مفهوم العضو:

في الإثنوميثودولوجيا، مفهوم "العضو" (membre) لا يُفهم بالمعنى التقليدي الذي يتحدد من خلال الانتماء الاجتماعي أو العرقي أو السلالي، بل يتحدد بالقدرة على اتقان اللغة الخاصة بالجماعة التي ينتمي إليها الفرد. هذا الفهم يتناقض مع المفاهيم التقليدية التي تعتبر أن الانتماء إلى مجموعة معينة يتحدد بناءً على خلفية عرقية أو اجتماعية. هذا يشمل فهم الأنماط التفاعلية التي تنظم التفاعل داخل الجماعة، وكيفية استخدام الرموز و الإشارات التي تُنتج من خلال التفاعل اليومي. ولذلك، يتم تحديد العضوية ليس بناءً على العرق أو الوضع الاجتماعي، بل بناءً على قدرة الفرد على التفاعل ضمن الأنماط اللغوية التي تميز هذه الجماعة.

  • العضو في سياق الإثنوميثودولوجيا:

الإثنوميثودولوجيا تركز على الأنماط التفاعلية التي يتبناها الأفراد في مواقف حياتهم اليومية. ويُعتبر الفرد عضوًا في الجماعة عندما يُظهر قدرة على اتقان قواعد التفاعل الخاصة بتلك الجماعة. هذه القواعد تشمل ليس فقط اللغة، ولكن أيضًا فهم السياقات الاجتماعية و الاستراتيجيات التفاعلية.

مثال: شخص ينتمي إلى جماعة لغوية معينة (مثلاً، مجموعة من المتحدثين بالعربية في بيئة غير ناطقة بالعربية)، يصبح عضوًا في هذه الجماعة عندما يتمكن من اتقان اللغة العربية وفهم السياقات الثقافية واللغوية التي تحكم التفاعل بين أفراد الجماعة.

  • العضو ليس ثابت:

في الإثنوميثودولوجيا، العضوية هي ظرفية وليست ثابتة. أي أن العضوية قد تتغير وفقًا للسياقات والتفاعلات. العضو هو شخص يمكنه فهم وتطبيق القواعد الاجتماعية المرتبطة باللغات والأنماط التفاعلية، وبالتالي فإن العضوية ليست موروثة أو محددة مسبقًا. إنها مرتبطة بمقدرة الفرد على الاندماج في هذه الأنماط.

مثال: قد يُعتبر شخص من مجموعة اجتماعية معينة عضوًا في جماعة معينة إذا تمكن من اتقان السلوكيات اللغوية لهذه الجماعة، بغض النظر عن خلفيته العرقية أو العائلية.

العضو على أساس لساني وليس عرقي:

الأهم في المفهوم الإثنوميثودولوجي للعضوية هو أنه لا يتحدد بالانتماء العرقي أو السلالي، بل بالقدرة اللغوية. هذا يعني أن العضوية تُبنى على أساس إتقان اللغة التي تستخدمها الجماعة، ويمكن أن يتغير الانتماء بناءً على القدرة على فهم والتفاعل باللغة التي يستخدمها الأفراد في ذلك السياق الثقافي.

  • العضوية والأنماط الاجتماعية:

العضو في الإثنوميثودولوجيا ليس مجرد فرد ينتمي إلى جماعة وفقًا لسمات ثابتة، مثل العرق أو الجغرافيا، بل هو فرد يشارك في بناء التفاعل الاجتماعي من خلال اتقان واستخدام اللغة وفقًا للقواعد الاجتماعية المقررة. بناءً على ذلك، يمكن أن تتوسع فكرة العضوية لتشمل أفرادًا يستطيعون فهم السياقات الاجتماعية وأنماط التفاعل المختلفة، حتى وإن كانوا من خلفيات مختلفة.