*العالقات والفعل الاجتماعي من المنظور الظاهراتي عند شوتز
العلاقات الاجتماعية من المنظور الظاهراتي عند شوتز
تصنف العلاقات الاجتماعية إلى نوعين: علاقات أولية وعلاقات ثانوية. هذه العلاقات تتوزع بين التفرد (الشخصنة والمباشرة) والتنميط (أي العلاقات العادية أو الموضوعية غير المباشرة).
يظهر التفرد والشخصنة في العلاقات الوجه لوجه، حيث كلما كانت العلاقات شخصية وأكثر خصوصية، زاد احتمال تفردها.
في المقابل، تتسم العلاقات غير الشخصية بنمطية منتظمة (اعتيادية)، تنطوي على فهم ومعاني مشتركة بين أعضاء الجماعة.
الفعل الاجتماعي من المنظور الظاهراتي عند شوتز
ركز ألفريد شوتز على الفعل الاجتماعي وعمليات التفاعل بين الذوات (التخلل الذاتي أو الذوات المتداخلة). لفهم الفعل الاجتماعي، من الضروري الاهتمام بالفاعل وحوافزه واتجاهاته ومقاصده. إذ يرتبط كل فعل اجتماعي وفق شوتز بمقاصد الفاعل، مما يجعل معرفة الهدف من الفعل جزءاً أساسياً من عملية اكتشاف معناه.
فمعنى الفعل يتصل ارتباطًا وثيقًا بمقاصد الفاعل وحوافزه. في هذا السياق، يميز شوتز بين نوعين من الحوافز:
الحوافز السببية: ترتبط بخبرات الماضي.
ا
يؤكد شوتز على العلاقة بين اجتماعي ثقافي (socioculturel) والفرد، حيث يكتسب كل إنسان من خلال عمليات التفاعل والتنشئة المعايير السلوكية والقواعد، وكأنها "وصفات طبية" تشكل المخزون المعرفي والخبرات التي توجه خياراته وتأويله للأحداث والفعاليات.
لا يقتصر أثر هذا المخزون من الخبرات والمعرفة على الفرد وحده، بل يتجاوز ذلك ليؤثر على مستوى الجماعة من خلال العلاقات البينذاتية، ليصبح هذا المخزون هو الإطار والمنظور الذي ترى من خلاله الجماعة حقيقة العالم.
المعرفة الجماعية التي يشترك فيها الأفراد وتوجه سلوكهم تعتبر من قبل أعضاء الجماعة حقيقة طبيعية مسلَّم بها، حيث يعتقد كل فرد في الجماعة أن الأعضاء الآخرين يشاركونه هذا الاعتقاد، وهذا يمكِّنهم من التفاعل بناءً على هذا الأساس.
كما أن الاعتقاد بما هو مشترك مع الآخرين يسهل عملية التفاعل وينمط السلوك داخل إطار الجماعة. وبالتالي، فإن الحفاظ على النظام الاجتماعي وضمان استمراريته يعتمد على هذه المعتقدات المشتركة واعتبارها حقيقة اجتماعية مسلَّم بها.
لحوافز القصدية: ترتبط بالغاية من الفعل وتستهدف تحقيق حالة مستقبلية.