Section outline

  •    قطعت البشرية  في تاريخها الطويل شوطاً  مهما في سبيل القضاء على  المظالم وأنواع القهر، وذلك رغبة في تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها، فحقوق الإنسان هي تلك الحقوق الأصيلة في طبيعتها، والتي لا يستطيع الإنسان العيش بدونها، فهي حقوق تولد مع الإنسان، وتتميز بأنها واحدة في أي مكان في المعمورة، فهي ليست وليدة نظام قانوني معين ،وتتميز بوحدتها بحيث يجب احترامها وحمايتها.

       ولقد أصبحت حقوق الإنسان اليوم جزءا من دساتير أغلب الدول، وكرست كل القوانين التي أصدرها المجتمع الدولي الدعوة الصريحة بضرورة حماية حياة الإنسان وكرامته بما يضمن صيانتها وعدم انتهاكها، وهو ما يعتبر أحد أهم إنجازات البشرية في هذا المجال، والتي بقيت تناضل لآلاف السنين دفعت بأغلى ما تملك وهي النفس لأجل أن ترى واقعا غير ذلك الذي كان قائما، وأصبح هذا الموضوع من أهم علوم القانون والعلوم السياسية، وحظي باهتمام كبير من قبل المفكرين والحقوقيين والفاعلين في مجال الحريات قصد إثرائه وتوضيح جميع الآليات والضمانات التي وضعت خصيصاً في مجال حماية حقوق الإنسان.

        وعبارة  "حقوق الإنسان" أصبحت تقال على كل لسان، ولا يكاد يخلو منها خطاب فكري أو صحافي، وكلما اتسعت رقعة الانفتاح الثقافي و التلاحق الحضاري، والتي يزيدها الإعلام اتساعا كل يوم، كلما كثر استخدام عبارة "حقوق الإنسان"، وتبنى كل من يستخدمها مهمة الدفاع عنها، فاحترام حقوق الإنسان هو مصلحة عليا لكل فرد وجماعة وشعب والإنسانية جمعاء، باعتبار أن تمتع كل فرد بالكرامة والحرية والمساواة هو عامل حاسم في ازدهار الشخصية الإنسانية ،وفي النهوض بالأوطان وتنمية ثرواتها المادية والبشرية وفي تعزيز الشعور بالمواطنة كاملة غير منقوصة.