1. البنية التشريحية للجهاز العصبي و فيزيولوجية الدفعة العصبية:

 1.1. الخلية العصبية                                                                           

    الخلية العصبية هي العنصر الأساسي لكل بناية عصبية، و تشكل وحدة مرفولوجية  و وحدة

وظيفية و وحدة تطورية( أو نمائية) في آن واحد. و الخلية العصبية هي خلية مشتقة من الغشاء (أو الطبقة) الخارجي (ة) المؤلفة للجنين و التي تعرف باﻹكتودرم ( ectoderme)

أو الأدمة الخارجية، حيث تفرقت هذه الخلية اﻹكتودرمية من خلال وظائفها الثلاثة و هما  القابلية للإثارة ( excitabilité)، التوصيلية ( conductibilité)، و التطور و التوسع الشبكي ( trophicité ) .

   تتكون الخلية العصبية من ثلاثة أجزاء أساسية : الجسم الخلوي أو الجسد ( soma) ،

الشجيرات (dendrites)، و المحور ( axone) ( شاهد الشكل  ).

- الجسم الخلوي هو مركز التوسع الشبكي و معالجة المعلومات و يتكون من السيتوبلازم

  و النواة التي بداخلها نوية و من جهاز غولجي  و ميتوكونديا و ليفية عصبية و مكونات

 أخرى. السيتوبلازم يحتوي على أجسام أو حبيبات نيسل ( Bodes Nissl) التي تشكل الشبكة  البلازمية الداخلية الحبيبية المسئولة عن التركيب البروتيني بواسطة الحامض النووي RNA

 أما النواة  فتحتوي على حبيبات الصبغية ( chromatine ) التي تشكل الحامض النووي

 DNA بينما تحتوي النوية على بروتينات و حامض الRNA .

- الشجيرات تساهم، بواسطة تفرعاتها في توسيع مساحة الخلية. و على مستوى الشجيرات

  تنتهي الامتدادات لخلايا عصبية أخرى . فالشجيرات هما مكان استقبال الدفعة العصبية الآتية

 من الخلايا المجاورة  ( شاهد الشكل رقم 1.أ) .

- المحور هو مكان التوصيل العصبي، حيث يوصل الدفعة العصبية. ويتكون المحور، أولا من     مخروط  الانبثاق و هو مكان إنشاء الدفعة العصبية، ثم ، على بعد معين من الجسم الخلوي،

  يتغلف بغمد متكون من مادة دهنية نخاعية تسمى " المييلين" أو النخاعين. يمكن للمحور

 أن يترك تفرعات في شكل أغصان جانبية ( محاور إضافية أو متوازية) قبل أن يتفرع في

 الأخير إلى ألياف أدق تحمل في نهايتها أزرار ( الأزرار النهائية)؛ هذه الأخيرة توصل الدفعة

 العصبية إلى خلايا عصبية أخرى أو إلى خلايا عضلية أو غددية بوسط نقاط اتصال ( بين

 الأزرار النهائية للخلية المرسلة و شجيرات الخلية المستقبلة). نقاط الاتصال هذه تعرف

 بالمشتبكات العصبية (synapses) . المحور بتغليفه المييليني يسمى الليفة العصبية.

    2.1. مختلف أنواع الخلايا العصبية ( شاهد الشكل رقم 1.ب) :

    توجد أنواع مختلفة من الخلايا العصبية حسب الشكل للجسم الخلوي أو حجمه، حسب طول

المحور أو عدد تفرعاته أو نوع تغليفه المييليني، حسب شكل و كثافة الشجيرات، و كذلك

حسب الوسيط الكيميائي الذي تركبه الخلية و المستعمل لتوصيل الدفعة العصبية .

   و من أهم أنواع الخلايا العصبية ( من حيث الشكل، التفرع الشجيري، الوسيط الكيميائي

المستعمل للتوصيل العصبي، الخ...) يجب ذكر:

 

- الخلايا الهرمية ( بجسم خلوي هرمي الشكل) و هي أساسا خلايا عصبية حركية إرادية

- الخلايا الحبيبية ( بجسم خلوي حبيبي الشكل) و هي أساسا خلايا استقبال أو إسقاط حسي

   و تشكل أيضا نوع من الخلايا الكابحة.

- الخلايا الاعاشية ( بجسم خلوي سمكي الشكل) و هي أساسا خلايا عصبية لاإرادية

- خلايا بوركينجي  و هي خلايا كبح قوي توجد بالمخيخ

- خلايا غولجي  و هي أساسا خلايا كابحة 

- خلايا ذات السلة  و هي أيضا خلايا كابحة

    3.1. المشتبك العصبي :

   تتفاعل الخلايا العصبية مع بعضها بعضا دون أن يكون هناك اتصال أو ارتباط مادي، أي أن

التفاعل هنا و من ثم توصيل الدفعة العصبية من خلية عصبية الى خلية عصبية أخرى (أو خلية

عضلية أو غدادية) يتم على مستوى فجوة مايكروسكوبية تدعى الوصلة العصبية أو نقطة

الاشتباك العصبي أو المشتبك العصبي ( synapse) .

   يتكون المشتبك العصبي من أربعة أجزاء أساسية في التوصيل العصبي . هذه الأجزاء

الأربعة هي ( شاهد الشكل ) :                                                                                             - الجزء قبل ألاشتباكي (أو قبل التشابكي) مكون من الزر النهائي ( للخلية المرسلة) الذي يحتوي على حويصلات الناقل العصبي

- الغشاء قبل الاشتباك (أو قبل التشبكي) الذي يحمل مستقبلات كالمستقبلات الذاتية

- الشق التشابكي  و هو عبارة عن فجوى مايكروسكوبية

- الجزء بعد التشابكي المتمثل في الغشاء بعد التشابكي للخلية المستقبلة، عصبية كانت أم

عضلية أم غدادية.

 

   4.1. الدفعة العصبية، التوصيل العصبي و النواقل العصبية :

          

       أ.   أساسيات الارسال و التوصيل العصبيين على مستوى محور الخلية العصبية :

 

     يبدأ الإرسال و التوصيل العصبيين عندما يتحول جزء قصير من محور الخلية العصبية من حالة الاستقطاب إلى حالة اللااستقطاب نتيجة الاثارة،التفريق الأيوني النشيط لشوارد الصوديوم

و البوتاسيوم، ومفعول بعض النواقل العصبية.

    ففي حالة راحة الخلية، أي عدم وجود إثارة، لا يسمح عشاؤها بمرور شوارد الصوديوم من

الخارج إلى الداخل، لكنه يسمح لشوارد البوتاسيوم بالعبور من الداخل إلى الخارج . و تكون

النتيجة أنه، باستمرار تسرب البوتاسيوم نحو الخارج و استقرار الصوديوم خارج الخلية، تصبح معظم الشحنات الموجبة متراكمة بالخارج. وهنا يتولد جهد كهربائي بين خارج الغشاء

( و العصبية بالخلية المستقطبة، أي أنها ذات قطبين يختلفان في الشحنة الكهربائية، قطب

 داخلي سالب و قطب خارجي موجب، حيث يقدر مستوى هذا الاستقطاب ما بين70-  م.ف

إلى 80- م.ف(ملليفوط) ( شاهد الشكل رقم 2.أ) .

    عندما يثار غشاء الخلية يصبح فجأة قابلا لدخول شوارد الصوديوم و لا يتغير كثيرا موقف

هذا الغشاء من شوارد البوتاسيوم التي تبقى تتسرب ببطء كما في حالة الاستقطاب. و تكون

النتيجة أنه بمجرد الإثارة ينتشر الصوديوم بالداخل بغزارة(50 مرة ضعف انتشاره قبل الإثارة)

بينما يمر البوتاسيوم بنفس النسبة الأولى تقريبا؛ و هنا ينعكس فرق الجهد الكهربائي، فتصبح

معظم الشوارد موجبة بالداخل بينما تقل جدا بالخارج. ولهذا يصبح الوجه الداخلي لجزء قصير

من غشاء محور الخلية ( و هو الجزء المثار) يحمل الشحن الموجبة و الوجه الخارجي لهذا

الجزء يحمل الشحن السالبة. و بذلك ينعكس الاستقطاب، على مستوى الجزء المثار، متسببا في توليد نشاط أيوني نا غالبية أيوناته  موجبة) و بين داخله ( وغالبية أيوناته  سالبة). وفي هذه الحالة تسمى الخلية تج عن تغيير الأقطاب و عن وجود جهد كهربائي[ بين خارج الغشاء

( و غالبية أيوناته الآن سالبة) وبين داخله ( و غالبية أيوناته الآن موجبة) من جهة، وبين

الجزء المثار و الجزء الغير مثار من جهة أخرى ]. و يتخذ هذا النشاط الأيوني شكل البطرية

بحيث يتسبب في خلق مجال مغنطيسي يصبح هو المنشط للإرسال العصبي . و يتسبب المجال

المغنطيسي بدوره في إزالة استقطاب جزء محدد قصير من محور الخلية، و يكون هذا الجزء

هو المثار بدوره، مما يسهل التوصيل العصبي من جزء إلى جزء أخر من المحور دون الحاجة

الى اثارة ثانية ( شاهد شكل رقم 2.ب ).  

  ب. النواقل العصبية :