أدب عربي حديث ومعاصر

إن الحديث عن السرديات العربية، يقودنا إلى الغوص في الحقول والمشارب المعرفية المختلفة والمتباينة ،والتي كان لها دورا قويا في تأسيس السرديات أو علم السرد(Narratalogie) عند الغرب، مما يستلزم على الباحث والمهتم بعلم السرد تتبع الحركة التاريخية لمسار الدراسات النظرية والتطبيقية ،التي كانت حول الحكائية أو السردية وبدايات الاهتمام والبحث في النحو السردي ثم البحث في السرديات كمقاربة نظرية عربية في الدراسات العربية .ومنه فالبحث في السرديات العربية يأخذ توجهين الأول :تراثي وهو الاهتمام بالسرد والحكي في التراث العربي مثل :(رسالة الغفران ، حكايات شعبية والمقامات، قصص كليلة ودمنة ،و حكايات ألف ليلة وليلة...)،و الثاني: نحو النصوص الحديثة مثل:(( الرواية بأنواعها المختلفة : (التاريخية ، والرومانسية، والواقعية ،والجديدة ،والرقمية...)،و القصة ،والفيلم السينمائي، والخطاب الإشهاري...)). وعلى هذا الأساس سنركز على التوجه الثاني المتعلق بدراسة النصوص السردية الحديثة ،والبحث في المحكي كصيغة للتمثيل اللفظي للحكاية باستجلاء العلاقة بين ( المحكي ،والحكاية، والسرد) ،ومنه ماذا نقصد بالسرديات أو علم السرد ؟ ،وماهي مستويات السرد ومظاهره ؟ ،وماهي الأدوات الاجرائية لتحليل النصوص السردية ؟.

النص النّثري العربي الحديث مقياس  موجه لطلبة السنة أولى ماستر يتضمن دراسة فنون النثر القديمة ( الخطابة، المقامة، الرسالة)، وحديّثة( المقال، القصة، الروايّة، المسرحيّة)، كما يحاول التطرّق إلى تطور فنون النثر وأهم روّاد وأعلام هذه المرحلة، من خلال عرض نصوص أدبيّة عديدة لأدباء عرب ومعرفة تجاربهم، وخصائص ومميّزات أدبهم الفنيّة والموضوعاتيّة.

يهدف هذا المقياس إلى تعريف الطالب بأهم الفنون النثريّة الحديثة، وإجلاء ملامح التطور والتّجريب، كما نحاول من خلال عرض كل العوامل التي ساعدت  على هذا التطور، إضافة إلى ذلك تعريفهم بالتجارب الأدبيّة التي حققت تميزا وحضورا كبيرا، وكان لها التأثير البارز في تشكيل الذاكرة العربيّة الحديثة.

فدروس المقياس تتيح للطالب اكتساب معلومات وكفاءات، وإثراء معارفه ، وإغناء قاموسه اللغوي وأسلوبه، وتثقيفه بالدور المهم الذي لعبته هذه الفنون النثريّة الحديثة في إثراء الساحة الأدبيّة والفكريّة.