الإثنوميثودولوجيا وجار فنكل

ركز هارولد جار فنكل على مجموعة الأفعال التي تقوم بها هيئة المحلفين، محاولًا فهم كيفية تنظيم شؤون المجتمع من خلال المعرفة التي تستخدمها. في دراساته، تناول الهيئة وأشكال المعرفة وأساليب إدراك المداولات، مما ساهم في انتشار هذا المفهوم وازدياد دراساته.

تعتبر الإثنوميثودولوجيا تيارًا سوسيولوجيًا تطور خلال الستينيات (1960) في جامعة كاليفورنيا، بقيادة كل من أرون سيكوريل وهارولد جار فنكل. استخدم مصطلح الإثنوميثودولوجيا لأول مرة للإشارة إلى مناهج محددة تعكس المعارف العميقة التي يعتمدها الأفراد لعقلنة ممارساتهم الاجتماعية، مثل الإثنونباتية التي تهتم بتصنيف النباتات في المجتمعات البدائية.

عُرفت الإثنوميثودولوجيا أيضًا بأنها مدرسة رئيسية في السوسيولوجيا الأمريكية، التي تدين بالكثير لمؤسسها جار فنكل. تشير ببساطة إلى دراسة مناهج الأفراد وطرق فهمهم لعالمهم المحيط. وقد تأثر جار فنكل بأعمال الفينومينولوجيين، والتقليد البراغماتي، والفلسفة التحليلية. استخدم المصطلح لتوضيح المناهج التي تساهم في عقلنة الأنشطة اليومية، كإجراء المحادثات أو تحليل القضايا الجرمية.

تعني الإثنوميثودولوجيا "منهجية دراسة النظام الاجتماعي" أو "الواقع الاجتماعي"، وتهتم بالمواقف التي يتبناها الأفراد في الحياة اليومية ولكن من منظور اجتماعي. حدد جار فنكل منهجية النظام الاجتماعي من خلال نقطتين رئيسيتين:

الفهرسية: وهي مجموعة من التعبيرات ذات المعنى المحدد لغويًا.

الانعكاسية: حيث يُظهر الفرد وعيه بمساهمته في تكوين النظام الاجتماعي، كما في حالة الانتظار في طابور.

حدد جار فنكل جوانب الحياة اليومية للأفراد تحت مسمى "الخصائص الرشيدة"، والتي تشمل 14 مجالًا تحدد أنماط السلوك. هذه المجالات هي:

تصنيف الأفراد للأشياء أو الأشخاص ومقارنتها.

تقدير الأمور وتقييمها وفق الصواب والخطأ.

البحث عن الوسائل لتحقيق الأهداف.

استخدام استراتيجيات محددة.

تحليل النتائج المترتبة على الوسائل المستخدمة.

تقدير قيمة الوقت.

التنبؤ بالأحداث المستقبلية.

تطبيق قواعد إجراء معينة.

إقدام الأفراد على الاختبار.

استخدام معايير لهذا الاختبار.

التنسيق بين الوسائل والغايات.

التمييز بين الأمور بوضوح.

السعي إلى تحقيق وضوح أكبر في الفهم.

التوفيق بين الموقف والمعرفة العلمية.

بذلك، تسهم الإثنوميثودولوجيا في تقديم رؤية عميقة ومميزة حول كيف يُشكل الأفراد فهمهم عن العالم من حولهم ويتعاملون مع واقع حياتهم اليومية.