يعد الاتصال بين الأفراد  والجماعات من الأدوات الأساسية للتفاعل الاجتماعي، وتتنوع أشكاله وفق طبيعة الموقف الاجتماعي وظروف التفاعل، والخصائص الاجتماعية والثقافية للمتفاعلين. وتتضح أهمية الاتصال في بلورة اتجاهات الأفراد والجماعات الإنسانية وقيمهم وتصوراتهم المختلفة حيال ظواهر الكون، دعماً لصور الارتباط الذي يحصل بينهم.

ويعتمد الاتصال الإنساني على تقنيات تسهل عمليات التفاعل الإنساني. وقد تطورت تلك التقنيات عبر مراحل التطور العلمي والتكنولوجي من التقنيات البسيطة وحتى التقنيات المعقدة الآن. وقد تبلورت تقنيات الاتصال الحديثة في قنوات عدة تمثلت في: تقنية البث الفضائي، وشبكة الإنترنت، والهاتف النقال وما صاحبهم من تطبيقات تقنولوجية فعالة، تستخدم في كافة مجالات الحياة الاجتماعية، الأمر الذي  أثر وبشكل فعَّال في تغيير صور العلاقات الاجتماعية، وتشكيل نمط جديد من التصورات والأفكار لدى الأفراد حيال ظواهر الواقع الاجتماعي، ومن ثم بروز نمط جديد لمكونات التربية والتعليم الآن.

وتعد تكنولوجيا الاتصال اليوم عصب التنمية في ظل موجات التقدم  العلمي، والعنصر الجوهري في تطور البشرية ورقيها وتوسع إمكانياتها وطاقاتها، حيث انعكست مختلف النتاجات التقنية السريعة على المجتمع العالمي ككل، وشكلت العامل الأساسي في حركة البشر خلال القرن الحالي، وأصبح الإنسان يعيش على أوتار حركة هذا التقدم وتقنياته وأنغامه المتواترة.

إن العامل الأساسي وراء عمق هذا التأثير، يتمثل في هذا التطور المذهل في طبيعة الاتصالات، حتى غدا العالم أجمع قرية صغيرة، ليس فيها بعيد، بمفهوم يدعى بالعالمية أو الكونية التي تعني زوال الحواجز والحدود الثقافية والاقتصادية بين الشعوب، كما تعني سهولة التواصل الإنساني وسرعته الفاعلة لحظيا، بحيث أصبح العالم أجمع مجبر على التفاعل مع مختلف الثقافات التي يضمها.

ومن مظاهر التقدم عالميا، استخدام تطبيقات التكنولوجيا الرقمية في كل مجالات الحياة، وأصبحت المعلومات الرقمية تحيط بنا من كل جانب، ونتيجة للثورة الرقمية تبدلت أهداف التربية وسياسات التعليم، وتغير شكل مؤسساتنا التعليمية وبرامجها التعليمية، فأصبحت تسعى نحو تحقيق الأهداف التي تساعد  الأفراد  على التكيف والتجاوب مع متغيرات وتطورات هذا العصر، والبحث عن طرق جديدة في تنمية مهارات التفكير لدى  المتعلمين ليكونوا شركاء في هذا التطور السريع والمذهل.

ونظرا لسهولة استخدام تلك الوسائط وانتشارها السريع وقدرتها على نقل المعارف والمعلومات، وتميزها بوظائف تعليمية وتثقيفية، فقد أضحى حقل التعليم أهم الحقول لتوظيف تلك التطبيقات الاتصالية في مجال بلوغ الغايات الكبرى للتربية، والاعتماد عليها في تحقيق الأهداف التعليمية ضمن برامج المؤسسات التعليمية بجميع مراحلها، ومن ثم فقد ساعدت على تطوير مناهج التعليم، حيث أصبح يعتمد عليها في جميع مناشط الحياة التعليمية في المؤسسات التربوية.