Options d'inscription

مقياس:علاقة الغرب الاسلامي مع السودان الغربي سنة اولى ماستر تاريخ وحضارة الغرب الاسلامي

المحاضرة الاولى:علاقة بلاد المغرب مع السودان الغربي في العصور القديمة

السودان الغربي اسم أطلقه الأوروبيون على منطقتي نهر السنغال والنيجر، بينما أطلق اسم سودان وادي النيل على المنطقة الواقعة جنوب مصر. أما بالنسبة للجغرافيين والمؤرخين والرحالة المسلمين، فقد كانت بلاد السودان تعني لهم منطقة أوسع بكثير، تمتد جنوب الصحراء الكبرى من المحيط الأطلسي إلى بلاد النوبى على نهر النيل.

كانت قبائل الغرامنت السباقة في التعامل مع السودان الغربي كان للجرمنتيين تجارة، حيث تشهد الثروة التي وجدت بالقبور في وادي الآجال من المستوردات الجيدة الأنواع، على وجود شيء عند الجرمنتيين كان الرومان بحاجة إليه وعلى استعداد لدفع ثمنه، ولكن المشكلة ما زالت دون حل لعدم وجود سلطة قديمة تقرر بوضوح وجود تجارة القوافل، إما من عند الجرمنتيين أو إليهم، ولكن العلماء المعاصرين ينظرون إلى ثروة لبدة والمدن الساحلية الأخرى، ويرون أن تجارة القوافل لا بد أنها قد انتعشت في الأزمنة القديمة مثلما كانت في العصور الوسطى، وبها اغتنى الجرمنتيون كوسطاء وسماسرة يسيطرون على الواحات ونقاط الراحة الواقعة على الجانب الشمالي من وسط الصحراء. ومع ذلك يبقى الأمر صعب الاثبات، رغم أن معظم التجارة التي كانت تمر عبر الأسواق كانت سهلة المنال في طرابلس والمناطق الساحلية، كمثل سهولتها في فزان أو في المناطق التي تتعداها إلى الجنوب. والمادة الوحيدة المعروفة الإنتاج في الصحراء هي العقيق الأحمر المشهور، ويعتبرها بوفيل السلعة الرئيسة في تجارة الجرمنتيين. ويرى سترابون أن أصل مصدر العقيق الأحمر عند الجرمنتيين. ويبدو أن الجرمنتيين كانوا وسطاء في هذه التجارة إن لم يكونوا هم فعلا المسطرون عليهفي الصحراء الغربية، كانت هناك حملتان رومانيتان، جنوب جبال الأطلس:

بعثة كورنيليوس بالبوس: كانت أول رحلة استكشافية قام بها الرومان في الصحراء - وفقًا لبلينيوس الأكبر - هي رحلة كورنليوس بالبيس، التي ربما وصلت عام 19 قبل الميلاد إلى نهر النيجر بالقرب من تمبكتو. لقد انتقل من صبراتة الليبية وغزا بعشرة آلاف من الجيوش عاصمة جرمنت في فزان وأرسل مجموعة صغيرة من جيوشه إلى الجنوب عبر جبال هقار لاستكشاف «أرض الأُسُود». لقد وجدوا نهر النيجر والذي ظنوا في رأيهم أنه كان يصب في نهر النيل. في الواقع، عُثر في عام 1955 على العديد من العملات المعدنية الرومانية وبعض الخزف اللاتيني في منطقة مالي.

رحلة سوتونيوس بولينوس الاستكشافية: تم تنفيذ الثانية في عام 41 بعد الميلاد من قبل سوتونيوس بولينوس، القنصل الروماني، الذي كان أول الرومان الذين قادوا جيشًا عبر سلسلة جبال الأطلس. لقد وصل في نهاية مسيرة العشرة أيام إلى قمة الجبال المغطاة بالثلوج وبعد ذلك وصل إلى نهر يسمى جرج. ثم توغل في البلد شبه المهجور جنوب المغرب وربما ذهب بعض فيلقه بالقرب من نهر داراس (نهر السنغال الحديث).

من القرن الأول الميلادي توجد أدلة (عملات، وشظية) على التجارة الرومانية والاتصالات في أكجوجت وتامكارتكارت بالقرب تيشيت في موريتانيا.

بعثات الصحراء الوسطى

الاستكشافان الرئيسيان / البعثات الاستكشافية في الصحراء الوسطى هما:

رحلة فلاكوس: خلال أوقات أغسطس، كانت بحيرة تشاد ضخمة، وقد نُفذت بعثتان رومانيتان للوصول إليها: وصل سيبتيموس فلاكوس وجوليوس ماتيرنوس إلى «بحيرة فرس النهر» (كما أطلق عليها بطليموس اسم بحيرة تشاد). لقد انتقلوا من طرابلس الساحلية ومروا بالقرب من جبال تيبستي. قام كلاهما ببعثاتهما عبر أراضي جرمنت، وتمكنا من ترك حامية صغيرة على «بحيرة فرس النهر ووحيد القرن» بعد 3 أشهر من السفر في الأراضي الصحراوية.

كتب بطليموس أنه في عام 50 بعد الميلاد قام سيبتيموس فلاكوس برحلته من أجل الانتقام من الغزاة البدو الذين هاجموا لبدة الكبرى، ووصل إلى سبها وإقليم أوزو. ثم وصل إلى أنهار بحر أرجويج وشاري ولوجون في منطقة بحيرة تشاد، التي توصف بأنها «أرض الإثيوبيين» (أو الرجال السود) وسماها أجيسمبا.

رحلة ماتيرنوس: كتب بطليموس أن يوليوس ماتيرنوس قام حوالي عام 90 بعد الميلاد برحلة استكشافية تجارية بشكل أساسي. وصل من خليج سرت إلى واحة الكفرة وواحة أرشي، ثم وصل - بعد 4 أشهر من السفر مع ملك الجرمنت - إلى نهر سلامات وبحر عوك، بالقرب من جمهورية أفريقيا الوسطى الحديثة في منطقة آنذاك تسمى أجيسمبا. عاد إلى روما مع وحيد القرن ذو قرنين، والذي ظهر في الكولوسيوم.

وفقًا لرافائيل جوردي، كان ماتيرنوس دبلوماسيًا استكشف مع ملك الجرمنت المنطقة الواقعة جنوب جبال تيبستي، بينما شن هذا الملك حملة عسكرية ضد الرعايا المتمردين أو أن قد استكشف بصفته «رازيا»

رحلة يوبا الثاني :قام منذ تربعه على العرش الملكي بإنجازات عديدة حيث إهتم بالعلوم كونه درس في المدارس الرومانية واليونانية ومنها قام برحلات اكتشافية إلى جزر كنارية ورحلة إلى جبال الأطلس للبحث عن منبع نهر النيل وجلب من هناك تماسيح ليثبت نظريته وقام ببناء مكتبة ضخمة في عاصمته القيصرية شرشال وضم فيها كتب كثيرة منها موسوعته عن الرحلات والموسيقة وهي أرابيكا إلا أنه لم يقم بإصلاحات سياسية كبيرة تذكر كونه كان ينفذ قرارات الحكومة الروماني

المحاضرة الثانية:الطرق التجارية

  تعتبر العلاقات الاقتصادية بين المغرب والسودان الغربي أقوى الروابط في تأريخ الاتصال بين هذين الإقليمين، وتعتبر الطرق أهم وسيلة لهذا الاتصال فهناك عدة طرق تربط بين شمال أفريقية وغربها عموماً، والطرق:-

* من سجلماسة إلى والاتا – تنبكت – جنى – جاو.

* من تلمسان إلى توات – تنبكت.

* من تكرث وورقلة إلى جاو – يتصل هذا الطريق بالموانئ الجزائرية في الشمال.

*من واحة الجرير في جنوب تونس إلى ورقلة – سوق – غدامس.

* من طرابلس الغرب على الساحل الليبي إلـى غدامس ويمر فرع منـه بفزان وينتهي إلـى

   بورنووجاو.

* من مصر إلى واحدة سيوه – زاويلة – تادمكة – جاو – تنبكت 

       وقد اختلف المؤرخون والباحثون في بدايات هذه الطرق ونهاياتها كما ركز بعضهم على أهمية بعضها دون غيرها التي كانت وسيلة الاتصال الاقتصادي والثقافي والسياسي في آن واحد معاً

       إن الماء متوفر في الصحراء ويوجد على مسيرة يومين أو ثلاثة من وادي درعة إلى وادي تارجا وفي جبل أدراد مجابة ماؤها على ثمانية أيام وهي المجابة الكبرى

       إن السفر عبر الصحراء الكبرى لم يكن أمراً شاقاً وصعباً بسبب وفرة الماء ولم تكن الصحراء بلا ماء وعشب ولكنه يتوفر في أحيان كثيرة بل توفرت المياه السطحية ولم تتعدَ أعماقها في أحيان كثيرة عدة أمتار كما أن بها عيوناً ومياه جارية والبعد بين البئر والآخر لا يتعدى اليومين أو الثلاثة وثمانية أيام على الأكثر

       يذكر ابن خلدون بوجود آبار ارتوازية بالصحراء بقوله: في البلاد الصحراوية إلى وراء العرق غربيه في استباط المياه الجارية لا توجد في تلول المغرب وذلك أن البئر تحفر عميقة بعيدة الهوى وتطوي جوانبها إلى أن يوصل بالحفر إلى حجارة صلدة فتحت بالمعـاول والفؤوس إلى أن يرق ثم تصعد ويقذفون عليها زبرة من الحديد تكسر طبقتها على الماء فينبعث صاعداً فيفعم البئر ثم يجري على وجه الأرض وادياً

       هنالك ثلاث طرق للتجارة الخارجية الهامة الأول هو الطريق المحاذي للنهر من الجنوب الغربي والذي تحمل منه التجارة المجلوبة من عدة مناطق وطريقان آخران من الشمال أحدهما من المغرب والآخر من قدامس

      إن أهم هذه الطرق هو الطريق الممتد من تغازة إلى تنبكت وهو الطريق الذي اشتهر بتجارة الذهب ولم يزل أهم الطرق من ناحية الثقافة حتى القرن التاسع عشر وكان خراب سجلماسة في السنين الأخيرة قد حرم هذا الطريق من ثغوره التاريخية الشمالية فحلّت مكانها إلى حد ما مدينة أبوام المجاورة ولكن أغلب التجار تركوا تافيللت واتجه بعضهم إلى عين صلاح عاصمة توات وقد سافر التجار من وادي وابوام عبر عكا التي ورثت أعمال سجلماسة على طول الطريق القديم عبر تغازة وتاوديني إلى تنبكت على... فبدلاً من الاتجاه غرباً إلى تاوديني ثم والاتا... تتبع الطريق الخط المباشر عبر وادان

      إن بداية القرن الخامس عشر أصبح الطريق القديم الذي يمتد من ناحية السوس إلى والاتن "والاتا" قد أهمل نتيجة لاعتداءات الأعراب من البادية السوسية على سابلتها فتركوا تلك الطريق ونهجوا الطريق إلى السودان من أعلى تمنيطت (توات) وبسقوط غانا على يد المرابطين انتهت أهميتها كمركز تجاري. وفي عام 1224 تحول التجار المسلمون بعيداً جهة الشمال الغربي إلى والاتا، وفي عام 1240م تحطمت غانا نهائياً وتغير الميزان الاقتصادي وانحرف جهة الشرق إلى منحنى النيجر الأوسط وأصبحت جنى وتنبكت وجاو مراكز تجارة الاستيراد والتصدير وخلف ملوك مالي ومن ثم ملوك سنغي ملوكَ غانة في الاستفادة من ذلك التحول

      اكتسبت طرق الشرق أهميتها بقيام سلطنتي كانم ويرنو كما أن انهيار سلطنة سنغي وقيام ممالك الهوسا نشط الطريق الشرقي وجعله أكثر أهمية في الطرق الغربية وأصبحت كانوهي المركز الرئيسي الذي تنتهي عنده الطرق التجارية بدلاً من تنبكت، وبعد الاحتلال الأوربي لسواحل أفريقيا الغربية انحرف جانب كبير من التجارة ناحية  الجنوب نحو الساحـل وأصبح القرنان السابع عشر والثامن عشر يمثلان فترة تدهور اقتصادي بالنسبة للمناطق المسيطرة في وسط النيجر وأدى سقوط مملكة سنغي على يد السعديين إلى انهيار تجارة الصحراء بين المغرب والسودان الغربي وساعد في تنشيط تجارة الساحل مع الأوربيين كبديل للطرق الصحراوية مع المغرب . القبائل المتمركزة في جنوب الغرب الاسلامي

المحاضرة الثالثة:دور القبائل واحواضر في التواصل بين الغرب الاسلامي والسودان الغربي:

تعتبر صنهاجة من اقوى القبائل البربرية المتمركزة في جنوب بلاد الغرب الاسلامي وقد هجرت موطنها منذ القرن الثالث ميلادي وقد لعبت دورا فعالا في ربط العلاقة بين بلاد المغرب الاسلامي وسوداني الغربي و اهم فروعها :

1)          مسوفة حيث كانت مساكنهم منتشرة بين سجلوماسة في الشمال و اودغست في الجنوب اما شرقا فتصل إلى تدمكت وكوكو 

2)          لمتونة من اهم قبائل صنهاجة الصحراء واقواها حيث برزت في القرن الثاني هجري( الثامن ميلادي) واصبحت لها الزعامة و السيطرة على غيرها من القبائل وكانت مضاربها في منطقة لمطة و جزولة وقيل ان بلاد لمتونة كان من ضمنها تيكرور في جهة الجنوبية لواد النيجر.

3)          جدالة تمتد جنوب النطاق الذي تحتله لمتونة حتى مصب نهر السينيغال متخذة مدينة اوليل على شاطئ مركزا لها وموطن جدالة جنوب موريطانيا حاليا و شمال السنغال و تتصل بمحيط الاطلنطي..

وقد لعبت القبائل السابقة الذكر دورا كبيرا في التواصل ما بين المغرب الاسلامي و السودان الغربي من خلال الفتوحات الاسلامية في عهد الدولة المرابطية و سيطرتها على الطرق التجارية خاصة الممتدة بين سجلماسة و السودان الغربي  دون ان ننسى. الدور الفعال لقبائل زناتة في تواصل بين المنطقتين خاصة انها كانت متعايشة في بعض المناطق مع قبيلة صنهاجة .

                    قبائل السودان الغربي :

 قبائل الفولاني: يعرفون حاليا في السنغال باسم التكرور وكانت اوطانهم الاولى في السنغال الاوسط وقد تاثرو بالدعاة من البربرواختلطت هذه الجماعات وتزواجت واستوعبت البربر لغتهم, ثم انفصلت هذه الجموع عن اصولها في الشمال بعد ان استقرو  مع تواجد المرعى لماشييتهم.

 قبائل الماندنجو: قبائل زنجية موطنها الاصلي المنطقة الممتدة من المحيط الاطلسي حتى نهر النيجر في مالي , غينيا  ويطلق هذا الاسم على عدة قبائل منها : دويلا ,كاسونكي ,جولنكي , المانكية, تميزت بصفاتها الجسمية طول القامة مع بشرة سمراء فاتحة غير داكنة وهي قبائل مسلمة.

 قبائل السرير : عاشت ما بين نهري جامبيانهر السينيغال إلى الجنوب من الراس الاخضر بجوار التكرور

    قبائل الولوف: كان يعتقد انهم يشغلون المناطق الشمالية من نهر السنغال ولكن توسع البربر دفعتهم إلى  الاتجاه إلى منطقة بين نهري السنغال وجامبيا . هم من الزنج شديدو السمرة .

                        المراكز التجارية المغاربية :

1)               سجلماسة : تعتبر مركز تجاري هام و منها عدة طرق تسير القوافل إلى تغارة ومنها تمبوكتو , ذكر ابن حوقل سجلماسة كانت مركز تجاري هام وبها ارباح متوافرة واهلها قوم سراء مياسير وابنيتها كابنية الكوفة صحيحة الهواء كثيرة التمور والاعناب و الزبيب و الفواكه و الحبوب و الرمان وبها معادن الذهب و الفضة , بينها وبين تغازة خمسة وعشرين يوما .

2)               تغازة : يصفها ابن بطوطة بانها قرية لا خير فيها ومن عجائبها  ان بيوتها و مساجدها من حجارة الملح يحفر عليه في الارض فية , تجار السودان كانو يصلون إلى تغاوة ليحملو منها الملح إلى السودان كما كان التجار المغاربة ياخذون منها الملح .

3)               توات : ذكرها ابن خلدون واشاد بعمرانها وقال فيه :"فمنها على ثلاث مراحل قبلة سجلماسة وتسمى وطن توات وفيه قصور متعددة تناهز المائتين اخذة من الغرب إلى الشرق واخرها إلى جانب الشرق يسمى تمنطيت وهو بلد متبحر في العمران وهو ركاب التجار المترددين من الغرب إلى بلد مالي من السودان بهذا تحتوي توات على اربعة الاف عائلة وبها تربة خصبة لزراعة الحبوب و الشعير ويزرعون قصب السكر بكميات كبيرة عندهم طمية في التمر ولا يستعملون اي عملة بجانب الذهب ". وتعتبر مركز انعاش للقوافل اذا تقع في واحة غنية وتزود التجار بالغذاء والماء العذب وتوفر الكلأ لجماله

4)               غدامس : مركز تجاري هام وتتفرع منها عدة طرق : تصل اليها القوافل القادمة من طرابلس وجنوب تونس (واحة حرير) , تتجمع فيها بعض القوافل التي تسافر غربا نحو طريق التوات ومنها إلى تنبكتو , وهناك اتجاه جنوبيا غربيا إلى مرزوق ومنها إلى بورنو

   المراكز السودانية

1) تنيكتو :أ قرب محطة للقوافل التجارية القادمة من الغرب وموقعها جعلها حلقة وصل بين تجارة المغرب وتجارة السودان .

2) جاو:ذكرها صاحب كتاب الاستبصار بقوله :وأهلها  مسلمون واشهر ما يحمل اليها الملح و الودع و النخاس المسبوك و حل ا ليها معادن التبر وهي اكثر بلاد السودان ذهبا ,ان السلع التجارية الرئيسية هي الملح و الودع و النحاس المسبوك اما الملح فكان يرد اليها من تغارة و الودع يأتيها من الهند بواسطة التجار المغاربة و النحاس من نكدا وهي على بعد 400ميل ج شرق تنبكتو.

3) جني(جنيه) : مركز تجاري هام تأسس في القرن 3هـ اشتهرت بتجارة الملح و ذهب وهي سوق عظيمة ويلتقي فيها التجار الملح و الذهب وكانت تزخر بالأموال و الرجال وهي ملتقى الطرق حيث ساعدها موقعها الممتاز المحاطة بالمياه في تأمينها من غارات المعتدين .  

 

4) اودغست : تقع مدينة اودغست في شمال غرب افريقيا بين صحراء لمتونه و السودان وهي إلى الجنوب من مدينة سجلماسة ومن الغرب يحدها البحر المحيط اما الجهة الجنوبية و الشرقية بلاد السودان . تبعد عن سجلماسة مسيرة شهرين , اما المسافة بينها وبين غانة فيذكر بعض المؤرخين الجغرافيين بأنها تبعد خمسة عشر مرحلة ,هي مدينة كبيرة مأهولة بالسكان وطبيعة ارضها طبيعة  رملية ,فهي مدينة لطيفة تقع بين جبلين وهي بذلك تشبه مدينة مكة بهذه الصفة ,

يتكون المجتمع الاودغستي من اقوام ينحدرون من امصار وأقوام عدة ومختلفة فسكانها من اهل افريقية وعرب المغرب ومن القبائل البربرية ( لمتونة و نفوسة و لواتة وزناتة و نفزاوة ) ويشكلون الاغلبية .

تميزت مدينة  اودغست بأنها محطة وسوق تجارية عامرة فقد ساعدها موقعها الجغرافي في التحكم بالطرق التجارية بين المغرب في الشمال و السودان في الجنوب فاصبحوا سادة تلك الطرق لما يتمتعون به من معرفة بمسالكها والشدة و الخفة في الحركة و المعرفة بمواقع المياه , تستورد اودغست البضائع التي لا تتوفر فيها او التي يكون انتاجها لا يسد الحاجة مثل الزبيب و القمح على الرغم من ان اهلها يزرعون القمح في بلادهم وتستورد ايضا النحاس المصنع و الثياب المصبوغة .

ومن البضائع التي اشتهرت بها  مدينة اودغست تصديرها الذهب الابريز الخالص و  


المحاضرة الخامسة:

  1.   دور المرابطين في نشر الاسلام في السودان الغربي :

كان لاسلام قبائل صنهاجة الصحراء في ق3 هـ اثر بالغ، فقد قام تحالف جمع لمتونة،جدالة-مسوفة  بزعامة الأولى، فجاهدوا جيرانهم من السودان الغربي وكان اتجاههم جنوبا حتى تتفادى الادارسة شمالا، ويرجع الفضل إلى نيولوتان زعيم التحالف في نشر الاسلام في السودان الغربي حيث  دان له ازيد من عشرين ملكا في المنطقة يؤدون الجزية، و سيطر على مدينة اودغست، لكن سرعان ما دب الخلاف في التحالف دام 120 سنة إلى غاية قيام الزعيم اللمتوني ابو عبد الله بن تيفاوت بتوحيد صفوف صنهاجة من جديد، حيث حارب قبائل السودان الغربي التي كانت على دين اليهود، ثم الت السيادة إلى قبيلة جدالة في شخص يحي بن إبراهيم الجدالي صهر عبد الله بن تيفاوت الذي تحالف مع عبد الله بن ياسين وتم تأسيس الدولة المرابطية  . كما تحالف عبد الله بن ياسين مع يحي بن اعمر وسيطروا على مدينة سجلماسة التي كان سيطر عليها المعزاويون ثم اتجه جنوبا نحو مدينة اودغست حيث يهددها الخطر الغاني ثم عاد إلى سجلماسة للدفاع عنها امام هجمات مغراوة وبعد استشهاد يحي بن عمر امام جدالة سنة448هـ ،اختارا بن ياسين ابوبكر بن عمر ليكون قائدا للمرابطين.

أ‌.   دور ابو بكرو جهوده في نشر الاسلام

كان من الاوائل الذين صحبوا عبد الله بن ياسين إلى رباطة , ففي الوقت الذي كان فيه يحي بن عمر يحارب جدالة في الجنوب، كان ابو بكر بن عمر اميرا على درعة من قبل اخيه يحي،وكون جيشا من لمتونة، لمطة وترجة وواصل سياسة عبد الله بن ياسين، فاتخذ من مدينة اغمات مقراله، و توافدت القبائل عليه، ففكر في بناء مدينة مراكش حيث عين عليها يوسف بن تاشفين، وأمام الاخبار الواردة اليه والتي اشارت إلى فتنة بين جدالة ولمتونة، فانتهزت بلاد السودان الوضع للإغارة عليهم، فوجه جهوده لمحاربة الوثنيين من بلاد السودان، وانطلق من اودغست قاصدا بلاد الزنوج من  قبائل السوننكى الخاضعين لملك غانا، ولكنه لم يسر في الاتجاه  الجنوبي الغربي لتواجد قبائل مسلمة مثل كوغة و سلي، فاتجه إلى الجنوب الشرقي، واستولى على بعض بلاد الوثنيين حتى استطاع ان يستولي على مسيرة 3 اشهر من بلاد السودان، ثم عاد إلى اغمات 464 هـ وبعد عودته إلى الصحراء وجه كل حياته و جهوده إلى التوسع في بلاد السودان ونشر الاسلام بين قبائله، وكان هدفه امبراطورية غانة الوثنية، حيث تحكم اسرة السوننكي وهم فرع من المادينجووالتي كانت تسيطر على المسافات الممتدة بين اعالي نهر السنغال واعالي نهر النيجر ( من نتبوكتو إلى بلاد التكرور غربا ) واعتمدت على تجارة الذهب وأصبح ملوكها من اغنى ملوك الارض .

خرج ابو بكر بن عمر على راس جيش من المرابطين وكان ابنه ابو يحي على راس جيش اخر وكانت الوجهة محددة هي امبراطورية غانا تقدمت الجيوش في اراضي غانة استولى على مدينتها وكازن الامير ابو بكر يخير اهل البلدة المفتوحة اما اعتناق الاسلام وإما الحرب وطاق الحصار على غانا وسقطت في ايدي المرابطين 469 هــ وقتل عدد كبير من السونتكي واعتنق البقية الاسلام وقد سمح الامير ابو بكر لملك غانة ان يستمر في حكمه تابعا للمرابطين، و يحتمل اعتناقه للإسلام مما جعله  يوافق على مواصلته حكم غانا،كما اقدم الامير على بناء الرابطات و المساجد، فكثر الداخلون في الاسلام و ترك لابنه ابو يحي امر غانة و مواصلة نشر الاسلام.

تابع الامير ابو بكر فتح بلاد السودان حتى وصل إلى بلاد وانقاره حيث مناجم الذهب و ازدادت هجرات المرابطين إليها فاختلطوا بهم وازداد عدد الداخلين إلى الاسلام، اما الشعوب التي لم تقبل الاسلام فقد فرت إلى الجنوب و إلى الغرب، وتعرض  الامير ابو بكر إلى الاغتيال اثناء الصلاة من قبل احد الجنود السود المرسلين من قبل احد زعماء الداهومي، مما جعل القبائل السودانية تطالب بدمه و اشترطت ان تفقأ عيني جميع اولاد زعيم قبيلة الموس، فاشتعلت  الحرب بين الوثنيين و المسلمين، و انضمت القبائل التي حالفت قبيلة السراكولا المسلمة المطالبة بدم الامير ان اعتنقت الاسلام بالتالي  حادثة مقتل ادت إلى انتشار الاسلام في بعض القبائل الوثنية .

تحرك إبراهيم بن يحي شمالا للمطالبة بإرث والده لكن يوسف بن تاشفين استماله بفضل حنكة زوجته،فاغتنمت غانا الامر، وأعلنت انفصالها عن المرابطين وفي نفس الوقت استقلت ولايات انبارة ،ديارا كانياجا عن غانا،مما ادى إلى تقلص نفوذ ملوك سوننكي، فاستغل ذلك يوسف،وأرسل قواته إلى الصحراء وأعاد الاوضاع إلى ماكانت عليه ولم تكن ردة وإنما استقلال سياسي.

امام الاندفاع المرابطي في منتصف القرن6هـ،اعتنق حكام ولاية كانجايا الاسلام ،فاخذوا يتوسعون ويمدون نفوذهم إلى الجنوب والجنوب الشرقي،فتكونت بذلك امبراطوية مالي،كما قامت قبائل السوننكي بغانا يتوسعات إلى ديارا ،غلم ومسينا وتحركت  مجموعات من الديولا   الى الحدود الشمالية لمنطقة الغابات، وأقاموا مراكز اسلامية مثل بيجو بالقرب من نهر الفولتا الاسود وبالتالي اصبح الاسلام يمتد من المحيط الاطلسي إلى كانم وبورنو شرقا

المحاضرة السادسة:   التأثير المتبادل بين الغرب الاسلامي و السودان الغربي

ا/التاثير المغاربي على السودان الغربي

1.    1/اثر العلماء في نشر المذاهب الاسلامية :

ساهم العلماء الاباضية و فقهائها الذين استقروا على حواف الصحراء مثل  فزان و نفوسه وغدامس وواحات الجزائر منذ قرن 2هـ /8م  في اعتناق مجموعات هوارة وزناتة المذهب الاباضي، حيث اوردت المصادر الاباضية زيارتهم الى السودان الغربي ,  فذكر الادريسي ان تجار و رجلان الاباضية كانو يتجولون في غانة وانقارا، واشار الدرجيني الى علي بن يخلف سنة 575هـ ,اما انتشار المذهب المالكي فيرجع اساسا إلى دور المرابطين فبعد سيطرة ابو بكر بن عمرعلى عاصمة  غانا،ا اعتنق سكانها الاسلام وانتشرت كتب المذهب المالكي مثل القاضي  عياض مثل ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة اعلام الامام مالك وموطأ الامام مالك و المدونة الكبرى للامام سحنون , ومما يؤكد على تاثر سكان السودان  الغربي  بالمذاهب الاسلامية اعلان الملك الغاني تبعيته للخلافة السنية العباسية ,  كما اشارت المصادر إلى امتناع الملك منسا موسى الرضوخ لملك الناصر مؤكدا له انتماءه إلى المذهب المالكي و السجود لله فقط.

2.    التصوف: ساهم علماء المغرب الاقصى و الاوسط في نشر التصوف ,وتعد الطريقة القادرية من اهم الطرق  الصوفية حيث عمل كل من عبد  الكريم المغيلي والشيخ المختار كونتي على نشرها ,  فاسس هذا الاخير  طريقة جديدة  سماها القادرية الكونتية , و قد ساهم علماء الغرب الاسلامي في تاسيس طرق جديدة مثل الطريقة الرقانية التي اسسها الشيخ مولاي ع الملك الرقاني ولها انتشار واسع خاصة في ولاة ويعود الفضل لزيدان التواتي في انتشارها, اما الطريقة الحمالية التي اسسها الشيخ حمى الله وحملت اسمه ودعت إلى تجديد الطريقة التجانية واصلاحها, وكان لها انتشار واسع في حوض السنغال, فقد قامت على تعاليم شيخ من توات يدعى سيدي محمد بن احمد عبد الله الشهير باسم مولاي الاخضر الذي كان يدرس التجانية في السودان الغربي ,مما ادى إلى ظهور شخصيات افريقية متاثرة بعلماء المغرب خاصة المغيلي الذي تاثر به الشيخ عثمان بن فودي بن محمد بن عثمان بن  صالح , وقد اتبع المغيلي في اسلوب حيث اورد في  كتابه حصن الافهام من جيوش الاوهام  بعض فتاوى المغيلي و اعتمد اسلوب التدريس و الوعظ فكثر اتباعه وقد نالت رسائله الثلاثة اثناء اقامته بالسودان الغربي بطلب من امير كانو و سلطان سنغاي شهرة, كما لاقت رسالته الرابعة التي الفها في نازلة اليهود المقيمين بتوات صدى كبير .

3.    انتشار اللغة العربية : ارتبط دخول الاسلام باللغة العربية لغة القران ولعل النشاط الاقتصادي التجاري له دور كبير في اتساع رقعة اللغة العربية في السودان الغربي , وقدا فتى  العلماء بعدم جواز ترجمة القران و افتاء بترجمة معانيه وعدم جواز قراءته الا باللغة العربية ووجوب اداء الصلاة بها اضافة إلى تاطير  المراكز الثقافية في فاس و القيروان اثناء موسم الحج ,وقد دونت بهذه اللغات(لغات السودان الغربي ) الكثير من الكتب ولكن بالحرف العربي وقد وصف القلقشندي وكتاباتهم بالخط العربي على الطريقة المغاربية.

ومن مظاهر التاثر باللغة العربية جلب موسى منسى كتب باللغة العربية اثناء عودته من الحج , كما تظهر مراسلاته إلى السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون باللغة العربية , وقد بلغ عدد  اللغات التي تكتب باللغة العربية اكثر من 30 لغة .

4.    الاشعرية : مهد الدعاة الاوائل للمذهب الاشعري في القيروان من خلال ابي اسحاق القلانسي (ت359هـ )و ابي ميمونة دارس بن اسماعيل الفاسي (ت 357هـ) ثم ابي زيد القيرواني (ت 386هـ) الذي تتلمذ على يد مجموعة من اشاعرة بغداد , و قد برزت مجموعة من المغاربة منهم ابو الحسن القابسي (ت 403 هـ)  وتلميذه ابو عمران الفاسي (ت 430), و تاسست دولة المرابطين ذات الطابع الاشعري بقيادة عبد الله بن ياسين , لذا نجد اهل المغرب يتعبدون باراء الامام مالك ويكنون للعلوم العقلية  العداء و من اشهر العلماء المغيلي الذي كان له تاثير كبير في السودان الغربي .

 

 ب/تاثير السودان الغربي على المغرب الاسلامي :

لقد اشار ابن عبد الحكم إلى ان عقبة ابن نافع الفهري قد وصل إلى فزان وودان وجرمة وكوار القريبة من كانم, بعد ان نقضوا العهد معهم وفرض عليهم 360 عبد واشار الدكتور سعد زغلول عبد الحميد ان الجماعات  السودانية لم تكن ذات كيان سياسي خاص حيث خلى ذكرهم من قبل كتاب العرب, وبرز دور السودانيين من خلال المشاركة في ثورات الخوارج  و تاسيس اول دولة مستقلة في سجلماسة سنة140هـ  من قبل عيسى بن يزيد الاسود.

مصادر جلب السودانيين

1)   الشراء : كان تجار المغرب الراحلون إلى بلاد السودان لشراء الرقيق (قيام والد ابي يزيد بن كداد لشراء امة تسمى سبيكة فحملت منه ولدت ابي يزيد

2)    الخطف : اشار الادريسي إلى قيام اهل ارض زغاوة بسرقة اطفال او سكان القوم الرحالة  ثم اخفائهم ثم بيعهم لتجار الداخلين اليهم و اخراجهم إلى ارض المغرب .

3)   السرقة :كان التجار يغدون إلى بلاد السودان ويقومون بسرقة ابنائها و تتم عملية اخصائهم وجلبهم إلى مصر ,

كان السود متواجدين في عدة قطاعات مثل الجيش مثل الدولة الرستمية وعمل الارض بالاضافة إلى تواجد الايماء داخل البيوت و القصور فكان عملهن يتمثل في الطبخ و سقاية الماء وغسل الثياب و النسيج اضافة إلى تربية الابناء كما  تولى الرقيق خدمة الدواب و القيام بشؤونها و جمع الحطب.

                            

 
                     ا

Les visiteurs anonymes ne peuvent pas accéder à ce cours. Veuillez vous connecter.