مقدمة

رغم أن العلاقة بين النفس و الجسد لا غبار عليها و لا تحتاج إلى دليل ، فقد مرت بمد و جزر بين تيارات حاولت مرارا الفصل التام بين كل ما هو جسمي و ما هو نفسي و تيارات نادت بالوحدة الكلية للإنسان. و لكن في النهاية أثبتت الملاحظات البسيطة و الدراسات المعمقة أن هناك التحام و نظرة كلية إلى جميع جوانب الإنسان. و لكن هذه الملاحظات و الدراسات لم تصل إلى تفسير واضح يزيل الغموض حول آلية حدوث الاضطراب السيكوسوماتي. وفي موازاة التقدم الذي حققته الدراسات في العصور الحديثة في مجال السيكوسوماتية ظهرت العديد من النظريات الفلسفية و النفسية و الطبية التي قدمت اجتهادات في تفسير هذه الاضطرابات و التي سنستعرض أهمها في هذه المحاضرة.