يعدّ حقل التعليمية من أهم الحقول المعرفية التي نالت حظا وافرا في مجال البحث والدراسة، وبخاصة ميدان تعليمية اللغات بوصفه مطلبا إنسانيا ومعرفيا دعت إليه ضرورات التطور الفكري والحضاري، واتّساع جغرافيا التوزيع السكاني على مستوى العالم، وحاجة الناس إلى الاتصال والتواصل فيما بينهم، ثمّ ما تفرضه مقتضيات وتحديات العصر وبخاصة في المجال التكنولوجي، ففرض مصطلحات ومفاهيم بلغات متعددة استلزم الإحاطة بجوانب هذه اللغات وبقواعدها وطرائق اكتسابها، ثم منهجية تعليمها وتعلّمها. فالتعليمية في حدّ ذاتها تخصص ومادة دراسية؛ لأنها تشتغل في ميدان وظيفي حيوي له قواعده وأسسه ونظرياته، وهذا ما أضفى عليها طابع التخصص. وهي أيضا محتوى دراسي يمكن تعليمه وتلقينه للطلبة، سعيا إلى إزالة كل غموض يشوب هذا المحتوى.