ظهور الإثنوميثودولوجيا (الستينات)

أ. هارولد غارفينكل وتأسيس الإثنوميثودولوجيا:

في عام 1967، نشر هارولد غارفينكل كتابه المؤثر بعنوان "دراسات في الإثنوميثودولوجيا"، الذي قدم فيه الإطار النظري والمنهجي للإثنوميثودولوجيا. غارفينكل تناول الفكرة الأساسية بأن الأفراد يستخدمون الممارسات اليومية لإنشاء المعنى الاجتماعي في حياتهم. وفقًا له، لا يتم ببساطة تبني المعايير الاجتماعية أو الأنماط الثقافية، بل هي مُنتجة عبر التفاعلات الاجتماعية.

التركيز على القواعد الحياتية اليومية: غارفينكل كان مهتمًا بكيفية بناء الأفراد فهمًا مشتركًا للحياة اليومية من خلال الممارسات الملموسة. أشار إلى أن هؤلاء الأفراد يستخدمون قواعد اجتماعية غير مكتوبة (مثل الأنماط اللغوية والتصرفات التي يلتزم بها الجميع) لإنتاج تفاعل متماسك.

ب. تقنيات البحث الإثنوميثودولوجي:

غارفينكل ابتكر التقنيات الميدانية التي أصبحت أساسية في الإثنوميثودولوجيا، مثل:

التجارب التفاعلية (مثل "التجارب الطبيعية" التي يقوم بها الباحث لمعرفة كيف يرد الأفراد على اختراق القواعد الاجتماعية اليومية).

التسجيل الميداني الذي يُحفظ فيه تفاصيل التفاعلات اليومية.

التطور اللاحق: تأثرات وامتدادات الإثنوميثودولوجيا

  • أ. التوسع في المواضيع:

بعد أن أسس غارفينكل الإثنوميثودولوجيا، تطورت هذه المقاربة لتشمل مجالات متنوعة في الأنثروبولوجيا و علم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي.

دراسات الطبقات الاجتماعية: الإثنوميثودولوجيا أثرت في دراسة الطبقات الاجتماعية، حيث ركز الباحثون على كيف يتم بناء التراتبية الاجتماعية أو كيفية تعامل الأفراد مع القيم الاجتماعية عبر الممارسات اليومية.

الدراسات اللغوية والتفاعل اللفظي: مع ظهور نظرية التفاعل الرمزي، بدأ الباحثون في الإثنوميثودولوجيا دراسة اللغة وكيفية استخدامها لتشكيل المعنى الاجتماعي.

  • ب. النقد والتوسع:

بينما حظيت الإثنوميثودولوجيا بالعديد من التأثيرات الإيجابية، فإنها تعرضت أيضًا لبعض الانتقادات:

الانتقادات: تم انتقاد الإثنوميثودولوجيا لكونها نظرة ضيقة تركز على التفاعلات اليومية دون النظر إلى البنى الاجتماعية الكبرى مثل السلطة و الاقتصاد.

التوسع: بالرغم من ذلك، توسع المفهوم ليشمل دراسات عن العلاقات بين القوة والمعرفة و التفاعل في المؤسسات الكبرى مثل المدارس و الجامعات و المستشفيات. هذه الدراسات أظهرت كيف يمكن أن تُنظم التفاعلات اليومية ضمن هياكل اجتماعية أكبر.