نظرية علم الأسلوب

نظريات نقدية

يعدُّ الأسلوب من الدعائم الأساسية في ظل البحث البلاغي القديم رغم سيطرة هذا البحث مدة من الزمن على الفكر النقدي الأدبي، وكان لظهور علم اللغة أو اللسانيات الحديثة الفضل في رعاية، وعناية هذا الأسلوب، فأمدّه بأسباب الحيوية والانبعاث، مما أدى إلى أفول نجم هذه البلاغة، وتقليص حجمها، وبذلك فتح المجال إلى علم جديد بنافس البلاغة القديمة،ألا وهو الأسلوبية أو علم الأسلوب ليساير المرحلة الحالية، ولقد شهد علم الأسلوب كمختلف التيارات النقدية الحديثة تحولات عديدة منذ بدايات ظهوره الأولى، مما أدى الى احتكاكه ببعض المفاهيم النقدية واحتوائه فيها أحيانا، ويمكننا أن نمثل لمسيرة هذا العلم في صورة الشمس التي تتعاقب وتتوالى عليها الغيوم في السماء فتضيء أحيانا وتحجب أحيانا أخرى.
وما أنفك هذا العلم وفي مسيرته أن تتخلله قوالب ،أو مدارس عديدة حاولت هي بدورها احتواء هذا العلم  ، أو احتضانه ضمن أطرها الضيقة، لكن رغم هذه الجهود بقي البحث الأسلوبي قصرا على الإلمام بشتات الأسلوبية أو علم الأسلوب، وانحصر في بعض المناهج التي سادت واكتسحت الساحة النقدية فاستطاعت بعضها أن تتمظهر في شكل مدارس  تنسب إلى نفسها شرعية وأحقية هذا العلم.