تهتم النظرية الاقتصادية الكلية بالمتغيرات الاقتصادية الوطنية مثل إجمالي الناتج الوطني، المستوى العام للأسعار، العرض الكلي، الطلب الكلي، أما النظرية الاقتصادية الجزئية أو الاقتصاد الجزئي فإنه يهتم بدراسة الأسواق وبالوحدات الاقتصادية التي تدخل إلى هذه الأسواق وهم المنتجين والمستهلكين، حيث يوجد ترابط بين النظرية الاقتصادية الكلية والنظرية الاقتصادية الجزئية فهما النظريتين اللتين يتكون منهما علم الاقتصاد.اهتم الاقتصاديون الكلاسيك بالتحليل الكلي وبالدخل الوطني والإنتاج الكلي، فيما اهتم الكلاسيكيون الجدد خلال القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين بالتحليل الجزئي وبتوازن المنتج والمستهلك والأسواق، وكان معظم الاقتصاديين في هذه المدرسة ينظرون إلى التوازن الكلي على أنه مجموع التوازنات الجزئية يتحقق مباشرة عندما يتحقق التوازن في كل هذه الجزئيات.ولكن الأزمة الاقتصادية العالمية التي تعرض لها الاقتصاد الرأسمالي سنة 1929 ) أزمة الكساد (أظهرت بأن تحقيق التوازن على المستوى الجزئي لا يعني بالضرورة تحقيق التوازن الكلي، وهكذا بدأ الاقتصاديون يشككون في صلاحية جهاز الأسعار في تحقيق التوازن التلقائي وضمان الاستخدام الكامل للموارد في كل وقت وثبات الإنتاج، حيث انتقد الاقتصادي البريطاني " جون مينارد كينز " في كتابه المشهور النظرية العامة للتوظيف والفائدة والنقد سنة  بعض نظريات المدرسة الكلاسيكية، وركز على ضرورة الاهتمام 1936 بالتحليل الاقتصادي الكلي حتى تتضح للحكومات معالم السياسة المالية والنقدية التي يجب إتباعها لتحقيق الاستقرار الاقتصادي. ونهدف من خلال هذه االمحاضرات تعريف الطالب بالمواضيع الرئيسية التي يتناولها برنامج مادة الاقتصاد الكلي  المعتمد من طرف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وهي تتناول 1 خمس فصول، المحور الأول كان مدخل للتعريف بالاقتصاد الكلي، فيما تناول المحور الثاني طرق قياس مستوى النشاط الاقتصادي والذي يعرف بالحسابات الاقتصادية الوطنية، ثم تناولنا تحليل التوازن الاقتصادي الكلي وفق المدرسة الكلاسيكية من خلال المحور الثالث، وفي المحورالرابع تناولنا تحليل التوازن الاقتصادي الكلي وفق المدرسة الكنزية.