تفيد دراسة تاريخ الأحداث بشكل عام في تمكين الباحث من فهم الماضي واستشراف المستقبل، وذلك من خلال دراسة الظواهر والأحداث التاريخية وتفسيرها بالرجوع إلى أصلها، والكشف عن التغيرات التي طرأت عليها في مختلف المراحل الزمانية، وهذا ما يساعد في الأخير على تحليل وتفسير الأحداث الراهنة والتنبؤ بمساراتها ومآلاتها المستقبلية.

   وتبعا لما سبق، فإن تاريخ العلاقات الدولية الذي يشكل إلى جانب مادة" نظرية العلاقات الدولية" النواة الحقيقية لعلم العلاقات الدولية، يهتم في مادة بحثه الأساسية بالبحث في تطور العلاقات الدولية من حيث ديناميكيتها التاريخية وذلك من خلال التركيز على دراسة عوامل وظروف ظهور وتطور العلاقات السياسية والدبلوماسية والتفاعلات العسكرية والسياسية والاقتصادية بين الدول ومختلف الأطراف الفاعلة في الساحة الدولية (حركات أو منظمات) في مختلف المراحل أو الحقب التاريخية. ولقد تزامن ظهور هذا التخصص العلمي مع تزايد دور وأهمية العلاقات السياسية الخارجية بين الدول والشعوب ومختلف القوى والفواعل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المؤثرة في العلاقات الدولية، ولهذا نجد هناك ارتباط وثيق بين دراسة تاريخ العلاقات الدولية ودراسة دبلوماسية وسياسة خارجية الدول.