مفهوم الممارسة والانجاز

الإثنوميثودولوجيا، التي أسسها الفيلسوف الأمريكي هارولد غارفينكل في منتصف القرن العشرين، تركز على فهم كيفية بناء المعاني الاجتماعية من قبل الأفراد في سياقاتهم اليومية. في هذا الإطار، تبرز مفهومان رئيسيان: الممارسة والإنجاز، إليك تفصيلًا لهما:

1. الممارسة:

تتعلق الممارسة بكيفية تفاعل الأفراد مع بعضهم البعض ومع محيطهم في حياتهم اليومية. تعاملات الأفراد ليست مجرد ردود أفعال عشوائية، بل هي أنشطة منظمة تحمل معاني محددة.

التفاعل الاجتماعي:

تشير الممارسة إلى كيفية استخدام الأفراد للغة، الإيماءات، والسلوكيات في سياق تفاعلاتهم. التركيز على هذه اللحظات التفاعلية يعكس كيف يقوم الأفراد بإنشاء معاني جديدة أو تعديل المعاني الحالية.

التفاعلات الروتينية:

تعتمد الممارسات على قواعد قد لا تكون مدركة، والتي تنظم الأنشطة العادية والروتينية مثل التحيات، التعاملات التجارية، وتفاعل الأفراد في الأماكن العامة.

المعاني المتغيرة:

تؤكد الإثنوميثودولوجيا أن المعاني تتغير وتتطور بناءً على السياقات الاجتماعية والممارسات الحالية، مما يعكس الكيفية التي يفهم بها الأفراد تجاربهم داخل بيئاتهم.

2. الإنجاز:

يرتبط الإنجاز بكيفية تحقيق الأفراد للأهداف الاجتماعية أو فهمهم لعالمهم من خلال الممارسات.

تحقيق الأهداف:

يشير الإنجاز إلى كيفية استخدام الأفراد لتفاعلاتهم وتصرفاتهم كوسيلة لتحقيق أهداف معينة، سواء كانت هذه الأهداف تتعلق بالتواصل الفعّال، أو تلبية احتياجات معينة، أو فهم الوضع الاجتماعي بشكل أفضل.

تجسيد المعاني:

يبرز الإنجاز كيف أن الأفراد يعبرون عن المعاني الاجتماعية من خلال أفعالهم، مما يجعل الإنجاز جزءًا لا يتجزأ من كيفية بناء الهويات الاجتماعية والتفاعل مع الآخرين.

إعادة بناء الواقع الاجتماعي:

يرى الوجوديون أن الأداء اليومي (الإنجاز) يعيد تشكيل الواقع الاجتماعي. فكل فعل فردي وممارسة تعكس قدرة الأفراد على الإبداع والابتكار في تعبيراتهم عن الواقع.