من سوسيولوجيا الفعل الاجتماعي إلى أنثروبولوجيا الفعل الاجتماعي
التطور من سوسيولوجيا الفعل الاجتماعي إلى أنثروبولوجيا الفعل الاجتماعي يعكس انتقالًا من دراسة الظواهر الاجتماعية بمعناها الهيكلي والوظيفي إلى التركيز على الأفعال الفردية والجماعية في سياقات ثقافية مختلفة. فيما يلي تفصيل لهذا الانتقال:
1. سوسيولوجيا الفعل الاجتماعي: تعريف ومفاهيم أساسية: يركز على فهم الأفعال التي يقوم بها الأفراد بناءً على معانيها الذاتية ودوافعها.
تأثر هذا النهج بأعمال ماكس فيبر، الذي عرّف الفعل الاجتماعي بأنه "أي فعل مرتبط بمعنى ذاتي ويؤثر في الآخرين".
الخصائص الأساسية:
الفرد هو محور الدراسة: يُنظر إلى الفاعل كذات واعية تعطي المعنى لأفعاله.
العلاقة بين الفعل والسياق الاجتماعي: الأفعال لا تحدث في فراغ، بل في سياق يحددها بشكل متبادل.
الاهتمام بالمعنى: تفسير المعاني التي ينسبها الأفراد لأفعالهم.
المناهج المرتبطة:
الإثنوميثودولوجيا: تحليل الطرق التي يُنتج بها الأفراد النظام الاجتماعي عبر أفعالهم اليومية.
النظرية التفاعلية الرمزية: كيف يتم التفاعل بين الأفراد وتشكيل المعاني من خلال الرموز.
2. أنثروبولوجيا الفعل الاجتماعي: تعريف ومفاهيم أساسية: تهتم أنثروبولوجيا الفعل الاجتماعي بدراسة الأفعال البشرية في سياقات ثقافية متنوعة، مع التركيز على كيفية تفسير الأفعال ضمن الأنظمة الرمزية والمعايير الثقافية.
الخصائص الأساسية:
الثقافة كإطار: الأفعال ليست فقط اجتماعية بل متجذرة في سياقات ثقافية.
التعددية الثقافية: دراسة الفعل الاجتماعي ضمن سياقات ثقافية مختلفة لفهم تنوع الأنماط السلوكية.
النهج المقارن: مقارنة الأفعال الاجتماعية عبر ثقافات مختلفة للكشف عن التنوع والتشابه.
المناهج المرتبطة:
الأنثروبولوجيا الرمزية: تفسير الأفعال كأنظمة رمزية تحمل معاني ثقافية.
الأنثروبولوجيا التطبيقية: دراسة الأفعال وتأثيرها على التغيرات الاجتماعية والثقافية.
3. التحول من السوسيولوجيا إلى الأنثروبولوجيا
أ. النقاط المشتركة:
كلا المجالين يركزان على الإنسان كفاعل اجتماعي.
دراسة الفعل في سياق معناه الاجتماعي والثقافي.
ب. نقاط الاختلاف:
سوسيولوجيا الفعل الاجتماعي أنثروبولوجيا الفعل الاجتماعي
تُركز على الفعل في السياقات المجتمعية الحديثة. تُركز على الفعل في السياقات الثقافية المتنوعة.
تهتم بالبُعد المؤسسي والهيكلي. تهتم بالبُعد الرمزي والطقوسي.
منهجها غالبًا كمي وتحليلي. منهجها كيفي وتفسيري.
ج. التحول المفاهيمي:
انتقلت الدراسة من التركيز على البنى الاجتماعية إلى التركيز على الرموز والمعاني الثقافية.
أصبح الفرد جزءًا من شبكة ثقافية أوسع تُحدد أفعاله ومعانيها.
4. أهمية هذا التحول
توسيع نطاق الفهم: من الاقتصار على السياقات الغربية الحديثة (في علم الاجتماع) إلى فهم الثقافات غير الغربية (في الأنثروبولوجيا).
إبراز التعددية الثقافية: فهم كيف تختلف دوافع ومعاني الأفعال الاجتماعية من ثقافة إلى أخرى.
تحليل الرمزية: الأفعال ليست مجرد استجابات لسياقات اجتماعية بل رموز تحمل معاني عميقة ترتبط بالثقافة.