من هو ألفريد شوتز؟

وُلد الفيلسوف وعالم الاجتماع النمساوي ألفريد شوتز في فيينا في 13 أبريل 1899، لعائلة من الطبقة الوسطى. بعد إكمال تعليمه الثانوي، خدم في الجيش النمساوي في الحرب العالمية الأولى، ثم عاد لدراسة القانون والعلوم الاجتماعية في جامعة فيينا. كان له اهتمامات فلسفية عميقة، مما جعله يسعى نحو توجيه فلسفي للعلوم الاجتماعية مستندًا إلى الظواهر الاجتماعية.

من أعماله المعروفة كتاب "من الظواهر الاجتماعية في العالم" و"على فلسفة الظواهر والعلاقات الاجتماعية". تأثر بأعمال عدة مفكرين، مثل إدموند هوسرل ووليام جيمس وماكس فيبر، وعمل على تطوير علم الاجتماع التفسيري. بعد مغادرته النمسا في 1939، انتقل إلى الولايات المتحدة حيث أسس لنفسه مكانة أكاديمية في المدرسة الجديدة في نيويورك.

شوتز كان يؤمن بأن فلسفة العلوم الاجتماعية تعود إلى دراسة الظواهر الاجتماعية، ويشير العديد من العلماء المعاصرين إلى تأثيره المتزايد على تطور نظريات مثل الظاهراتية والاثنوميثودولوجية.

لم يكن شوتز معروفا ً إبان حياته إنما اشتهر بين علماء الاجتماع بعد وفاته ، حيث انتبه علماء الاجتماع المعاصرون والمحدثون إلى عمله عن الفعل الاجتماعي وأعماله حول ” علم الظاهرات ”

لم يصبح شوتز أكاديميًا حتى عام 1920، لكنه كان يلتقي بأصدقاء مقربين لم تُصنف لقاءاتهم بالتعليم الرسمي، حيث كانوا يناقشون أفكار ماكس فيبر، وخاصة نظرية الفعل الاجتماعي والنموذج الأمثل. كما تأثر أيضًا بفلسفات إدموند هوسرل وهنري برجسون، مما جعله يسهم بشكل مميز في المدرسة النمساوية الاقتصادية من منظور الفعل الاجتماعي.

أدت هذه التأثيرات إلى نشر شوتز لكتابه "علم الظواهر في العمل الاجتماعي" في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1932، والذي تأخر ترجمته إلى اللغة الإنجليزية حتى عام 1967، أي بعد 35 عامًا من صدوره. خلال الحرب العالمية الأولى، انضم شوتز إلى المدفعية النمساوية وعمل في الجبهة الإيطالية، ثم عاد إلى جامعة فيينا لدراسة القانون والعلوم الاجتماعية، حيث تعامل مع شخصيات بارزة مثل هانز كلسن ولودفيج فون ميزس.

في عام 1939، غادر شوتز فيينا متوجهًا إلى الولايات المتحدة، حيث أصبح أول أستاذ محاضر في الدراسات العليا بكلية العلوم السياسية والاجتماعية في المدرسة الجديدة في نيويورك، والتي كانت متخصصة في علم الاجتماع. من خلال عمله، وضع أساسًا لفهم هيكل التفاعل الاجتماعي، حيث اعتبر أن العنصر الرئيسي للفلسفة هو دراسة الظواهر الاجتماعية.

خلال الحرب العالمية الثانية، عمل شوتز كقنصل قانوني في عدة مصارف مالية في باريس ونيويورك، وفي الوقت نفسه، استمر في كتابة مقالات حول الظواهر الاجتماعية وألقى محاضرات حول النظرية والبحث الاجتماعي في مدرسة البحوث الاجتماعية في نيويورك عام 1943. في نفس العام، كتب عن النظرية والبحث الاجتماعي، وفي عام 1956، توقف عن عمله في المصارف المالية وكرّس جهوده للتدريس والكتابة حول الظواهر الاجتماعية، مما أثر بشكل ملحوظ على توجهات طلابه، مثل بيتر برجر وتوماس لوكمان وهارولد جارفنكل.

هذا التأثير جعله ينخرط بعمق في النظرية الاجتماعية، وفي مراحل متقدمة من حياته، توصل إلى أن مفردات وإيقاعات الحياة اليومية مرتبطة بالمعطيات الثقافية والتاريخية، ورفض الفصل بينهما. ومع ذلك، لم يكن شوتز متفائلاً برؤيته للحياة الاجتماعية، بل كان له نظرة نقدية تجاهها.

مؤلفاته

Phenomenology of the Social World من الظواهر الاجتماعية في العالم

On Phenomenology and Social Relations على فلسفة الظواهر والعلاقات الاجتماعية

وفاته: وفي بتاريخ 20 ماي 1959 بنيويورك