Section outline

  •    يشكل مفهوم الحكم الراشد مقاربةً سياسية حديثةً في إدارة المجتمعات من منظور الحكامة والرشادة، فهو يرتكز على قيمِ ومؤشراتِ الجودة السياسية الهادفة إلى الاستثمار الأمثل في الموارد المادية والبشرية والمعرفية للدولة، بأعلى مستوى ممكن من الكفاءة والشفافية والفعالية، عن طريق إقرار سيادة القانون والنزاهة والتناوب على الحكم وتفعيل مبدأ الرقابة والمحاسبة والمساءلة وإدارة الدخل والنفقات وتنفيذ السياسات لتحقيق الأهداف السياسية والسياسات الوطنية. وهذا يعني أنه يجب إدارة الدولة وفقًا للمبادئ التي تم تعلمها لتعزيز الدعم العام والثقة بين الأشخاص وثقة المجتمع الوطني.

    من منظور تاريخي عميق، يمكننا أن نرى كيف استمر البشر على مر العصور في السعي نحو الحكم الراشد، الذي يعتبر رمزًا للعدل والتقدم والاستقرار في المجتمعات. يوعود تاريخ الحكم الراشد إلى قرون مضت، فحتى في العصور القديمة كانت هناك مبادئ وقيم تحكم شكل الحكم وسلوك الحكام. ومع مرور الزمن تطورت تلك المبادئ وتعززت، فظهرت نماذج متعددة للحكم الراشد في مختلف الثقافات والأنظمة السياسية. إن الحكم الراشد له أهمية كبيرة جدًا في مجال السياسة والحكم، حيث يمثل الأساس الذي يقوم عليه بناء المجتمعات القوية والمستقرة. فعندما يكون هناك حاكم راشد وعادل يسعى لخدمة شعبه والعمل من أجل رفاهيته، يتحقق العدل والتقدم والسلام في المجتمع. إن الحكم الراشد يتطلب أيضًا مبادئ ومكونات محددة تؤمن استقرار النظام السياسي وتحافظ على التوازن بين القوى المختلفة.

    ‫الحكم الرشيد – مركز مقديشو للبحوث والدراسات‬‎