المناهج المستخدمة في الدراسات الاثنوميثودولوجية

يشير مصطلح الاثنوميثودولوجي إلى المناهج والطرق التي تعتمدها الجماعة في صياغة وتشكيل الحقيقة الاجتماعية في حياتهم اليومية. ولتوضيح هذه المناهج، قام جارد فنكل وزملاؤه بإجراء دراسات إمبيريقية تسلط الضوء على الأساليب المختلفة التي يمكن أن يستعين بها الباحث الاثنوميثودولوجي لفهم مواقف الحياة اليومية واكتشاف أفكار وقواعد سلوك الأفراد.

كما انتقد دعاة المنظور الاثنوميثودولوجي طرق وأدوات البحث التقليدية المستخدمة في علم الاجتماع، مثل المسح الاجتماعي والمقابلات، ورفضوا استخدام الاستبيانات كوسيلة لجمع البيانات الكمية. وقد جاء هذا الانتقاد بسبب ان هذه الأساليب الكمية تفصل بين الباحث وموضوع دراسته، وتستند إلى معرفة سابقة بالواقع يحققها الباحث. كما يؤثر تفاعل الباحث مع المبحوثين على حجم ونوعية البيانات المستخلصة.

لذا، يوظف الباحث الاثنوميثودولوجي أساليب مثل الملاحظة بالمشاركة، وهي طريقة مماثلة لما يستخدمه دعاة التفاعلية الرمزية. إضافة إلى ذلك، يتبنى الباحثون مناهج مثل "التجربة الاثنوميثودولوجية" (المنهج شبه التجريبي) و"المنهج التوثيقي" الذي أشار إليه جارفنكل، والذي يُستخدم من قبل الباحث والأفراد العاديين معًا لتفسير سلوكهم أثناء تفاعلاتهم اليومية.

تظهر المناهج المستخدمة في المنظور الاثنوميثودولوجي انحيازًا نحو الأساليب الكيفية؛ إذ يختلف هذا المنظور عن النظريات التقليدية في علم الاجتماع، حيث لا يهدف إلى تفسير السلوك البشري أو تحديد حقائق اجتماعية معينة، بل يركز على استكشاف المنهجيات التي يعتمدها الأفراد لتشكيل والحفاظ على الواقع الاجتماعي. وبالتالي، ساهم المنظور الاثنوميثودولوجي في تطوير مناهج البحث بشكل ملحوظ أكثر من تطور نظرية علم الاجتماع المعاصرة