المقوّمات الأساسية للإثنوميثودولوجيا
المقوّمات الأساسية للإثنوميثودولوجيا
تُعتبر المفاهيم الأساسية بمثابة مفاتيح لفهم واستيعاب محتوى أي نظرية. ومن بين المقوّمات الأساسية في الإثنوميثودولوجيا نجد:
1. العملي (Pratique) والإنجازات (Accomplissements):
يركز الهدف الأساسي للإثنوميثودولوجيا على استكشاف الطرق والأساليب التي يعتمدها الأفراد لمُعطَى معنى لحياتهم، وفي الوقت نفسه، تنفيذ أفعالهم اليومية بشكل روتيني .
العملي: يُشير إلى جميع الأفعال والممارسات التي يقوم بها أفراد جماعة معينة لضمان استمرار نمط حياتهم، حتى وإن كانت هذه الممارسات تختلف عن تلك التي تتبعها جماعات أخرى.
الإنجازات: تُعبر عن ما يُنتجه أفراد جماعة معينة مما يُضفي معنى على حياتهم الاجتماعية، ويمكن ملاحظتها ووصفها من قبل الباحثين، مثل الأنشطة التطوعية، والمظاهر الاحتفالية في المناسبات المختلفة.
2. الفهرسة (Indexicalité):
تُبنى الحياة الاجتماعية عبر اللغة، وليس بالضرورة اللغة الأكاديمية، بل تشير إلى الخطاب الواقعي المنظم في شكل فهارس. حيث ترتبط كل بيئة بمعنى معين، مما يجعل التفاعل بين الأفراد يتم وفقًا للمعاني التي تقتضيها البيئة والحضور الموقفي. وبالتالي، تأخذ المفردات والكلمات سياقها من الظروف التي تم إنتاجها فيها.
3. الانعكاسية (Réflexivité):
تنطلق من مفهوم الحس المشترك والمعرفة الجماعية، مما يساهم في جعل الحياة الاجتماعية أكثر تعقدًا. تؤدي الانعكاسية إلى إعداد الأفراد بشكل دقيق للفعل ورد الفعل في المواقف التفاعلية، مُظهرةً كيف يتفاعل الأفراد مع الظروف الاجتماعية.
4. مفهوم العضو (Membre):
في السياق الإثنوميثودولوجي، لا يُحدد مفهوم العضو بناءً على الانتماء الاجتماعي أو العرقي، بل على القدرة الفردية على إتقان اللغة الطبيعية للجماعة التي ينتمي إليها. هنا، يُعتبر الانتماء لُغةً وليس عرقيًا أو سلاليًا، مما يجعل التواصل الاجتماعي أكثر انفتاحًا على الإمكانيات المختلفة.
تساعد هذه المفاهيم في فهم كيفية تشكيل الأفراد لواقعهم الاجتماعي من خلال الممارسات والتفاعلات اليومية، مما يسهم في تحليل الظواهر الاجتماعية بطرق جديدة ومعبرة.