوية في الحضارات الكبيرة، وبحثا محدودا من ناحية الكم يتعلق بالعقائد والممارسات، وأشكال التنظيم الديني في المجتمعات المعقدة والحضرية.

تاريخ الأديان: يدرس ويقارن مؤسسات وعقائد وعبادات، من خلال الزمان والمكان. فهة يوضح التطور التاريخي للأفكار والتراكيب الدينية. ويعد مستودعا للتجارب الماضية، والحالية، التي لا يمكن أن يغفلها المتخصص في الأنثروبولوجيا.

علم نفس الأديان: يشمل علم نفس الأديان تفسيرات نفسية، ويتناول أمورا دينية كما هي معاشة، طرق التعبير عن المقدس في الإنسان طبقا للعمر والجنس أو السمات الأساسية؛ وتنوع الانتماءات والتجربة المعاشة المؤثرة للطقس...

فينومينولوجيا الأديان: تنطلق فينومينولوجيا الأديان من مبدأ أن المقدس يشعر به الإنسان كمصدر للتحول الداخلي، وليس فقط لتوضيح الخارج عن إرادة الإنسان، لكن باعتباره شهادة على علاقة مع بعض القوى العليا، التي تستثمر حاسة الإدراك، والتي نكرس لها الحب والخشية والاحترام.

فلسفة الأديان: تدرس فلسفة الأديان الترابط المنطقي للنظم الدينية المختلفة، وتقدم أفكارا عن النظريات الشارحة مثل: معنى الألفاظ الرئيسية، والموضوعات المتكررة، وقوالب التفكير، وتأثيرات طريقة الفكر على المتدين والجماعة التي تحيط به.

علم اللاهوت: يأتي علم اللاهوت لديانات التوحيد كعلم معياري، يحكمه الإيمان في حقيقته كما أنزلها الإله، فهو علم شامل يجيب عن السؤال الأتي: فيما يتعين علينا الاعتقاد؟ وفي وقت سادت فيه هذه التفسيرات دينا ما، وكان نتيجة ذلك إصدار أحكام تخص اللعان وتناهض الهرطقة، وفقا لمعايير الدين.[1]



[1] كلود ريفيير، الأنثروبولوجيا الاجتماعية للأديان، ترجمة وتقديم أسامة نبيل، المركز القومي للترجمة، الطبعة الأولى، القاهرة-مصر، سنة 2015، ص 21.