الحركة الطلابية

يذكر أبو القاسم سعد الله أن الحركة الطلابية تكونت في فرنسا من ممثلين عن بلدان المغرب العربي الثلاث، وكانت من أنشط المنظمات خلال فترة الثلاثينات من القرن العشرين، فكان لها دور بارز لعبته في الدفاع عن أهم القضايا الوطنية في قالب ثقافي واجتماعي كالدين والتعليم واللغة وحرية المرأة والعدالة الاجتماعية وغيرها، وبالتالي فقد كانت تلك القضايا نقطة إلتقاء بين جمعية العلماء والحركة الطلابية في الجزائر والمغرب العربي .

تجمع الطلبة المسلمون الجزائريون في إطار جمعية الطلبة المسلمين لشمال إفريقيا في مدينة الجزائر سنة 1919م، وجمعية الطلبة المسلمين الجزائريين لشمال إفريقيا بباريس سنة 1927م، وابتداء من سنة 1930م اقتحموا مجال العمل السياسي، الأمر الذي أدى بهم إلى القطيعة مع الحركة الطلابية الفرنسية، وهذا من أجل استقلالها فيما بعد لتشكيل اتحادات وطنية مستقلة مغاربية في البداية ثم جزائرية ومغربية وتونسية تشمل في تنظيم واحد الأشكال الثلاث التي بقيت متمايزة لدى الطلبة الفرنسيين .

إن انتعاش الحركة الفكرية الإصلاحية في الجزائر في الفترة ما بين الحربين من خلال كثرة النوادي التي اهتمت بتعليم وتثقيف الجزائريين، وأيضا الجمعيات الثقافية التي برزت بشكل واضح من خلال نشاط قادته جمعية العلماء المسلمين والأقلام التي نشطت من خلال صحف الجمعية وحزب نجم شمال إفريقيا، كل ذلك فتح الباب على مصراعيه لمختلف شرائح المجتمع لمواجهة الظروف المزرية والمعاملة العنصرية التي تلقاها الجزائريون من طرف الاستعمار، فشجعت تلك الظروف على إخراج الحركة الطلابية إلى الوجود، وكان للجمعيات الخاصة بالمسلمين فروع في جامعة الجزائر وهي:

- الجمعية الودادية للتلاميذ المسلمين في شمال إفريقيا.

- جمعية الطلبة المسلمين لشمال إفريقيا (AEMAN).

- جمعية الطلبة المسلمين الجزائريين بفرنسا (AEMAF) .

كما تأسست الجمعية الودادية للتلاميذ المسلمين في شمال إفريقيا سنة 1918م، والتي تولى رئاستها بن حبيلس، ثم فرحات عباس فيما بعد، وتوالى على رئاستها عدد من جماعة النخبة بعد فرحات عباس، وكان هدف تلك الجمعيات والوداديات نشر العلم والثقافة الإسلامية في الجزائر، مساهمة منها في حركية التنوير والتثقيف لإخراج المجتمع من مستنقع الجهل والأمية .

مكانة ودور الحركة الوطنية في نشر الوعي الثقافي الوطني