الهدف الأساسي من الدراسات الإثنوميثودولوجية

فهم الكيفية التي ينشأ بها الأفراد المعنى في عالمهم الاجتماعي وكيفية بنائه بشكل مستمر. تعتمد الإثنوميثودولوجيا على الفكرة القائلة بأن الناس يساهمون بشكل نشط في تكوين الواقع الاجتماعي من خلال التفاعلات اليومية، مما يجعل العالم الاجتماعي ينشأ ويستمر عبر الممارسات الفردية والجماعية. كما يعنى هذا المنهج بتفسير كيف تظل هذه الممارسات تجري بشكل طبيعي، أي كيف يتم تطبيق النظام الاجتماعي بطريقة غير مرئية، ولكنها ضرورية لتسهيل التفاعل بين الأفراد.

مع ذلك، غابت عن الإثنوميثودولوجيا معالجة قضايا مثل الاختلالات في القوة، الاستغلال، و الهيمنة الاجتماعية. في حين أن غارفينكل تركز دراساته على كيفية إنتاج المعنى في الحياة اليومية عبر المحادثات والتفاعلات، فإنه لم يتعرض بشكل كافٍ ل التباين في القوة الاجتماعية وكيفية إدارة الأفراد للمواقف المتعلقة بالهيمنة أو الاضطهاد. تلك الأسئلة المرتبطة بالخضوع، الرضا بالاستغلال، أو الثورة ضد النظام القائم قد تم إغفالها في المقاربات التقليدية لهذه النظرية، رغم أنها قد تكون جزءًا أساسيًا لفهم الواقع الاجتماعي بشكل أوسع.

افتراضات الإثنوميثودولوجيا:

  • نظام أخلاقي اجتماعي: الإثنوميثودولوجيا تفترض وجود نظام أخلاقي، يقوم على مجموعة من القيم والمعايير الاجتماعية، التي تشكل الأساس الذي يعتمد عليه الترتيب الاجتماعي. وهذا النظام لا يعتبر ثابتًا أو ثابتًا، بل هو دائمًا في حالة تطور بناءً على التفاعلات بين الأفراد.

  • قبول الأفراد كمشاركين فاعلين: في المجتمع، يُفترض أن الأفراد يعتبرون أنفسهم مشاركين في الأنشطة الاجتماعية اليومية. وبالتالي، فهم يلعبون دورًا نشطًا في إنتاج وتفسير الحقيقة الاجتماعية من خلال تفاعلاتهم.

  • ارتباط النظام الأخلاقي بالتنظيم الاجتماعي: جميع التنظيمات الاجتماعية في المجتمع تتعلق بنظام أخلاقي يساهم في تفسير الواقع الاجتماعي. هذا النظام يوجه الأنشطة اليومية للأفراد ويحدد كيفية تصرفهم داخل المجتمع.

  • العقلانية والتفسير في الحياة اليومية: العقلانية هي عملية لفهم الأنشطة الاجتماعية عبر المقارنة، التصنيف، و التحليل. الأفراد يستندون إلى هذه العمليات العقلانية عند تنظيم تصرفاتهم في الحياة اليومية. هذا يسهم في بناء الواقع الاجتماعي بالطريقة التي يتم من خلالها ضبط وتوجيه السلوك الاجتماعي نحو أهداف النظام الاجتماعي.

  • التنظيم الاجتماعي الديناميكي: يشير هذا الافتراض إلى أن التنظيم الاجتماعي و النظام الأخلاقي ليسا ثابتين بل يتغيران باستمرار من خلال التفاعلات اليومية، مما يعكس الطبيعة الديناميكية للمجتمع والتطور المستمر للمعايير الاجتماعية.

  • التفسير العقلاني للأفعال والسلوكيات: التفسير العقلاني للأفعال اليومية يعتمد على مجموعة من الأدوات المنهجية مثل التصنيف، و الاختيار، و تحليل النتائج لفهم كيفية اتخاذ الأفراد قراراتهم الاجتماعية.