هداف المنظور الاثنوميثودولوجي في دراسة الواقع الاجتماعي

يسعى المنظور الاثنوميثودولوجي إلى وصف كيفية تفاعل أعضاء المجتمع أثناء حياتهم اليومية وصياغتهم للمفاهيم المتعلقة بمواقفهم المختلفة، وكيفية تشكيلهم للحقيقة الاجتماعية. يرى أصحاب هذا المنظور أن تشكيل الحقيقة الاجتماعية هو عملية مستمرة من التفسير، نظراً لأن توافق الأعضاء حول تعريف مواقف الحياة يُعتبر عملية ديناميكية ومتغيرة، وليست ثابتة. لذا، يُعزز هذا المنظور الاتجاهات النظرية الأساسية في علم الاجتماع ويهتم بدراسة التغير الاجتماعي على مستوى الوحدات الاجتماعية الصغيرة.

يتضح مما سبق أن المنظور الاثنوميثودولوجي يُشدد على أن الواقع الاجتماعي في حالة تغير دائم، ويُمكن دراسة هذا التغير على مستوى الوحدات الاجتماعية الصغرى بدلاً من الوحدات الكبرى. يدعو هذا المنظور الأفراد إلى تغيير ذواتهم بدلاً من محاولة تغيير النظام الاجتماعي القائم.

هذه الأفكار تشي بأن هناك دعوة للمحافظة على النظام السياسي الموجود، رغم الأزمات التي قد يواجهها، وتأثير ذلك على البنية الاجتماعية بشكل عام. يظهر هذا التوجه بوضوح عند مراجعة النقد المقدم من قبَل سمير نعيم والعالم الاجتماعي البريطاني سمارت، حيث يعكسان كيف أن هذه الرؤية تعكس تفاعل الأفراد مع الظروف الاجتماعية المحيطة بهم بدلاً من التحول الجذري في النظام الاجتماعي ذاته.