النظرية الاجتماعية
اهتم علماء الاجتماع بالأمراض الاجتماعية والسلوك المنحرف، ورأوا أن السلوك الاجتماعي في حد ذاته لا يمكن أن يقال عنه سلوك منحرف أو غير منحرف إلا بتقييم المجتمع له في ضوء مدى ألتزامه أو خروجه عن المعايير الاجتماعية للسلوك.
ويعتبر الإدمان على المخدرات من المشكلات الاجتماعية الخطيرة التي تؤثر على تقدم المجتمعات ورقيها، كما تؤثر على الحالة الصحية والنفسية للأشخاص المدمن
وعليه فإن الأسرة والمدرسة في تفاعلهما من أجل الحفاظ على استقرار المجتمع وتفادي الأزمات التي هي في رأي "بارسونز" نتيجة للانحرافات بكل أنواعها ينبغي أن تحقق أربع شروط: التكيف، تحقيق الأهداف، التكامل، الكمون- تنمية الدافعية الكافية لدى الأفراد لأداء الأدوار المتوقعة حسب المكانة والحفاظ على ثبات المعايير التي تتوافق مع ثقافة المجتم ع
يبدو أن النظريات التي تعرضنا لها من خلال هذه المداخلة لعبت دورا هاما في إعطاء تفسـيرا يعكـس الممارسـات السـائدة في مجال تعاطي المخدرات، إذ أن أصحاب كل نظرية حاولوا توضيح حسب مجال تخصصهم الجانب الذي يـؤدي بـبع ض الأفراد إلى تعاطي العقاقير المخدرة
ولقد بينت الدراسات التي قامت بها جامعة شيكاغو (Chicago) تأثير الوسط الاجتماعي على انحراف الشباب حيث تمت الاشارة بصفة خاصة إلى التنشئة الاجتماعية وطبيعة العلاقات الاجتماعية السائدة داخل الأسرة والمدرسة ،حيث يتفق الوظيفيون على تعريف التنشئة الاجتماعية بوصفها العملية التدريجية ال تي يصبح من خلالها الرضيع البشري كائنا اجتماعيا متشبعا بقيم ومعايير الجماعة وتصوراتها واتجاهاتها وكيفية إدراكها للعالم حولها ويؤك د الوظيفيون وعلى رأسهم "بارسونز" على الدور التربوية للأسرة والمدرسة.
ميرتون" هي نتيجة تناقض بين نمطين من المعايير موجودين في ذات الوقت داخل البنية الاجتماعية: المعايير المؤسسية التي يتم تعلمها داخل المؤسسات التربوية والمعايير الثقافية، تلك التي يتم بها في الوسط الاجتماعي. وإذا كانت الأولى تعلم القيم الشرفية، فالثانية تكرس القيم المعترف بها والممارسة فعليا في الوسط الاجتماعي وتتمثل هذه القيم في نظره في النجاح المادي السريع والرفيع، في حين تقوم المؤسسات التربوية بتعليم قيم الصدق والنزاه ة ويجد الانحراف تفسيره لدى الوظيفينن فيما يعبرون عنه بمفهوم الاختلال الوظيفي داخل مؤسسات المجتمع.