مخطط الموضوع

  • المحاضرة الثانية : الاعراض النفسية والجسمية *الاعراض الجسمية والنفسية للصدمة DSM4/5*تشخيص الصدمة النفسية من خلال الدليل التشخيصي

  • المحاضرة الاولي: تعريف الصدمة *مفهوم الصدمة *النظريات المفسرة للصدمة *المقاربات النفسية والعصبية الفزيولوجية المفسرة للصدمة *رواد العلماء في الصدمة النفسية

    ستعملت كلمة صدمة  قدلؽا:" في الطب و الجراحة وتعني الجرح في اليونانية  وتشتق من فعل  الدخصصة للحديث عن الآثار التي يتركها Traumatisme ثقب، على جرح مع  كسر، ومن مرادفاتها بالفرنسية  ) 300، ص2002 جرح ناتج عن عنف خارجي على الشخص ". كما يُقصد بالصدمة النفسية الإصابة الجسيمة التي تصيب نفسية الشخص، والتي قد تكون نتيجة حادث استثنائي شخصي يشكل عبئاً نفسياً على المعني بالأمر. قد يؤدي مثل هذا الحادث إلى الإصابة بصدمة نفسية، وذلك في حالة إذا كانت إمكانيات الفرد المُتاحة غير كافية لتخطي المَوقِف، أو في حالة عجز المتضررين عن التصرف، حيث يتولّد عن ذلك عبئاً نفسياً جسيماً (ضغط نفسي) وغالِباً ما يحس الإنسان بنفسه في مثل هذه الحالات عاجزاً تماماً أو يصيبه خوف شديد أو رُعب.

    ٍتعتبر العديد من ردود الفعل النفسية - جرّاء التعرض للأحداث التي ينتج عنها عبئاً نفسياً - أمراً عادياً وليست دليلًا على إصابة الفرد بمرض نفسي. يرتبط تعرض شخص ما لصدمة نفسية أيضاً بظروفه وبالشخص نفسه وذلك كُلٌّ حسب تجاربه الشخصية، حيث قد يكون - مثلاً - لمَشهد شخصٍ مُصاب في الشارع أثراً صادماً على أحد المارّين، بينما غالباً ما يُعد ذلك أمراً روتينياً بالنسبة لقوات الإنقاذ وليس له أي تأثير صادِمٍ عليهم. يلعب الدعم الاجتماعي، الذي يُقدَّم للمتضررين جرّاء تعرضهم للأحداث التي تُخَلِّف عبئاً نفسياً جسيماً على من يعيشها، أيضا دوراً كبيراً في تشخيص تواجد مشكلة نفسية من عدمه (ما يسمى بالاضطراب التـالـي للصـدمـة).

    الفرق بين الصدمة ومفاهيم اخري :
    الاحباط:
    لإحباط هو الحيلولة دُونَ تحقيقِ المرءِ رغبةً مِن رغَباتِه، سواء أكان لهذه الرغبة ما يبررها أم لا، ويصاحب ذلك ضرب من الحسرة وخيبة الأمل. وهو مجموعة من مشاعر مؤلمة تنتج عن وجود عائق يحول دون إشباع حاجة من الحاجات أو معالجة مشكلة من المشكلات لدى الشخص.

    الهزيمة النفسية:
    الهزيمة النفسية حالة من اليأس والإحباط والاستعمار النفسي التي تتغلغل في نفوس الكثيرين دون أن يدركوا أثره وخطره؛ بل دون أن يشعروا بإصابتهم به.الهزيمة النفسية أو هزيمة الذات  -  "هي  شعور الشخص بالعجز، والفشل،  self defeating: وضعف الإاردة على  التغيير  والاستسلا م  والانكسار  أمام ضغط الواقع،  والظلم  الذي يعيشه، مما يجعله   .)4. ص ،2014 يستسلم للأعداء .

    النظريات المفسرة للصدمة : 

    • 1.3. النظرية التحليلية و الصدمة النفسية :                                                          استعمل فرويد Freud مفهوم الصدمة النفسية في الفترة ما بين 1895 و 1900 لشرح نظريته حول أسباب العصابات و خاصة الهستيريا، حيث كان يتصور أن كل عصاب هو ناتج عن تأثير حادث صادم غير متوقع و أن هناك عجز في قدرات الفرد لرد الفعل الملائم .                                                                                                 يحتل مفهوم الصدمة النفسية مكانة أساسية في نظرية التحليل النفسي، و كان فرويد يشير دائما ﺇلى هذا المفهوم في كتابه " دراسات حول الهستيريا" (1895) ، و قد ميز فرويد بين الصدمة التي تشير ﺇلى الأثر الداخلي الناتج لدى الشخص بسبب حادث ما، و بين الصدمة النفسية التي تشير ﺇلى الحادث الخارجي الذي يصيب الفرد. و يعتبر فرويد صدمة الولادة بمثابة أول تجربة للقلق في حياة الانسان. و بعد الحرب العالمية الأولى يعود فرويد ﺇلى تناول موضوع العصاب الصدمي في العديد من مقالاته و كتبه " ما وراء مبدأ اللذة " سنة 1920 و " موسى و التوحيد" سنة 1939، و لا ينكر مبدأ العصاب الصدمي بل أنه يعترف قبل وفاته بهذه الأعصبة فيقول : " لقد شذت هذه الأعصبة دوما و تمردت على فرضية الصراع النفسي الطفولي" .                                               و لقد تم تناول الصدمة النفسية من وجهة نظر التحليل النفسي من زاويتين رئيسيتين، يصعب الفصل بينهما، كونهما متداخلتين و متكاملتين و هما وجهة النظر الديناميكية      و وجهة النظر الاقتصادية .                                                                      1.1.3. وجهة النظر الدينامية :                                                                    افترض فرويد ، في البداية ،و في كتاباته ما بين 1892 و 1897 أن الصدمة النفسية تكون دائما من أصل جنسي و هي ناتجة عن اﻹغراء (temptation). و/أو اﻹغواء   ( seduction) . و يعتبر اﻹغواء امتدادا لنظرية صدمة العصابات، و كان فرويد يرى أن الصدمة النفسية تنتج عن اﻹغراء و أن حدوثها يتوقف على أمرين : أولا يتعرض الطفل ﺇلى المشهد الأول الذي يسمى بمشهد الغواية ﺇلى ﺇغراء جنسي من طرف الراشد من دون أن يولد هذا اﻹغراء عنده ﺇثارة جنسية ؛ ثاتيا، و بعد البلوغ، يأتي مشهد ثاني غالبا ما يكون عديم الأهمية ظاهريا، و هو العامل المفجر أو البعدي (coup-après) الذي ينشط و يحيي الآثار الذاكرية التي عمل الكبت على نسيانها، و يوقظ المشهد الأول من خلال ﺇحدى السمات الترابطية بينهما. و بالتالي ذكرى المشهد الأول هي التي تطلق فيضا من اﻹثارة الجنسية التي تضعف دفاعات الأنا. و قد سمى فرويد المشهد الأول بالمشهد الصدمي، بينما تأخذ الصدمة حسبه معناها من المشهد الثاني أي العامل البعدي.   و عليه ﻓﺇن وجهة النظر الدينامية للصدمة توضح أهمية التاريخ النفسي للفرد ي حدوث الصدمة و كيفية التعامل معها، ﺇذ لا يأتي الحدث الصدمي أبدا على قاعدة عذراء، بل يوجد تنظيم نفسي و نرجسية و هوية جنسية مختلفة في صلابتها، مع تهيئة دفاعية و قدرة متفاوتة في مقاومة الصدمة التي يتلقاها الفرد من الواقاع. و حينما يكون الأنا منظما بشكل جيد و نرجيسية ذات صلابة معينة لا تضعف أمام العوامل الخارجية أو الظروف الصعبة، و حينما يكون الطفل محبوبا و محترما يكون له حظ أكبر في مقاومة الصدمات.  2.1.3. وجهة النظر الاقتصادية :                                                                  هذه النظرية الكمية الاقتصادية تعززت بفعل الحرب العلمية الأولى، حيث احتلت العصابات الصدمية مكانة هامة في دراسات فرويد بين 1916 و 1920 و أصبح مصطلح الصدمة ليس له ﺇلا المعنى الاقتصادي ، حيث تطلق تسمية الصدمة على حدث عير ممتد في الزمان و المكان، يحمل معه فيضا من الاستثارة النفسية تفوق شدته عتبة التحمل التي يتوفر عليها الفرد، مما يخلق اضطرابات دائمة في استعمال الطاقة النفسية.     لقد دفع مشكل عصاب الحرب فرويد ﺇلى أن يوجه ﺇهتمامه ﺇلى الصدمة النفسية من منظور آخر و هو التصور الاقتصادي لها، فقد عرفها على أنها انكسارا واسع لصاد اﻹثارات، ﻜﺇشارة ﺇلى عجز الجهاز النفسي على تصريف الفيض الكبير من اﻹثارات، ذلك أن ﺇظهار هذه الكمية الكبيرة من اﻹثارات هي مهمة مبدأ اللذة، و لكن بسبب عنف        و مفاجأة الصدمة النفسية، يطرد مباشرة من دائرة التأثير، مجبرا الجهاز النفسي على القيام بمهمة أكثر ﺇلحاحا وهي مهمة " ما فوق مبدأ اللذة". وتتلخص هذه المهمة في ربط اﻹثارات بشكل يسمح بتصريفها لاحقا. و يعتبر تكرار الأحلام محاولة من الفرد للسيطرة على الوضعية الصدمية حيث يعيش الحدث بشدته من جديد، و هي حالة من اضطرار التكرار. و يعتقد فرويد، من خلال ملاحظاته للظواهر العيادية أين يكون اضطرار التكرار نشطا، أن مبدأ اللذة يشترط توفر بعض الشروط كي يتمكن من القيام بوظيفته، و الصدمة تلغي هذه الشروط باعتبارها ليست مجرد ﺇضطراب في الاقتصاد الليبيدي، بل تصل ﺇلى مستوى جذري أكثر كي تهدد تكامل الشخص.

     

     

                        2.3. نظرية معالجة المعلومات و الصدمة النفسية :                                              ﺇن نظرية معالجة المعلومات تعتبر من أهم النظريات التي حاولت أن تفسر اضطراب ما بعد الصدمة.                                                                                        فالمنبهات التي تطرق حواسنا و المعلومات التي تغزونا من كل الجوانب قسم منها يستوعبه الدماغ و تتم معالجته ( من الترميز ﺇلى التخزين ﺇلى فك الترميز و التذكر       و الادراك ...الخ) بينما لا تتم معالجة القسم الآخر بشكل صحيح لأن المعلومات تكون ناقصة أو فوق طاقة الجهاز العصبي كما هو الحال مثلا في الكوارث و الصدمات بحيث    لا تتلاءم المنبهات الطارئة الخطيرة مع خبرات الشخص و نماذجه المعرفية لأنها تتخطى اﻹطار السوي للتجربة اﻹنسانية. و هذا ما يِؤدي ﺇلى حدوث التشويه و الاضطراب في معالجة المعلومات. و في هذه الحالة تبقى المعلومات الصادمة ناشطة و بشكلها الخام     (غير المعالج) و هي تستمر في ضغطها المؤلم على الشخص الذي يحاول من دون جدوى أن يبعدها عن عتبة الوعي حتى يشعر بالراحة و الأمان. غير أن الشخص المصدوم يلجأ عادة ﺇلى استخدام بعض الوسائل الدفاعية السلبية مثل التجنب و النكران و التبلد. و هذه الوسائل الدفاعية السلبية تشكل السمات البارزة لاضطراب الضغط ما بعد الصدمة.             و يبدو أن المنبهات لا تغيب عن وعي الشخص بل أنها تغزو و بعنف أفكاره من حين  لآخر و تؤدي ﺇلى المشاعر المؤلمة و الصور و الأفكار المأسوية المرتبطة بالصدمة.     و هذا يعني أن المنبهات الصادمة تخضع لمبدأ التكرار القهري لذكريات الصدمة ( أفكار   وصور دخيلة، كوابس...الخ) و هكذا تبقى المنبهات الصادمة تضغط على الشخص حتى تتم معالجتها بشكل كامل. و ﺇنه ليس من السهل أو الممكن أن تحدث هذه المعالجة نظرا لطبيعة الصدمة. لذا هناك تأرجح دائم بين عمليات التجنب و التكرار و التبلد ، و هذه العمليات تسبق كل محاولة لاحتوى الصدمة.                                                   1.2.3. نموذج هورويتز Horowitz M (1980) :                                           يتناول نموذج هورويتز اضظراب الضغط ما بعد الصدمة بناء على النظريات الكلاسيكية المعاصرة للصدمة و لكن يولي اهتماما أكبر لنظريات تجهيز و معالجة المعلومات و النظريات المعرفية للانفعالات. و تشمل العناصر الأساسية لمعالجة المعلومات، حسب نموذج هورويتز، المكونات التالية:                                            1). المعلومات مثل الأفكار و الصور.                                                           2). الميل ﺇلى الاكفال ( ضمان) حيث تجري معالجة المعلومات المهمة حتى تتراوح            نماذج الواقع مع النماذج المعرفية؛ مثال لذلك أن ينتهي الموقف أو يتغير النموذج         المعرفي كي يستوعب المعلومات الجديدة .                                                3). العبء الزائد من المعلومات موقف لا يستطيع الفرد فيه أن يقوم بمعالجة                   المعلومات الجديدة.                                                                           4). المعالجة غير المكتملة للمعلومات هي حالة تجري فيها معالجة المعلومات بطريقة         جزئية فقط، حيث تظل المعلومات في الذاكرة النشطة خارج الوعي مع وجود               مؤثرات مصاحبة على وظائف الأنا.                                                       « و يقرر هورويتز (1980) أن عمليات الذاكرة تتضمن مكونا دافعيا و أن اﻹنسان لذلك يسعى الى فهم معنى خبرات الحياة المختلفة و لهذا ﻓﺇن صور أب حدث تظل باقية في الذاكرة الناشطة ما دام الفرد يسعى الى تحديد المعنى الشخصي للخبرة و تعلقها به.          و يعتبر هورويتز (1980) أن الحافز الأساسي للعمليات المعرفية هو الميل الى الاكتمال حيث يستمر العقل في تجهيز المعلومات الجديدة المهمة و معالجتها حتى يتغير الموقف أو تتغير النماذج المعرفية و يصل كل من الواقع و النموذج الاى مستوى من الوفاق أو المطابقة بينهما. و تتمثل الفكرة الأساسية في هذا في أن الصدمة لا تتم معالجتها أبدا و لكنها تبحث عن الملائمة الأفضل بين ذاتها في الذاكرة و بين المعلومات الواردة، ذلك لأن الأحداث الصدمية تتضمن قدرا هائلا من المعلومات الداخلية و الخارجية و لا يستطيع معظمها أن يتطابق أو يتوافق مع الخطط المعرفية لدى الشخص و يعزي ذلك الى الحقيقة بأن هذه المعلومات تقع خارج دائرة خبراته العادية و ينتج عن ذلك تطور حالة من ( الحمل الزائد من المعلومات) ».                                                « فالشخص يخبر ما يتواتر لديه من أفكار و صور و انفعالات على أنها لا يمكن أن تتكامل مع الذات ، و تظل هذه الحالة قائمة الى أن يتمكن الشخص من تمثل الحدث الصدمي و تتكامل خبرة هذا الحدث بنجاح داخل الخطط المعرفية الموجودة لديه و لكن ﺇذا لم يتم هذا التغيير ﻓﺇن العناصر النفسية للحدث الصدمي سوف تظل نشطة في مخزون الذاكرة ( فريدي ، 1995).                                                                         و ما دام الشخص الذي يخبر حالة من الصدمة الشديدة لا يستطيع معالجة تلك المعلومات ﻓﺇن هذه المعلومات تجري ﺇزاحتها خارج الوعي و لذلك تظل في شكل خام أو نشط أو بلا تجهيز و معالجة ، و في هذه المرحلة تعمل آليات الارتكاز و التحذر باعتبارها أساليب أو حيلا دفاعية كي تحتفظ بالمعلومات المتعلقة بالصدمة في اللاشعور أي خارج الوعي ، ﻓﺇن يتأثر الميل الى الاكتمال ( مفهوم مماثل كما يعرف في التحليل النفسي بآلية ﺇجبار التكرار) تغير المعلومات المتعلقة بالصدمة في بعض الأوقات في بؤرة الوعي باعتبارها جانبا من عملية معالجة المعلومات ، الأمر الذي يخلق تمثيلات فكرية للحدث الصدمي على كل مستويات التوظيف و تخترقه في بعض الأحيان في صور اقتحامية عن الحدث باعثة على الاضطراب و لا يسطيع الفرد التحكم فيها.» ( أمينة ﺇسماعيل حامد ادم، 2016).                                                                                             و يحدد هورويتز، في نموذجه، أطوارا مميزة تتبعها أحداث الحياة الصدمية، تتشابه    و أطوار معالجة المعلومات من حيث رد الفعل للحدث الصدمي، و تترتب على النحو التالي:                                                                                              - الطور الأول : طور الصرخة (Outcry Phase) :                                         في هذا الطور تكون الاستجابة المباشرة للحدث الصدمي مصحوبة بانفعالات قوية      و بإنذار الخطر المحدث و ليس بالضرورة أن يحدث هذا الطور لدى كل الأشخاص.        و تعتبر الصرخة في هذا الطور الأول استجابة طبيعية تجاه الأحداث أو المواقف الصدمية أما الظواهر غير السوية للصرخة فتشمل الهلع و السلوك التدميري و النوبات المفاجئة.  – الطور الثاني : طور اﻹنكار (Negation Phase) :                                     تتمثل ردود الأفعال العادية أو السوية لهذا الطور في تجنب ذكريات الصدمة و رفض تلك الأفكار أو الصور المتعلقة بها أو رفض مواجهة هذه الأفكار و الصور.                  أما استجابات اﻹنكار المرضية فتتمثل في السلوك الاحجامي اللاتكيفي و الانسحاب الاجتماعي وتعاطي العقاقير أو المخدرات و الاندفاعية. و قد يصل الشخص الى حد الشعور بأنه ( ميت في الحياة ). و في الواقع أن كثير من أعرض الأفكار قد تكون أساليب سوية لتعديل الاستجابات الانفعالية الى جرعات موزعة على فترات حيث يمكن تحملها، أما الأفكار غير السوية فتتصف بالأحجام الزائدة التي تجعل الفرد لا يسعى لمواجهتها.    – الطور الثالث : طور اﻹقحام (Intrusion Phase) :                                      يتصف هذا الطور بتواتر أفكار قهرية عن الحدث الصدمي تقحم نفسها على نشاط العقل كما لو أنها أفكار أو صور تطفلية و هذا من حيث الاستجابات العادية، أما الاستجابات غير العادية فتظهر في حالات من الانفجار بالصور أو الأفكار المستمرة و المزعجة عن الحدث الصدمي و من الارتباك و لاندفاع مع ما يصاحب ذلك من اضطرابات فيزيولوجية.         و يتصف هذا الطور باليقظة الزائدة ( أي فرط التنبيه للمثيرات الباعثة غلى التهديد ) .   و قد يصل هذا الطور في بعض الأحيان الى حد أن الفرد قد ينشأ لديه حالة من الأوهام بسبب استعداده لتفسر المنبهات الجديدة على أنها تكرار الأحداث الصدمية و قد يختبر الفرد بعض الهلوسات الحسية ، و قد يفسر ﺇحساسه الداخلي على أن له أساس خارجي، و في الواقع يتصف طور اﻹقحام باﻹحساس بالتخدر (Numbness) .                     كما يتصف هذا الطور أيضا الألام الانفعالية و هي انفعالات تحدث في شكل موجات شديدة لا يستطيع الفرد تحملها عندما تصل الى ذروته من الشدة .                           – الطور الرابع : طور العمل على مواجهة الواقع :                                             الاستجابة السوية في هذا الطور تتمثل في تنشيط آليات مواجهة الواقع أي واقع ما حدث و الفصل في استيعابه، أما الاستجابة المرضية فتتمثل غي حالات القلق و الاكتئاب و حالات التجمد السباتي و التعيرات النفسية الجسمية و التغير في الطبع مثل افتقاد القدرة على العمل أو افتقاد الدافعية أو قدرة اﻹبداع ...                                                – الطور الخامس : طور الاكتمال :                                                                 يتميز هذا الطور بعملية اكتمال معالجة المعلومات المتعلقة بالحدث الصدمي و التي تستمر حتى تصير المعلومات الجديدة جزء من النماذج طويلة المدى و الخطط المعرفية الداخلية لدى الفرد ، حيث يتصف الفرد في هذا الطور باستعادته لتوازنه و لفعاليته في الحياة و مواصلة لأدواره و وظائفه و مسئولياته. أما اﻹخفاق في عملية الاكتمال يعني تغيير في شخصية الفرد و عدم القدرة على العمل أو التفاعل مع الآخرين و التواصل معهم أو افتقاد الحب أو تراجع اﻹنتاجية و اﻹبداع .                                             و التركيز في هذا الطور يكون أساسا على اكتمال معالجة المعلومات و ليس على مجرد التوصل الى حالة من التنفيس (Abreaction)( أي تفريغ الشحنات الانفعالية الناشئة عن الحدث الصدمي أو أثر ارتباطه بالصور و الأفكار و الذكريات و الانفعالات المصاحبة له أو الى حالة من التفريغ (Catharsis) لتلك الذكريات المكبوتة و التطهير منها .                                                                                                                                                                                                             

    2.2.3. نموذج فوا و آخرون (1989) Foa et al :                                          فوا و زملائها قدموا نموذجا يتضمن نوعين من التفسيرات للتصور الذهني لاضطراب الضغط ما بعد الصدمة ( PTSD ) و يشمل شبكة الخوف ( Fear Network )       و مقاربة الأنماط المعرفية. و يعتبر هذا النموذج من أفضل النماذج التي تفسر اضطراب الضغط ما بعد الصدمة (PTSD) كونه نموذج متعدد الأبعاد و تكاملي. فهو يحتوي على ثلاثة مكونات رئيسية ، اثنان منهما يعبران على التصورات الذهنية ( الترميز في الذاكرة للصدمة و الأحداث السابقة و اللاحقة لها ) و مفهوم الأنماط المعرفية ( التي تتمثل في التعميم، اﻹندفاع، الاعتماد على المجال. )؛ أما العنصر الثالث يمثل مجموعة ردود الفعل بعد الصدمة لدى الفرد المصاب. تفاعل العناصر الثلاثة يحدد نوع و شدة الأعراض التالية للصدمة .  

    3.2.3. نموذج بريون و آخرون (1996) Brewin et al :                                 حسب هذا النموذج هناك تمثيل ثنائي و معالجة ثنائية للمعلومة على مستوى الذاكرة، حيث يقترح بريون و زملائه وجود نظامي ذاكرة يعملان بالتوازي لمعالجة المعلومات المرتبطة بالجدث الصدمي، لكن يمكن ﻹحدى الذاكرتين أن تأخذ الأسبقية على الأخرى في أوقات مختلفة. الذاكرة ألأولى تعرف بالذاكرة السهلة المنال(أو التصفح) لفظيا             ( Verbally Accessible Memory)(VAM)، و الثانية تعرف بالذاكرة السهلة المنال (أو التصفح) وضعيا (Situationally Accessible Memory)(SAM). الالذكريات المخزنة في الVAM عن الصدمة يتم دمجها مع ذكريات السيرة الذاتية       و التاريخ الشخصي و يمكن استرجاعها بتأن عند الحاجة حيث يتم تمثيلها ضمن سياق الشخصية المتضمن الماضي و الحاضر و المستقبل، و تعتمد على المعالجة الحصينية.   في المقابل تتضمن الSAM المعلومات المحصل عليها من مستوى أدنى للمعالجة الادراكية للمسرح الصدمي ( كالتنهدات و الانفعالات الأولية و الأصوات و الذكريات اﻹقتحامية ("flashbacks")، و الاستجابات الفيزيولوجية للصدمة كالتغيير في الايقاع القلبي و دراجة حرارة الجسم و احمرار الوجه...الخ)، و تعتمد المعالجة على مستوى الSAM على الآميجدالا .

    4.2.3. نموذج ﺇيلرز( أهلرس) و كلارك (2000) Ehlers & Clark :                   يركز هذا النموذج على قلق المستقبل لدى ضحايا ﺇضطراب الضغط ما بعد الصدمة (PTSD) و ينص على وجود آليتين أساسيتين لمعالجة المعلومات الصدمية المولدة لتوقع الخطر المهدد لأمن الشخص( من الداخل و من الخارج ) وهما التقييم السلبي للصدمة و مخلفاتها و طبيعة الذاكرة الصدمية نفسها و يحدد ﺇيلرز و كلارك نمط ذهني يرتبط بالتقييم السلبي للصدمة وصفوه بالهزم الذهني (mental defeat) و الذي يعكس ردود الأفعال المعرفية – الوجدانية السلبية ﻹضطراب الضغط ما بعد الصدمة.      و في حالة اضطراب الضغط ما بعد الصدمة الناتج عن الاغتصاب مثلا يصف كل من ايلرز و كلارك مشاعر الذنب لدى الضحايا بالتلوث الذهني (mental pollution) كنمط ذهني خاص بهذا النوع من اضطراب الضغط ما بعد الصدمة.

    5.2.3. نموذج شابيرو (2008) Shapiro ( نموذج المعالجة التكيفية للمعلومات ):       يعتمد هذا النموذج المعروف بنموذج المعالجة التكيفية للمعلومات على تقنية حركات العين لخفض الحساسية و ﺇعادة المعاجة (EMDR)، حيث تستثير الحركة المزدوجة للعينين يمينا و يسارا الشبكات العصبية التي تربط مختلف مناطق الدماغ خاصة النصفين الكرويين الأيمن و الأيسر، و هذه العملية تساعد على ﺇعادة المواجهة التخيلية مع الصدمة و تحرر الخبرة الصدمية مثل ما يحصل في مرحلة النوم الحالم و الحركات السريعة للأعين. و تقوم تقنية الEMDR أساسا على ﺇزالة اﻹنفصال بين الذاكرة الانفعالية على مستوى اللوزة (الآميجدالا) و ذاكرة الحدث الصدمي على مستوى حصان البحر .

     




  • *اضطراب اجهاد ما بعد الصدمة *اضطراب كرب ما بعد الصدمة *اضطراب عمل الحداد بعد الصدمة *متلازمة الناجي

    اجهاد ما بعد الصدمة:

     يُعاني الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب من الأعراض التالية:

    • استرجاع الحدث المأساوي عن طريق ذكريات ملحّة ومُتكررة.
    • شعورٌ قوي بمُعاودة الحدث الأليم (تُدعى هذه الحالة أيضًا باسترجاع الأحداث).
    • كوابيس يرى فيها المصاب الحدث الذي مر به.
    • الشعور بكرب شديد عند تذكر الحدث.
    • أعراض جسدية ناجمة عن القلق مثل العصبيّة، والخوف لأيّ سبب كان، والأرق وعدم القدرة على التركيز.
    • المعاناة من المشاعر السلبية المستمرة بخصوص الحادث، مثل الشعور بالذنب والعار والخوف والغضب.
    • تجنب الأمور التي تُذكره بالحدث الصادم.
    • فقدان القُدرة على تذكر كل الحدث أو جُزءًا منه.
    • تناقُص اهتمام المريض تدريجيًا بالأمور التي كانت تهمه في السابق.
    • الشعور باليأس تجاه المستقبل.

    تجدرُ الإشارة إلى أنّ هذه الأعراض قد تشير إلى اضطراب الإجهاد النفسي بعد الصدمة في حال استمرت أكثر من شهر وأثرّت على حياة الفرد الاجتماعية أو العملية أو علاقاته. وتظهر معظم أعراض هذا الاضطراب خلال الأشهر الثلاثة التالية للحدث الصادم، إلا أنها قد تظهر في وقت متأخر أي بعد عدة سنوات من الحدث. وليس من الضروري أن يصيب هذا الاضطراب كل من يواجه حدثًا مأساويًا أو صادمًا.


    ما زال سبب إصابة البعض بهذا الاضطراب دون سواهم مجهولًا. ففي الولايات المُتحدة الامريكية على سبيل المثال، يُصاب حوالي - 7 8 في المائة من عموم السكان بهذا الاضطراب في مرحلة ما من حياتهم. لكن الباحثين توصلوا إلى تحديد عوامل خطورة معينة تزيد من احتمال الإصابة بهذا الاضطراب وهي:

    • مواجهة حادثة صادمة سببها الآخرين، مثل الاغتصاب أو الاعتداء.
    • التعرض لحوادث صادمة متكررة أو طويلة الأمد.
    • الإصابة مسبقًا بمشاكل نفسية، خاصة القلق.
    • عدم توفر الدعم الكافي من أفراد الأسرة والأصدقاء بعد التعرض للصدمة.
    متلازمة الناجي:

    متلازمة معقدة للغاية، قد يختبرها الشخص لشعوره بالذنب لأنه مازال على قيد الحياة فيما توفي الآخرون، أو لاعتقاده أنه لم يبذل الجهد الكافي لإنقاذ أحدهم، أو لأن شخصًا ما فقد حياته لمساعدته.

    وتعتبر هذه المتلازمة عرضاً مهمًا لـ “اضطراب ما بعد الصدم  PTSD” ، إذ يتلازم الشعور بالذنب مع موقف كارثي مهدد للحياة، ينجو منه الشخص فيما يفقد آخرون حيواتهم.

    وقد تظهر متلازمة/عقدة الناجي “الذنب” وحدها دون أن يكون الشخص مصابًا باضطراب ما بعد الصدمة.

    وتبرز بعد حدوث كوارث كبيرة و/أوالحروب؛ ((كما يحدث الآن في فلسطين المحتلة)).

    حيث يمكن أن يعاني البعض من شعورٍ بالذنب كونهم نجوا من حدثٍ لم ينج منه الآخرون، لاعتقادهم أنهم لم يبذلوا

    الجهد الكافي لإنقاذ أحدهم، أو لأن شخصًا ما فقد حياته لمساعدتهم وهو ما يسبب لهم مشاكل نفسية.

    نجد العرض المشترك والأكثر وضوحًا هو الشعور بالذنب وهناك عدد من الأعراض الأخرى التي تختلف في حدتها باختلاف حالة كل مريض 



  • المحاضرة الثالثة :التشخيص الفارقي للصدمة النفسية الكلمات المفتاحية : عصاب مابعد الصدمة /ذهان مابعد الصدمة /العقدة النفسية /الازمة والهزيمة النفسية /الاحباط /الرهاب /الوساوس والمخاوف والكوابيس .

  • المحاضرة الرابعة :اساليب العلاج والتكفل النفسي بحالات الصدمة النفسية *استراتيجيات المواجهة

  • *اليات الدفاع النفسي *المناعة النفسية

  • *العلاجات الاستعجالية *العلاج السلوكي المعرفي

  • ملاحق: قياس واختبارات الصدمة النفسية