تعريف الاثنوميتودولوجيا

يتكون مصطلح " Ethnométhodologie الإثنوميثودولوجيا" من مقطعين: الأول هو "إثنو" (Ethno) المأخوذ من اليونانية والذي يعني الشعب أو الناس أو القبيلة، أما الثاني "ميثودولوجيا" (Méthodologie) فيشير إلى المنهج أو الطريقة التي يتبعها الأفراد في تشكيل وتفسير الواقع الاجتماعي. يُظهر هذا أن المنظور الإثنوميثودولوجي يركز بشكل أساسي على تطوير مناهج البحث، ويحفزنا لاستكشاف هذه الطرق المستخدمة في الدراسات الإثنوميثودولوجية.

الإثنوميثودولوجيا تُعتبر واحدة من مداخل علم الاجتماع التي نشأت نتيجة انهيار الإجماع التقليدي (الأصولي) في منتصف ستينيات القرن العشرين. تتمحور حول دراسة الأساليب التي يعتمدها الناس لفهم وإنتاج النظام الاجتماعي الذي يعيشون فيه، حيث تهدف إلى تقديم بديل للمناهج السوسيولوجية السائدة. كما تشكل تحديًا للعلوم الاجتماعية بشكل عام، خاصة في أكثر أشكالها تطرفًا. أدت الدراسات الأولية في هذا المجال إلى تأسيس تحليل المحادثة، الذي أصبح مجالاً معترفًا به داخل الأطر الأكاديمية. وفقًا لساثاس، يمكن التمييز بين خمسة مناهج رئيسية ضمن عائلة الإثنوميثودولوجيا.

عرّف جار فنكل GARFINKEL مصطلح "الإثنوميثودولوجيا" بأنه دراسة الخصائص العقلية المرتبطة بالتعبيرات والأفعال اليومية التي يمارسها الأفراد. بمعنى آخر، يشير هذا المصطلح إلى دراسة المعاني التي يربطها الناس بكلماتهم وأنماط سلوكهم. كما أوضح فنكل أن الدراسات الإثنوميثودولوجية تقوم بتحليل أنشطة الحياة اليومية بشكل يكشف المعاني الكامنة وراءها، وتحاول توثيق هذه الأنشطة وجعلها مرئية ومنطقية، لتصبح صالحة للأغراض العلمية. وبالتالي، فإنها تهدف إلى الكشف عن الطرق التي يتبعها أفراد المجتمع في حياتهم اليومية لخلق نوع من الألفة مع الأحداث والوقائع المحيطة بهم.