اتجاهات الفلسفة الوجودية:

تشمل الفلسفة الوجودية عدة اتجاهات وتيارات، كل منها يعبر عن رؤى وفلسفات مختلفة حول الوجود والحرية والمعنى. إليك أهم الاتجاهات الرئيسية في الفلسفة الوجودية:

الوجودية الملحدة

المفاهيم الرئيسية:

تنكر الوجودية الملحدة وجود إله أو كائن أعلى وتعتبر الإنسان إله نفسه. يُفترض أن الإنسان هو المسئول عن أفعاله وقراراته، وبالتالي يُعتبر خالقاً لمصيره.

تؤكد على أن الإنسان يجب أن يُقدس ذاته ويسعى لتحقيق معانيه الخاصة دون الاعتماد على أية قوة خارجية.

السياق التاريخي:

  • تنبع جذور هذا الاتجاه من تجارب الأفراد خلال الحروب، حيث واجه الإنسان الظلم والمعاناة، مما جعله يشعر بعدم وجود إله يخلصه من آلامه.

  • التوجه إلى الفرد يصبح ضروريًا، إذ يتم الاعتقاد بأن الإنسان القادر وحده على تحقيق خلاصه من خلال قدراته الشخصية.

أفكار جان بول سارتر:

يعتبر جان بول سارتر من أبرز دعاة هذا الاتجاه. في كتابه "الوجود والعدم"، طرح فكرة أن الأخطاء غير مبررة، حيث يجب على الفرد تحمل المسؤولية الكاملة عن أفعاله. مثال سارتر حول الرياضي الذي يُفترض به المنافسة، حتى بصعوبة؛ يعني أن الفشل له أسبابه الذاتية، وبالتالي فهو مسؤول عنه.

الوجودية الروحية (الإشراقية)

المفاهيم الرئيسية:

تعتقد الوجودية الروحية بوجود إله طبيعي أو قوة عليا موجودة داخل كل فرد، ما يجعل ما يصدر عن الإنسان مسألة صحيحة وذات دلالة.

يُعتبر الإنسان خالقاً لأفعاله، وعليه قبول النتائج التي تنتج عنها بوصفها إرادة إلهية.

السياق والتوجه الفكري:

ترمز هذه الوجودية إلى فهم أعمق للعلاقة بين الفرد والعالم، حيث يُنظر إلى التجارب الفردية بوصفها تواصلاً مع الحقيقة العليا أو الطبيعة.

يتجاوز هذا الاتجاه حدود الدين التقليدي، ويميل أكثر نحو التصوف والتأمل الروحي.

أفكار سورين كيركجارد:

يُعتبر كيركجارد من أبرز مؤسسي هذا الاتجاه، حيث تناول القضايا الوجودية من منظور ديني. كان يُعبر عن أهمية الإيمان الفردي والتجربة الروحية في فهم الوجود.