7- النظام المجلسي
الخطوط العريضة للقسم
-
نظام حكومة الجمعية النيابية ) النموذج السويسري (
اولا: مفهوم نظام حكومة الجمعية النيابية
ثانيا: الأسس الفلسفية لنظام حكومة الجمعية النيابية
ثالثا: الخصائص الأساسية لنظام حكومة الجمعية النيابية
رابعا: العلاقة بين السلطات في ظل نظام حكومة الجمعية النيابية
خامسا: تطبيق نظام حكومة الجمعية النيابية في الاتحاد السويسري
مقدمة
يقوم النظام النيابي أو التمثيلي على وجود برلمان منتخب يعبر عن الإرادة الشعبية، ويعد نظام حكومة الجمعية (Régime d'assemblée) أحد أشكال هذا النظام، إلى جانب النظامين الرئاسي والبرلماني[1] ومع ذلك، يُعتبر هذا النظام من أقل الأنظمة السياسية انتشارًا، حيث لا يُطبق إلا في عدد محدود من الدول مثل سويسرا، وذلك بسبب الطبيعة الخاصة للعلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية في ظله، حيث تكون السلطة التنفيذية خاضعة تمامًا للسلطة التشريعية[2]
اولا: مفهوم نظام حكومة الجمعية النيابية : يقوم هذا النظام على تركيز اختصاصات السلطتين التشريعية والتنفيذية في يد جمعية نيابية منتخبة من الشعب. يتميز هذا النظام بأن البرلمان هو صاحب السيادة العليا في الدولة، بينما تكون السلطة التنفيذية مجرد أداة تنفيذية تابعة له[3].
وتلجأ الدول إلى هذا النظام عادةً بعد تجارب مريرة مع استبداد السلطة التنفيذية، مما يدفعها إلى تقليص دورها وجعلها خاضعة للبرلمان[4]
ثانيا: الأسس الفلسفية لنظام حكومة الجمعية النيابية :يستند هذا النظام إلى مبدأ وحدة السيادة الشعبية وعدم قابليتها للتجزئة، كما نظر لها جان جاك روسو في كتابه "العقد الاجتماعي". يرى روسو أن الإرادة العامة لا يمكن تفويضها، وبالتالي يجب أن يمارس البرلمان جميع السلطات نيابة عن الشعب.[5]
كما يرفض روسو فكرة فصل السلطات التي نادى بها مونتسكيو، مؤكدًا أن السلطة التنفيذية مجرد خادم للإرادة العامة وليس لها سيادة مستقلة[6]
ثالثا: الخصائص الأساسية لنظام حكومة الجمعية النيابية:
1. تركيز السلطة في البرلمان يكون البرلمان هو صاحب السيادة العليا في الدولة، ويمارس جميع السلطات التشريعية والتنفيذية[7]
2. خضوع الحكومة للبرلمان يتم تعيين أعضاء الحكومة وعزلهم من قبل البرلمان، وتكون قراراتهم خاضعة لرقابته[8]
3. مبدأ القيادة الجماعية تُمارس السلطة التنفيذية بشكل جماعي، دون وجود رئيس دولة ذي صلاحيات واسعة[9]
رابعا: العلاقة بين السلطات في ظل نظام حكومة الجمعية النيابية: لا يوجد فصل بين السلطات في هذا النظام، بل يتم دمجها في البرلمان، مما يجعله نظامًا لتركيز السلطات. ومع ذلك، تبقى هناك هيئتان منفصلتان تشريعية وتنفيذية من الناحية الشكلية[10]
خامسا: تطبيق نظام حكومة الجمعية النيابية في الاتحاد السويسري :تعد سويسرا النموذج الوحيد المستقر لهذا النظام، حيث تطبقه منذ أكثر من قرن وتتميز سويسرا بما يلي:
1. الهيكل السياسي: تتكون من ثلاثة مستويات (الاتحاد، الكانتونات، الكومونات)، مع وجود برلمان اتحادي (الجمعية الاتحادية) يتألف من مجلسين: المجلس الوطني ومجلس الولايات
2. السلطة التنفيذية: يمثلها المجلس الاتحادي المكون من 7 أعضاء ينتخبهم البرلمان، ويتمتعون بصلاحيات محدودة.
3. السلطة القضائية: تتمثل في المحكمة الاتحادية العليا والمحاكم المتخصصة، وتتمتع باستقلالية.
سادسا: تقدير نظام حكومة الجمعية النيابية
رغم ندرة تطبيقه، يُعتبر هذا النظام ديمقراطيًا في جوهره، لكنه قد يؤدي إلى استبداد البرلمانات إذا لم يكن هناك توازن. يعتبر النموذج السويسري ناجحًا بسبب الاستقرار السياسي والاجتماعي، بينما فشلت تجارب أخرى مثل فرنسا وتركيا بسبب الظروف الاستثنائية
الاستنتاجات يظل نظام حكومة الجمعية نظامًا ديمقراطيًا في النظرية، لكن تطبيقه العملي يتطلب شروطًا خاصة كتلك المتوفرة في سويسرا. وهو يعكس سيادة الشعب من خلال البرلمان، لكنه يحتاج إلى ضمانات لمنع الاستبداد.
1. نظام نادر التطبيق
o يُعد نظام حكومة الجمعية من أقل الأنظمة السياسية انتشارًا في العالم، حيث لا يُطبق بشكل دائم إلا في سويسرا.
o غالبًا ما يتم اللجوء إليه في فترات الأزمات أو التحولات السياسية (مثل فرنسا بعد الثورة، وتركيا بعد إلغاء الخلافة).
2. السيادة المطلقة للبرلمان
o يتميز النظام بتركيز السلطات التشريعية والتنفيذية في يد البرلمان، مما يجعله صاحب الكلمة العليا في الدولة.
o الحكومة (السلطة التنفيذية) ضعيفة وتابعة للبرلمان، حيث يمكن تعيينها أو عزلتها بأغلبية برلمانية.
3. النجاح في سويسرا والفشل في دول أخرى
o نجح النظام في سويسرا بسبب:
§ الاستقرار السياسي والاجتماعي.
§ الحياد وعدم انخراطها في حروب خارجية.
§ الوعي السياسي العالي للمواطنين.
o فشل في دول أخرى (مثل فرنسا) بسبب:
§ تحوله إلى ديكتاتورية البرلمان (مثل عهد الإرهاب أثناء الثورة الفرنسية).
§ عدم وجود ضمانات كافية لحماية حقوق الأقليات.
أسئلة تقييمية حول البحث الثالث: النظام النيابي الجمعي (نظام حكومة الجمعية النيابية)
أسئلة موضوعية (اختيار من متعدد، صح أو خطأ)
ما هو الأساس الفلسفي لنظام حكومة الجمعية النيابية؟
أ) مبدأ الفصل بين السلطات
ب) مبدأ وحدة السيادة الشعبية وعدم قابليتها للتجزئة
ج) مبدأ سيادة القانون
د) مبدأ اللامركزية
أي من الدول التالية تطبق نظام حكومة الجمعية النيابية بشكل مستقر؟
أ) فرنسا
ب) سويسرا
ج) تركيا
د) الولايات المتحدة
ما هي إحدى الخصائص الرئيسية لنظام حكومة الجمعية؟
أ) استقلال السلطة التنفيذية عن التشريعية
ب) تركيز السلطات في يد البرلمان
ج) وجود رئيس دولة قوي
د) فصل تام بين السلطات
ما هو دور الحكومة في نظام حكومة الجمعية؟
أ) صنع القرارات السياسية بشكل مستقل
ب) تنفيذ سياسات البرلمان والخضوع لرقابته
ج) إصدار القوانين دون الرجوع إلى البرلمان
د) تعيين أعضاء البرلمان
ما هو السبب الرئيسي لنجاح نظام حكومة الجمعية في سويسرا؟
أ) وجود رئيس قوي
ب) الاستقرار السياسي والوعي المجتمعي العالي
ج) الاعتماد على النظام الرئاسي
د) ضعف السلطة التشريعية
اشرح الفرق بين نظام حكومة الجمعية والنظام البرلماني التقليدي من حيث العلاقة بين السلطات.
ما هي العوامل التي ساعدت سويسرا على تطبيق نظام حكومة الجمعية بنجاح؟
[1] Ardant, Philippe ; Institutions Politiques & Droit Constitutionnel (Paris, 14e édition 2002), p.338.
[2] جمال الجمل؛ الأنظمة السياسية المعاصرة (القاهرة: دار الشروق، 1977)، ص 194.
[3] عبد الحميد متولي؛ القانون الدستوري والأنظمة السياسية، ص 255.
[4] Rousseau, Jean-Jacques; The Social Contract (London, 1923), Book II, Chapter I-IV.
[5] وحيد رأفت ود. وائل إبراهيم؛ القانون الدستوري (القاهرة، 1937)، ص 35
[6] Federal Constitution of the Swiss Confederation (1999), Articles 4, 70, 148.
[7] Swiss Federal Chancellery; *The Swiss Confederation: A Brief Guide* (2014), p.8.
[8] Church, Clive H.; The Politics and Government of Switzerland (2004), p.11.
[9] كمال الغايش؛ مبادئ القانون الدستوري (دمشق، 1984)، ص 302.
[10] إبراهيم عبد العزيز شحاته؛ النظم السياسية (الإسكندرية، 2000)، ص 430.