مدرسة التحليل النفسي

رغم أن فرويد ضل بعيدا عن البسيكوسوماتيك بسبب إصراره على الابتعاد عن كل ما يتجاوز الجهاز النفسي إلا أنه حقق قفزة نوعية في هذا المجال بسبب ما قدمه حول الهستيريا و الاضطراب النفسي بشكل عام الذي اعتبره نتاج صراع نفسي لا شعوري ، و أن الاضطرابات الجسمية تظهر مع ضعف "الأنا" نتيجة استهلاك طاقة مضاعفة في حل الصراعات القائمة على مستوى الجهاز النفسي و بالتالي فإن هذه الاضطرابات النفسية-الجسدية تحدث نتيجة صراع نفسي دينامي يجعل كل عقدة مرتبطة بمرض معين ( فعقدة الاتكال تولد قرحة المعدة ،عقد الفراق عن ألم تولد الربو...الخ). (1)[1]

اسهامات فرانز ألكسندر

أكد فرانز أنه لا يمكن للطب الباطني أن يتطور إلا بدمجه مع الإسهامات النفسية الحديثة في ميدان الطب و أطلق عليه إسم "التحليل البيولوجي". و قد افترض أن لبعض الصراعات خاصية التأثير في أعضاء معينة. فالانفعالات اللاشعورية يتم كبتها و من ثم تفريغها لا شعوريا عبر عضو معين يتفق و طبيعة الانفعالات المكبوتة.

  • الإحباط ، الاعتمادية ، مشاعر التبعية و الحاجة للحماية—— » تنعكس على الجهاز الهضمي و ترتبط بالإصابة بقرحة المعدة.

  • كبت الرغبات و الدفاعات العدوانية —— » حالة انفعالية مزمنة مسؤولة عن ارتفاع ضغط الدم.

عموما لقد أشار "ألكسندر" إلى (03) عوامل أساسية تؤدي إلى الإصابة بالاضطرابات السيكوسوماتية هي:

  1. قابلية العضو للعطب نتيجة هشاشته.

  2. البنية النفسية للصراعات و آليت الدفاع .

  3. الظروف الحالية المثيرة للانفعال.

المدرسة السيكوسوماتية الحديثة بباريس بريادة "بيا مارتي" و "سامي علي"

تأثرت كذلك بنظرية التحليل النفسي في دراسات العصابات و الاضطرابات المعبر عنها جسديا.

بيار مارتي : اعتبر الإنسان وحدة حية تتميز بفردانيتها عن باقي الوحدات (البشر) فهو يولد مزود بآليات دفاعية جسدية مناعية تتيح له مقاومة الأمراض إلا أن تعزيز هذه الآليات الجسدية بأخرى نفسية مرتبط بمراحل النمو النفسي الليبيدي للإنسان و بعلاقة الطفل بأمه. حيث أن الانسان خلال هذا النمو يعيش معادلة من التوازن النفسي-الجسدي بين غريزتي "الموت" و "الحياة" ، و بالتالي فإن هيمنة غريزة الحياة يتبعها الصحة و التوازن أما هيمنة "غريزة الموت" فيتبعها اختلال هذا لتوازن و اعتلال الصحة الجسدية.

سامي علي: بدوره يشير إلى أن الاسقاط وسيلة لتعويض اختلال تنظيم الجهاز النفسي و ضعف "الأنا" و أن تجسيد الحالات النفسية عن طريق أمراض سيكوسوماتية يعكس النقص في قدرة المريض على الاسقاط ، هذا النقص ينتج أساسا من عدم استيعاب المريض للمفهوم بشكل جيد.

عموما فقد أشارت المدرسة السيكوسوماتية الحديثة بباريس إلى عملية "الجسدنة" التي تحدث بإحدى الطريقتين:

  1. أولا من خلال النكوص و هنا تؤدي الجسدنة إلى نوبات من الأمراض الجسدية التي يمكن التعافي منها و بالتالي لا تهدد حياة المريض مثل (الربو-القولون العصبي) و تنشأ هذه العملية عند الأفراد الذين يكون أدائهم النفسي ضمن طيف العصاب الطبيعي الذي ينجم عن انتظام الأداء العقلي بعد تجربة تثق كاهل "الأنا" مثل الصدمة.

  2. وتحدث الجسدنة بطريقة ثانية عندما تصبح النزوات غير مرتبطة فتكون الأمراض الناتجة عنها تفاقمية و مهددة لحياة الإنسان كالسرطانات و أمراض المناعة الذاتية.ز يمكن ملاحظة هذه النزوات غير المترابطة عند المرضى الذين لديهم تنظيم غير عصابي للأنا أو الذين تعرضوا لصدمة شديدة أعادت فتح الجروح النرجسية العميقة المبكرة و هذا ما يمهد لظهور اضطراب "العقلنة" أو "التعقيل"بشكل مؤقت أو دائم. (2)[2]