مراحل النظرية:
تُعتبر النظرية الاثنوميثودولوجية واحدة من الصيغ الاستثنائية والخاصة في علم الاجتماع، حيث تجمع بين منهجية فريدة وموضوعات تساهم في ثورة البحوث السوسيولوجية. يمكن تقسيم تطور هذه النظرية إلى مرحلتين رئيسيتين:
مرحلة التأسيس مع هارولد جارفينكل:
بدأ تطوير الاثنوميثودولوجيا على يد هارولد جارفينكل، الذي قدّم رؤية جديدة حول موضوعها ومنهجها. في هذه المرحلة، حاول جارفينكل توضيح الآليات التي يعتمدها الأفراد في تنظيم حياتهم الاجتماعية، وكيفية استخدامهم للمعرفة اليومية لفهم وتصنيف الأحداث والتفاعلات. انصب تركيزه على كيفية تعامل الأفراد مع القواعد الاجتماعية والكيفية التي يتم بها بناء المعاني المشتركة.
مرحلة الديناميكا مع أيرون سيكوريل:
انتقل التطور التالي للنظرية تحت إشراف أيرون سيكوريل، الذي كان تلميذًا لجارفينكل. في هذه المرحلة، قام سيكوريل بتطوير الآليات البحثية للنظرية، مركزًا على فهم التفاعلات الاجتماعية بدلاً من مجرد وصفها. من خلال مقاربته الميكروسوسيولوجية، أكّد سيكوريل على أهمية فهم العلاقات اليومية، واختار دراسة العلاقة بين الأطباء والمرضى في المنظومة الصحية كحالة دراسية رئيسية. قدم سيكوريل إسهامات نظرية ومنهجية مهمة تهدف إلى تطوير أهداف النظرية، تاركًا بصمة واضحة في مجال البحث الاجتماعي.
من الناحية الإمبريقية، فقد سعى سيكوريل إلى توضيح العلاقة بين النظرية والمنهج في الاثنوميثودولوجيا. حيث يُعَد التحليل الاثنوميثودولوجي أداة تُمكن الباحثين من الحصول على ملاحظات نظرية تُسهم بشكل فعال في إجراء الدراسات الإمبريقية، مما يعزز من دور النظرية كإطار لفهم الظواهر الاجتماعية.
كما وضع سيكوريل نظرية سوسيولوجية حول المعرفة الاجتماعية، وأخرى عامة عن الأشخاص والأفعال، مما ساهم في الارتقاء بالنظرية الاثنوميثودولوجية كإحدى الأدوات الفعالة لفهم التفاعلات الاجتماعية في إطار أوسع.
النظرية الاثنوميثودولوجية تتطور عبر مرحلتين رئيسيتين، كل منهما تسهم في بلورة وتطوير هذا المجال في علم الاجتماع:
1. مرحلة التأسيس مع هارولد جارفينكل:
الموضوع والمنهج: تعتبر هذه المرحلة تأسيسية حيث أسس هارولد جارفينكل المبادئ الأساسية للنظرية. وقد ركز على كيفية استخدام الأفراد للمعرفة اليومية لفهم وتفسير الأحداث الاجتماعية من حولهم.
الأساسيات: تمحورت أفكاره حول كيفية بناء الأفراد لمعانيهم الشخصية والتفاعل مع العالم الاجتماعي، مُشدداً على أهمية دراسة كيفية تفاعل الأفراد مع قواعد المجتمع في حياتهم اليومية.
تطوير المفاهيم ( الفهم في التحليل الاجتماعي): هنا، تم تعريف مبدأ الإثنوميثودولوجيا كدراسة الإجراءات والأفعال اليومية التي يستخدمها الأفراد في بناء فهارسهم الاجتماعية ومعانيهم.
تعزيز بعد الفهم في التحليل الاجتماعي:
قام ساكوريل بتوسيع نطاق الاثنوميثودولوجيا إلى ما هو أبعد من الوصف السطحي للتفاعلات. حيث ركّز على أهمية فهم المعاني والعمليات الاجتماعية التي يقوم بها الأفراد في حياتهم اليومية، مما أضاف بعدًا عميقًا للتحليل يتجاوز مجرد ملاحظة السلوكيات.
2. دراسات الحالة والبحث التجريبي:
تناول ساكوريل موضوعات مثل العلاقة بين الأطباء والمرضى لدراسة التفاعلات الاجتماعية في بيئة صحية. قدم دراسات حالة استخدمت النصوص والحوارات لتحقيق فهم دقيق للسياقات المختلفة التي تتفاعل فيها الأدوار الاجتماعية.
2. مرحلة الديناميكا مع أيرون سيكوريل:
تطوير البحث: انتقل التركيز إلى الديناميكية في التفاعل الاجتماعي، حيث قام أيرون سيكوريل، تلميذ جارفينكل، بتطوير النظرية من خلال تسليط الضوء على أهمية فهم التفاعلات بدلاً من الاكتفاء بوصفها.
الميكروسوسيولوجيا: ركزت الممارسات البحثية على العلاقة بين الأطباء والمرضى في النظام الصحي، مما أتاح فهم أعمق للعلاقات الاجتماعية الدقيقة وتعقيداتها.
الأهداف الجديدة: سعى سيكوريل إلى تعزيز الهوية المفاهيمية للنظرية من خلال دمج الفهم العميق لسلوك الأفراد مع المنهجية، مما أضفى طابعًا تجريبيًا علميًا على نظرته.
فهم الأفعال البشرية: وضع نظريات حول فهم الأفعال البشرية بشكل عام، موضحًا كيف أن الأفراد ينظمون سلوكهم بناءً على المعاني المتفق عليها في سياقات اجتماعية معينة. طرح فكرة مفادها أن الأفعال ليست عشوائية، بل تحمل معاني متطورة ومستدامة في المجتمع.
تشكل هاتان المرحلتان مسارًا مهمًا لنمو النظرية الاثنوميثودولوجية، حيث تبرز الفكرة الأساسية من جارفينكل التي ثمّن التفاعلات اليومية، بينما وسّع سيكوريل الأسس النظرية لتشمل عمق الفهم والعلاقة بين النظرية والمنهج، مما ساهم في تقدم هذا المجال الاجتماعي.
ساهم ساكوريل في وضع أسس جديدة للنظرية من خلال التركيز على كيفية بناء المعرفة الاجتماعية، مُسلطًا الضوء على العمليات التي تُستخدم في الفهم والتفسير، مما أثرى مجالات مختلفة في علم الاجتماع.
من خلال هذه الإسهامات، أصبح أيرون ساكوريل شخصية محورية في تطوير النظرية الاثنوميثودولوجية، حيث ساعد في تحويلها من مفهوم نظري إلى أداة بحثية فعلية قادرة على دراسة الظواهر الاجتماعية بشكل عميق وفعال. إذا كان لديك اهتمام بمواضيع محددة أو توضيحات أخرى، فلا تتردد في طرحها