خاتمة
الجدير بالذكر أن الوضع العام في الجزائر قُبيل الاحتلال الفرنسي تميز بانتشار التعليم في أوساط المجتمع الجزائري العربي المسلم، ومردُ ذلك إلى انتشار المساجد والمدارس التعليمية والتي أسهمت إلى حد كبير في الحفاظ على العديد من الامتيازات، لعل أهمها الحفاظ على الثقافة والتعليم، وذلك للدور الكبير الذي لعبته دور الأوقاف في هذا الجانب المهم.
ومنذ الاحتلال تغيرت المُعطيات وانقلبت الأمور رأسا على عقب نظرا إلى التقلبات العميقة التي لعبها الاستعمار في محاولة منه إلى ضرب البنية الثقافية للمجتمع الجزائري.
لعبت عوامل كثيرة في نهضة المجتمع الجزائري المسلم الذي سعى جاهدا إلى التصدي للسياسة الاستعمارية التي ركزت على الميدان الثقافي بتوغلها ثقافيا و إيديولوجيا للسيطرة على كل المكتسبات التي حافظ عليها الجزائريون، ومن بينها تعليم الكبار والصغار وتلقينهم المبادئ العربية والإسلامية، وأيضا تأثر العلماء الجزائريين بالمشارقة وكذلك النهضة التي برزت في تلك الفترة، فساعد ذلك في إنشاء مدارس عصرية حرّة، الهدف منها التمسك بالمقومات الوطنية للنهوض بالجزائر ثقافيا مما أثر على الجانب السياسي، حيث لعبت بعض التيارات ومن بينها نجم شمال إفريقيا وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين دوراً كبيراً في الوقوف الند للند لسياسة الهيمنة الفرنسية، بحيث شكل ذلك نقلة نوعية في الممارسة السياسية والثقافية التي انتهجها هؤلاء من أجل محاربة الاستعمار الفرنسي.