القسم الأدب العربي

المستوى : السنة الثانية – دراسات أدبية

مقياس : مدخل إلى الأدب المغاربي

المحتوى : رواية الدار الكبيرة لمحمد ديب

إعداد الدكتور: عبد الحميد جودي

محمد ديب: ولد محمد ديب في مدينة تلمسان سنة 1920، تلقى تعليمه الابتدائي في مسقط رأسه ، ثم انتقل الى مدينة وجدة المغربية حيث تابع دراسته الثانوية .

توفي والده وهو في سن الحادية عشرة من عمره ،مما اضطره الى البحث عن عمل وهو في عمر الطفولة .

امتهن عدة مهن ، عمل في معمل النسيج والمحاسبة ومراسلا صحفيا وسلك التدريس.

مارس الكتابة الشعرية والكتابة الروائية باللغة الفرنسية كونه لا يتقن اللغة العربية بفعل السياسة الاستعمارية المناوئة للغة العربية.

كان مولد محمد ديب الأدبي عام 1952 حين صدرت له رواية الدار الكبيرة ثم رواية الحريق 1954 والنّول (المنسج) سنة 1957.

صدر له أكثر من ثلاثين عملا من روايات أشهرها ثلاثية الشمال وهي ( سطوح أورسول 1985،إغفاءة حواء 1989، وثلوج المرمر 1990 ) و قصص قصيرة وأعمال مسرحية.

يعد أول كاتب مغاربي تحصل على جائزة الفرنكوفونية من الأكاديمية الفرنسية سنة 1994  .

توفي محمد ديب في 2ماي 2003.

الدار الكبيرة : (دار السبيطار).ء

هي الجزء الأول من الثلاثية ، تتحدث عن مجمع سكني قديم (دار السبيطار) ،تسكنه مجموعة كبيرة من العائلات الفقيرة ، التي لا تجد قوت يومها ، وضمن هذا الحيز المكاني والاجتماعي تدور أحداث رواية (الدار الكبيرة ) ، وبطلها الطفل الصغير عمر الذي تجاوز عمره العشر سنوات ، وأمه (لالا عيني) الأرملة المكافحة من أجل أن تطعم ابنها وابنتيها عويشة ومريم.

يتناول الكاتب من خلال أحداث هذه الرواية ،واقع الشعب الجزائري السياسي والاجتماعي والثقافي إبان الاحتلال الفرنسي للجزائر، الذي كان شديد الوطأة على أفراده.

يصف الروائي حياة الفقر والعوز والخوف في الدار، حيث كانت الشرطة تداهمه لأي سبب وتقبض على الشباب والكهول و الشيوخ و لا يراهم بعد ذلك أحد.

فشدة القمع والقهر والخوف تسبب حالة الغثيان ، وذروة الخوف تقع ليس على المعتقل ، وإنما من شاهد عملية الاعتقال ،فما بالنا بأهل المعتقل والمعتقل نفسه.. !

فهاهو الطفل عمر يصاب بالرعب لمجرد أن ذكروا : الشرطة ..الشرطة هاهم الشرطة ..

وقال بينه وبين نفسه : ماما أتوسل إليك لن أضايقك بعد اليوم ،احميني احميني ، تمنى في حرارة أن تكون أمه عيني إلى جانبه ،فهنا الطفل عمر يعكس لنا صورة الرعب التي أوجدها رجال الشرطة في ذهنه خاصة والطفولة عامة ..

 فكرة الرجل السلبي:

الكاتب قدم لنا صورة الرجل السلبي من خلال حديث النساء العاملات والمكافحات في سبيل توفير لقمة العيش عن الرجال ،كان يصفهم بالتخاذل وعدم السعي إلى العمل ، فهاهي لالة عيني تتحدث عن زوجها المتوفى لعمر في حنق وقسوة وبؤس: هو الآن هادئ في قبره ...لم يفكر يوما في ادخار قرش واحد ..وها أنتم تتشبثون بي كالعلق الذي يمتص الدم...لقد كنت غبية ..كان ينبغي أن أترككم في الشارع ، أن أهرب الى جبل خال مقفر..

من خلال هذا الكلام نستدل على الحالة المزرية التي تعيشها العائلة ، فلا معيل لها إلا الأم الأرملة ، هي من تسعى إلى توفير الاحتياجات لها لكنها تعجز عن توفير أدنى طلب وهو رغيف الخبز ، في ظل الاحتلال الذي منع عنهم كل شيء ...

الجزء الأول.... يتبع