الجذور التاريخية للوجودية
كيف ظهرت الوجودية؟
الوجودية اعتبرت حركة فلسفية بارزة، خاصة في القرن العشرين، وارتبطت باسم الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر، الذي يُعتبر من أشهر فلاسفتها. على الرغم من ذلك، يُقال غالبًا إن الوجودية لم تعد لها القوة ذاتها، وحلت محلها حركات فكرية مثل البنيوية وما بعد البنيوية في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات.
2. أصل الوجودية:
ما بعد الحرب العالمية الثانية: بلغت الوجودية ذروتها في السنوات التي تلت الحرب العالمية الثانية، وعُرفت بأنها نتاج التحرر من الضغوطات الاجتماعية والسياسية التي كانت قائمة آنذاك.
الروح المستمرة: رغم تقليص تأثيرها، استمرت روح الوجودية في المجتمع الغربي، حيث أسهمت في تحفيز حركات احتجاجية، مثل أحداث مايو 1968 في فرنسا.
تبلورت الوجودية كاستجابة للتحولات الاجتماعية والسياسية، وعُرفت بأنها ثمرة فترة التحرير التي تلت الحرب العالمية الثانية.
خلال هذه الفترة، أصبحت الوجودية تتناول القضايا الفردية وتعبر عن الإرادة الحرة والوجود الذاتي، مما جعلها أكثر تفاعلًا مع السياق الثقافي والسياسي.
3. تحديات الاستمرارية:
بالرغم من الصعوبات في الحفاظ على قوتها كحركة فلسفية بعد فترة تألقها، استمرت روحها في التأثير على المجتمع الغربي، حيث تجلت في أعمال الاحتجاج والحركات الثقافية، مثل أحداث مايو 1968.
ترجع جذور الفلسفة الوجودية إلى الكاتب الدانماركي سورين كيركجارد، وتعمق فيها كل من الفيلسوفين الألمانيين مارتن هايدغر وكارل جاسبرز. ثم طورها لاحقًا مجموعة من الفلاسفة الفرنسيين مثل جان بول سارتر وسيمون دي بوفوار وغابريل مارسيل وألبير كامو. ظهرت الوجودية في أوروبا بعد الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، بدءًا من ألمانيا ثم فرنسا، وانتشرت لاحقًا في بقية القارة الأوروبية وبقية العالم، لتبدأ بالانحدار مع نهايات السبعينيات وبدايات الثمانينيات من القرن العشرين.
يُعتبر مفهوم الوجودية معقدًا، ما يجعل فهمه ملتبسًا حتى بالنسبة للكثير من المثقفين. ارتبط المصطلح بفترة ما بين الحربين، حيث سيطرت على الأدب (الشعر والرواية والمسرح) مشاعر الاغتراب والعبثية. عانى الفرد من الشعور بالوحدة في عالم مليء بالمأساة، مما أدى إلى حالة من القلق الوجودي نتيجة فقدان الحرية والتوازن الاجتماعي والقيم النبيلة. بعد الدمار الذي تعرض له الإنسان ومجتمعه، نشأت حاجة فكرية لإبراز قيمة الوجود وأهميته، واستكشاف معناه ومضامينه، رغم الطبيعة اللاعقلانية التي يحملها هذا التحقيق الوجودي.