حتى يمكن فهم النظم القانونية الحديثة على وجهها الصحيح، لابد من الرجوع إلى مصادرها التاريخية، وعندئذ يمكن معرفة مدى فضل الأمم القديمة على الأمم الحديثة، ومقدار المعرفة التي قدمتها الشعوب التي  خلت للشعوب المعاصرة

إن النتيجة التي سنصل اليها، هي أن النظم الحديثة هي نتاج للتغيرات التي حدثت في النظم التي سبقتها، ولذلك فإنه من البديهي في الفقه القانوني الرجوع الى الماضي، لأن أحسن وسيلة لمعرفة أين تسير هي معرفة من أين أتيت

وفي دراستنا لتاريخ النظم القانونية، سوف يتم التركيز على تلك النظم التي أثرت في تطور الفكر القانوني العالمي والتي لنا علاقة بها، ولذلك سوف نُفرد الدراسة لتاريخ النظم التي سادت في حوض البحر الابيض المتوسط ومن أهمهاحضارة بلاد الرافدين في الشرق، والحضارة الرومانية في الغرب، ثم نعقبها بالتطرق للبحث في النظم الاسلامية التي انتجتها الأمة الاسلامية في أزهى عصورها