مظاهر مجتمع المعلومات
3. التعليم الالكتروني
لا يزال الجدل قائما في ضبط مفهوم التعليم الالكتروني لاختلاف تخصصات واهتمامات المنظرين والباحثين في هذا المجال فمعظم المحاولات والاجتهادات التي اهتمت بتعريفه نظرت كل منها للتعليم الإلكتروني من زاوية مختلفة حسب طبيعة الاهتمام والتخصص، ومن أكثر المصطلحات شيوعا في الوسط العلمي والأكثر استخداما في هذا النوع من التعلم مصطلح،(Online learning ) كما قد تستخدم مصطلحات أخرى للتعبير عنه مثل: التعلم المباشر عبر الأنترنيت، direct learning on the Web)والتعلم المبني على الويب. Kوالتعلم الافتراضي، ( Virtual learning)، (Electronic Education) والتعليم الإلكتروني، (Distance Education) أو التعليم عن بعد، (Online Education) والتعليم على الخط، التعليم التفاعلي ) interactive learning، (Digital Education) والتعليم الرقمي، (Long Life Learning) والتعليم مدى الحياة (learning Communities)، ويعرف بأنه "طرقة للتعليم باستخدام اليات الاتصال الحديثة من حاسب وشبكاته، ووسائطه المتعددة، من صوت وصورة ورسومات واليات بحث ومكتبات الكترونية، وكدلك بوابات الانترنت سواءا كان عبن بعد أو في الفصل الدراسي، 27وهو ذلك النوع من التعليم الذي يعتمد على استخدام الوسائط الالكترونية ( شبكات محلية، شبكات عالمية، و ما يشملها من برمجيات) في الاتصال و التفاعل بين المعلمين و المتعلمين، و بين المتعلمين و المؤسسة التعليمية كلها.28
ويعرفة خان Khan (2005): بأنه طريقة ابداعية لتقديم بيئة تفاعلية، متمركزة حول المتعلمين، ومصممة مسبقا بشكل جيد، وميسرة لاي فرد، وفي أي مكان، وأي وقت بإستعمال خصائص موصادر الانترنت والتقنيات الرقمية، بالتطابق مع مبادئ التصميم التعليمي المناسبة لبيئة التعلم المفتوحة، والمرنة، والموزعة .29
ومن خلال التعاريف السابقة نستنتج بأن التعليم الالكتروني يتميز بالغائه للحواجز المكانية والزمانية وعقلنة الوقت، ومراعاة الفروق الفردية من خلال تطبيق تقنيات الالكترونية وشبكة الانترنت.
· أهمية استخدام التعليم الالكتروني في العملية التعليمية : ويمكن تلخيصها في العناصر التالية:
زيادة فاعلية التعليم كما ونوعا.
تغير دور المعلم من ناقل للمعلومات وملقن إلى دور المخطط والمنفذ والمقوم للمتعلم.
تقوي العلاقة بين المتعلم وبين المتعلمين أنفسهم، وخاصة إذا استخدمها المعلم بكفاءة.
تساعد على توصيل المعلومات والمواقف والاتجاهات والمهارات المتضمنة في المادة التعليمية إلى المتعلمين، وتساعدهم على إدراك هذه المعلومات إدراكا متقاربا.
توسع مجال الخبرات التي يمر فيها المتعلم.30
تشويق الطلاب للدراسة واستثارة اهتمامهم بتعلم المادة الدراسية والإقبال عليها.
توفير الوقت والجهد سواء بالنسبة للمعلم أو للمتعلمين.
توضيح المفاهيم والألفاظ المجردة بوسائل محسوسة تساعد على تكوين صور وترسيخها في الأذهان، الأمر الذي يترتب عليه تلافي الوقوع في اللفظية.
توفر الخبرات المباشرة للطلبة، مما يساعد على اكتساب المهارات وترابط الأفكار.31
تنمية دقة الملاحظة لدى الطلاب، وذلك عندما تتيح لهم الوسيلة ملاحظة الفروق بين الأشياء والأشخاص من حيث الصغر والكبر، والعدد والنوع وغير ذلك.
تنمية روح النقد لدى المتعلمين- الصغار والكبار.
تساعد على إبراز الفروق الفردية بين الطلاب في المجالات الدراسية المختلفة وبخاصة في مجال التعبير الشفوي وتوظيف القواعد اللغوية والقوانين العلمية في حياة المتعلمين، وتساعد المعلم في الكشف عن مواطن الضعف والقوة من أجل معالجة الضعف وتعزيز القوة. 32
استثارة اهتمام الطالب وإشباع حاجته للتعلم.
تساعد الوسائل التعليمية على تكوين علاقات مترابطة مفيدة راسخة بين كل ما يتعلمه الطالب، وذلك عندما تشترك الحواس في تشكيل الخبرة الجديدة وربطها بالخبرات السابقة.33
تحقق الوسائل التعليمية فاعلية التعليم والتعلم، وتقديم الحقائق والمعلومات بطريقة تناسب إدراك الطلاب، كما أنها تجعل التعلم أسرع وأبقى أثرا لأنه مبني على إدراك صحيح، وفهم كامل وتفكير واعي.
تعليم الطلاب بعض المهارات وتحفيزهم على إجراء التجارب المرتبطة بواقع حياتهم.34
تقريب البعيد: ففي الكثير من الحالات نحتاج لتدريس مادة علمية عن أشياء حدثت في الماضي أو توجد في أماكن بعيدة عن المؤسسة التعليمي-35
يؤدي تنويع الوسائل التعليمية إلى تكوين مفاهيم سليمة.
تساعد وتؤدي إلى تعديل السلوك وتكوين الاتجاهات الجديدة.36
· دور التعليم الالكتروني في زيادة فعالية العملية التعليمية:
شهد التعليم في الآونة الأخيرة جملة من التطورات والتعديلات التي أدخلت عليه، فبعد أن كان يعتمد على الوسائل التقليدية في عملية التعليم والتربية والتكوين أصبح يستخدم الوسائل والتقنيات الحديثة، ما أفرز تغيرات عديدة ومتطورة جعلت منه الركيزة في حياة الأفراد والمجتمعات، وذلك من خلال التحصيل الجيد والسريع وبمختلف وسائل التعليم، وتغير كل من دور المعلم، فبعد أن كان ملقنا أصبح مرشدا والمتعلم أخذ مركز العملية التعليمية فباستطاعته اكتساب معارف شتى ومتنوعة باستخدام عدة طرق دون مواجهته مشاكل تحول دون الحصول على ما يريده، فبفضل هذه التطورات احتل التعليم هذه المكانة واهتمامات كبيرة. ويمكن توضيح دور تكنولوجيا المعلومات والاتصال في تعزيز التعليم وتحقيق الجودة والفاعلية في العناصر التالية:
- استخدام المتعلم للتعليم الالكتروني:
لقد سادت البرامج التقليدية التي تعتمد على مبدأ المعرفة تغير السلوك لوقت طويل، غير أن الدراسات الحديثة أثبتت عكس ذلك؛ وهذا ما استدعى من المربين وعلماء النفس دراسة كيفية إعداد برامج جديدة يكون أساسها المتكون37، ما أفرز تغيرا في الأدوار وتطورا في الأساليب، والذي صاحبه تغير في دور المتعلم إلى مركز ومحور للعملية التعليمية فمن موقف السلبية إلى المشاركة والتفاعل الإيجابي لتنمية التفكير والكشف عن المبادئ وحل المشكلات ضمن المواقف التعليمية المختلفة، من خلال تفاعله مع الوسائل التكنولوجية بحيث يجد نفسه ينتمي إلى محيط تكنولوجي، محيط متعدد الوسائط متفتح على عالم لا نهاية له، ما يفرض عليه الاستقلالية والتعلم الذاتي والمسؤولية والمشاركة في قالب جماعي، وإضفاء الطابع الفردي على عملية التعليم، ومراعاة مكتسباته المعرفية، لأن التركيز على المتعلم سيغير من طبيعة العلاقة البينية التي تربط رباعية المعلم- المتعلم-المنهج- الطرق والأساليب، وهذا هو التعلم التبادلي الذي أوجدت التقنيات الحديثة من أجله أدوات ووسائل خاصة مثل شبكة الانترنت.38
- استخدام التعليم الالكتروني لتطوير المناهج: 39
إن الأفراد هم ثروة طبيعية للمجتمع والطاقة الدافعة نحو الحضارة والتقدم البناء فإذا كنا نبحث عن تقدم الوطن ورفاهيته وأمنه وسلامته وعن حل لمشكلاته المتعددة، فنحن بحاجة لأن نتطلع لإعداد مناهج تعليمية تناسب جميع المستويات، نسعى من خلالها للتنمية والنهوض بالعقول وصقل الاستعدادات وتحويلها إلى قدرات من اجل استثماره، ما ابرز حاجة لتبني تكنولوجيا المعلومات والاتصال في العملية التعليمية لما تتيحه من مميزات في تطوير المناهج التعليمية، والتي يمكن تلخيصها في العناصر التالية:
- إكساب الطلاب مهارات التعلم الذاتي، و كيفية استخدامهم أساليب في الحصول على المعرفة المتطورة مثل استخدام الحاسوب التعليمي .
- التركيز في التعليم الجامعي على المكتبة باعتبارها مركز مصادر التعلم و استخدام الأساليب لإتاحة المعلومات لتيسير الاطلاع على كل ما هو جديد .
- تشكيل طلبة قادرون على اكتساب طريقة منظمة للتفكير و تغيير الواقع .
تطوير أساليب التقويم، و تطوير المهارات اللازمة لاستخدام التقنيات التعليمية الحديثة و التوسع فيها.