المحاضرة رقم (5): كيفية تحديد المفاهيم في البحث العلمي

المحاضرة رقم (5): كيفية تحديد المفاهيم في البحث العلمي

     يتكون عنوان البحث من متغيرات وهي بالأساس كذلك مفاهيم بمعنى تحمل دلالات مختلفة، لذا على الباحث تحديد مفاهيمه بمعنى المقصود من كل متغير والتي يتم الالتزام بها في كل

مراحل البحث هذا ما ستتناوله صفحات هذه المحاضرة من خلال سعيها لتحقيق الأهداف التالية:

-التعرف على دلالة المفهوم.

-التعرف على أنواع المفاهيم.

-التعرف على قواعد تحديد المفاهيم.

أولا-تعريف المفهوم:

    إن المفهوم أو المصطلح ليس هو الكلمة أو الرمز، بل هو مضمونها أو دلالتها اللفظية مصاغة في شكل من التعميم والتمييز الخاصين، فإذا كان يمثل معنى أو مجموعة معاني مجردة، فإننا نعبر عنه برمز لغوي واحد يسمى لفظا أو مصطلحا مثل العلم،

 أو بتعبير مثل العلم الالهي وفي حالة المفاهيم الضيقة المحددة نضع لفظا بإزالة المعنى، وينتج

عن ذلك مصطلحا يتفق عليه أهل علم معين، ولكننا عادة ما نواجه مشكلة مع المفاهيم التي تتعدد معانيها.( دليو، 1997، ص 30)

   كما أكد بعض المهتمين على ضرورة إشارة المفهوم العلمي الى الخصائص الجوهرية في الظاهرة أو البعد المجتمعي المدروس حتى يتسنى للباحث صوغ مؤشرات تساعده في التعرف على الظاهرة.(عبد المعطي، 1997، ص 275)

 

ثانيا-قواعد تحديد المفاهيم:

-ربط المفهوم بالتعريفات السابقة له:

     كلما تم ربط المفهوم بالتعريفات السابقة له أصبح من اليسر الوصول الى تحديد دقيق له لذلك على الباحث أن:

-يرجع الى التعريفات السابقة والحالية للمفهوم.

-يصل الى المعنى المتفق عليه في أغلب التعريفات.

-يكون التعريف مبدئيا متضمنا المعنى الذي تجمع عليه أغلب التعريفات.

-يخضع التعريفات للنقد على أوسع نطاق.

-تحديد الخصائص البنائية والوظيفية للمفهوم:

   تشير الخصائص البنائية للأشياء الى المادة التي تتكون منها هذه الأشياء وكذلك التغيرات التي تطرأ على خصائص هذه المواد. أما الخصائص الوظيفية فإنها تشير الى الوظيفة أو مجموعة الوظائف التي تؤديها هذه الأشياء . ويمكن أن ينصب تعريفنا للمفهوم على الجانب

البنائي أو الوظيفي أو كليهما، ويرتبط هذا دائما بالأهداف الرئيسية للبحث.

-الاستعانة بالتعريفات الاجرائية:

   يمكن الاستعانة بالتعريفات الاجرائية لتوضيح معنى المفهوم كلما أمكن ذلك، والتعريف الاجرائي هو الذي يحدد المفهوم باستخدام ما يتبع في ملاحظته أو قياسه أو تسجيله. وبديهي أن التعريفات الاجرائية للمفهوم لا تتقيد بالشروط المنطقية في التعريف، إلا أنها تصل المفاهيم الى أقصى ما يستطيعه الباحث من الوضوح في ذهنه وذهن الذي يقرأ البحث. وكثير من المفاهيم لا يمكن تعريفها اجرائيا لأن سهولة التعريف الاجرائي تتوقف على تقدم المقاييس العلمية .(سلاطنية، الجيلاني، 2017، ص ص 105-106)

ثالثا-أنواع المفاهيم:

    قام الباحثين بتقسيم التعريفات الى اجرائية واسمية هي:

-التعريفات الاسمية:

   تستخدم التعريفات الاسمية في الحالات التي تكون فيها الكلمة المقصودة مرادفة لتعبيرات معينة أخرى، أولها معاني مستقرة بالفعل، مثل ذلك تعريف التجاذب الشخصي على أنه ما يؤدي الى الاقتراب بين الأشخاص، وفي هذا النوع من التعريفات يمكن ابدال المصطلحات المعرفية بالكلمة المحددة، ويميز هذا النوع من التعريفات بأنه يمدنا بطريقة اختيارية في الاتصال.

-التعريفات الاجرائية:

  يتمثل في عملية تعيين الأبعاد التي يمكن قياسها وملاحظتها في التعريف على ما يشير الى المصطلح أو المفهوم المحدد. بحيث أنه إذا أمكن تقديم تعريف اجرائي واضح يمكن التوصل الى نتائج وبالتالي يسهل التحقق من فروضنا.( المرجع السابق، ص ص 106-107)

رابعا-دور المفاهيم في البحث العلمي:

   -تحديد التساؤلات الفرعية للدراسة

-تحديد مجتمع البحث

-بناء أدوات جمع البيانات.

خلاصة.

 من مؤشرات سلامة خطوات البحث العلمي هو معرفة الباحث بالدور الذي تقوم به المفاهيم الاجرائية سواء على مستوى بناء تساؤلات الدراسة أو في صياغة الفرضيات، ومن ثمة تصميم وبناء أدوات جمع البيانات. من منطلق أن التحديد الاجرائي للمفاهيم يعني تحديد أبعاد الدراسة والتي تشتق منها مؤشراتها، بمعنى تحديد ما الذي يريد الباحث دراسته بالتحديد. من هنا تبين الدور الذي تقوم به المفاهيم بدء بتحديد تساؤلات الدراسة وبالتالي أبعادها بمعنى ما يريد الباحث بحثه وبالتالي يتقيد بذلك حتى في كتابة النتائج.