الخلفية الفلسفية للاثنوميتودولوجيا والجذور الفكرية
يرى الإثنوميثودولوجيون أن الحياة الاجتماعية والظواهر والعلاقات المستقرة تعكس إنجازًا مستمرًا يتم تحقيقه من خلال استخدام اللغة. فاللغة هي شيء نبدعه جميعًا ونعيد إنتاجه بصورة متواصلة. في هذا السياق، يتكون مصطلح "الإثنوميثودولوجيا" من مقطع "ology" الذي يشير إلى الدراسة، ومصطلح "ethno" الذي يعني الناس أو الجماعة، بينما تشير كلمة "method" إلى الطرق التي تُنتَج بها الأنظمة الاجتماعية.
التركيز هنا يدور حول أفعال الناس: نحن نصنع علاقات الصداقة، ونقيم الاجتماعات، ونتفاعل في الشارع، وننفذ العديد من الأنشطة اليومية. وقد كان هناك تمييز شائع في الماضي بين الإثنوميثودولوجيا اللغوية والإثنوميثودولوجيا الموقفية. ومع ذلك، فإن هذا التمييز ليس سوى اختلاف في محور الاهتمام، حيث يجمع بينهما استخدام اللغة كجسر أساسي يربط بينهما.
ترجع الجذور الفكرية لمنظور الإثنوميثودولوجيا إلى كل من التفاعلية الرمزية والفلسفة الظاهراتية (الفينومينولوجية). رغم تأثر هذا المنظور بآراء هاتين المدرستين في الفكر الاجتماعي، إلا أنه قدم رؤية مختلفة عن الواقع والعالم الاجتماعي، مما جعله أحد البدائل النظرية المعاصرة في علم الاجتماع الغربي. ويشير "والاس" إلى أنه يمكن اعتبار الإثنوميثودولوجيا اتجاهًا معاصراً للتفاعلية الرمزية.
في هذا الإطار المستلهم من التفاعلية الرمزية والفينومينولوجيا والاتجاهات النقدية، طرح عالم الاجتماع الأمريكي هارولد جارفنكل مفاهيم الإثنوميثودولوجيا. نجح جارفنكل في إنشاء مدرسة فكرية تدعم هذا المنظور الجديد في جامعة كاليفورنيا، حيث كان يمارس التدريس في لوس أنجلوس. ومن ثم، بدأ هذا المنظور بالانتشار في بقية الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وغيرها من الدول.