المحاضرة رقم (07) : المتغيرات والمؤشرات في البحث العلمي

المحاضرة رقم (07) : المتغيرات والمؤشرات في البحث العلمي

       متغيرات الدراسة هي أول ما يختاره الباحث حيث يتضح ذلك في مجال الدراسة من خلال العنوان باعتباره الانطلاقة الأولى والتي هي بحاجة الى توضيحات وتحديدات أكثر من خلال الخطوات الأخرى للبحث العلمي. بناء على ذلك ستقوم صفحات المحاضرة بإبراز دور المتغيرات والمؤشرات في البحث العلمي من خلال سعيها لتحقيق الأهداف التالية:

-تعريف الطلبة بمفهوم المتغيرات.

-التعرف على أنواع المتغيرات.

-الكشف عن دور المتغيرات في صياغة الفرضيات.

-الكشف عن دور المتغيرات في تصميم وبناء أدوات جمع البيانات.

-التعرف على دلالة المؤشرات.

-الكشف عن أنواع المؤشرات.

-الكشف عن دور المؤشرات في بناء أدوات جمع البيانات.

أولا- تعريف المتغير وأنواعه:

-تعريف المتغير:

  هو مصطلح يدل على صفة محددة تتناول عددا من الحالات أو القيم ، أو يشير إلى مفهوم معين يجري تعريفه إجرائيا بدلالة إجراءات البحث ، ويتم قياسه كميا ووصفه كيفيا .( ملحم، 1997، ص8) كما يعني المتغير كل خاصية أو سمة تظهر في الطبيعة بمقدار معين ويمكن للمتغير أن يختلف من وقت لآخر فالطول متغير والوزن متغير والحجم متغير .(الجراح، 2014، ص50)

-         أنواع المتغيرات :

   للتأكد من صحة فرضية ما أو خطأها ،لابد من مفاهيم تكون قابلة للقياس، وقد تعددت تصنيفات المتغيرات بحسب الغرض الذي تستخدم فيه ، ويمكن تصنيف المتغيرات إلى ثلاث تصنيفات هي كالآتي :

-         تصنيف المتغيرات بحسب مستويات القياس الى الآتي :

·        متغيرات مجردة  ومتغيرات ملاحظة :

     كثير من المتغيرات التربوية عبارة عن كميات مجردة يستدل عليها من خلال السلوك حتى أن عددا من السمات الافتراضية يصعب قياسها وتبقى مجرد افتراض ولذلك فإن الباحث غالبا ما يتعامل مع متغيرات محسوسة قابلة للملاحظة ، والقياس بشكل مباشر وبناء على ذلك فإنه يمكن القول بوجود مستويات محسوسة قابلة للملاحظة ومن التجريد مثل المتغيرات التالية : القلق . التحصيل الدراسي . القدرات اللفظية فالباحث في مثل هذه الحالات قد لا يستطيع توفير درجات مقبولة في قياس المتغيرات.

·        متغيرات كمية ومتغيرات نوعية :

     لو نظرنا إلى المتغيرات من حيث قابليتها لتقدير كمي فإننا نلاحظ أن عددا من المتغيرات لا يقدر عدديا بمعنى أن ليس للأعداد فيها معنى كمي وهذه تسمى بالمتغيرات النوعية مثال على ذلك  الجنس المهنة  التخصص العلمي وأن هناك عدد آخر من المتغيرات تقبل التقديرات الكمية كالاتجاه أو الميل ومفهوم الذات والقلق وهذه يمكن تسميتها بالمتغيرات شبه كمية . (المرجع السابق، ص 68)

تصنيف المتغيرات حسب طبيعة المتغير:

- المتغير المستقل: وهو العامل الذي يؤثر في الظاهرة مباشرة ، ويتم عن طريق هذا المتغير التعبير بحرية عنه بأي قيمة ضمن معادلة معينة ، والذي تتحدد على أساسه القيمة التي يتخذها متغير آخر يسمى المتغير التابع.

-المتغير التابع: هو المتغير المتأثر بالعامل المستقل ويظهر كنتيجة للأول، وتتحدد قيمته تبعا للقيم التي تتخذها متغيرات أخرى تسمى بالمتغيرات المستقلة.

- المتغيرات المتداخلة: وهي تلك المتغيرات التي تتم بالترابط والعلاقات المتبادلة بين المتغيرات التابعة والمستقلة .(الخالق، شوكت، 2014، ص ص 144-145)

-المتغير الدخيل: هو عامل يمكن أن يؤثر في المتغير التابع أو لم يسيطر عليه ، فإن ذلك المتغير يعتبر متغيرا دخيلا، ويهدد وجوده الصدق الداخلي للبحث، أي أن الباحث سوف لن يستطيع أن يعزو النتائج لتأثير المتغير المستقل وحده .(الجراح، مرجع سابق، ص63)

 

ثانيا-التعريف الإجرائي للمتغير :      

تتعدد الصور التي تظهر فيها التعريفات الإجرائية للمتغير كما يلي:

-                      قد تعرف المتغيرات بدلالة الإجراءات التي تؤدي إلى ظهور سلوك معين كأن يعرف الباحث طريقة التدريب بالنشاطات التي يقوم بها المدرس والتعريف على هذا النحو يناسب المتغيرات المستقلة أكثر من غيرها .

-                      قد تظهر التعريفات الإجرائية للمتغيرات المستقلة بدلالة السلوك أو الخصائص الظاهرية ذات العلاقة بالمتغير كأن يعرف الباحث لتلاميذ من ذوي الذكاء المرتفع بأنهم ذوي التحصيل العالي في نتائجهم في الاختبارات المدرسية.

-                      قد تظهر التعريفات الإجرائية للمتغيرات بدلالة الخصائص العامة للمتغير أو بدلالة السلوكيات البسيطة المتضمنة في أدوات القياس كأن يعرف الذكاء بأنه خاصية يظهر الفرد فيها القدرة على الاستدلال وقوة الذاكرة والثروة اللغوية. (ملحم، مرجع سابق، ص 99)

ثالثا- دور المتغيرات في البحث العلمي:

    تعتبر جميع أنواع المتغيرات وخاصة المتغيرات التابعة والمتغيرات المستقلة، ركائز أساسية في البحث العلمي، في مختلف الموضوعات والتخصصات يمكننا أن نلخص أهم فوائد المتغيرات في النقاط التالية:

 يعتبر المتغير التابع المفهوم الأساسي في تحديد مشكلة البحث التي تعتبر المنطلق الضروري لكل أنواع البحوث.

المتغير المستقل هو المنطلق الرئيسي لكل فرضية، لأنه المتغير المؤثر والمسبب في رأي الباحث لمشكلة البحث ومن الضروري وجود المتغير المستقل هذا، إلى جانب المتغير التابع في فرضية البحث .

تعتبر المتغيرات التابعة والمتغيرات المستقلة إلى جانب المتغيرات الأخرى، مفاهيم ومنطلقات رئيسية يعتمد عليها الباحث في التحري عن الدراسات السابقة وأدبيات الموضوع . فهو يعمد إلى استخدام مثل هذه المتغيرات والمفاهيم عند التفتيش في فهارس المكتبة التقليدية منها أو المحسوبة. كذلك فإن الباحث يستخدم مثل هذه المفاهيم في الدخول إلى قواعد البيانات عبر الأنترنت لتحديد الأدبيات والدراسات السابقة في إطار تقنية البحث بالمنطق البولياني وباستخدام أدوات مثل و and  أو or  في تطبيق أو توسيع البحث ، وصولا إلى دراسات محددة الموضوعات وتعكس المفاهيم التي اعتمدها الباحث كمتغيرات تابعة أو مستقلة

 تكون مناقشات الباحث لأدبيات الموضوع والدراسات السابقة وعلاقة دراسته الحالية بها على أساس المتغيرات التي اعتمدها في بحثه .

يعتمد اختبار فرضيات البحث على مناقشة المتغيرات التي اعتمدها الباحث وعلاقاتها الإيجابية والسلبية ببعضها.

تستعرض استنتاجات الباحث كل ما له علاقة بالمتغيرات المعتمدة من قبل الباحث.

يكون محور المعلومات الواردة في مستخلص البحث المتغيرات التي اعتمدها الباحث وارتباطاتها ببعضها .(الجراح، مرجع سابق، ص ص 65-66)

رابعا-أهمية المتغيرات:

  يجب على الباحث أن يكون ملما بالمتغيرات البحثية لأهميتها البالغة سواء في تحليل المشكلة أو صياغة الفروض وغير ذلك من الأمور المتعلقة بالتخطيط للبحث .أما عن أهمية المتغيرات البحثية فإنه يمكن الاستفادة منها في تحليل وتفسير المشكلة ووضع الحلول المناسبة لها من خلال استخداماتها المتعددة منها ما يلي:

·        أهمية المتغيرات البحثية في صياغة الفروض وبلورة أهداف وأهمية الدراسة.

·        الاستفادة منها في صياغة عنوان البحث.

·        الاستفادة منها في تصميم نماذج جمع البيانات خاصة قوائم الاستقصاء .

·        الاستفادة من المتغيرات البحثية في تحديد موضوعات الدراسة ذات العلاقة بالمشكلة .

·        أهمية المتغيرات البحثية في اختيار الأساليب الإحصائية المناسبة لتحليل البيانات .(إبراهيم، 2014، ص ص56-58)

خامسا-مصادر الحصول على المتغيرات:

   يمكن تحديد المتغيرات البحثية من خلال مجموعة من المصادر أهمها:

-الدراسة الاستطلاعية.

– مراجعة الأدبيات العلمية لمجال مشكلة البحث.

-نتائج الدراسات السابقة.

- ثقافة الباحث العلمية.( المرجع السابق، ص 66)

 سادسا- تعريف المؤشر وشروط بنائه وأنماطه:

-تعريف المؤشر:

  هو الذي يشير أو يوجه الانتباه إلى شيء ما أو هو الذي يؤشر أو يشير إلى درجة تزيد أو تنقص من الدقة، وهو أداة مهمة تسمع بالمقارنة وتحديد التقدم نحو الهدف.( الفضلي، 1992، ص 34)

   إن المؤشرات في منهجية البحث العلمي تعني تجسيد دلالة المفهوم ميدانيا والأقرب الى الواقع، ويجب أن لا تقل مؤشرات المتغير أو المفهوم عن مؤشرين وأن تراعي متطلبات الدلالة الاجرائية للمفهوم والذي هو في حد ذاته متغيرا.

-شروط بناء المؤشرات:

-ضرورة وجود إطار نظري يساعد على تحديد مفهوم وجوهر البعد أو الجانب المراد صوغ مؤشر حوله مثال ذلك اتجاها نظريا يعني بمتوسط الدخل الفردي فيصدر حكما على تحسين أوضاع البشر، ويساعد الاطار النظري على تحديد مستويات التحليل ووحداته وبالتالي وحدات القياس التي سيبنى المؤشر عليها فالاطار النظري هو الذي يحدد هوية المؤشر ويساعد على صوغه وبنائه.

-تحديد هدف المؤشر تاريخيا وديناميكيا وهذا يعني أن يعكس حالة البعد أو الظاهرة المراد التأشير عليها في فترة مضت وفي وضعها الحالي وأن يحمل رؤية مستقبلية.

-أن يكون المؤشر قادرا على تجميع وحذف واضافة وطرح الوحدات التي يقيسها بمعنى أن لا يكون المؤشر صالحا فقط لدراسة أوضاع الأفراد منفصلين بل دراسة أوضاع الجماعات التي ينتمي إليها الأفراد على أن ثمة حدود للتجمع والتخصيص منها:

-أن يكون المؤشر مساعدا على المقارنة بين الأفراد داخل الجماعات والطبقات المراد تحديد أوضاعها وفهمها، بمعنى أن يركز المؤشر على الخصائص المشتركة بين الأفراد والجماعات >فبناء مؤشر حول جماعة ما لا يقابلها مؤشرات مماثلة لدى الجماعات المقابلة لها لا يساعد على المقاربة.

-أن يحوي المؤشر في داخله تدرجات ذات مسافات متساوية منطقية وواقعية وصادقة فاذا قسمنا الدخل الى فئات كبيرة كأن نقول ألف دينار فأقل وألف دينار جزائري فأكثر فإننا لا نحصل على مؤشر واقعي بل يمكن أن يساعد هذا المؤشر على تشويه الواقع واختزال حقائقه.

-أن يكون المؤشر دالا وصادقا وبسيطا يسهل استخدامه وتوظيفه.(سلاطنية، الجيلالي، 2017، ص121-122)

-أنواع المؤشرات:

  هناك عدة أنواع من المؤشرات هي:

-المؤشرات النوعية والعامة.

-المؤشرات الحضرية والريفية.

-المؤشرات الكيفية والكمية: ثمة أبعاد يمكن صوغ مؤشرات كمية حولها كالدخل وحجم الملكية وكيفية كتغير قوانين الملكية

-المؤشرات البسيطة والمؤشرات المركبة: هي مؤشرات لا تتجاوز المتوسطات وتعنى ببعد واحد، في حين أخرى تقتضي تركيب أكثر من مؤشر كالمؤشرات الطبيعية والتوزيعية.(المرجع السابق، ص122)

خلاصة.

        أول ما يختار الباحث موضوع بحثه فهو بذلك قد حدد متغيرات الدراسة التي تتضح أكثر بعد التحديد الاجرائي للمفاهيم، هذا الأخير الذي يحدد الحالات التي يمكن أن يكون عليها المتغير باعتبار أنه يأخذ عدة حالات، يقوم الباحث بتحديدها شريطة أن يلتزم بها في بحثه. والمؤشرات ما هي إلا توضيحا لمفهوم ودلالة كل بعد للمتغير.