محاضرة للتحميل

5. سلوكات البحث الوثائقي

طرحت عدة نظريات ونماذج لفهم الاحتياجات الوثائقية' المعلوماتية". يُعد نموذج "ويلسون لسلوك المعلومات" من النماذج الأكثر تأثيرًا، حيث يوضح أن احتياجات المعلومات تنشأ نتيجة إدراك الفرد لوجود فجوة معرفية. يؤكد هذا النموذج على أهمية السياق، حيث يشير إلى أن احتياجات المعلومات تتشكل بناءً على تجارب الأفراد، وتفاعلاتهم الاجتماعية، والعوامل البيئية المحيطة بهم.

قدم ت. د. ولسون (T.D. Wilson) عدة نماذج لتفسير سلوك البحث عن المعلومات، حيث تناول العوامل المؤثرة على الباحث، والعمليات التي يمر بها أثناء البحث. بدأ نموذجه الأول في 1981، ثم طوره  في 1996 و1999 ليشمل المزيد من العوامل والتفاصيل. ( Patel, & Oza, 2021).

1. نموذج ولسون (1981) – الأساس الأولي

يعتبر هذا النموذج أن الحاجة إلى المعلومات ليست حاجة أولية، بل تنشأ نتيجة لحاجات أخرى، مثل الحاجات الفسيولوجية (كالصحة)، أو المعرفية (كالبحث العلمي)، أو العاطفية (كالتأكد من صحة المعلومات). ويفترض أن الباحث قد يواجه عوائق مختلفة أثناء البحث، مثل نقص المعرفة أو عدم توفر المصادر.


 

2. نموذج ولسون (1996) – العوامل المؤثرة على البحث

في هذا النموذج، أضاف ولسون مجموعة من العوامل التي تؤثر على قرار الباحث في البحث عن المعلومات، وتشمل:

العوامل الديموغرافية (العمر، المستوى التعليمي، الخلفية الثقافية).

العوامل النفسية (الدافعية، مستوى القلق، تقبل المخاطر).

العوامل البيئية (توفر مصادر المعلومات، السياسات العامة، التطور التكنولوجي).

كما أوضح أن عملية البحث ليست خطية، بل تمر بمراحل مختلفة، وقد تتأثر بالنتائج السابقة.


3. نموذج كولثاوKuhlthou’s Model

نموذج آخر مهم " لعملية البحث عن المعلومات"، والذي يحدد ست مراحل يمر بها الأفراد عند البحث عن المعلومات، وهي: البدء، والاختيار، والاستكشاف، والتشكيل، والجمع، والعرض. يسلط هذا النموذج الضوء على الجوانب العاطفية والمعرفية التي ترافق كل مرحلة من مراحل البحث عن المعلومات.


علاوة على ذلك، تقدم "منهجية صنع المعنى لدرفين" منظورًا فريدًا لفهم احتياجات المعلومات، حيث تركز على كيفية تفسير الأفراد لتجاربهم والمعلومات التي يصادفونها. تؤكد هذه المنهجية على الطبيعة الديناميكية لاحتياجات المعلومات، مشيرة إلى أنها تتطور باستمرار كلما تفاعل الأفراد مع المعلومات وتكيفوا مع سياقات جديدة.


بالاضافة الى هذه النماذج، نجد نموذج نموذج إليس (1993) والذي  يحدد ستة أنشطة رئيسية
في البحث عن المعلومات: البدء، الربط، التصفح، التمييز، المراقبة، والاستخراج
. كما يركز على الأنشطة العملية للباحثين دون التركيز على العوامل النفسية.


ومع ذلك، فإن هذه النماذج ورغم اهميتها الا انها لم تشمل التطورات التكنولوجيا وتأثيراتها في سلوك واحتياجات المعلومات، ومن أهم النماذج التي تمثل عصر المعلومات والتكنولوجيا نجد نموذج أوركهارت وروولي (2007) يسلط الضوء على العوامل المؤثرة في سلوك البحث عن المعلومات لدى الطلاب، مثل استراتيجيات البحث، الوعي المعلوماتي، والبنية التحتية التقنية. . ( Patel, & Oza, 2021)