منذ عقد التسعينات وحتى يومنا هذا، شهد العالم العديد من الأزمات المالية التي كان لها تأثيرات كبيرة على الاقتصاد العالمي. وفيما يلي أبرز هذه الأزمات:
1. الأزمة المالية في آسيا (1997-1998): بدأت الأزمة في تايلاند بعد انهيار عملتها (البات) نتيجة لتدهور احتياطات النقد الأجنبي وضعف النظام المالي. ثم انتشرت الأزمة إلى دول أخرى في جنوب شرق آسيا مثل كوريا الجنوبية وإندونيسيا وماليزيا، ما أدى إلى انخفاض حاد في قيمة العملات وأسواق الأسهم.
2. الأزمة الروسية (1998): حدثت الأزمة المالية في روسيا بعد انخفاض أسعار النفط وتدهور الوضع المالي للبلاد. تزامن ذلك مع انهيار الروبل ورفض الحكومة دفع الديون، مما أدى إلى انخفاض حاد في قيمة العملة الروسية وتباطؤ اقتصادي شديد.
3. فقاعة الدوت كوم (2000): شهدت نهاية التسعينات وبداية الألفية الجديدة فقاعة في أسواق التكنولوجيا حيث كانت أسهم شركات الإنترنت تتداول بأسعار مبالغ فيها، ثم انفجرت الفقاعة في عام 2000، ما أدى إلى خسائر ضخمة في أسواق الأسهم وخاصة في الولايات المتحدة.
4. الأزمة المالية العالمية (2007-2008): بدأت هذه الأزمة في الولايات المتحدة نتيجة لانهيار سوق العقارات والإفلاس الكبير للبنوك التي كانت تستثمر في قروض رهن عقاري عالية المخاطر. ثم انتشرت الأزمة إلى أوروبا وبقية أنحاء العالم، مما أدى إلى ركود اقتصادي عالمي كبير وتسبب في انهيار العديد من البنوك الكبرى.
5. الأزمة المالية الأوروبية (2010-2012): كانت هذه الأزمة نتيجة للديون السيادية المرتفعة في دول منطقة اليورو، مثل اليونان وإيرلندا والبرتغال. أدى ذلك إلى تدابير تقشفية وأزمة اقتصادية طويلة في تلك الدول، مع تدخلات من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي.
6. أزمة الأسواق الناشئة (2018): تزامن هذه الأزمة مع انخفاض أسعار النفط واضطرابات اقتصادية في بعض البلدان النامية مثل تركيا والأرجنتين. أدى ذلك إلى تدهور قيمة العملة في بعض الدول وزيادة الضغوط التضخمية.
7. أزمة كورونا (2020): نشأت هذه الأزمة نتيجة لجائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) التي أدت إلى إغلاق الأسواق وتعطيل سلاسل الإمداد على مستوى العالم. كما تسببت في انخفاض حاد في أسعار النفط والتباطؤ الاقتصادي، مع تدابير تحفيزية ضخمة من الحكومات والبنوك المركزية لتخفيف تأثيراتها.
8. الأزمة المالية الناتجة عن الحرب الروسية الأوكرانية (2022-2023): تسببت الحرب في أوكرانيا في صدمات اقتصادية عالمية، بما في ذلك ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، مما أدى إلى التضخم في العديد من الدول، وتأثيرات سلبية على الأسواق المالية العالمية.
كل واحدة من هذه الأزمات كان لها تأثيرات عميقة على الاقتصاد العالمي، وقد تبعها تغييرات كبيرة في السياسات المالية والنقدية على مستوى الحكومات والبنوك المركزية.