مخطط الموضوع

  • درس على الخط رقم 01: ماهية الإعلام

           أصبح للإعلام في المجتمع دور هام جدا إلى درجة خصصت الحكومات أقساما ودوائر ووزارات إعلام تتولى تحقيق أهداف داخلية وخارجية ، من تلك الأهداف رفع مستوى الجماهير ثقافيا، وتطوير أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية، هذا داخليا،أما خارجيا فمن أهداف دوائر الإعلام تعريف العالم بحضارة الشعوب ووجهات نظر الحكومات في المسائل الدولية،ولم يقتصر اهتمام الحكومات بوسائل الإعلام، بل أن مؤسسات اجتماعية وسياسية واقتصادية اهتمت بها، ووجدت ان تلك الوسائل تخدمها وتخدم أهدافها وتساعد في ازدهارها،وليس أدل على أهمية الإعلام ووسائله مما أصبح معروفا في العالم، من ان الدولة ذات الإعلام القوي تعتبر قوية وقادرة، فلقد أصبح الإعلام رئيسيا في بقاء بعض الدول وخاصة تلك التي وجدت فيه احدى دعاماتها الرئيسية الأولى، وقدمته على باقي دعائم الدولة.

    مفهوم الإعلام:

    كلمة إعلام قاموسيا هي فعل الإخبار لكن تعريفه العلمي تطور عبر عدة مراحل ومفهوم الإعلام لم يستقر على مفهوم واحد فمثلا بدأ بمفهوم الذي قدمه الباحث فولي "بأنه تبادل للمعلومات والأفكار والآراء بين الأفراد " لكنه حصر مفهوم الإعلام في عملية تبادل المعلومات وأهمل الوسيلة وبالرغم من كل هذه التعاريف يبقى المفهوم غامضا غير دقيق لذا نجد الباحث المصري إبراهيم إمام قدم مفهوم دقيق للإعلام من خلال ما يلي:
     الإعلام هو النقل الموضوعي للمعلومات من مرسل إلى مستقبل وضد التأثير الواعي على عقل الفرد حتى تتيح له إمكانية تكوين رأي على أساس الحقائق المقدمة بمعنى الإعلام دائما ينقل الحقائق وهذا خدمة لصاحبها وهذا في إطار التفاهم بين المرسل والمستقبل.

     الفلسفات التي بني عليها الإعلام:

        إن السبب الرئيسي في اختلاف تعريف الإعلام من مكان إلى مكان أخر ومن زمان إلى زمان هو اختلاف نظم الحكم واختلاف الثقافات أو المشاعر والعواطف من مجتمع للأخر تارة أخرى،فالإعلام يعكس الجوانب السياسية والاجتماعية والثقافية في وقت واحد،ومن هنا اتفق العلماء على أن الفلسفات التي نجم عنها الاختلاف في نظريات الإعلام يمكن أن ينحصرفيمايلي:

    1- الفلسفة الخاصة بطبيعة الإنسان

    2- الفلسفة الخاصة بطبيعة المجتمع وطبيعة الدولة التي تهيمن على المجتمع.

    3- الفلسفة الخاصة بعلاقة الإنسان والمواطن بالمجتمع الذي يعيش فيه من جانب وبالدولة التي يخضع لها من جانب أخر.

    4 - الفلسفة الخاصة بطبيعة المعرفة في ذاتها باعتبار الصحافة والإعلام يعكسان الجانب





    • درس على الخط رقم 02: المذاهب الفكرية وأنماط الإعلام

      • المذاهب الفكرية للإعلام:

        ظهرت مدارس الإعلام وتعددت هذه المذاهب بتعدد الشعوب المتحضرة التي قطعت في الفكر شوطا بعيد المدى ومن هذه المدارس:

               -  المدرسة الأمريكية التي يعبر عنها دافيد هوايت

               - المدرسة الانجليزية التي يعبر عنها بلانت

               - المدرسة الفرنسية التي يشرح آراءها الأستاذ ليونيه

               - أما المدرسة الألمانية فلها أكثر من مدرسة فهناك المدرسة التي يشرح آراءها اوتوجروت

        وهناك مدرسة ميونيخ.........

        أنماط الإعلام: 

        يمكن حصر أنماط الإعلام حسب مدرسة ميونيخ الألمانية في أربعة أنماط هي :

            1- الإعلام الفطري

            2- الإعلام اليومي

            3- الإعلام العاطفي

            4- الإعلام العقلي
        علاقة نظريات الإعلام بفلسفة الإعلام:

        هناك علاقة بين نظريات الإعلام وفلسفة الإعلام، ففلسفة الإعلام هي بحث العلاقة الجدلية بين الإعلام وتطبيقاته في المجتمع، أي تحليل التفاعل بين أسس الإعلام كعلم وبين ممارساته الفعلية في الواقع الاجتماعي، ويرى النظريون أن نظريات الإعلام جزء من فلسفة الإعلام

        لأن فلسفة الإعلام أعم واشمل من النظريات، وكثيرا ما شاع استخدام نظريات الإعلام باعتبارها فلسفة الإعلام أو مذاهب الإعلام، ولكن في واقع الأمر أن استخدام تعبير نظريات الإعلام كان في مجمله انعكاسا للحديث عن أيديولوجيات ومعتقدات اجتماعية واقتصادية  




        • درس على الخط رقم 03: نظرية السلطة أو النظرية الاستبدادية

           نظريات الإعلام:

          ترتبط النظريات بالسياسات الإعلامية في المجتمع من حيث مدى التحكم في الوسيلة من الناحية السياسية، وفرص الرقابة عليها وعلى المضمون الذي ينشر أو يذاع من خلالها فهل تسيطر عليها الحكومة أم لها مطلق الحرية أم تحددها بعض القوانين وفيما يأتي تلخيص لأهم نظريات الإعلام.

          مفهوم نظريات الإعلام:

             يقصد بنظريات الإعلام خلاصة نتائج الباحثين والدارسين للاتصال بالجماهير بهدف تفسير

          ظاهرة الاتصال والإعلام ومحاولة التحكم فيها والتنبؤ بتطبيقاتها وأثرها في المجتمع، فهي

          توصيف للنظم الإعلامية في دول العالم على نحو ما جاء في كتاب (نظريات الصحافة الأربع) لبيترسون وشرام.

          حيث تعددت التصنيفات الغربية لنظريات الإعلام ومن أبرزها التصنيف الذي قام بوضعه لبيتر سون وشرام. عام 1956 حول النظريات الأربع ( نظرية السلطة ، النظرية الليبرالية ،  من  النظرية الشيوعية ، نظرية المسؤولية الاجتماعية )
          من خلال الحديث عن أصول ومنابع العملية الإعلامية(مرسل، ومستقبل، ووسيلة …الخ


          ظهرت هذه النظرية في انجلترا في القرن السادس عشر، وتعتمد على نظريات أفلاطون ومكيافيللي، وترى أن الشعب غير جدير بأن يتحمل المسؤولية أي السلطة هي ملك للحاكم أو السلطة التي يشكلها . 
          وتعمل هذه النظرية على الدفاع عن السلطة، ويتم احتكار تصاريح وسائل الإعلام حيث تقوم الحكومة على مراقبة ما يتم نشره، كما يحظر على وسائل الإعلام نقد السلطة الحاكمة والوزراء وموظفي الحكومة، وعلى الرغم من السماح للقطاع الخاص على إصدار المجلات إلا أنه ينبغي أن تظل وسائل الإعلام خاضعة للسلطة الحاكمة 
          وتمثل تجربة هتلر وفرانكو تجربة أوروبية معاصرة في ظل هذه النظرية، وقد عبر هتلر عن رؤيته الأساسية للصحافة بقوله 
           أنه ليس من عمل الصحافة أن تنشر على الناس اختلاف الآراء بين أعضاء الحكومة لقد تخلصنا من مفهوم الحرية السياسية الذي يذهب إلى القول بأن لكل فرد الحق في أن يقول ما يشاء 
          ومن الأفكار المهمة في هذه النظرية أن الشخص الذي يعمل في الصحافة أو وسائل الإعلام الجماهيرية يعمل بها كامتياز منحه إياه الزعيم الوطني، ويتعين أن يكون ملتزما أمام الحكومة والزعامة الوطنية،وابرز ملامح هذه النظرية:

                - تتبع هذه النظرية من منظومة الحكم المطلق للملك أو للحكومة،او للاثنين معا.

                - هدف الإعلام فيها دعم الحكومة القائمة والإسهام في تنفيذ أنشطة الدولة.

                - يستطيع ممارسة الإعلام كل من يحصل على رخصة ملكية أو رخصة من قبل السلطة بشكل عام.

                - يحظر في هذه النظرية توجيه اي نقد من اي نوع للجهاز السياسي الحاكم.

                - ملكية وسائل الإعلام يمكن أن تكون خاصة أو عامة.

                - ينطلق مفهوم هذه النظرية من أن وسائل الإعلام هي عبارة عن أدوات لتحقيق سياسة الحكومة.



          • درس على الخط رقم 04: النظرية الليبرالية أو نظرية الحرية

            تعود  هذه النظرية بشكل أساسي إلى عصر النهضة الأوروبية وبالتحديد القرنين الثامن عشر والتاسع عشر إذ بلور عدد من المفكرين الأوربيين كثيراً من المبادئ التي تحدت الأفكار السلطوية التي سادت حتى بداية عصر النهضة الأوروبية وكان من أبرزهم المفكر الإنجليزي جون ميلتون الذي كتب عام 1664 يقول: "إن حرية النشر بأي واسطة ومن قبل أي شخص مهما كان اتجاهه الفكري حق من الحقوق الطبيعية لجميع البشر ولانستطيع أن نقلل من حرية النشر بأي شكل وتحت أي عذر".

            أماجوك وك عرّف الحرية بأنها "الحق في فعل أي شيء تسمح به القوانين" وكان لوك قد قَدَّم إلى البرلمان الإنجليزي عام 1965 بياناً هاجم فيه تقييد حرية الصحافة واضطر البرلمان في ذلك الوقت إلى إلغاء قانونه بفرض الرقابة الوقائية على الصحف.

            لم يتحقق الانتصار الأول للنظرية الليبرالية على النظرية السلطوية أو نظرية السلطة إلاّ خلال القرن الثامن عشر حين أصدر البرلمان البريطاني قراراً أكد على حظر أية رقابة مسبقة على النشر كما أباح للأفراد إصدار الصحف من دون الحصول على ترخيص من السلطة وقد جاء هذا التعاون نتيجة لأفكار المفكر الإنجليزي بلاك ستون الذي أكد أن حرية الصحافة ضرورية لوجود الدولة الحرة وذلك يتطلب عدم وجود رقابة مسبقة على النشر ولكن يمكن أن يتعرض الصحفي للعقاب بعد النشر إذا تضمن هذا النشر جريمة وكل إنسان حر أن ينشر ما يشاء على الجمهور ومنع ذلك يعد تدميراً لحرية الصحافـة.

            جاء دستور الولايات المتحدة الأمريكية ليحظر بشكل كامل، دخل الدولة في مجال حرية الصحافة إذ نص على أنه يحظر على الكونجرس أن يصدر أي قانون يقيد حرية التعبير والصحافة. 
            وتقوم أفكار الليبراليين على أسس أنه لابد من تقديم كل أنواع المعلومات والأفكار للجمهور وأن النقد الحر ضرورة لتحقيق الرفاهية والتقدم وأن الجماهير مجتمعة أو أغلبيتها تستطيع اتخاذ القرارات التي تكون دائماً أقرب إلى الحقيقة وهذه الثقة بالجماهير تجعلها قادرة على انتخاب ممثليهم وتوجيههم وتغييرهم عندما يكون ذلك ضرورياً. 
            ويحدد المفكر الإعلامي السويدي دينيس ماكسويل العناصر الرئيسية لنظرية الحرية فيمـا يلي: . 
            - إن النشر يجب أن يتحرر من أية رقابة مسبقة. 
            - إن مجال النشر والتوزيع يجب أن يكون مفتوحاً لأي شخص أو جماعة من دون الحصول على رخصة مسبقة من الحكومة. 
             - إن النقد الموجه إلى أية حكومة أو حزب سياسي أو مسئول رسمي يجب ألاّ يكون محلاً للعقاب حتى بعد النشر. 
            - ألاّ يكون هناك أي نوع من الإكراه أو الإلزام بالنسبة للصحفي. 
            - عدم وجود أي نوع من القيود على جمع المعلومات ونشرها بالوسائل القانونية. 
            - ألاّ يكون هناك أي قيد على تلقي أو إرسال المعلومات عبر الحدود القومية. 
             

            • درس على الخط رقم 05: النظرية الشيوعية:

              مـقدمـة :

                    إن النظام الإعلامي في أي مجتمع ليس كيانا مستقلا عن الدولة و إنما هو جزء لا يتجزأ من النظام السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي في كل الدول مهما اختلفت مذاهبها و اتجاهاتها و لأن النظام الإعلامي مؤسسة من مؤسسات الدولة و إفراز لفلسفتها و نظامها فمن غير المنطقي تصور وجود نظام إعلامي منفتح في إطار نظام سلطوي و من غير المتصور أن يفرز نظام ديمقراطي، نظام إعلامي سلطوي و مقيد .

                 و باختلاف النظم الإعلامية تختلف أساليب النظم و السيطرة و تفاوت التشريعات الإعلامية من حيث نظرتها لحرية الصحافة و نهجها في التعامل مع جرائم الصحافة و النشر .

                لذا سنتناول في هذا البحث عرضا موجزا لنظريتي الصحافة: النظرية الشيوعية و نظرية المسؤولية الاجتماعية .

              هي من كلمة مشاعية...و المشاعية في المفهوم الماركسيين و الشيوعيين هي مشاعية الملكية و وسائل الإنتاج .

              الشيوعية هي المرحلة التي تلت الإشتراكية و تعد تطورا تاريخيا لها . لقد مثلت الشيوعية مرحلة ثورية جسدتها كل من أفكار كارل ماركس و فريدريك أنجلز و الذين أرادا لهذه الحركة ( الشيوعية ) أن لا تتبلور في بقعة معينة من العالم و إنما أن تحدث في العالم كله . فقد تحدث كارل ماركس في ورقته المعنونة بـ " نظرية قيمة العمل " عن إستغلال البرجوازيين للطبقة الكادحة و كيف أن العامل لا يجني من عائد غير راتبه المقطوع في حين يجني رب العمل الربح الفاحش . و إثر هذا نادى كارل ماركس بالإطاحة بأرباب العمل و عزل البرجوازيين كخطوة أولى نحو تحقيق العدالة الإجتماعية.

              ثم جاء لينين لتطبيق ما جاء به كارل ماركس و بدأ في وضع أساسيات التدابير الثورية و أسس تنظيم الأحزاب الشيوعية . و لقد إرتبط إسمه بالشيوعية هو الآخر حتى أصبحت الأحزاب الموالية لها تنتهج ما يدعى بـ " الماركسية اللينينية"

              و نعني بالماركسية : ايديولوجيا الأحزاب الشيوعية

                  و باللينية : أسس التنظيم .

              و لقد طبقت هذه النظرية في الإتحاد السوفياتي و الدول التي كانت منطوية تحت الإشتراكية .

              يقال أن الهدف الرئيسي للفلسفة الشيوعية هو إقامة مجتمع شيوعي تتحقق فيه العدالة التامة و الإنسانية الكاملة .

              و يقال أن هذا الهدف أيضا لن يتحقق ما لم تسبقه فترة زمنية تتحكم فيها طبقة ""البروليتاريا "" أي الطبقة الكادحة أو العاملة .

              لذا تنظر الفلسفة الشيوعية إلى تاريخ العالم بعد انتصار الاشتراكية فتقسمه إلى قسمين أو مرحلتين :

              1/- مرحلة إنتقالية تدعى : دكتاتورية البروليتاريا .

              2/-  مرحلة المجتمع الشيوعي : و هو المجتمع المنشود الذي تسوده العدالة التامة و الإنسانية الكاملة .

              و من اجل هذا يذهب كارل ماركس الى ان البروليتاريا لابد أن تقوم بالإستيلاء على السلطة بإستخدام العنف و القوة .

              كما يرى أن القانون ليس له صفة القدسية بل إن مصالح الطبقة الحاكمة لطالما كانت هي القانون الحقيقي .

               و هنا صدر أول دستور سوفييتي سنة 1918 و فيه :

              •المهمة الرئيسية للدستور خلال فترة الإنتقال هي إقامة دكتاتورية البروليتاريا في المدينة و دكتاتورية الفلاحين الفقراء في القرية .
              •قمع البرجوازيين قمعا تاما و الحيلولة دون إستغلال الإنسان للإنسان .
              •إزالة الدولة أو الحكومة .

              و في سنة 1936 صدر الدستور السوفييتي و الذي يكرس المبادئ السابقة و على هذه الصورة إبتدع الفقه السوفييتي فكرة إنشاء ما أسماه 

              """ الحزب الشيوعي الواحد """ و الذي يحتل مركزا ممتازا لأنه المحتكر الحقيقي للسلطة السياسية و النشاط السياسي. و هذا الذي أدى به إلى رفض كل معارضة له مهما كان مصدرها. كما أن السلطة التي كانت في يده ليست مبنية على الانتخاب أو التفويض و لكن مبنية على دعواه بأن يمثل طبقة البروليتاريا .

              نقد النظرية الشيوعية:

              لقد إستخدمت النظرية الشيوعية مفردات كثيرة للدعاية أكثر منها للتنظير العلمي كشعارات تكافؤ الفرص، و المساواة، العدالة الإجتماعية، و رفع الإستغلال عن طبقات الشعب العامل.

              كما أن النظرية الشيوعية ليست في حقيقتها إلا صورة جديدة من صور السلطة إذ أنها تهدف إلى غاية واحدة (صالح المجتمع كما تزعم ) لذا فلا حرية لأي فرد في أن يختار شيئا غير ذلك و هي ترفض أي معارضة مهما كان مصدرها.

              كما أن الفقه السوفيتي منذ البداية أكد أو أقر بإستعمال العنف و القوة من أجل نشر المذهب الشيوعي .

              لقد قيدت هذه النظرية حرية الصحافة حيث وضع لينين تعريفا للجريدة يقول فيه:  "" الجريدة ليست  أداة  من أدوات الدعاية الجماعية أو الإثارة الإجتماعية بقدر ماهي أداة للتنظيم الإجتماعي ""


              • درس على الخط رقم 06: نظرية المسؤولية الإجتماعية

                ظروف ظهور النظرية :

                       جاءت هذه النظرية لتنقد مبدأ النظرية الليبرالية ألا وهو الحرية المطلقة. إذ أن وسائل الإعلام أصبحت تحت هذا الشعار ( الحرية المطلقة ) تعرض الأخلاق العامة للخطر وتقحم نفسها في حياة الأفراد الخاصة دون مبرر، و تبالغ في الأمور التافهة من أجل الإثارة و تسويق المادة الإعلامية الرخيصة ، كما أن الإعلام أصبح يحقق أهداف الأشخاص على حساب مصالح المجتمع و ذلك من خلال توجيه الإعلام لأهداف سياسية و إقتصادية.

                      فالحرية المطلقة تعني الفوضى  وهذا يسيء للمجتمع و يمزقه.و إثر ذلك كان من الضروري وجود نظرية أخرى على الساحة تضبط هذه الفوضى و تنظمها. وكان ذلك إبتداء من العقد الثاني من القرن العشرين حين بدأت المراجعات النقدية للنظرية الليبرالية و التي بلغت ذروتها بعد نهاية الحرب العالمية الثانية عندما تشكلت لجنة حرية الصحافة المكونة من 12 أستاذا أكاديميا يرأسهم البروفيسور "روبر و التي ضمت بين أعضائها أبرز الصحافة الأمريكية مثل " وليم ديفرز"،" تيودور بترسون" .

                      أجرت اللجنة دراستها على الصحافة الأمريكية بتمويل من مجلة تايم الأمريكية و دائرة المعارف البريطانية و قدمت تقريرها في كتاب أعدته اللجنة كاملة عام 1947 بعنوان " صحافة حرة مسؤولة" .

                و لقيت دعوة اللجنة الى الصحافة الحرة المسؤولة، صدى داخل الولايات المتحدة و خارجها في بلدان أوروبا و على رأسها المملكة المتحدة فتشكلت اللجنة الملكية الأولى للصحافة عام 1949 و دعت إلى إلتزام العاملين في الصحافة بمسؤوليتهم الإجتماعية و كذا تشكل مجلس الصحافة.

                معاييرها و مبادؤها :

                و تقوم هذه النظرية على معايير أساسية و هي:الصدق، الموضوعية، التوازن، الدقة.

                و من أهم المبادئ التي تقوم عليها النظرية هي التي يلخصها دينيس ماكويل فيقول:

                .1أن الصحافة و كذلك وسائل الإعلام الأخرى يجب أن تقبل، وأن تنفذ إلتزامات معينة تجاه المجتمع.
                .2يمكن تنفيذ هذه الإلتزامات، من خلال الإلتزام بالمعايير المهنية لنقل المعلومات مثل: الحقيقة و الدقة و التوازن و الموضوعية.
                .3لتنفيذ هذه الإلتزامات يجب أن تنظم الصحافة نفسها بشكل ذاتي.
                .4إن الصحافة يجب أن تكون متعددة و تعكس تنوع الآراء و تلتزم بحق الرد.
                .5إن الصحافة يجب أن تتجنب نشر ما يمكن أن يؤدي إلى الجريمة والعنف والفوضى الإجتماعية أو توجيه أي إهانات إلى الأقليات.

                إن هذه النظرية تهدف الى: رفع مستوى التصادم إلى مستوى النقاش الموضوعي البعيد عن الإنفعال، كما تهدف إلى الإعلام و الترفيه و الحصول على الربح إلى جانب الأهداف الإجتماعية الأخرى.

                فالحرية تنطوي على قدر كبير من المسؤولية الإجتماعية و لهذا فالحرية ليست حقا طبيعيا يعطى دون مقابل، بل حقا مشروطا بمسؤوليات يمارسها الإنسان إتجاه نفسه و إتجاه المجتمع، و لا حق لأحد بالإعتداء على حريات الآخرين، أي أن الحكومة و الشعب يعطيان وسائل الإتصال و الإعلام حقهما في حرية التعبير و لكن في نفس الوقت يمكن أن تفقد هذا الحق فيما لو أسيء إستعماله

                و لا يمكن عزل المجتمع و وسائل الإتصال و الإعلام الجماهيرية و الدولة عن بعضها البعض.

                لأن التمتع بالحقيقة و حرية الرأي أمران ضروريان للأطراف الثلاثة:

                -الدولة
                -المجتمع
                -وسائل لإتصال و الإعلام الجماهيرية.

                      قدم الأستاذ الأمريكي:هوكيرتس مونتجري في كتابه "مسؤولية رفع المعايير" رؤية جديدة للمسؤولية، تقول إنه إذا قامت الصحافة بإعلام الناس، و المحافظة على خصوصيتهم، و مراعاة قيمهم، فهذه نصف المسؤولية و لكن النصف الآخر هو بيان مسؤولية الجماهير، تجاه المادة المذاعة، التي هي بدورها تجاه أنفسهم، إذ يجب على الجمهور ألا يتعامل مع ما يقدم من خلال الصحافة و التلفزيون، على أنه وجبة، كتلك التي يشتريها من السوبرماركت بل عليه أن يدرك الوقائع، و لا يتقبلها كما يقرؤها أو يسمعها، بل يزن الأفكار التي تتفق أو تختلف مع ميوله و يضع إفتراضاته الأساسية محلا للنقاش.

                -نقد النظرية:

                 مجمل الأفكار التي طرحتها هذه النظرية لم تكتمل أمامها، فرصة التنفيذ، بشكل تام، فقد نظر الصحفيون الأمريكيون إلى هذه الأفكار على أنها تمثل إتجاها نحو الإشتراكية و خطرا على حرية الصحافة، كما قوبلت هذه الأفكار بمعارضة عنيفة من مجموعات ملاك الصحف.

                و مع ذلك يمكن القول أن نظرية المسؤولية الإجتماعية قد حققت بعض النتائج الإيجابية، في بعض دول أوربا، مثل السويد التي واجهت حظر سيطرة الإحتكارات على صحافتها، بإستثناء نظام لتقديم إعانات حكومية للصحف  بهدف المحافظة على التنوع الصحفي، مما أدى خلال حقبة الستينات إلى المحافظة على بقاء كثير من الصحف الصغيرة في السويد. و لكن الفكرة لقيت رفضا شديدا في بريطانيا و غيرها من دول أوربا خوفا من إستغلال الحكومات لها، في التدخل في شؤون الصحافة، كما صدرت قوانين للحد من الإحتكار و التركيز في ملكية الصحافة في بريطانيا و فرنسا و لكنها لم تستطع أن توقف معدل تزايد التركيز، و الإحتكار أو تحافظ على بقاء الصحف الصغيرة


                • درس على الخط رقم 07: نظرية الحتمية الرقمية

                   ولد مارشال ماكلوهان في 21 جوان 1911 م في  كندا  و إسمه الكامل هو هيربرت مارشال ماكلوهان،  Herbert Marshal Mac.luhanدخل جامعة  مانيتوبا Manitoba و كان ينوي  دراسة  الهندسة،  ولكنه درس الأدب الإنجليزي وحصل على الماجستير  في ســنة 1934م .وبعـد أن حصــل علــى الدكتــوراه في سنة 1943م من جامعة كامبردج، درّس في عدة جامعات

                  ومعاهد أمريكية  وكندية . ولكن منذ سنة 1947 عمل أستاذا للآداب في جامعة تورنتو  إلى أن توفى سنة 1980م ، وقد نشر ماكلوهان المئات من المقالات في عدة مجلات ومن أهم كتبه التي أصدرها هي :

                  مجرة غوتمبرغ   1962    la galaxie Gutenberg

                  معرفة وسائل الإعلام   pour comprendre les media 1964

                  الحرب والسلم في القرية الكونية 1968Guerre et paix dans le village planétaire

                      يعرض  ماكلوهان أربع مراحل تعكس في رأيه تطور الإتصال في التاريخ الانساني  ويمكن ذكرها كما يلي :

                  1- المرحلة القبلية ، عصر ما قبل التعلم .

                  2- عصر كتابة النسخ التي ظهرت في اليونان القديمة

                  3- عصر الطباعة : من سنة 1500 إلى سنة 1900 تقريبا

                  4- عصر وسائل الإعلام الإلكترونية: من سنة 1900 تقريبا، حتى الوقت الحالي.

                  •1ـ المرحلة القبلية : (مرحلة ما قبل التعلم أو السمعية الشفهية)

                        تعتبر اللغة من أقدم وسائل الاتصال التي استخدمها الإنسان واعتمد عليها للاتصــــال مع الآخريــــــن كما استخدم الذاكرة في تخزين معلوماته  مما أدى الى بلوغ مهارة الحفظ لديه ، فأصبح للكلمة قوة تعبيرية كبيرة ،لذلك فهي أول شكل من أشكال الإعلام والاتصال. ويقول ماكلوهان بما أن  اللغة وسيلة اتصال أساسية  فمن دونها لا تتحقق عملية الاتصال الجماهيري بمعناها المعروف،  ومن هنا يمكن اعتبار جميع وسائل الاتصال الجماهيرية امتدادا لها (اللغة) لذلك يجب معرفة كيفية معالجتها واستخدامها كوسيلة تعبير وتوصيل وتأثير. لأن الناس يتكيفون مع الظروف المحيطة ، وكل اختراع تكنولوجي جديد يعمل على تغيير التوازن بين الحواس . فقد كان الإنسان يستخدم كل حواسه، ولكن في حدود الصوت...

                      ونظراً لأن الناس في ظل هذا النظام كانوا يحصلون على معلوماتهم أساساً عن طريق الاستماع إليها من أناس آخرين، فقد أقترب الناس من بعضهم البعض، في شكل قبلي، وقد فرض عليهم أسلوب حصولهم على المعلومات أن يؤمنوا بما يقوله الآخرون لهم بشكل عام، لأن تلك هي المعلومات الوحيدة المتوافرة لهم، (فالاستماع كان يعني الإيمان)

                  •2 ـ مرحلة كتابة التي ظهرت في اليونان القديم:

                       ريشة الكتابة وضعت نهاية للكلام وساعدت في تطوير الهندســة وبنـــاء المدن، وكانت هي الأداة أو الوسيلــة الأساسية التي جعلت دورة الحضــارة  تبدأ ، فكانت خطوة إلى الأمام من الظلام إلى نور العقل، فاليد التي قامت بملء صفحات الجلود والرقوق بالكتابة هي نفسها التي قامت ببناء المدن ، وتعلم الإنسان رسم ما يقوله (الحديث) ، كما تعلم كيف يلون الفكر ويجعل له بناء أو كيان ، فالحروف الهجائية جعلت عالم الأذن السحري يستسلم لعالم العين المحايد.

                  3 ـ مرحلة الطباعة :

                     يقول ماكلوهان أن تطور الصحافة المطبوعة في القرن الخامس عشر بفضل اختراع جوتنبرج للحروف المتحركة كان أكثر الابتكارات التكنولوجية تأثيراً على الإنسان  فالمطبوع جعل الإنسان يتخلص من القبيلة، وأصبح الواقع يأتي إلينا قطرة  قطرة في الوقت الواحد، فالواقع يأتي مجزئاً ويأتي بتسلسل فهو مجزأ على طول خط مستقيم، وهو تحليلي ومختصر ويقتصر على حاسة واحدة، وعلى وجهة نظر موحدة، ويمكن تكرارها. وبفضل الصحافة المطبوعة حدث تغير جذري، فبدأ الأفراد يعتمدون في الحصول على معلوماتهم أساساً على الرؤية، أي على الكلمة المطبوعة، لذلك أصبحت حاسة الأبصار هي الحاسة المسيطرة، بدلا من الاعتماد على الاستماع، أي على الكلمة المنطوقة،  ويقول ماكلوهان أن جميع الأشكال الميكانيكية برزت من الحروف المتحركة فالحروف نموذج لكل الآلات ، فهذه الثورة التي حدثت بفضل المطبوع فصلت (القلب عن العقل) و (العلم عن الفنون ) مما أدى إلى سيطرة التكنولوجيا والمنطق السطري.

                  4 ـ عصر وسائل الأعلام الإلكترونية:(العودة الى القبلية) 1900

                          يسمي ماكلوهان المرحلة التي نعشيها حاليا عصر  (الدوائر الإلكترونية) ، تتمثل بشكل خاص في التليفزيون والكومبيوتر، فالإلكترونيات بتوسيعها وتقليدها لعمل العقل البشري، وضعت نهاية لأسلوب تجريد الواقع، وأعادت القبلية للفرد مرة أخرى...

                      بعدما عمل المطبوع على تقسيم المجتمع إلى فئات ها هي وسائل الاعلام الالكترونية تعمل على ارجاع الناس مرة أخرى للوحدة القبلية وتجعلهم يقتربون مرة أخرى من بعضهم البعض .ومن هنا قال ماكلوهان أن وسائل الإعلام  تحول العالم الى قرية عالمية  تتصل في إطارها جميع أنحاء العالم...

                      ويرى ماكلوهان أن الطبقة الاجتماعية العليا  (الشباب ) هي من يجيد ويتقن لغة وسائل الأعلام ،  وقدم مثال على ذلك في مقارنة بين فرد من جيل التلفزيون وقدرته على إدراكه للنمط ، بحيث يتعلم اللغة كلها بما في ذلك التنغيم والأوزان ، بينما الرجل المتعلم  يحاول أن يحول الأصوات الى مطبوع في عقله فيتأخر تعلمه، ويبذل مجهودا مضنيا في ذلك.

                    نظرة ماكلوهان لوسائل الإعلام:

                  •القرية الكونية أو القرية العالمية :

                      قد اختار ماكلوهان مصطلح "القرية الكونية" ليسلط الضوء

                  على ملاحظته المهمة والتي يرى من خلالها أن النظام الإلكتروني (الإعلام) يعمل على تكامل كوكب الأرض ،أي أنه إذا وقعت حادثة في أي منطقة من العالم يمكن أن تراها و تتأثر بها المناطق الأخرى في ذات الوقت.

                   ويرى ماكلوهان أن في التقدم الاتصالي التكنولوجي عودة جديدة الى علاقات آنية ومتصلة ومباشرة في التخاطب تشبه العلاقات القبلية.

                  الوسيلة هي الرسالة :

                      إذ قال أن وسيلة الاتصال التي يستخدمها الناس في حقبة اتصالية معينة هي أهم من المضمون الإعلامي نفسه، فالوسيلة بحسب ماكلوهان هي التي تشكل مدركات الإنسان وتؤثر في اتجاهاته لأنها هي التي تحدد كيفية تلقي الفرد للمضمون ...

                    فوسائل الإعلام لا تنقل فقط المعلومات ولكن تقول لنا ما هو نوع العالم الموجود ، وهذا لا يجعل حواسنا تثار وتتمتع فقط ، وإنما تعدل نسبة استخدامنا لحواسنا كذلك ، وتغيّر في شخصيتنا ...

                  •وسائل الإعلام  الحارة والباردة :

                     1 ـ وسائل الإعلام الحارة :

                    هي التي تزود الإنسان بعناصر إخبارية كثيرة

                  وتمده بعدد من القوانين والشفرات المســاعدة

                  في فك الرموز والدلالات وفهم الرسالة  بيســر

                  وسهولة ، بغض النظر عن فقر الرسالة وأهميتها .

                    ويعد المذياع و الصور التلفزيونية والسينمائية من الوسائل الحارة لأنها بليغة ومعبرة ودالة بذاتها  بحيث تعفي المتلقي من التخريجات والتأويلات التي قد يضيع معها ، والوسائل الحارة لا تقتضي مشاركة الملتقي ، فهو يتلقاها براحة وسكينة وكسل .

                     2 ـ وسائل الإعلام الباردة :

                      هي تزود المتلقي بعناصر إخبارية قليلــــة

                  ومحدودة مما يضطره للمشاركة بقوة في عملية

                  إنتاج الدلالة والمعنى استكمالا لملء الفراغات

                   والفجوات والخطابات الغائبــة.وهي تحتاج لقدر

                   كبيرمن الخيال. كبعض الأفلام التلفزيونية .

                     إن تأثير كل وسيلة على بناء المجتمع يتوقف ، إلى حد كبير، على درجة حرارتها  فإن الوسيلة الساخنة تسمح بمساهمة أقل من الوسيلة الباردة، فالمحاضرة مثلا تسمح بمساهمة أقل من الندوة ( السمنار) ، والحكم على تلك الوسائل على أنها باردة أو ساخنة  بسبب المدى الذي تشترك به حواسنا في كل منها عند تلقيها.

                  النقد الموجه للنظرية الحتمية  الرقمية:

                  النقد يتهم نظرية  ماكلوهان بالبساطة المفرطة, فالثورات (تكنولوجية كانت أو اجتماعية) لا تبدأ أو تنتهي في نقطة زمنية محددة أو مكان واحد .

                  و إحدى الناقدات لهذه النظرية إليزابيث أيزنشطاين تقول : أن تكنولوجيا المطبعة تطورت في الصين مئات السنين قبل تطورها في أوروبا، لكن الخلفية الاجتماعية في الصين لم تجعلها وسيلة اتصال جماهيرية. الأمر الذي جعل من المطبعة وسيلة للاتصال الجماهيري في أوروبا الاضطراب وعدم الاستقرار , ويظهر هذا بشكل خاص في فترة النهضة  الأوربية التي بدأت في القرن الرابع عشر (14م)

                     و يرى (ريتشارد بلاك) أن (القرية العالمية ) التي زعم ماكلوهان وجودها، لم يعدلها وجود حقيقي في المجتمع المعاصر و يوضح أن التطور التقني الذي استند إليه ماكلوهان عند وصفه للقرية العالمية استمر في مزيد من التطور، بحيث أدى إلى تحطيم هذه القرية العالمية وتحويلها إلى شظايا .

                      فالعالم الآن اقرب ما يكون إلى البناية الضخمة التي تضم عشرات الشقق السكنية التي يقيم فيها أناس كثيرون ولكن كل منهم يعيش في عزلة، ولا يدرى شيئا عن جيرانه الذين يقيمون معه في البناية نفسها ، ويمكن أن يوصف هذا التطور بأنه تحول من التجميع إلى التفتيت أو اللامركزية.

                  لقد ظل الاتجاه الرئيسي لوسائل الاتصال الجماهيرية، حتى ما قبل عشرين عاما، يميل إلى توحيد الجماهير بمعنى نقل الرسائل الاتصالية نفسها إلى قطاعات جماهيرية واسعة، أو توحيد الرسائل وتعدد الجماهير المستقبلة لهذه الرسائل.

                      أما الاتجاه الجديد للاتصال وتدفق المعلومات على الصعيد العالمي، فقد بدأ يتجه نحو لا مركزية الاتصال، بمعنى تقديم رسائل متعددة تلائم الأفراد أو الجماعات الصغيرة المتخصصة.

                      إن تصور القرية العالمية بحاجة الآن إلى مراجعة وإعادة نظر، بعد أن جعلت التقنيات الحديثة خبرات القراءة والاستماع والمشاهدة، خبرات فردية معزولة بدلا من تحويلها إلى خبرات جماعية مشتركة وأصبحت جماهير وسائل الإعلام تتجه نحو مزيد من التشتت والتناثر.



                  • هذا الموضوع

                    درس على الخط رقم 08: نظريةالحتمية القيمية

                    • النظام الاجتماعي والبعد الحضاري والقيمي هي السمات التي تميز نظرية الحتمية القيمية عن بقية نظريات الاتصال الأخرى فقد أعطت أهمية كبيرة  في العملية الاتصالية التي تتم بين مرسل ومستقبل وفي ظروف معينة - لعنصر القيم كأساس لبناء ونجاح العملية الاتصالية ، وترى بأن الإعلام إنما هو رسالة وأن أهم ما يمكن أن تقاس به الرسالة هو القيم التي تمثلها تلك الرسالة .

                         إذ يرى عزي عبدالرحمان أن القيم في أساسها ترتبط ارتباطا وثيقا بالمعتقدات، كما أنها أيضا تمثل أهم ركائز الثقافة السائدة داخل المجتمعات .

                       وإن مبادئ هذه النظرية في الاعلام من حيث  الاسس والمصادر هي : القرآن الكريم والسنة النبوية ونصوص التجديد في التراث  من أمثال الإمام الغزالي  وابن الجوزي وغيرهم ...، كما أن خلفيتها الاجتماعية يمثلها ابن خلدون ، والخلفية الحضارية يمثلها مالك بن نبي .

                      -الاتصال ينقل دائما القيم الثقافية والروحية والحضارية التي تدفع الفرد والمجتمع لتحقيق التقدم والتطور    (القيمة هي الرسالة)
                      - فعل القيم دور في صناعة الرأي العام وذلك بممارسة الفرد لمسؤولياته الأخلاقية ، وقد ربط  الرسالة بالقيمة  فكلما كان الابتعاد عن القيمة أكبر كان التأثير السلبي أكثر .
                      - كره  يعكس ثورة الأفكار وصراع الحضارات والقيم من خلال وسائل الإعلام (العوامل الاجتماعية والثقافية والحضارية والتاريخية التي ساعدت على تبلور هذه النظرية.وهذا في العقدين الأخيرين من القرن الماضي )
                      ¨هناك قرية المجتمع الاسلامي هي الوحيدة التي تعارض قرية ماكلوهان

                          إذا أخذنا في الاعتبار الثقافات الأخرى  في افريقيا وآسيا وأمريكا...هي تتكامل  بشكل عفوي في مركز الثقافة الغربية  إذا : العالم هو القيمة الأخلاقية والدينية

                      -رأى دخال الثقافة في التقنية من أجل تحقيق التنمية الحقيقية ، وذلك بدمج التقنية في المنظور الثقافي القيمي للمجتمع.

                      نقاط الإختلاف بين النظريتين من خلال النقاط التالية:

                       1 ـ يشتركان في المقياس الذي يعالجان به أزمة علوم الاعلام من الزاوية العلمية وذلك من خلال المرجعية الاجتماعية التي تعد مصدر قوة نظريات الاتصال الغربية.

                       2 ـ  تشترك عندهما الظاهرة الاعلامية الاتصالية في هذه المركبات أو العناصر : المرسل ـ الرسالة ـ الجمهور ـ الأثرـ الوسيلة 

                        3 ـ  كلاهما نظريتين من نظريات الإعلام و الاتصال تناولا و اهتما بموضوع الاتصال الجماهيري .

                        4 ـ كلاهما يمكن تصنيفهما ضمن النظريات النقدية ، إذ نلتمس بل يتضح ذلك  (الروح النقدية) في طرحهما ونظرتهما للعملية الاتصالية