الجذور المبكرة والتأثيرات

الإثنوميثودولوجيا هي مقاربة بحثية في علم الاجتماع تأسست في الستينات بواسطة عالم الاجتماع الأمريكي هارولد غارفينكل. تهدف الإثنوميثودولوجيا إلى دراسة الممارسات اليومية التي يستخدمها الأفراد لتنظيم حياتهم الاجتماعية وفهم كيفية إنشاء المعنى الاجتماعي من خلال التفاعلات اليومية. فيما يلي نظرة عامة على تطور الإثنوميثودولوجيا

الإثنوميثودولوجيا تأثرت بعدد من التوجهات النظرية السابقة التي ساهمت في تشكيل منهجيتها وفلسفتها. أهم هذه التأثيرات كانت من:

  • أ. الفلسفة الظاهراتية (Phenomenology):

الظاهراتية، خاصة أفكار إدموند هوسرل و ألفريد شوتز، كانت المصدر الأساسي للإثنوميثودولوجيا. الظاهراتية تركز على دراسة الوعي الفردي والتجربة الإنسانية كما هي، دون فرض أي تفسير خارجي.

هارولد غارفينكل تأثر بفلسفة شوتز، الذي كان يعتقد أن الأفراد يبنون معانيهم الاجتماعية من خلال الأنشطة اليومية. هذا الفهم عن الواقع المعاش شكل الأساس لفكرة الإثنوميثودولوجيا بأن التفاعلات اليومية ليست مجرد أفعال عشوائية، بل هي ممارسات هادفة تهدف إلى إنتاج المعنى.

  • ب. السوسيولوجيا التفاعلية (Symbolic Interactionism):

تأثرت الإثنوميثودولوجيا أيضًا بالنظريات السوسيولوجية للتفاعل الرمزي التي تطورت على يد جورج هربرت ميد و هيربرت بلومر. هذه النظرية تركز على كيف يُبنى المعنى من خلال التفاعلات الاجتماعية بين الأفراد. ومع ذلك، في حين ركز التفاعل الرمزي على الأدوار الاجتماعية والرموز، فإن الإثنوميثودولوجيا ركزت على كيف يتم بناء المعنى في التفاعل اليومي.